logo

logo

logo

logo

logo

الموصلي (إسحاق بن إبراهيم-)

موصلي (اسحاق ابراهيم)

Al-Mousili (Ishaq ibn Ibrahim-) - Al-Mousili (Ishaq ibn Ibrahim-)

الموصلي (إسحاق بن إبراهيم ـ)

(152 ـ 235هـ/769 ـ 849م)

 

إسحاق بن إبراهيم بن ماهان بن بهمن بن نُسك التميمي بالولاء، الأرجاني الأصل، الموصلي، المعروف بابن النديم الموصلي، كنّاه الرشيد بأبي صفوان.

 قدم والده إبراهيم الموصل وأقام بها مدة فَنُسِبَ إليها، و بها شُهر وابنه من بعده، وهو من بيتٍ كبيرٍ من العجم، انتقل جدّه ماهان إلى الكوفة وأقام بها، وجدته من بنات الدهاقين. كان إسحاق إماماً، عالماً، ثقة، فاضلاً، أديباً، إخبارياً، رأساً في صناعة الأدب والموسيقى وعلم الكلام، راوياً للشعر، حافظاً للأخبار، حلو النادرة، حسن المعرفة، بارعاً في الضرب على العود وصنعة الغناء كوالده إبراهيم الذي كان أوحد زمانه في الغناء واختراع الألحان. أجاد الغناء بالعربية والفارسية، ونادم عدداً من خلفاء بني العباس. وقد غلب على إسحاق الغناء، حتى ذُكر باسم إسحاق المُغنّي. نال بهذا مرتبةً عند الخلفاء لم يحظ بها أحدٌ من قبله، وبذَّ جميع المغنين. قال أبو الفرج الأصفهاني: «كان الغناء أصغر علوم إسحاق وأدنى ما يوسم به، وإن كان الغالب عليه وعلى ما يحسنه، هو الذي صحح أجناس الغناء». قال الذهبي: «كان إليه المنتهى في معرفة الموسيقى، وكان له أدبٌ زاخرٌ، وشعرٌ رائقٌ». سمع من مالك بن أنس، وهُشيم بن بشير، وسُفيان بن عُيينة، وبقية بن الوليد، وأبي معاوية الضرير، والأصمعي، وآخرين. حدّث عنه ابنه حماد، والأصمعي، والزبير بن بكار، وأبو العيناء، ويزيد بن محمد المهلبي وغيرهم. كان يكره أن يُنسب إلى الغناء، قال المأمون: «لولا شهرته بالغناء لوليته القضاء، لما أعلم من عفته ونزاهته وأمانته». كان نافق السوق عند الخلفاء، فقد نادم هارون الرشيد، والمأمون، والمعتصم، والواثق، ويُعدُّ من الأجواد، وَثّقه الحربي.

كان كثير الكتب، حتى قال أبو العباس ثعلب: «رأيت لإسحاق الموصلي ألف جزء من لغات العرب، وكلها بسماعه، وما رأيت اللغة في منزل أحدٍ قط أكثرَ منها في منزل إسحاق، ثم منزل ابن الأعرابي». وكان المعتصم ـ وقيل الواثق ـ يقول: «ما غنّاني إسحاق بن إبراهيم قط إلا خُيّل لي أنه قد زيد في ملكي». أصيب بالعمى قبل موته بسنتين من شعره:

يا سرحة الماء قد سدّتْ موارده                   أما إليك سبيلٌ غيرُ مسدود

لحائمٍ حامَ، حتى لا حوامَ به                       مُحَلأ عن سبيل الماء مطرود

جاء في «الأغاني» أن الأصمعي دخل مع إسحاق الموصلي يوماً على الرشيد فرأياه لَقِسَ النفس ـ أي ضيق النفس ممقوتاً ـ فأنشد إسحاق:

وآمرةٍ بالبخل قلتُ لها اقصري                    فذلك شيءٌ ما إليه سبيلُ

أرى الناسَ خِلاّنَ الكرامِ ولاأرى                 بخيلاً له حتى المماتِ خليلُ

وإني رأيت البخل يُزري بأهله                    فأكرمتُ نفسي أن يُقالَ بخيلُ

ومن خير حالات الفتى لوعَلمْته                  إذا نالَ خيراً أنْ يكونَ يُنيلُ

فِعالي فِعالُ المكثرينَ تجمّلاً                       ومالي كما قد تعلمينَ قليلُ

وكيف أخافُ الفقرَ أو أُحرمُ الغِنى                         ورأيُ أمير المؤمنينَ جميلُ

قال الرشيد: «لا تخف إن شاء الله»، ثم قال: «لله درُّ أبياتٍ تأتينا بها، ما ألذَّ أصولها، وأحسن فصولها، وأقلَّ فضولها»، وأمر له بخمسين ألف درهم، فقال له إسحاق: «وَصْفُكَ والله لشعري أحسن منه، فعلام آخذ الجائزة؟» فضحك الرشيد، وقال: «اجعلوها مئة ألف درهم، قال الأصمعي: فعلمت يومئذٍ أنَّ إسحاق أحذق بصيد الدراهم مني!».

جمع من صنعته وعلاقاته ومنادماته للخلفاء والوزراء والأمراء وغيرهم مالاً كثيراً، فقد غَنّى لخالد البرمكي فدفع له ألف ألف درهم، ودفع له ابنه جعفرٌ مثلها، ودفع له ابنه الفضل مثلها أيضاً، هذا فضلاً عما كان يدفعه له الخلفاء والأمراء. توفي عن ثمانين عاماً. صنّف كتاب «الأغاني»، وهو خلاف كتاب أبي الفرج الأصفهاني، رواه عنه ابنه حماد، والزبير بن بكار، وأبو العيناء، وميمون بن هارون وغيرهم.

عبد الله محمود حسين

 مراجع للاستزادة:

 

ـ الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد (دار الكتاب العربي، بيروت، د.ت)

ـ ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة (المؤسسة المصرية العامة، القاهرة، د.ت)

ـ ابن كثير، البداية والنهاية (دار الفجر للتراث، القاهرة 2003).

ـ ابن خلكان، وفيات الأعيان، تحقيق: إحسان عباس (دار الثقافة، بيروت 1986).

ـ الأصفهاني، الأغاني (دار الكتب العلمية، بيروت 1992).


التصنيف : اللغة العربية والأدب العربي
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد العشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 63
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1046
الكل : 58480825
اليوم : 53339

أثر بلتيه وأثر طمسون

أثر بلتيه وأثر طومسون   أثر بلتيه وأثر طمسون ظاهرتان حراريتان كهربائيتان تستخدمان في القياسات الحرارية وفي تحقيق تحولات عكوسة بين الطاقة الحرارية والطاقة الكهربائية. إن تحويل الحرارة مباشرة إلى طاقة كهربائية تحويلاً عكوساً يتم بثلاث ظواهر مترابطة هي: أثر سيبِك Seebeck وأثر بِلْتِيه وأثر طومسون. أما أثر سيبك فيتعلق بتولد قوة محركة كهربائية (ق.م.ك) في دارة كهربائية مكونة من ناقلين مختلفين جُعلت وُصلتاهما في درجتيْ حرارة مختلفتين. وأما أثر بلتيه فيرتبط بالحرارة المتولدة أو الممتصة في وصلة ناقلين مختلفين عندما يمر تيار كهربائي مستمر في هذه الوصلة. وأما أثر طومسون فيتصل بتولد الحرارة أو امتصاصها في ناقل وحيد يمر فيه تيار مستمر وتتدرج فيه درجة الحرارة تدرجاً منتظماً.
المزيد »