logo

logo

logo

logo

logo

ابن النحاس (فتح الله بن عبد الله)

نحاس (فتح الله عبد الله)

Ibn al-Nahhas (Fathullah ibn Abdullah-) - Ibn al-Nahhas (Fathullah ibn Abdullah-)

ابن النحاس (فتح الله بن عبد الله)

(… ـ 1052هـ/… ـ 1642م)

 

فتح الله بن عبد الله، المعروف بابن النحاس الحلبي، ثم المدني، لُقب «بالمنلا» إشارة إلى علمه وقيامه بالتعليم، ونعت بالحلبي لكونه مولوداً في حلب، وبالمدني لأنه أقام بالمدينة المنورة سنين. عكف على دراسة الأدب، وولع بالشعر ونظمه منذ طفولته.

وكان في حداثة سنه من أحسن الناس منظراً وأبهاهم صباحة ورشاقة، فلم يزده هذا الجمال إلا فخراً واعتزازاً بالنفس، وشجعه على معاشرة المُجّان وأهل الكيف، فاستمر بلهوه إلى أن أصيب بمرض بدّل محاسنه، وزهّده بالحياة، فتزيّا بزي الزهاد، واتخذ من الشعر صدارة حداد على وفاة حسنه، فرثى في شعره تلك الأيام أسفاً كقوله:

لو يا بثينُ رأيتِ صبَّك قبلما      الأفيون أنحله وحل بذاته

لرأيتِ شخصَ الحُسنِ في مرآته  ورفعتِ بدرَ التمِّ عن عتباته

آثر الارتحال عن حلب بعد أن أعرض الناس عنه، وأغلقوا دونه الأبواب، فتنقل بين حلب ودمشق والقاهرة ومكة المكرمة، ثم حط الرحال في المدينة المنورة حيث توفي ودفن ببقيع الغرقد.

وعن سفره وترحاله يقول:

ما زلتُ أطوي نفنفاً بعد نفنفٍ     كأنِّي مخلوقٌ لطي النّفانفِ

لابن النحاس ديوان شعري مطبوع، وله كتاب سماه »التفتيش على خيالات درويش«، تحدث فيه عن درويش اسمه مصطفى الطرابلسي.

وهو شاعر مطبوع بارع في ابتكار المعاني الغريبة والطريفة، وماهر في اختيار الألفاظ المناسبة للغرض، ونُلمح في شعره الرقة في النظم، والعذوبة في المعنى، والانسجام في الألفاظ والتراكيب.

وشعره ذاتي صَرَفه في التغني بحسنه وجماله، والفخر بنفسه، إلى جانب الغزل، قبل أن يتخلص إلى المدح الغرض الرئيسي في ديوانه، إضافة إلى الحديث عن الغربة والاغتراب في عصره، لأن ابن النحاس يرى أن المدح يجب أن يتضمن سائر الأغراض الشعرية، يقول مقدماً بالفخر:

إنّ ليْ نفسَ الوقورِ وعفَّةَ الـ     قديرِ وقلبي في المهمَّاتِ قُلّبُ

إذا أنا لم أَدفع عنِ النَّفس ضَيمَها  فلا انجاب عنها منْ دُجى الضّيمِ غيهبُ

ويمتاز شعر ابن النحاس من الناحية الأسلوبية بالسهولة والوضوح، والبعد عن الصنعة البلاغية، لأنه يميل إلى الطبع والأصالة، ولذلك يرد شعر البديهة والارتجال الذي لا يعبر عن أصالة الشاعر، وفي هذا المعنى يقول:

إنّ خيرَ الكلامِ ما كانَ جزلاً       وأفادَ النفوسَ ما يعنِيها

فالجزالة في عرف الشاعر هي الأصل في نظم الشعر، وخير الكلام السهل الواضح والمفيد الذي يبرز جمال المعاني، ويرفض القبيح المستهجن من القول الفاسد.

وهذا يعني أن الشاعر كان يتحاشى الإغراب والتنافر والتعقيد في الصنعة الشعرية، فهو فرد وقته في رقة النظم، وانسجام الألفاظ، وحسن التراكيب وحلاوة التعبير، وهو شاعر مجيد بالقياس إلى زمنه أيام العثمانيين.

خليل غريري

 مراجع للاستزادة:

 

ـ محمد بن فضل المحبي، خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر (مصر 1384هـ).

ـ نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة (مصر 1967).

ـ ابن معصوم، سلافة العصر في محاسن أهل العصر ( مصر 1906).


التصنيف : اللغة العربية والأدب العربي
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد العشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 502
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1046
الكل : 58480989
اليوم : 53503

أرفيدسون (أدولف إيوار-)

أرفيدسون (أدولف إيفار -) (1791-1858)   أدولف إيفار أرفيدسون Adolf Iwar Arvidsson شاعر سويدي, ولد في بداسيوكي Padasjoki بفنلندة, وسُمي محاضراً في التاريخ بجامعة أوبو Obo عام 1817, وبدأ منذئذ نشاطه الثقافي, ولكنه طرد منها بعد خمس سنوات لاتخاذه موقفاً متطرفاً ضد سلطات الجامعة. وبعد مدة وجيزة نفته الحكومة وأجبرته على اللجوء إِلى السويد لنشر مقالة سياسية كانت موضع جدل واسع. عمل أرفيدسون في المكتبة الملكية في ستوكهولم وأصبح أميناً لها عام 1843, وتوفي في مدينة فيبورغ Vyborg (تقع اليوم في روسية).
المزيد »