logo

logo

logo

logo

logo

المعتز ب-الله، محمد بن جعفر

معتز بالله، محمد جعفر

Al-Mu'tazz Billah, Mohammad ibn Jaffar - Al-Mu'tazz Billah, Mohammad ibn Jaffar

المعتز بالله (محمد بن جعفر)

(232 ـ 255هـ/846 ـ 869م)

 

محمد المعتز بالله بن جعفر المتوكل على الله بن محمد المعتصم بن هارون الرشيد بن محمد المهدي أبي جعفر المنصور. وقيل إن اسمه «الزبير» وقيل «طلحة».

ولد المعتز بالله في سامراء، وجعله أبوه ولياً للعهد بعد المنتصر، إذ تشبه المتوكل في كثير من أعماله بجده هارون الرشيد ومن ذلك توليته للعهد، فقد عقد الولاية لأولاده الثلاثة وهم : محمد المنتصر، ومحمد المعتز، وإبراهيم المؤيد، وذلك في سنة 235 هـ/849م، وقسّم البلاد بينهم. فكان من نصيب المعتز كور خراسان، وما يضاف إليها، وطبرستان، والري، وأرمينيا، وأذربيجان، وكور فارس، وضم إليه في سنة 240 هـ /854م بيوت الأموال في جميع الآفاق، ودور ضرب النقود، وأمر بضرب اسمه على الدراهم.

ولكن ولاية العهد هذه للمعتز بالله لم تتم في بداية الأمر، لأن محمداً المنتصر أرغمه على أن يخلع نفسه، ولما تولى أحمد المستعين بالله الخلافة بعد المنتصر سنة 248 هـ/862م، سجن المعتز بالله  وأخاه المؤيد، وظلا في الحبس حتى وقعت الاضطرابات والفتن بين قواد المستعين، فأخرج الأتراك المعتز وبايعوه بالخلافة في سامراء وخلعوا المستعين لأن أموره كانت قد اضطربت، ومن ذلك أنه كان يولي الرجل في وظيفة ثم يعزله منها ثم يرده إليها، ثم يعزله منها، فاجتمع الأتراك مع المعتز وحضروا إلى بغداد لقتال المستعين، فوقعت الحرب بين المعتز والمستعين ، المستعين في بغداد مع أهلها وقائدها محمد بن عبد الله بن طاهر بن الحسين ومعهم عيّارو بغداد وشطارها، و المعتز مع الأتراك بسامراء، وكان أهل بغداد أكثر عدداً من الأتراك لكنهم كانوا غير منظّمين.

حاول المستعين أن يقطع التموين عن سامراء، وحاول الاثنان الحصول على الأموال التي ترد من الأمصار، لكن المستعين غُلب على أمره، وحوصرت بغداد وامتد الحصار، فلم يقدر الشعب على الاستمرار، وبحثوا عن مخرج للأمر، فاتصل قائد بغداد وقاضيها بالأتراك، وفاوضهم على إنهاء الحرب، وتم الاتفاق على ذلك على أن ينزل المستعين للمعتز عن الخلافة فيضمن المستعين حياته، فاضطر هذا إلى القبول وإنقاذ حياته، وبايع المعتز بالله وسلمه البردة والخاتم والقضيب وذلك في سنة 251 هـ/865.

كانت فترة حكم المعتز بالله فترة تسلط الأتراك على الحكم وإحكام قبضتهم على الخلافة، فلم يستطع العمل مع هؤلاء الأتراك في مثل هذه الظروف، وخاصة بعد أن انقسموا عليه، فحاول أن يستعين بعناصر خارجية ضد خصومه، فاستنجد بآل طاهر في خراسان، وكان هؤلاء قد استقلوا بالشؤون الخارجية لهذه الولاية، فأرسلوا إليه خلقاً كثيراً من جند ولايتهم بقيادة رجل من آل طاهر خلع عليه المعتز خلعة ثمينة عندما دخل سامراء، لكن الأتراك أجبروه على تنحيته وإرساله إلى بغداد.

كما حاول المعتز استغلال التنافس القائم بين الأتراك وضرب فئاتهم المختلفة بعضها ببعض، فقرّب إليه المغاربة في الجيش، وأهل فرغانة القادمين من ما وراء النهر شرقاً، وأعمل الحيلة للتخلص من رؤساء الترك ونجح في قتل أحدهم وهو بغا، لكن هؤلاء سرعان ما فطنوا إلى خطته، فاجتمعوا بزعامة صالح بن وصيف واتخذوا من قضية الرواتب ذريعة للفتك به.

وفي مدة عهده سنة 252 هـ /866م، خلع المعتز أخاه المؤيد بسامراء وأخذ خطه بخلع نفسه، وفي السنة نفسها أقدم المعتز على قتل المستعين.

استمر المعتز بالخلافة قرابة ثلاث سنوات وأربعة أشهر، وكان من أسباب خلعه ميله إلى المغاربة والفراغنة، وزاد خلوّ خزانة الدولة من المال وعجزه عن دفع الرواتب في تعقيد الأمور عليه، وأدى ذلك إلى اجتماع مختلف فئات الترك المتنازعة على كلمة سواء فيما بينهم، واتفقوا على الوثوب عليه، فحضروا إليه وطالبوه بالرواتب، فلم يستطع أن يؤدي الأموال المطلوبة، فلجأ إلى والدته «قبيحة» وطلب منها أن تعينه بخمسين ألف دينار، فادعت أنها لا تملك هذا المبلغ، فخاب أمله بها، وهجم الأتراك على القصر واقتحموه وسحبوا الخليفة من رجله وتعاوروه بحرابهم ودبابيسهم، وأرغموه على النزول عن الخلافة ونصّبوا مكانه ابناً للواثق بالله، ثم أوقفوه في الشمس فوق الرمال الملتهبة وبقميصه الملوث بالدماء، يرفع تارة رجلاً وينزل أخرى من الحر، وظل يُعذب بالضرب حتى مات في سامراء وقيل أُدخل حماماً فأغلق عليه حتى مات.

 

عمار النهار

مراجع للاستزادة:

ـ ابن كثير، البداية والنهاية، وثقه محمد معوض وغيره (دار الكتب العلمية، بيروت 1994م).

ـ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، تحقيق عمر عبد السلام تدمري (دار الكتب العلمية، بيروت 1994م).

ـ ابن جرير الطبري، تاريخ الرسل والملوك، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم (دار المعارف، مصر 1970).

ـ يوسف العش، تاريخ عصر الخلافة العباسية (دار الفكر، دمشق، 1982م).


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد التاسع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 57
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1049
الكل : 58481730
اليوم : 54244

ابن المستوفي الإربلي

ابن المستوفي الإربلي (564 ـ 637هـ/1168ـ 1239م)     شرف الدين أبو البركات المبارك بن أحمد بن المبارك بن موهوب بن غنيمة ابن غالب اللخمي الإربلي، الوزير العالم والأديب الشاعر. ولد بقلعة إربل، ونشأ في بيت رياسة وفضل وعلم. بدأ التحصيل العلمي على يد والده وعمه، ودفعه أبوه إلى شيوخ إربل والوافدين عليها، فقرأ القرآن الكريم على قراء عصره، وسمع الحديث الشريف من أعلام المحدثين في أيامه، ودرس علوم الحديث وأسماء رجاله، وأَلَمَّ بكل ما يتعلق به، ومال إلى علوم اللغة والأدب، فاشتغل بالنحو والعروض والبلاغة، وحفظ أشعار العرب وأخبارهم وأمثالهم وأيامهم ووقائعهم، وأتقن علم الديوان وضبط قوانينه على الأوضاع المعتبرة آنذاك، حتى صار إماماً في الحديث وعالماً في اللغة والأدب، وأشهر رجال إربل وفضلائها.

المزيد »