logo

logo

logo

logo

logo

منصور النمري (منصور بن الزبرقان)

منصور نمري (منصور زبرقان)

Mansur al-Namari (Mansur ibn al-Zabraqan-) - Mansur al-Namari (Mansur ibn al-Zabraqan-)

منصـور النـَّمَري (منصور بن آل زبرقان)

(… ـ نحو190هـ/… ـ نحو805م)

 

أبو القاسم (أو أبو الفضل) منصور ابن الزبرقان بن سلمة، وقيل منصور بن سلمة بن الزبرقان بن شريك النمري، من قبيلة نمر بن قاسط. شاعر من شعراء الدولة العباسية، ولد في مدينة «العين» في الجزيرة الفراتية، ولا إشارة إلى تاريخ ولادته، ولا ذكر لشيء عن حياته الشخصية،فكل من ذكره وترجم له اقتصر على الحديث عن مذهبه وعلاقته بالولاة والخلفاء.

كان النمري تلميذاً لكلثوم بن عمرو العتابي [ر] وراويته، أخذ عنه وتشبّه بمذهبه، ولم تقتصر علاقتهما على التتلمذ وحسب؛ بل ساعد العتابي منصوراً على الانتقال من الشام إلى بغداد؛ إذ وصفه للفضل بن يحيى البرمكي فاستقدمه ووصله فكان له حظوة عند البرامكة فمدحهم في أشعاره ورثاهم، ومن هنا كانت معرفة النمري بالشاعر مُسْلم بن الوليد[ر: صريع الغواني] الذي اجتمع به عند الفضل بن يحيى.

وقد ساءت بعد ذلك العلاقة بين العتابي والنمري، فمن تعظيمٍ وإجلال إلى سعي كل واحدٍ منهما إلى هلاك صاحبه، ويعزو بعضهم ذلك إلى حادثة أدت إلى وحشة وتهاجرٍ وتناقض بينهما. غير أن هذه الوحشة لم تدم طويلاً؛ إذ أصلح بينهما طاهر بن الحسين.

تلون النمري في مذهبه بين تشيع وبين مدح لخلفاء بني العباس، فقد مدح العباسيين وفضَّلهم على غيرهم، وجعل لهم الحق في الخلافة، وأظهر لهم أنه عباسي الرأي منافر لآل عليّ ولغيرهم حتى صار مقدّماً عند الرشيد الذي كان يعطيه ويجزل. وقد ذكر المرزباني والجاحظ أن النمري كان يمدح هارون الرشيد ويعني أمير المؤمنين علياt.

طرق النمري أغراض الشعر جميعها من فخرٍ ورثاء ووصفٍ وهجاء وكان مقلّاً فيها، فالمكانة الأولى عنده كانت للمديح ولاسيما مدحه هارون الرشيد ـ وكان يمتّ إليه بأمّ العباس ابن عبد المطلب وهي نمريّة ـ وقد قيل إنه لم يمدح من الخلفاء غيره.

أرجع بعضهم أمر صلته بالرشيد إلى الفضل بن يحيى الذي وصل بينهما، في حين رأى آخرون أن النمري وفد مع رجالٍ من قومه إلى الرشيد يرفعون إليه حاجتهم، فأنشده قصيدته العينية ولم يكن منه شعرٌ قبلها بل كان مؤدباً (ويروى من أمر هذه القصيدة غير ذلك)، ومطلعها:

ما تنقضي حسرةٌ مني ولا جَزَعُ                 إذا ذكرتُ شباباً ليـس يُرتَـجعُ

بانَ الشـبابُ وفاتتـني بلـذّتـه                 صروفُ دهرٍ وأيامٌ لـها خُـدَعُ

حتى وصل إلى قوله:

أيُّ امرئ بات من هارون في سَخَطٍ               فليس بالصلوات الخمسِ ينتفعُ 

إن المـكارمَ والمعــروفَ أوديــةٌ            أحلّك اللهُ منها حيـث تجتـمعُ

 إذا رفعــتَ امرأً فاللهُ يـرفعــه              ومن وضعتَ من الأقوام مُتَّضِعُ 

نفسـي فداؤك والأبــطالُ مُعْلِمَـة               يوم الوغى والمنايا بينها قُـرَعُ

فأثرت هذه القصيدة في الرشيد تأثيراً كبيراً وأعجب بالنمري إعجاباً شديداً وأمر له بجائزة سنية وقدّمه على غيره، وكان يدخل عليه مع عددٍ من الشعراء منهم: الخريمي وسَلْم الخاسر [ر] ومروان بن أبي حفصة[ر] الذي تأثر بمذهبه مع أنه كان لا يبدي اهتمامه به.

بقيت علاقة النمري بالرشيد إلى أن وُشيَ به إليه ، وذلك عندما سمع البيت الأخير من شعره الذي دعا به إلى الخروج بالسيف لنصرة آل علي فغضب غضباً شديداً وقال أراه يحرض عليّ، أبعثوا من يجيئني برأسه.

وجاء في شعره:

تُقتل ذرية النبي وير                              جون جنان الخلود للقاتل

نفسي فداء الحسين يوم غدا                        على المنايا غدوَّ لا قافل

إلا مساعير يغضبون لها                            بسلّة البيض والقنا الذابل

فأرسل إلى الرقة من يأتيه برأسه، فدخل رسول الرشيد الرقة فإذا هو بجنازة النمري فقال: «خلّصه الموت».

لم يُعرف للنمري ديوان شعرٍ؛ وإن ذكر بعضهم أنّ له ديواناً. وقد جمع شعره بعضُ المهتمين بالأدب منهم: عبد الله الجبوري و الطيّب العشاش.

 

 

مها المبارك

مراجع للاستزادة:

ـ محسن الأمين، أعيان الشيعة، حققه وأخرجه: حسن الأمين (دار التعارف للمطبوعات، بيروت 1406هـ/1986م).

ـ الطيّب العشاش، شعر منصور النمري (مطبوعات مجمع اللغة العربية، دمشق 1401هـ/1981م).


التصنيف : اللغة العربية والأدب العربي
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد التاسع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 597
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1048
الكل : 58492632
اليوم : 65146

المغرب العربي (التاريخ الإسلامي)

المغرب العربي (التاريخ الاسلامي)   يُقصد بكلمة المغرب أراضي الدول التي تُسمى اليوم دول المغرب العربي الكبير، وهي ليبيا وتونس والجزائر والمملكة المغربية، ويرجع ظهور مصطلح المغرب إلى النصف الأول من القرن الأول الهجري/ السابع الميلادي، ويبدو أنه استُعمل في هذه الفترة للدلالة على الجزء الغربي من العالم الإسلامي، أما إطلاق مصطلح المغرب على شمالي إفريقيا كله أو جزء منه، فإن أغلب الظن أنه لم يقع قبل القرن الثالث الهجري / التاسع الميلادي. المغرب العربي منذ الفتح الإسلامي حتى نهاية العصر الأموي: لم يكد عمرو بن العاص يتمُّ فتح مصر عام  21 هـ / 642 م حتى تابع سيره إلى ساحل المتوسط غرباً، وضرب حصاراً على برقةَ فصالحه أهلها على دفع الجزية، ثم تابع سيره، فدخل طرابلس بعد حصارٍ دام شهراً، ليكمل فتح الساحل الليبي بدخوله صبراتة، وبالوقت نفسه، أتم عقبة بن نافع الفهري عمليات السيطرة على  الواحات الداخلية مثل فزان و زويلة بتكليف من عمرو. وتوقف الفتح في عهد الخليفة عمر بن الخطَّاب عند هذه المناطق، وعاد عمرو بن العاص إلى مصر خوفاً من هجمات قد يقوم بها الروم في حال غيابه عنها.
المزيد »