logo

logo

logo

logo

logo

النبط

نبط

Nabat - Nabat

النَبط

 

النبط أو النبيط أو الأنباط، اسم يرد في المصادر العربية؛ والنسبة إليهم رجل نباطي، وهؤلاء غير الأنباط[ر] الذين أسسوا مملكة في جنوبي الأردن والذين نسبت إليهم البتراء؛ ويذكر ابن منظور عن سبب تسميتهم أن (النبط إنما سمّوا نبطاً لاستنباطهم ما يخرج من الأرضين).

عرَّف المسعودي النبط في كتابه «التنبيه والإشراف» بأنهم «السريان الذين يسكنون العراق والجزيرة والشام»، وتُظهر الروايات العديدة في كتب الفتوح الانتشار الواسع لهم في مدائن تلك المناطق وأريافها، وأنهم كانوا أصحاب أرضٍ وتجاراً وفلاحين، ولاتشير الروايات الكثيرة إلى هروبهم أو سبيهم أوحدوث تغيير في مناطق سكناهم إثر الفتح الإسلامي لمناطقهم؛ إذ إن جميع المعاهدات التي عقدها القادة العرب مع المسؤولين عن المدن المفتوحة أعطت الأمان لأهلها على أموالهم وأنفسهم وكنائسهم وأرحامهم، فبقي أصحاب الأراضي في أراضيهم يحتفظون بحريتهم، ويذكر ابن الأعثم أن الروم كانوا يستخدمون من يليهم من نصارى العرب، في حين أن المسلمين كانوا يستخدمون النبط جواسيس لهم، مميزاً بذلك بين النصارى العرب، والنصارى من غير العرب: «وهؤلاء الأنباط قوم من النصارى غير أنهم كانوا إلى المسلمين لبرِّهم أميل فكانوا فيوجاً للمسلمين وجواسيس، وكان الروم لا يتهمونهم في شيء من ذلك»، وكان ابن عباس يعتقد أن النبط سكان مدينة إبراهيم الخليل التي ولد بها، وقد أوضح جواد علي في تعريفه النبط تلك الإشارات الواردة في المصادر عنهم بوصفه لهم أنهم بقايا الشعوب القديمة التي سكنت بلاد الشام والعراق، وأنهم مترسبات الآراميين في هاتين المنطقتين، وذلك قبل الإسلام وبعده.

وتستطرد بعض المصادر العربية المُدونة في الفترة الإسلامية في ذكر أسماء العديد من ملوك النبط وأخبار حروبهم مثل «الأردوان»، و«بابا»، و«أقفورش» وغيرهم؛ غير أن مصادر التاريخ القديم لم تُثبت أسماءً ولا أخباراً مطابقة لما ذُكر عنهم، وقد أطلق المسعودي في كتابه «مروج الذهب» على ملوك الكلدانيين اسم ملوك النبط، وأنهم «الملوك الذين عمروا الأرض ومهدوا البلاد، وكانوا أشرف ملوك الأرض، فأدال منهم الدهر وسلبهم الملك والعز، فصاروا على ما هم عليه من الذل في هذا الوقت بالعراق»، لكن ابن الأثير في تاريخه «الكامل» ذهب إلى أنه «لم يملك أحد من النبط شبراً من الأرض مستقلاً برأسه فكيف الأرض جميعها؟».

كانت علاقات النبط وطيدةً مع العرب في شبه الجزيرة العربية؛ إذ يذكر الواقدي في كتاب «المغازي» أن «الأنباط كانوا يقدمون المدنية بالدرمك والزيت في الجاهلية، وبعد أن دخل الإسلام كانت أخبار الشام عند المسلمين كل يوم لكثرة من يقدم عليهم من الأنباط، إذ كانوا يقدمون تجاراً»، ويبدو أنه كان لهم سوق في المدينة إذ يرد عند الطبري عن محمد بن عمر أن «الرسولr ابتاع الريّا والشعَرا بسوق النبط من بني عامر»، وفي تاريخ دمشق لابن عساكر، أن «هشام بن عبد الملك الذي تشدد في منع شراء الأراضي من أهل الذمة أعلن أن من يشتري أرضاً من أهل الذمة يعاقب البائع والمشتري وتُرَدّ الأرض إلى النبطي ويؤخذ الثمن من المسلم ويجعل في بيت المال».

ولم يُعلم للنبط أصلٌ مشترك أو ثبتُ نسبٍ قط، فمن حديث عمر بن الخطابt أنه قال: «تعلموا النسب تَصلوا به أرحامكم، ولا تكونوا كَنَبطِ السّواد، إذا سُئل أحدُهم: ابنُ من هو؟ قال: مِنْ قرية كذا وكذا»، ومن حديثه أيضاً :«تمعددوا ولا تستنبطوا»، وذلك لما عُرِفَ من أخلاقهم غير أخلاق العرب، غير أن براعتهم في عمارة الأرض كان صيتاً ذائعاً بين العرب؛ فعندما سأل عمر بن الخطاب عمرو بن معد يكرب عن سعد بن أبي وقاص قال: «أعرابي في حبوته، نَبطي في جبوته» أراد أنه في جباية الخراج وعمارة الأرضين كالنبط حذقاً بها ومهارة فيها.

ظهر فيهم الفصحاء والعلماء؛ فمن فصحائهم «قسين» الذي نبغ في الكيمياء وكان له حظ في فن السحر وقد جمع بين السحر والكيمياء في أربعة كتب مثل كتاب «الأصول الكبير»، وكتاب «الأصول الصغير»، وكتاب «المدرجة»، وكتاب «المُذاكرات في الصنعة»، ومن علمائهم أبو بكر بن وحشية صاحب كتاب «الفلاحة النبطية»، وهو كتاب يشتمل على علم كثير فيه تفصيل في الغراس وعلاج النبات وحفظ النبات في حوائجه وعوائقه، ويذكر أبو بكر في كتابه بعض أسرار النبط في النبات وأثره في الإنسان من ذلك قوله: «إن من دار حول شجرة الخِطْمِيُّ، وتطلع بالنَّظر إلى وردها وأدام ذلك فإنَّها تُحدِثُ فرحاً في النَّفس وتزيل عنه الهمَّ والحزن والغمَّ»، وقد تُرجم هذا الكتاب إلى اليونانية لأهميته.

أسـامة اختيار، نجدة خماش

 مراجع للاستزادة:

 

ـ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي (دار صادر، د.ت).

ـ ابن منظور، لسان العرب المحيط، تحقيق يوسف خياط (دار لسان العرب، بيروت، د.ت).

ـ الواقدي، المغازي، مارسدن جونس (عالم الكتب، لبنان، د.ت).

ـ جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام (دار العلم للملايين، لبنان 1976).

ـ المسعودي، مروج الذهب ومعادن الجوهر، محمد محيي الدين عبد الحميد (مكتبة السعادة 1964).


التصنيف : التاريخ
المجلد: المجلد العشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 443
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1049
الكل : 58480763
اليوم : 53277

المربعات السحرية

المربعات السحرية   المربع السحري magic square هو مصفوفة مربعة من الأعداد الصحيحة الموجبة المتتالية؛ مرتبة بحيث يتحقق الشرط: مجموع أعداد أي سطر، أو عمود، أو قطر، له الناتج نفسه، ويدعى هذا المجموع: الثابت السحري magic constant. 6 1 8 7 5 3 2 9 4 المربع السحري من المرتبة order ن؛ الذي يحوي مجموعة الأعداد الصحيحة الآتية: 1 ، 2 ، 3 ،  000، ن2، والتي مجموعها هو: ن2 ( ن2 + 1) / 2،  يكون مجموع عناصر أي سطر، أو عمود، أو قطر فيه هو:  ن. (ن2 + 1) / 2.
المزيد »