logo

logo

logo

logo

logo

موعد (محمود-)

موعد (محمود)

Maw’ed (Mahmoud-) - Maw’ed (Mahmoud-)

موعــد (محمود ـ)

(1362 ـ 1417هـ/1942 ـ 1997م)

 

محمود موعد، قاص وتربوي وأديب مرهف. ولد في قرية صفورية من أعمال مدينة الناصرة في شمالي فلسطين، وقد عاش طفولته الأولى في قريته التي سكنت معه حيث وصلّ بعد أن احتلها اليهود في 16/تموز/يوليو 1948م، ثم أقام عام 1949م مع أسرته في حي الميدان بدمشق، ثم بمخيم اليرموك، وقد دفعته الظروف القاسية إلى العمل وهو في عمر صغير، فعمل راعياً وهو في السابعة، ثم التحق بمدرسة ابتدائية تابعة «للأنروا»، وتابع دراسته الإعدادية والثانوية في كلّ من مدرستي عبد الرحمن الكواكبي وجودت الهاشمي، ونال الشهادة الثانوية عام 1961م، ثم التحق بجامعة دمشق كلية الآداب قسم اللغة العربية، وبعد حصوله على درجة الإجازة مارس التدريس في مصياف وحماة وسلمية، وسافر إلى مصر عام 1967م ونال دبلوم الدراسات العليا من جامعة القاهرة، ثم دبلوم التربية عام 1968م، فدبلوم التربية الخاصة 1969م من جامعة دمشق، ثم أعير إلى اليمن فدرّس بين صنعاء وتعز، وكان قبل ذلك قد درّس في الجزائر.

سافر إلى باريس لمتابعة دراسته عام 1975م، فدرس في «السوربون»، ونال درجة الدكتواره عام 1979م، وكانت رسالته بعنوان «الدين والعصر في أدب نجيب محفوظ».

عمل محاضراً في جامعة دمشق، ثم عيّن عام 1981م مديراً عاماً لدائرة التربية والتعليم العالي في منظمة التحرير الفلسطينية، وكان مقرراً لجمعية القصة والرواية في اتحاد الكتاب العرب، وكان من مؤسسي الاتحاد العربي لرعاية الصم والبكم، وعضواً في لجنته التنفيذية، وقد مثّله في غير ما مؤتمر، ومثّل فلسطين في مؤتمرات تربوية وأدبية دولية كثيرة.

مات فجأة صباح يوم 27/8، ولعل إحساسه المرهف الذي عُرف به هو الذي دفعه للقول في أحد أعماله: «لم تدع لي ولو لحظة لأقول لأصحابي: الوداع، لأقول لشوارع المدينة: الوداع، لأقوال لشجيرات الحي: الوداع، لم تدع لي ولو لحظة لأنطق بكلمتي الأخيرة قبل الرحيل، كلمتي التي ستبقى ـ واحسرتاه ـ معلقة وإلى الأبد على الشفاه».

له مجموعات قصصية، منها: «رباعية الموت والجنون»، «فحيح المرايا»، «سخريات الظلال»، وله ديوان شعر بالفرنسية عنوانه: «برقوق من فلسطين»، وقد ترجم عدداً من الأعمال الأدبية إلى العربية، منها: رواية «أرنديرا الطيبة وجدّتها الشيطانية» لغابرييل غارسيا ماركيز، ورواية «مدن الخيال لإيتالو كالفينو»، وقد جمع قصصاً من فلسطين باللغة الفرنسية، بالتعاون مع المستشرقة السويسرية (كلود كرول)، ترجمت فيما بعد إلى عدة لغات أوربية، وله مقالات كثيرة بالعربية والفرنسية في عدد من المجلات، إضافة إلى مقالاته الأسبوعية في جريدة «البعث» بدمشق.

وعلى الرغم من تطوافه في بلاد كثيرة فإنه لم ينس قريته وبلاده التي كانت من بواعث كتابته، فعاشت معه، ولذا كان يردد: فلسطين تؤلمني، قال عنها: «أمّا أنا ـ ابن السنوات الست حين غادرتها ـ فيبقى في الأعماق مني ذلك البيت الغارق في الخضرة والأزهار البرية والصمت… قريتي زهر البرقوق المنتشر مع نور الصباح الربيعي أمام دارنا، وفي البراري البعيدة… قريتي زهر النرجس الشتوي الغض، حلم الربيع الآتي… كانوا يحملونه حزماً حزماً فيأخذني وما يزال برائحته في دوار مبهج لا ينتهي، في رعشة تمس كل الخلايا… كم حلمت آنذاك ـ وما زلت ـ أن أرى حدود الأرض التي تـنبته… قريتي القطعان العائدة مع الغروب من المروج، وثغاؤها المتدرج المتجاوب يملأ الآفاق… قريتي أشجار الزيتون الصاعدة وراء التلال الخضر التي تبدو بلا نهاية، وكثيراً ما عذبني معرفة هذه النهايات غير المرئية… قريتي أشخاص لا تكاد وجوهم تنسى، ينبثـقون في البال فيملؤون ساحة الشعور لديك…».

محمد موعد

مراجع للاستزادة:

 

ـ محمود موعد، أصـداء الرحيل «وهو المقالات التي كتبت في رحيله»، دائرة التربية والتعليم العالي (منظمة التحريرالفلسطينية، دمشق 1998م).


التصنيف : اللغة العربية والأدب العربي
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد العشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 76
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1052
الكل : 58481463
اليوم : 53977

الحركي و البصري (الفن-)

الحركي والبصري (الفن-)   من الملائم التنويه أولاً بأن الحدود الفاصلة بين الفن البصري art-optique والفن الحركي art-cinetique حدود واهية إلى حد كبير، فكلاهما يحملان الإرث المشترك نفسه، والأهداف المتشابهة الواحدة، مع أن الفن الحركي قاد الفنان، عملياً، إلى هجران حدود التصوير الضيقة، في حين حمل الفن البصري الفنان على الاكتفاء بهذه الحدود، والعمل على إثرائها. ولابد من التنويه أيضاً بأن المصطلح «حركي» cinétique، الذي انتقل من المصطلحات العلمية المتعلقة بالطاقة، ودخل في مفردات الفن التشكيلي،
المزيد »