logo

logo

logo

logo

logo

ابن نباتة (عبد العزيز بن عمر السعدي-)

نباته (عبد عزيز عمر سعدي)

Ibn Nubata (Abdul Aziz ibn Umar al-Sa’edi-) - Ibn Nubata (Abdul Aziz ibn Umar al-Sa’edi-)

ابن نباتة (عبد العزيز بن عمر السعدي ـ)

(327 ـ 405 هـ/938 ـ 1014م )

 

أبو نصر عبد العزيز بن عمر بن محمد بن أحمد بن نباتة بن الحجاج… يعود نسبه إلى قبيلة تميم، ولد ببغداد، وتُوفيّ فيها، ودفن في مقبرة الخيزران بالجانب الشرقي ببغداد. ونُباته بضم النون جد الخطيب ابن نباتة.

كان من فحول شعراء العصر العباسي وآحادهم، وصدور مجيديهم، وأفرادهم الذين أخذوا برقاب القوافي، وملكوا أُرقّ المعاني، وشعره مع قرب لفظه، بعيد المرام، مستمر النظام، يشتمل على غرر من الكلام. كما وصفه الثعالبي.

تنقل بين حلب والموصل وبغداد والري، ومدح الملوك والوزراء. ففي حلب مدح سيف الدولة الحمداني، وفي بغداد مدح عضد الدولة البويهي. كما مدح ابن العميد حين قصده في الري، ومدح الوزير المهلبي. وله في سيف الدولة غرُّ القصائد ونخب المدائح، وكان قد أعطاه فرساً أدهم، أغرّ محجلاً، فكتب فيه:

يا أيُّها الملكُ الذي أخلاقُـــه                   من خَلقِْهِ ورواؤُه من رائِهِ

قد جاءنا طُـرّ الذي أهديْــتَهُ                   هاديهِ يَعْقِدُ أرضَهُ بسمائِهِ

ويقول في مديح سيف الدولة:

قد جُدتَ لي باللّها حتّى ضجْرتُ بها               وكدْتُ من ضَجَري أُثْني على البخلِ

لم يُبقِ جودُك لي شيئاً أؤمِّــلُه                  تركتني أصحبُ الدّنيا بلا أمـــل

ومدح ابن العميد وجرى بينهما مفاوضة يقول في مديحه:

إنّ الكبارَ من الأمــو                           رِ تُنال بالهـــــممِ الكبارِ

وإلى أبي الفضل اتبعـ                           ـتُ هواجسَ النفس السّواري

طرق ابن نباتة أغراض الشعر وموضوعاته جميعها، وغلبت قصائد المدح علي ديوان شعره، وله شعر جميل في العتاب والنسيب والفخر وشكوى الزمان، وهو يذكر ذلك ويفاخر به بقوله:

وكم لليل عندي من نجــومٍ                             جمعتُ النّثر منها في نظامي

عتاباً أو نسيباً أو مديحـــاً                     لخلٍّ أو حبيبٍ أو همـــامِ   

تغيد بها العقول نهىً وصحواً                     وقد فَعَلت بها فِعل المُــدامِ

ومن مشهور شعره قوله:

ومن لم يمت بالسيفِ مات بغيرهِ                  تنوعتِ الأسبابُ والدّاءُ واحــدُ

ويقول أيضاً:

يادهرُ مالكَ لا تثني يدَ النُّوَبِ                     إني أخافُ عليها سَوْرَةَ الغضـبِ

ولا تأمنَنَّ حليماً رمتَ هضمتَه                    أن يركبَ الجهلَ عُرْياناً بلا قَتَـبِ

فالمجدُ يطلبُ بالآفاتِ طالـبَهُ                     لم يحظَ بالمجدِ من لم يحظَ بالنكبِ

وقد وصفه التوحيدي بأنه شاعر الوقت، حسن الحذو على مثال سكان البادية، لطيف الائتمام بهم، خفي المغاص في واديهم. وقال ابن خلكان: معظم شعره جيد وله ديوان شعر… والحقيقة أن ابن نباتة جمع بين حسن السبك وجودة المعنى، وكان يعاب بِكبْرٍ فيه، وكان جزل الكلام، فصيح القول، أغلب شعره في المديح الذي امتاز بمقدماته الطويلة التي طرقت موضوعات ذاتية شتى. ومن أهم خصائصه الفنية، المبالغة في الوصف، والميل إلى ابتكار الصور الفنية الجميلة، وظهور النزعة الفلسفية في شعره، وإكثاره من التشابيه والاستعارات، هذا إضافةً إلى صدق مودته، وصفاء مشاعره، ونبل إحساسه تجاه ممدوحيه، تجلى ذلك في تحقيقه الصدق الفني الذي بوساطته وفر لصياغته الشعرية ضروب الإتقان والافتنان، فأعجب به معاصروه، وعدوه من فحول الشعراء، إذ راوح بين القديم والجديد فحقق بذلك الأصالة والإبداع الفني. بلغ عدد قصائده (294) قصيدة ضمت (7194) بيتاً.

أحمد علي دهمان

مراجع للاستزادة:

 

ـ ابن العماد الحنبلي، شـذرات الذهب في أخبار من ذهب، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا (دار الكتب العلمية، بيروت 1998م).

ـ أبو حيان التوحيدي، الامتاع و المؤانسة (دار و مكتبة الهلال، بيروت 2002م)

ـ الثعالبي، يتيمة الدهر (دمشق 1303هـ).


التصنيف : اللغة العربية والأدب العربي
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد العشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 431
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1017
الكل : 58480245
اليوم : 52759

الإطار (في المركبة)

الإطار في المركبة   الإطار tire في المركبات هو غلاف دائري الشكل من خليطة مطاطية خاصة مع طبقات ذات خيوط أو شرائط نسيجية أو فولاذية يركب على حِتار الدولاب (الجنط)  wheelrim مع إطار داخلي مطاطي، أو من دونه، ويملأ جوفه بهواء مضغوط. ومهمة الإطار توفير التماسك مع سطح الطريق في أثناء درجان عجلة المركبة واندفاعها، وامتصاص الصدمات الناتجة من خشونة سطح الطريق ووعورته.
المزيد »