logo

logo

logo

logo

logo

النمر بن تولب

نمر تولب

Al-Nemr ibn Tawlab - Al-Nemr ibn Tawlab

النمر بن تَولب

(نحو … ـ 14هـ/… ـ 635م)

 

النمر بن تولب بن زُهير بن أُقَيش بن عبد كعب بن عوف العُكْلي، أبو قيس، وأبو ربيعة، من بني عُكل من مضر.

شاعر مخضرم، كان يقال له (الكَيِّس) لحسن شعره وجودته. أدرك الإسلام فأسلم، وهو القائل لرسول اللهr:

يا قوم إني رجلٌ عندي خبرْ

                          لله من آياته هـذا القمــرْ..

إنا أتيناك وقد طـال السفـرْ

                          نقود خيلاً ضُمّراً فيها ضرَرْ

عاش شطراً كبيراً من حياته في الجاهلية، والآخر في الإسلام، وتقدمت به السن فعُمّر حتى إنه خرِف وأُهتِر. وكان فارساً جواداً من أجواد العرب المذكورين، كثير الأضياف، وهّاباً لماله، جريئاً على المنطق، كان يدّعي أن النبيr كتب لقومه كتاباً وأرسله معه.

كان له أخ سيد في قومه فارس مغوار، أغار على بني أسد، فسبى منهم امرأة يقال لها جَمْرة بنت نوفل، فتزوجها النمر، وأنجبت منه أولاداً إلا أنها لم تكن راغبةً فيه، ثم إنها طلبت منه أن تزور أهلها، فوافق بعد أن أعلمها بخشيته من ألا تعود، فوعدته، إلا أنها عندما وصلت إلى أهلها تركته ورجعت إلى زوجها السابق، فقال فيها أشعاراً كثيرة، من ذلك قوله:

جزى اللـهُ عنا جمـرةَ بنةَ نوفـل

                                  جزاءَ مُغِـلٍّ بالأمانـة كاذبِ

 وصدّت كأن الشمسَ تحت قناعها

                                  بدا حاجبٌ منها وضنّت بحاجبِ

وقد حزن عليها حزناً شديداً، ومرت عليه أيام لا ينام فيها ولا يأكل، فخاف عليه قومه، وأتوا يلومونه ويواسونه، وأقنعوه أن يتزوج امرأة من قبيلته، فرضي وتزوج فتاة اسمها دعد، وأحبها وشغلته عن امرأته السابقة، وفيها يقول:

أهيم بدعد ما حييتُ فإن أمُت

                          أُوكّلْ بدعد من يهيمُ بها بعدي

كان شعرُه يُشبّه بشعر حاتم الطائي، لجودته ومعانيه. ولم يمدح أحداً، كما أنه لم يهجُ أحداً، ومن شعره:

ومتى تصبْكَ خصاصة فارجُ الغنى

                                  وإلى الذي يعطي الرغائب فارغبِ

لا تغضبـنَّ على امرئ في مالـه

                                  وعلى كرائم صُلب مالك فاغضبِ

ومما قاله في رثاء أخيه الحارث:

فوالله ما أسقي البلادَ لحبّهـا

                        ولكنما أسقيكَ حارِ بن تولبِ

تضمّنتَ أدواء العشيرةِ بينها

                          وأنت على أعواد نعشٍ مُقلَّبِ

وكان كثيرٌ من أبياته يسير بين الناس فيتمثلونه لما يتضمنه من حكمة ومعانٍ عظيمة، ومن ذلك قوله:

تلَبَّسْ لدهــركَ أثوابَـــه

                          فلن يبتني الناسُ ما هُدِّما

وأحبب حبيبـك حبـاً رويداً

        فليس يَعولك أن تصرِمـا

وأبغض بغيضك بُغضاً رويداً

        إذا أنت حاولتَ أن تحكما

قد يكون النمر توفي في خلافة أبي بكر الصديقt.

وجمع نوري حمودي القيسي ما تبقى من شعره ونشره في بغداد. 

علي أبوزيد

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ ابن قتيبة، الشعر والشعراء، تحقيق أحمد شاكر (دار المعارف، مصر 1966).

ـ نوري حمودي القيسي، النمر بن تولب (بغداد 1968).


التصنيف : اللغة العربية والأدب العربي
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الواحد والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 41
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1029
الكل : 58480344
اليوم : 52858

أوسلر بييتري (أرتورو)

أوسلَر بييتري (أرتورو ـ) (1906 ـ)   أرتورو أوسلَر بييتري Arturo Uslar Pietri روائي ومسرحي وكاتب مقالة فنزويلّي من أكبر الكتاب المعاصرين الذين كتبوا بالإسبانية في أمريكة اللاتينية، ولد في العاصمة كاراكاس Caracas. كتب في عام 1928 مجموعة قصص قصيرة تحت عنوان: «بارّاباس وقصص أخرى» Barrabas y otros relatos، ثم نشر في عام 1930 روايته التاريخية الرائعة «السهام الحمراء» Las lanzas coloradas، أرّخ فيها لحملة الجنرال الفنزويلّي سيمون بوليبار (1783- 1830) Simon Bolivar. وكتب في عام 1947 في هذا اللون الأدبي التاريخي روايته «الطريق إلى إلدورادو» El camino de El Dorado، قصَّ فيها مغامرات الغازي المتمرد لوبيه دي أغيرّه Lope de Aguirre.
المزيد »