logo

logo

logo

logo

logo

النضير (بنو)

نضير (بن)

Banu Nadir - Banou Nadir

النضير (بنو ـ)

 

من المرجح أنّ اليهود تسلّلوا إلى الجزيرة العربيّة بدءاً من عام 70 للميلاد في أثناء مرحلة حكم القائد الروماني تيطس Titus الذي امتدّ نفوذه إلى العراق، الذي حاول قمع حركات التمرّد اليهوديّة، ثم في المرحلة الثانية عام 135م في أثناء حكم القائد هادريان، فسكنت قبيلة بني النضير اليهودية في ضاحية يثرب من جهة الغرب، وعندما بدأ الصراع بين الأوس والخزرج قبيل ظهور الإسلام كانت بنو النضير متحالفة مع الخزرج، وحين هاجر الرسولr إلى المدينة عقد معاهدة جوار مع بني النضير، فخرج إليهم ذات يوم يستعينهم في ديّة العامريَّين اللذين قتلهما عمرو بن أميّة الضمريّ، فقالوا له: «نعم يا أبا القاسم، نعينك على ما أحببت ممّا استعنت بنا عليه، اجلس حتّى تطعم وترجع بحاجتك فجلس إلى ظلّ جدار من بيوتهم، ومعه نفر من أصحابه، فائتمر يهود بني النضير على قتل رسول الله، وقالوا فيما بينهم: إنّكم لن تجدوا الرجل على مثل حاله هذه، فمن رجل يعلو هذا البيت فيلقي عليه صخرة، فيريحنا منه؟». فانتدب لذلك عمرو بن جحاش بن كعب، فقال: «أنا لذلك». وصعد ليفعل. فأتى الرسولr الخبر من السماء بما أراد القوم، فقام راجعاً إلى المدينة، ثمّّّ تبعه أصحابه، فأمر الرسولr بالتهيّؤ لحربهم والسير إليهم، فتحصّنوا بحصونهم، فعرض عليهم الجلاء، وأن يخلوا المدينة، ويسيروا حيث شاؤوا، فنصحهم المنافقون وعلى رأسهم عبد الله بن أبيّ بن سلول: «أن اثبتوا وتمنّعوا فإنّا لن نسلمكم، إن قاتلتم قاتلنا معكم، وإن خرجتم خرجنا معكم». فغرّتهم أمانيّ المنافقين، ونادوا النبيّ وأصحابه: «إنّا لا نخرج، ولئن قاتلتنا لنقاتلنّك، فكبر رسول اللهr وكبر المسلمون معه وقال: (حاربت يهود).

فلمّا انتهى الرسول إلى أزقّتهم وحصونهم كره أن يمكّنهم من القتال في دورهم وحصونهم، فأمر أن تهدم دورهم الأدنى فالأدنى، وتحرق نخيلهم، وخذلهم المنافقون، وقذف الله في قلوبهم الرعب، فأخذوا يهدمون دورهم، وحاصرهم رسول اللهr خمسة عشر يوماً حتى صالحوه على أن يحقن لهم دماءهم، فصالحهم على حقن دمائهم وأن يخرجهم من أرضهم وأوطانهم ويسيرهم إلى أذرعات بالشام وأن لهم ما أقلت الإبل إلا الحلقة والحلقة (السلاح) فخرج قسم منهم إلى خيبر، وعلى رأسهم أشرافهم بنو أبي الحقيق وحييّ بن أخطب، فلمّا حلّوا بها دان لهم أهلها، واتّجه القسم الآخر إلى بلاد الشام.  

قسّم الرسولr أموال بني النضير على المهاجرين الأوّلين، وأعطى منها رجلين فقيرين من الأنصار، هما سهل ابن حنيف وأبو دجانة سماك بن خرشة، وكان اليهود قد عيّروا المسلمين حين قاموا بهدم الدور وقطع النخل، فنادوا: «أن يا محمّد قد كنت تنهى عن الفساد وتعيبه على من صنعه، فما بال قطع النخل وتحريقها؟ وما ذنب شجرة وأنتم تزعمون أنّكم مصلحون؟! فأنزل الله بشأنهم سورة الحشر وفيها: ]سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ` هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ[ (الحشر 1ـ2) وقال تعالى بشأن إجلائهم ]وَلَوْلا أَن كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاء لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ[ (الحشر 3) لعذّبهم في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب النار»، وقال تعالى فيما عابوه من قطع النخيل: ]مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ[ (الحشر 5) ولم يُسْلم من بني النضير إلاّ رجلان هما: يامين بن عمير بن كعب، ابن عمّ عمرو بن جحاش بن كعب وأبو سعيد بن وهب.

عبد الكريم عيد الحشاش

مراجع للاستزادة:

 

ـ أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، تاريخ الطبري، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم (دار المعارف المصريّة، القاهرة 1968م).  

ـ سليمان الكلاعي الأندلسي، الاكتفاء في مغازي رسول الله والثلاثة الخلفاء، تحقيق: مصطفى عبد الواحد (مكتبة الخانجي، القاهرة 1970م).

ـ عبد الرحمن السهيلي، الروض الأنف، تحقيق: عبد الرحمن الوكيل (القاهرة 1967م).

ـ صابر طعيمة، التاريخ اليهودي العام (دار الجيل، بيروت 1983م).


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد العشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 711
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1051
الكل : 58492101
اليوم : 64615

التقدم والتقدمية

التقدم والتقدمية   يستحوذ مفهوم التقدم على اهتمامات المفكرين في العلوم الاجتماعية عامة، وفي علم الاجتماع خاصة، فهو يأخذ موقعاً مفصلياً في دراسات علماء الاجتماع، وخاصة المعنية منها بقضايا التغير الاجتماعي، ويتجلى ذلك في دراسات ماركس وتوكفيل وسبنسر ودُركهايم وفيبر وغيرهم. ومع التباين الملحوظ في اتجاهات التحليل الاجتماعي لمفهوم التقدم بين الباحثين الاجتماعيين، يمكن تلمُّس قواسم مشتركة بين أعمالهم، الأمر الذي يدعو إلى ضرورة التمييز بين الخطوط العامة التي ينطوي عليها هذا المفهوم، وبين الخصوصيات المتعلقة بكل اتجاه من اتجاهات التحليل الاجتماعي التي أخذت بدراسته.
المزيد »