logo

logo

logo

logo

logo

النووي (يحيى بن شرف-)

نووي (يحيي شرف)

Al-Nawawi (Yahya ibn Sharaf-) - Al-Nawawi (Yahya ibn Sharaf-)

النووي (يحيى بن شرف ـ)

(631 ـ 676هـ/1233 ـ 1277م)

 

يحيى بن شرف بن مُرِّي بن حسن الحِزامي الحوراني - النووي، الشافعي، أبو زكريا، محيي الدين، مولده ووفاته في نوى من محافظة حوران السورية وإليها نسبته. تعلم في دمشق وكان عمره آنذاك تسعة عشر عاماً، وسكن بالمدرسة الرواحية، وأقام بها زمناً طويلاً، حجَّ مع أبيه، وأقام بالمدينة شهراً ونصفاً، ومرض أكثر الطريق، وزار بيت المقدس، وُلِّي مشيخة دار الحديث في دمشق، سنة 665هـ بعد أبي أسامة إلى أن مات، وهو علامة وحجة في الفقه والحديث واللغة.

كان يقرأ- كما ذكر أبو الحسن بن العطار- كل يوم اثني عشر درساً على مشايخه شرحاً وتصحيحاً في الفقه وأصوله، والحديث وعلومه، واللغة، والمنطق والتوحيد، حتى صار إمام الشافعية في عصره، ومحرِّر المذهب الشافعي ومحقِّقه.

كان حافظاً للحديث وفنونه، ورعاً زاهداً زهداً شديداً، ملبسه ثوب خام، ولم يتزوج، يأكل مرة واحدة ويشرب شربة واحدة عند السحر، وكان يمتنع من أكل الفواكه والخيار، ويقول: «أخاف أن يرطب جسمي، ويجلب النوم»، ولا يتناول شيئاً من ثمار دمشق لأنها كثيرة الأوقاف.

اشتغل بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومكاتبة الحكام والملوك في ذلك، ولاسيما الملك الظاهر الذي قال عنه: «أنا أفزع منه». قال الشيخ قطب الديني اليونيني: «كان أوحد زمانه في العلم والورع والعبادة والتقلل وخشونة العيش». ولم يعمر طويلاً لكن بارك الله لـه في وقته، فصنّف الكتب الكثيرة في الفقه والحديث وعلومه واللغة.

من شـيوخه الرضي بن البرهان، وشيخ الشيوخ عبد العزيز بن محمد الأنصاري، وزين الدين بن عبد الدائم، وعماد الدين عبد الكريم الحرستاني، وجمال الدين بن الصيرفي، وسمع الكتب الستة في الحديث، وأخذ الأصول على القاضي التفليسي، وتفقه على الكمال إسحاق المعري وغيره، وقرأ على ابن مالك كتاباً من تصنيفه.

وتخرَّج على يديه جماعة كثيرة من العلماء، منهم الخطيب صدر الدين سليمان الجعفري، وشهاب الدين أحمد ابن جعوان، وشهاب الدين الأربدي، وعلاء الدين بن العطار، وحدّث عنه في فن الحديث ابن أبي الفتح، والمزي.

ومن ورعه أنه لا يقبل من أحد شيئاً إلا في النادر ممن لا يشتغل عليه، أهدى له فقير إبريقاً فقبله، وعزم عليه الشيخ برهان الدين الإسكندراني أن يفطر عنده، فقال: «أحضر الطعام إلى هنا، ونفطر جملة»، فأكل من ذلك، وكان لونين، وربما جمع الشيخ بعض الأوقات بين إدامين.

له تصانيف كثيرة في الحديث والفقه والعقيدة واللغة، منها «شرح صحيح مسلم» و«رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين» و«الأذكار النووية» (حلية الأبرار) و«الأربعين النووية» (42 حديثاً) شرحها كثيرون، و«الإرشاد في علوم الحديث والتقريب والتيسير في مصطلح الحديث والمبهمات»، و«العمدة في تصحيح التنبيه» و«التدريب والإيضاح في مناسـك الحج» و«التبيان في آداب حملة القرآن» و«الفتاوى» (المنثورات)، و«منهاج الطالبين وعمدة المفتين» و«روضة الطالبين» و«المجموع شرح المهذب» لم يكمله، و«المتداول»، وهذه الثلاثة في الفقه الشافعي، و«الدقائق» و«تصحيح التنبيه للشيرازي» و«لغات التنبيه» وهي أيضاً في فقه الشافعية، و«مناقب الشافعي»، و«تحرير الألفاظ للتنبيه» وهو معجم لغوي، و«تهذيب الأسماء واللغات» وهو كتاب في اللغة وفي تراجم الرجال، ورسالة المقاصد في التوحيد، و«مختصر التبيان» مواعظ، و«منارات الهدى» في الوقف والابتداء - تجويد، و«خلاصة الأحكام من مهمات السنن وقواعد الإسلام» و«بستان العارفين» في الزهد والتصوف، و«مختصر أسد الغابة في معرفة الصحابة»، و«أدب المفتي والمستفتي» و«آداب الاستسقاء» و«رؤوس المسائل» و«تحفة طلاب الفضائل» و«الترخيص في الإكرام والقيام» و«مسائل تخميس الغنائم» و«مختصر التذنيب للرافعي» ومسألة «نية الاغتراف ودقائق المنهاج والروضة»، و«التقريب والتيسير في معرفة الرجال».

ولـه بعض الشروح للبخاري، وأبي داود، والإملاء على حديث الأعمال بالنيات، والخلاصة في أحاديث الأحكام، وجامع السنة، ومهمات الأحكام، والأصول والضوابط، والتحقيق في الفقه.

ترك الإمام النووي من المصنفات ما لو قُسم على سني حياته لكان نصيب كل يوم كراستين أو أكثر، كما قال الحافظ السخاوي.

وقد أجمع العلماء والفقهاء والمحدثون والزاهدون والمتعبدون على حب النووي والثناء عليه، لأنه جمع ذلك كله، وأخلص لله فيما قرأ وفيما علم، وفيما ألف.

ومن أبرز مزاياه العامة: إقدامه على النصيحة وأمره بالمعروف والنهي عن المنكر. قال ابن العطار في «تحفة الطالبين»: «وكان النووي مواجهاً للملوك والجبابرة بالإنكار، لا يأخذه في الله لومة لائم»، وكان إذا عجز عن المواجهة كتب الرسائل، وتوصل إلى إبلاغها. وقال الذهبي في «تذكرة الحفاظ» وكان يواجه الملوك والظَّلَمَة بالإنكار، ويكتب إليهم ويخوفهم بالله تعالى، ومن أشهر قضاياه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقوفه في وجه الملك الظاهر بيبرس البندقداري في قضية الحطوطة (أي وضع اليد) على الغوطة. أي لما أرادوا وضع الأملاك على بساتينها، لاستيلاء التتار عليها.

وقال القطب اليونيني: إنه (أي النووي) واقف الظاهر غير مرة بدار العدل بسبب الحوطة على بساتين دمشق وغير ذلك، أي فرد عليه ومنعه مما يريد.

وهبة الزحيلي

 

 الموضوعات ذات الصلة:

 

أهل السنة ـ التشريع ـ الفقه.

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ السبكي، تراجم أعلام الشافعية «طبقات الشافعية الكبرى» (المطبعة الحسينية، القاهرة د.ت)

ـ عبد الغني الدقر، الإمام النووي - شيخ الإسلام وعمدة الفقهاء والمحدّثين، من سلسلة أعلام المسلمين (دار القلم، دمشق 1395هـ/1975م).


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الواحد والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 161
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1045
الكل : 58481113
اليوم : 53627

تعديل الإشارة (كشف-)

تعديل الإشارة (كشف ـ)   كشف تعديل الإشارة signal demodulation (أو كشف الإشارة signal detection) هو العملية المعاكسة لتعديل الإشارة[ر] وتهدف إلى استعادة إشارة الحزمة القاعدية (الرسالة) من الإشارة المعدَّلة المُستقبَلة على أفضل نحو ممكن. كشف التعديل التمثيلي: ويتضمن: 1ـ كشف التعديل الخطي تؤدي جميع التعديلات الخطية linear لموجة مستمرة (CW) continuous wave التي تشمل التعديل المطالي (AM) والتعديل الثنائي الحزمة الجانبية من دون حامل (SC-DSB) والتعديل الأحادي الحزمة الجانبية (SSB) والتعديل بحزمة جانبية مختزلة (VSB)، إلى إزاحة طيف الإشارة الأصلية نحو الأعلى.
المزيد »