logo

logo

logo

logo

logo

محمود الوراق

محمود وراق

Mahmoud al-Warak - Mahmoud al-Warak

محمود الوَرَّاق

(…ـ بعد سنة 220هـ/… ـ 835م)

 

محمود بن الحسن، (وقيل: ابن الحسين)، أبو الحسن، الورّاق، النَّخّاس، البغدادي.

أحد الشعراء الموالي في العصر العباسي الأول. يقال: إنه كان مولى بني زُهرة، ولم تذكر المصادر شيئاً آخر عن نسبه. أما لقبه (الوراق)، فهو من الوراقة؛ أي نسخ الكتب والاتّجار بذلك، و(النخّاس): لأنه كان يبيع الرقيق من الجواري والغلمان، ولعل هذه المهنة قد درّت عليه بعض المال في بداية حياته، وحملته على شيء من اللهو والعبث ومقارعة الخمر، ومما قاله في هذه المرحلة من حياته:

اصطبحْ كأسَ شرابٍ   

                  واغتبقْ كأسَ تصابِ

واجعلِ الأيامَ قَسْمـاً   

                  بيـن عَتْب وعتـاب

ووصـالٍ واهتجـارٍ   

                  وبِعـاد واقتــراب

وقنـوعٍ مـن حبيب   

                  بالمواعيـد الكـِذاب

إلا أن ذلك لم يدم طويلاً، وصلُح حاله، واستقامت حياته، «وسلك درب الزهادة والتقوى، فعُرف بالفضل والنبل والتقوى والصلاح، ووقف شعره كله على الحكمة والموعظة والكلمة الخيّرة النظيفة».

ليس بين أيدينا ما يشير إلى زمن ولادته، إلا أن شعره يشير إلى أنه تجاوز السبعين وقارب الثمانين، فهو يقول:

وما صاحبُ السبعين والعشرِ بعدها   

                          بأقربَ ممن حنّكته القوابلُ

ولكـنّ آمالاً يؤملُّهـا الفتـــى    

                          وفيهنّ للراجين حقٌّ وباطل

وتشير المصادر إلى جاريتين مشهورتين من جواريه وهما: (نَشوى) التي كانت أثيرة عنده، وعرض عليه أن يبيعها فأبى، وماتت في حياته فرثاها، ومن رثائه لها:

لعمري لئن غالَ صرفُ الزما    

                          ن نشوى لقد غال نفساً حبيبـه

ولكـنّ علمـي بمـا في الثوا   

                          ب عند المصيبة يُنسي المصيبه

وجاريته الثانية اسمها (سَكَن)، وكانت «من أحسن خلق الله وجهاً، وأكثرهم أدباً، وأطيبهم غناء، وكانت تقول الشعر فتأتي بالمعاني الجياد، والألفاظ الحِسان»، ويبدو أن الورّاق كان شديد التعلّق بها، وساءت حاله، فعرض عليها من شدة حبه لها أن يبيعها؛ عسى أن تعيش حياة أفضل من حياته في رغدٍ من العيش، فوافقت على مضض، فدفع أحدهم بها مئة ألف درهم، فوافق الوراق، وأمرها أن تخرج إليه، «فلبست ثيابها، وخرجت على القوم كأنها البدر الطالع» وبكت مما حصل، وعاتبته على تخليه عنها، فأطلقها حُرة لوجه الله، ثم تزوجها وأبقاها عنده، ثم تحسنت أحواله بعد ذلك، وبقيت عنده حتى مات. وكانت وفاته في خلافة المعتصم.

يعدُّ محمود الوراق من شعراء الزهد والحكمة في العصر العباسي الأول، وشعره كثير كما قال ابن المعتز، وهو «شاعر مجوِّد سائر النظمِ في المواعظ»، ويُعرَف «بأنه شاعر الموعظة والحكمة والزهد، وهو شاعر متميز في هذا الفن»، ومعظم شعره من هذا الباب، إلا بعض النصوص التي قالها في بداية حياته، وقد تناول في شعره بعض العيوب الاجتماعية، وذكر الشيب والشباب، إضافة إلى الحكمة والزهد.

ومن شعره في طلب الرزق:

أتطلب رزقَ الله مـن عنـد غيـره   

وتصبحُ من خوف العواقب آمنا

وترضى  بصرّافٍ وإن  كنت مشركا   

ضميناً ولا ترضى بربك ضامنا

كأنك لـم تقنـع بمـا فـي كتابـه   

                          فأصبحت مدخولَ اليقين مباينـا

وفي الحكمة:

إن العيون على القلوب شواهد   

                          فبَغيضُها لك بَيّنٌ وحبيبُها

وإذا تلاحظتِ العيونُ تفاوضت   

                          وتحدّثت عما تُجِنُّ قلوبُها

يَنطِقنَ والأفواه صامتـة فمـا   

                          يخفى عليك بريُّها ومُريبُها

وفي الزهد:

هي الدنيا وزُخرُفهـا   

                  ولكنْ ما مصائرُهـا

لئن غرّتْ منابرُهـا    

                  فقد وعظتْ مقابرُهـا

وإن غشّت  مواردُها   

                  فقد نصحت مصادرُها

ومما قاله في الشيب:

إذا ما الشيبُ جار على الشباب   

                  فعاجله وغالطْ في الحساب

وقل لا مرحباً بك  من نزيـل   

                  وعذّبــه بأنـواع العذاب

بنتـفٍ أو بقصٍّ كـلَّ يـومٍ   

                  وأحياناً بمكـروه الخضـاب

ولمحمود الوراق ديوان شعر جُمع مؤخّراً مرتين، الأولى قام بها عدنان راغب العبيدي في العراق عام 1969، والثانية وليد قصّاب في الإمارات.

علي أبو زيد

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ ابن المعتز، طبقات الشعراء، تحقيق عبد الستار فراج (دار المعارف، القاهرة 1976).

ـ وليد قصاب، ديوان محمود الوراق شاعر الحكمة والموعظة (مؤسسة الفنون، عجمان 1991).


التصنيف : اللغة العربية والأدب العربي
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الثامن عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 121
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1029
الكل : 58480353
اليوم : 52867

بيورنسون (بيورنشيرنه-)

بيورنسون (بيورنشيرنه ـ) (1832 ـ1910)   بيورنشيرنه بيورنسون Björnstjerne Björnson أديب وصحفي ومخرج مسرحي نروجي، من أبرز الشخصيات العامة في زمانه. ولد بيورنسون في قرية تقع في الشمال النروجي لأسرة متدينة. انتقل إلى مدينة كريستيانيا Christiania، وهي ما يعرف اليوم بأوسلو Oslo عام 1850، وبدأ دراسته في جامعة فريدريك الملكية Royal Frederick University عام 1852. ولج العمل الأدبي في عام 1855 ناقداً مسرحياً وأديباً ومحرراً في كبريات الصحف النروجية التي راح يعرض فيها أفكاره حول الإصلاح السياسي والاجتماعي داعياً لليّبرالية والمثل الوطنية. خَلَف بيورنسون الكاتب المسرحي هنريك إبسن[ر] Henrik Ibsen في إدارة المسرح الوطني في برغن Bergen في عام 1857،
المزيد »