logo

logo

logo

logo

logo

عمرو بن كركرة

عمرو كركره

Amr ibn Kirkira - Amr ibn Kirkira

عمرو بن كِرْكِرَة

(…ـ نحو 248هـ/… ـ نحو863م)

 

عمرو بن كِرْكِرَة الأعرابيُّ، أبو مالك، من بني نُمَيْرٍ، أديبٌ لُغَويٌّ عالمٌ بالغريب، أعرابيٌّ نزل البَصْرَةَ، وأقام فيها.

نقل عنه ابنُ منظور غريبَ اللُّغة في «لسان العرب» في مواضعَ كثيرةٍ، وضَبْطُ كُنْيَتِه في اللِّسان: كِرْكِرَة، وهي الجماعةُ من النَّاس.

عدَّه أبو طاهر المقرئُ في «أخبار النَّحويِّين» فيمن انتهى إليهم علم اللُّغة والشِّعر، قيل: إنَّ الأصمعيَّ كان يحفظُ ثُلُثَ اللُّغة، وكان الخليلُ بن أحمد الفَراهيديُّ يحفظ نصفَ اللُّغة، وكان أبو مالك عمرو بن كِرْكِرَة يحفظُ اللُّغةَ كلَّها. نقلَ ابنُ منظور في اللِّسان في مادَّة «رفغ» عن بعض أهل العلم في اللُّغة أنَّ أبا مالك عمرو بن كِرْكِرَة ثقةٌ.

كان أبو البيداء الرِّياحيّ، أسعد بن عصمة، زوجَ أمِّ أبي مالكٍ عمرو بن كِرْكِرَة، وأبو البيداء الرِّياحيّ أعرابيٌّ نزلَ البَصْرَةَ، فعلَّم الصِّبيان بالأجرة، وأقام بها بقيَّة أيَّام عمره يؤخذ عنه علم اللُّغة. وكان أبو مالك راوية أبي البيداء.

روى عن أبي مالكٍ عمرو بن كِرْكِرَة جماعةٌ من كبار رواة اللُّغة، منهم اللُّغويُّ الأديبُ أبو حاتم السِّجِسْتانيّ سهل بن محمَّد بن عثمان.

كان أبو مالك يعلِّمُ بالبادية قبلَ قدومه إلى البصرة، ثم علَّم في الحواضر، وتعدَّدَتْ مصادرُ الرِّوايات الَّتي تشير إلى أنَّه كان يحفظ لغةَ العرب.

وذكر السُّيوطيُّ أنَّ ثلاثةً هم أئمةُ النَّاس في اللُّغة والشِّعر وعلوم العرب لم يُرَ قبلَهم ولا بعدَهم مثلُهم، عنهم أُخِذَ جُلُّ ما في أيدي النَّاس من هذا العلم، بل كلُّه، وهم أبو زيدٍ وأبو عُبيدةَ والأصمعيُّ، وكلُّهم أخذوا عن أبي عمرو اللُّغةَ والنَّحو والشِّعر، ورووا عنه القراءةَ، ثم أخذوا بعد أبي عمرو، عن عيسى بن عمر وأبي الخطَّاب الأخفش ويونس بن حبيب، وعن جماعةٍ من ثِقاتِ الأعرابِ وعلمائهم، مثل أبي مهدية وأبي طفيلة وأبي البيداء وأبي خيرة بن لقيط وأبي مالك عمرو بن كركرة.

كان أبو مالك بِصْرِيَّ المَذْهبِ في اللُّغة، وله نوادرُ لغويَّةٌ، روى منها أبو حاتم السِّجِسْتانيّ أنَّ ابنَ مُناذر أنشد أبا مالك عمرو بن كركرة مَرْثِيَتَهُ الدَّالية، فلمَّا بلغَ إلى قوله:  

يقدحُ الدَّهرَ في شَماريخِ رَضْوَى         

                  ويحطُّ الصُّخورَ من هَبُّـودِ

قال له أبو مالك: هَبُّود أيُّ شيءٍ هو؟! فقال ابن مُناذر: جبلٌ، فقال أبو مالك: سخنَتْ عينُك هَبُّود ـ واللهِ ـ بئرٌ باليمامةِ ماؤها مَلْحٌ لا يَشْرَبُ منه شيءٌ خلقَهُ الله، فلمَّا كان بعد مدَّةٍ وقفَ عليه أبو مالك في مسجد البصرة وهو ينشد قصيدته، فلمَّا بلغَ هذا البيتَ أنشده: «ويحطُّ الصُّخورَ من عبُّود».

صنَّف أبو مالكٍ كتابَ «خَلْقِ الإنسان»، وكتابَ «الخيل». 

أسـامة اختيار

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ السُّيوطي، المُزْهِر في علوم اللُّغة وأنواعها (دار الكتب العلميَّة، بيروت 1998م).

ـ أبو طاهر المقرئ، أخبـار النَّحويين (دار الصحابة، طنطا مصر 1989م).

ـ النَّديم، الفِهْرِسْت (دار المعرفة، بيروت 1978م).

ـ ياقوت الحموي، معجم الأدباء أو إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب (دار الكتب العلميَّة، بيروت 1991م).


التصنيف : اللغة العربية والأدب العربي
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الثالث عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 507
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1047
الكل : 58481040
اليوم : 53554

إيكنز (توماس-)

إيكنز (توماس ـ) (1844 ـ 1916)   توماس إيكنز Thomas Eakins مصور أمريكي ولد وتوفي في فيلادلفية. درس في أكاديمية بنسلفانية للفنون الجميلة، وتابع دروس التشريح في معهد جيفرسن الطبي. رحل عام 1866 إلى فرنسة ودخل محترف جيروم Gerôme في المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة، حيث انكب على مزاولة الرسم والتصوير بأصولهما الأكاديمية لمدة ثلاث سنوات. ثم انتقل إلى اسبانية، وأقام فيها عاماً واحداً (1869-1870)، تعرّف إبانها أعمال فيلاسكيز[ر] Velazquez، وريبيرا[ر] Ribera، كما كوّن مفهومه الخاص عن الواقعية. وبعد عودته إلى فيلادلفية (1870)، التي أقام فيها حتى وفاته، وقف فنه على التعبير عن واقع الطبقة المتوسطة في الصور الشخصية، والمشاهد المنزلية أو مشاهد الهواء الطلق «ماكس سميث يمارس التجذيف» (1871، متحف متروبوليتان). وعُيِّن في العام 1882 أستاذاً في أكاديمية بنسلفانية للفنون الجميلة ثم مديراً لها. نظر إيكنز إلى فن التصوير على أنه وثيقة علمية قريبة من الرياضيات التي أحبها، والتصوير الضوئي الذي زاوله كثيراً (دراسات لرجال عراة في الطبيعة من أوضاع ساكنة ومتحركة). وقد تكون لوحته «عيادة الدكتور غروس»، وتصور الدكتور غروس يجري عملية جراحية أمام طلابه (1875، فيلاديفية، معهد جيفرسن الطبي)، شهادة على مشكلة العلم في صراعه مع المرض والموت. أما المشاهد في الهواء الطلق التي صورها إيكنز بدقة فائقة وألوان مضيئة فإنها مخصصة غالباً لمسابقات التجذيف النهرية «سباق الأخوة بيغلن» (واشنطن، المتحف الوطني)، وللسباحة والسابحين العراة  «حوض السباحة» (1883، فورت وورث، تكساس، متحف المركز الفني). كما أظهر اهتماماً بالملاكمة، وجو الحلبة «بين جولتين» (1899، فيلادلفية، متحف الفن)، وبالأوضاع الاجتماعية للمواطنين السود «المطاردة» (نيوهافن، متحف الفن في جامعة ييل). تؤلف مجموعة الصور الشخصية التي أنجزها إيكنز جزءاً مهماً من إنتاجه، وتؤهلها واقعيتها ودقة تنفيذها لتحسب في مصاف صور كوربيه[ر] Courbet رائد الواقعية الفرنسية في القرن التاسع عشر. وتمثل إحدى أهم هذه اللوحات صورة لصديقه الشاعر «والت وايتمان» (1887، فيلادلفية، أكاديمية بنسلفانية للفنون الجميلة). يعد إيكنز، مع هومر[ر] Homer، الممثلين الرئيسيين للواقعية في الولايات المتحدة، وقد استرعى انتباه فناني نزعة «الفن الشعبي»[ر] Pop-Art في الستينات. وتحفظ أغلب أعماله في متحف الفن في فيلادلفية، وفي متحف المتروبوليتان، ومتحف كوركوران في واشنطن، ومتحف بروكلن في نيويورك، ومتحف مركز الفن في فورت وورث (تكساس). عمل إيكنز مستقلاً عن الحركات الفنية المعاصرة في أوربة، وظل متعصباً لواقعيته، معبراً في لوحاته عن انفعاله المستمر تجاه الناس من حوله وشغفه بمعجزة النور في الطبيعة.   محمود حماد   مراجع للاستزادة:   - L.GOODRICH, Thomas Eakins, His Life and Work (New York 1933). - M.FRIED, Realisme, Writing, Disfiguration on T.Eakins and S. Crane (Chicago 1987).
المزيد »