logo

logo

logo

logo

logo

النبهاني (يوسف بن اسماعيل-)

نبهاني (يوسف اسماعيل)

Al-Nabahani (Yusuf ibn Ismael-) - Al-Nabahani (Yusuf ibn Ismael-)

النبهاني (يوسف بن اسماعيل ـ)

(1265ـ 1350هـ/1849ـ1932م)

 

يوسف بن إسماعيل بن يوسف بن إسماعيل بن محمد ناصر الدين، أبو المحاسن النبهاني الفقيه الأديب الشاعر.

ولد في قرية (اجزم) من أعمال حيفا بفلسطين لعائلة تعود بنسبها إلى بني نبهان من عرب البادية في فلسطين. ونشأ في قريته وانتسب إلى مدرستها، وقرأ القرآن على والده، ثم أرسله إلى الأزهر فأمضى فيه ست سنوات أنهى فيها دراسته لعلوم الشريعة، وتأثر بأفكار شيوخ الأزهر المحافظة، وبعد تخرجه سافر إلى الأستانة وعمل في صحيفة «الجوائب» محرراً ومدققاً لغوياً، ثم عاد إلى بلاد الشام واشتغل بالقضاء، فتولى قضاء جنين والموصل واللاذقية والقدس، وصار رئيس محكمة الحقوق في بيروت، وترك العمل في القضاء أواخر حياته وجاور في المدينة المنورة، وعاد أخيراً إلى قريته وتُوفيّ بها.

كان يوسف النبهاني من علماء الدين البارزين، ألمّ بعلوم الدين المختلفة كالحديث والفقه والتفسير والسيرة النبوية والتصوف، وصار رأس الاتجاه الإسلامي المحافظ في أيامه، يرفض كل توجه في المفاهيم الدينية وطرائق تطبيق الشريعة، لذلك هاجم دعاة الإصلاح مثل جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده ورشيد رضا، وكان يرى أن الإصلاح الذي يدعون إليه مأخوذ عن الحركة البروتستنتية المسيحية، وليس في الدين الإسلامي ما يدعو إلى الإصلاح، وبذلك كان يمثل التوجه الفكري للخلافة العثمانية في عهد السلطان عبد الحميد، فكان يلقى دعم الدولة العثمانية ورعايتها.

تدل مؤلفاته العديدة على أنه كان مستغرقاً في التدين، شديد الإخلاص لتوجهه فيه، داعية إلى منهجه الجامع بين الأصول الإسلامية وبين التصوف، يؤمن بالكرامات واستمداد العلم عن طريق القلب، ويرى العمل بالرؤيا والأخذ بها، ويريد الذب عن الإسلام والتنبيه على المخاطر التي تأتيه من الخارج، والمتمثلة بالترويج لأفكار الغرب وحضارته، والمخاطر التي تتهدده من الداخل، والمتمثلة بالمذاهب الإسلامية التي تخالف رؤيته، فساوى بين التشيع والأصولية الوهابية، وهاجم خصوم التصوف كابن تيمية وابن قيم الجوزية، وهاجم دعاة الإصلاح، ودعا إلى تربية النشء تربية إسلامية صحيحة، تحصنه من مغريات الحياة الحضرية ومن الأفكار المستوردة ومن اجتهادات الفرق المختلفة.

اتسم يوسف النبهاني بهمة عالية، وقدرة كبيرة على التصنيف، ودأب على نشر مصنفاته وتوزيعها، باحثاً عن الدعم المالي والمعنوي لنشرها على أوسع نطاق ممكن، فكان يعمل على توزيع مؤلفاته الصغيرة مجاناً، معتقداً أنه يؤدي رسالة منوطة به، تساعفه في ذلك ثقافة دينية وتراثية كبيرة، وقدرة على النظم والنثر، وصبر على مطالعة الكتب واستخراج مراده منها، وقد بلغت مصنفاته المعروفة ستة وخمسين مصنفاً، طُبع منها ثمانية وأربعون كتاباً ما بين رسالة صغيرة وكتاب كبير، منها «جامع كرامات الأولياء» و«المجموعة النبهانية في المدائح النبوية»، و«رياض الجنة في أذكار الكتاب والسنة» و«خلاصة الكلام في ترجيح دين الإسلام»، و«الفتح الكبير في ضم الزيادة إلى الجامع الصغير» و«هاوي المريد إلى طريق الأسانيد»، و«منتخب الصحيحين من كلام سيد الكونين» و«وسائل الوصول إلى شمائل الرسول» و«أفضل الصلوات على سيد السادات» و«دليل التجار إلى أخلاق الأخيار» و«تهذيب النفوس» و«الأساليب البديعة في فضل الصحابة وإقناع الشيعة» و«إرشاد الحيارى في تحذير المسلمين من مدارس النصارى» و«تنبيه الأفكار إلى حكمة إقبال الدنيا على الكفار» و«أحاديث الأربعين في وجوب إطاعة أمير المؤمنين» و«التحذير من اتخاذ الصور والتصاوير» و«الشرف المؤبد لآل محمد» و«نجوم المهتدين في دلائل النبوة» و«الأنوار المحمدية» و«علامات قيام الساعة الصغرى والكبرى» و«إتحاف المسلم بما في الترغيب والترهيب من أحاديث البخاري ومسلم» و«النظم البديع في مولد الشفيع».

وللنبهاني شعر كثير في المدح والهجاء، ولكن معظمه في المدائح النبوية والابتهال والاستغفار والمواعظ، وله منظومات وأراجيز كثيرة في موضوعات مختلفة، ولا يخرج شعره عن الأسلوب التقليدي مع شيء من الصنعة التي أثقلته مع استخدامه لعلومه ومعارفه، فجاء أقرب إلى نظم العلماء منه إلى شعر الشعراء، واستخدمه في إظهار مقاصده وإيصال مواقفه وأفكاره، مسقطاً الصنعة الفنية والمتعة الشعرية.

ومن نثره الدال على حاله ومواقفه وأسلوبه فيه قوله في خاتمة المجموعة النبهانية في المدائح النبوية:

«يقول جامعها الفقير يوسف النبهاني ـ عفا الله عنه ـ: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، قد تمت بعونه ـ تعالى ـ وحسن توفيقه هذه المجموعة الفريدة على أكمل وجه قدرت عليه بعد تحمل المشقات العظيمة في جمعها وإتقان وضعها وتصحيح طبعها، حتى جاءت بالاتفاق سيدة المجاميع على الإطلاق… وكان تمام جمعها وطبعها في أيام خلافة السلطان الأعظم والخاقان الأفخم، مجدد الدولة العلمية العثمانية، مؤيد الملة الإسلامية المحمدية، حضرة سيدنا ومولانا السلطان الغازي عبد الحميد خان الثاني، أمير المؤمنين وخادم الشرع الشريف والدين المبين، أدام الله به عز الدولة والدين، وأطال عمره بالعز والنصر والتأييد والتمكين، بجاه سيد المرسلين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين».

وأضاف طالباً المساعدة على نشر مؤلفاته:

«وأسأل إخواني المسلمين أن يؤازروني ويعينوني على بيعها وسرعة نفاذها، فإن ذلك يهمني لوفاء ديونها. وليعلموا أن هذه الخدمة من أفضل الخدمات المبرورة عند الله ورسوله، لاسيما في هذا الزمان الذي نرى فيه غير المسلمين ينفقون النفقات العظيمة، ويتحملون المشقات الثقيلة في سبيل نشر أديانهم. أفلا تعينوني يا إخواني المسلمين على نشر محاسن ديننا الحق المبين، وأنا وحدي ـ كما ترون قد وفقني الله ـ تعالى ـ بفضله وببركة حبيبه الأعظم، صلى الله عليه وسلم، في هذه المدة القصيرة لنشر هذا المقدار العظيم من الكتب النافعة التي لم تنشر مقدار ربعها تلك الجمعيات العظيمة في كثير من السنين…».

ومن شعره قوله في مدحة نبوية، يشكو:

كلما قلت: سُرّ قلبي الحزينُ       ثار من عكر الهموم كمين

فكأن السرور في وسط حصن     حوله من صروف دهري حصونُ

أيها النفس بالمشُفَّع لُوذي         فسيأتيك منه فتح مُبينُ

سيدي أبا البتول دهتني           أيُّ حرب من الخطوب زبونُ

وذنوبي قد أثقلتني وديني         بحقوقٍ لم أقضهنّ رهينُ

ونثره ـ وإن حمل بعض السمات الأدبية ـ نثر علمي عرض فيه أفكاره ومشاعره، وغايته فيه الإفهام والإقناع وليس الإمتاع والإدلال بالإبداع الأدبي، وما يُرى فيه من تقسيم وموازنة وسجع في بعض الأحيان سنة اتبعها جميع الكتاب في عصره، ولاسيما في النثر الديني، وفي خطب الكتب وخواتيمها.

محمود سالم محمد

 مراجع للاستزادة:

 

ـ عبد الرزاق بيطار، حلية البشر، تحقيق محمد بهجت البيطار (دار صادر، بيروت 1993).

ـ رضا كحالة، معجم المؤلفين (مؤسسة الرسالة، بيروت 1993).

ـ محمد خير رمضان، معجم المؤلفين المعاصرين (مكتبة الملك فهد الوطنية، الرياض 2004).

ـ سركيس، معجم المطبوعات العربية (مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، د.ت).


التصنيف : اللغة العربية والأدب العربي
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد العشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 451
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1055
الكل : 58481406
اليوم : 53920

الإخراج الفني

الإخراج الفني   الإخراج الفني direction هو رواية قصة ما عن طريق أداء حركات تمثيلية في المسرح أو السينما أو التلفزيون في أسلوب فني وتقني معبّر، توضح حوادث القصة بغرض المشاهدة، واستخدام المؤثرات السمعية والبصرية، وتدريب الممثلين على التنفيذ. الإخراج المسرحي تعد وظيفة المخرج المسرحي إدارة جميع مراحل العمل الإبداعي لمسرحية ما. ويرادف مصطلح «المخرج» في اللغة الإنكليزية كلمة «المدير» director، لأن المخرج يتحمل مسؤولية إدارة العمل وتنظيم جميع أفراده الفنيين من ممثلين وتقنيين، من أجل تحقيق التصور الجمالي الذي يعبر عن تفسير المخرج لنص المؤلف. أما المصطلح الفرنسي mise en scène فإنه يشير إلى رسم حركة المشاهد.
المزيد »