logo

logo

logo

logo

logo

ابن النقيب (خليل بن أحمد، غرس الدين)

نقيب (خليل احمد، غرس دين)

Ibn Al-Nakeeb (Khalil ibn Ahmad-) - Ibn Al-Nakeeb (Khalil ibn Ahmad-)

ابن النقيب (خليل بن أحمد، غَرْسُ الدين)

(900 ـ 971هـ/1494 ـ 1563م)

 

خليل بن أحمد بن خليل بن أحمد ابن شجاع، الشيخ العلامة غرس الدين ابن الشيخ شهاب الدين، الشافعي، المعروف بابن النقيب؛ طبيب، عالم بالحساب والفلك، عارف بالهندسة والموسيقى. أصله من حمص، ومولده بحلب، وفاته بالقسطنطينية. وردت ترجمته في بعض المصادر باسم (غرس الدين أحمد بن إبراهيم الحلبي)، وأوردته بعض المراجع بالاسمين؛ أي (خليل بن أحمد، وأحمد بن إبراهيم) أيضاً.

نشأ ابن النقيب في مدينة حلب، ورغب في العلوم، فقرأ شيئاً من مقدمات العربية على الشيخ حسن السيوفي، وحصّل بعضاً من فنون الأدب، وقيل إنه لم ينجح، بل صار إلى اللهو والبطالة، إلى أن منّ عليه الله تعالى بالتوفيق، فترك ما كان عليه، وقصد إلى التحصيل التام، فارتحل ماشياً إلى دمشق، وأخذ فيها الطب عن «محمد بن مكي المتوفى سنة 938هـ»، ثم انتقل منها ماشياً إلى القاهرة، وأخذ هناك بعض العلوم؛ كالحساب والميقات والهيئة والهندسة والوفق (علم يُعنى بالوفيات) والموسيقى والطب عن الشيخ «أحمد بن عبد الغفار»، وأخذ الحديث وسائر علوم الدين عن «القاضي زكريا» شيخ المفسرين، وعلى «الهنيدي المصري»، وغيرهم. ثم عاد إلى حلب فقرأ بها على «الشمس السفيري» وعلى «المحيوي ابن سعيد» في بعض العلوم. 

 قدم دمشق سنة 928هـ فتصدر بالجامع الأموي، وانتفع به الناس، ثم سافر إلى بلاد الروم، وعاد إلى دمشق ثانية سنة 954هـ، ثم سافر منها إلى مصر، فنبغ وفاق أقرانه، ولما ظهرت فضائله عند سلطان القاهرة، استدعاه ورفع منزلته، ثم جعله معلماً لابنه ومربياً.

  حضر المعركة المعروفة بين الجراكسة والأتراك بالقاهرة، وأسَرَه الأتراك، فجيء به إلى القسطنطينية، فعفا عنه السلطان سليم خان، واستوطن القسطنطينية سنة 965هـ، وشرع في إشاعة المعارف وإذاعة النوادر واللطائف، وأخذ عنه كثيرون واستفادوا من علومه، ولما توجه إلى الباب العالي احتفى به بعض كتاب الديوان السلطاني، فأثرى منه، واقتنى الكتب النفيسة، والآلات الميقاتية الحسنة، وصرف في الكيمياء المال الكثير. وسئل مراراً في أن يكون له مرتباً بالباب العالي، فأبى، فقوي فيه الاعتقاد، وكان له يد طولى في الحكمة والهندسة والطب وعالج بعض الأكابر فبرأ، فاشتهر بالطب وصارت معيشته منه ومن هدايا تلامذته. وممن أخذ عنه البرهان بن مفلح وولده القاضي أكمل واجتمع به بالقسطنطينية. يقول عنه مترجمه طاشكبري «ما نقله الطباخ في إعلام النبلاء»: «وقد تشرفْتُ برؤيته وتبركْتُ بصحبته، وكان يلبس لباساً خشناً، وعمامته صغيرة، ويقنع من القوت بالنزر القليل والأمور اليسيرة».

عاش ابن النقيب بقية حياته في القسطنطينية موفّر الجاه حتى توفي بدار السلطنة في سنة إحدى وسبعين وتسعمئة.

من أهم ما أبدعه الشيخ ابن النقيب هو «شجرة الإفادة» التي غرسها بشرقية جامع حلب الأعظم؛ وهي من الذخائر الفنيّة العلمية، دُعيت في وقتها بهذا الاسم؛ وهذه الشجرة كانت عظيمة الرواء، مصنوعة من حجر ونحاس وحديد، ذات خطوط وجداول في أصول العلوم الرياضية، شبيهة بشجرة ذات جذع ضخم وأغصان وأوراق عظيمة، في كل ورقة منها أصل من أصول تلك العلوم، وكان الطلبة يقدمون إلى حلب من البلاد القاصية ليأخذوا من العلوم الرياضية المرسومة في هذه الشجرة، فظلوا ينهلون مما فيها من الحساب والميقات وغيرهما مدة طويلة.

وكان ابن النقيب رأساً في جميع العلوم، وجامعاً لعلوم الأواخر والأوائل، لا يُضاهى في الرياضيات والطب، وكان صاحب فنون غريبة، ماهراً في وضع الآلات النجومية والهندسية؛ كالربع والاسطرلاب.

من أهم مؤلفاته «كتاب في علم الزايرجة» وفيه حل الزايرجة السبتية التي خفيت أسرارها إلا على بعض الأفراد، ويعدُّ ابن النقيب ممن لمعوا في هذا العلم؛ الذي هو من القوانين الصناعية لاستخراج الغيوب المنسوبة إلى العالم أحمد السبتي من أعلام المتصوفة بمراكش في آخر المئة السادسة للهجرة. وصورة الزايرجة أنها دائرة عظيمة، في داخلها دوائر متوازية للأملاك والعناصر والمكونات والروحانيات، إلى غير ذلك.  

وله رسالة في الكُعْب، مخطوطة (نسختها الخطية في بغداد، الأوقاف، 9/5501)، ورسالة في العمل بالربع المجيّب، مخطوطة، ورسالة في معرفة القبلة بربع المقنطرات، مخطوطة، وحاشية على شرح النفيس بن عوض الكرماني للموجز في الطب، ورسالة في الحمدلة، ورسالة في الحساب «تذكرة الكتّاب في علم الحساب»، ومتن وشرح في علم الفرائض، وحاشية على فلكيات شرح المواقف لعضد الدين عبد الرحمن بن أحمد الإيجي (ت 756هـ)، وحاشية على شرح تفسير البيضاوي حوت جزأين من القرآن الكريم، ورسالة في الهيئة.

- شرح قصيدة مفتي الباب العالي، شيخ الإسلام أبي السعود التي مطلعها:

أبَعدَ سُلَيْمى مطلبٌ ومرامُ                

وغيرُ هَوَاها لوعةٌ وغرامُ

وله نظم حسن منه:

سطورٌ لها حُسْنٌ عن الشَّمسِ أسْفَرَت     

سَـبَاني سِـنٌ باسـمٌ وسلامُ

فَعَن يوسفٍ سَارَتْ وفي الحُسْنِ أسندَتْ      

سَقَتْني سُلافاً والكؤوسُ بِسَامُ

محمد ياسر زكور

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ الطباخ، إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء (المطبعة العلمية، حلب 1926).

ـ ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب في أخبار من ذهب (دار ابن كثير، دمشق  1993).

ـ الغَزّي، الكواكب السائرة بأعيان المائة العاشرة (دار الكتب العلمية، بيروت 1997).

ـ زهير حميدان، أعلام الحضارة العربية الإسلامية (وزارة الثقافة، دمشق 1995).


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الواحد والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 26
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1056
الكل : 58481571
اليوم : 54085

تربية النبات (مخبر-)

تربية النبات (مخبر ـ)   مخبر تربية النبات phytotron هو دفيئة محكمة الإغلاق والعزل ومكيفة مناخياًًً للتحكم بدقة متناهية بمختلف عواملها البيئية التي تؤثر في الوظائف الحيوية والفيزيولوجية للنباتات، ويتألف من عدد من الغرف المكيفة إفرادياً والمختلفة الأحجام، وقد أدى استخدام مخابر التربية إلى اكتشافات علمية دقيقة في مدد قصيرة والعثور على حلول علمية لموضوعات كثيرة ومتنوعة في إطار العلوم البحتة والتطبيقية.
المزيد »