logo

logo

logo

logo

logo

معد بن عدنان

معد عدنان

Ma’d ibn Adnan - Ma’d ibn Adnan

معدّ بن عدنان

 

ترجع أنساب العرب - غير العرب البائدة- إلى ثلاثة آباء: عدنان وقحطان وقضاعة؛ ولعدنان من الولد: معد بن عدنان ، وعَكُّ بن عدنان، ويُقال هو : عكّ بن الدِّيث بن عدنان.

فأما عَكٌّ فقليلون، يُعرف منهم بنو غافق، كان قومٌ منهم في الأندلس، ومنهم الأمير عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي الشهيد في معركة بلاط الشهداء (بواتييه). وأما قحطان فإليه ينتهي نسب قبائل اليمن، سواء من أقام منهم في اليمن أم من خرج إلى أصقاع الأرض وهم ثلث العرب؛ وأما قضاعة فاختلف فيه أمِن مَعدٍّ هو أم من حمير، ولذلك كان محمد بن سلام الجمحي إذا سُئل: أيها أكثر العدنانية أم القحطانية؟ قال: «ما شاءت قضاعة، إن تيامَنت فالقحطانية أكثر، وإن تعدننت فالعدنانية أكثر».

وأما معد بن عدنان فأبناؤه ثلث العرب الباقي.

اسم (مَعَدّ) بفتح الميم والعين وتشديد الدال، فهو على وزن (فَعَلّ)، أو (مَفْعَل) (فأدغمت الأولى المفتوحة بالذال الأخيرة بعد أن ألقيت حركتها على العين منه)، فمن ذهب إلى أنه على (فَعَلّ) قال: إن المَعَدّ هو الجَنْبُ من الإنسان وغيره، ومن ذهب إلى (مَفْعَل) أرجع المعنى إلى الإعداد والتهيّؤ للأمور، ومال صاحب السيرة الحلبية إلى هذا التفسير في قوله: «قيل له مَعد لأنه كان صاحب حروب وغارات على بني إسرائيل، ولم يحارب أحداً إلا رَجع بالنصر والظفر»، ولعل مما يعضد هذا أن ولده الضّحّاك بن معدّ قفا أثره، فأغار على بني إسرائيل في أربعين رجلاً من تهامة، وأن ابن عباس رضي الله عنه يقول: إن (ذا القرنين) هو عبد الله بن الضحاك بن معدّ، وأنه جاء في الحديث: «اخشوشنوا وتمَعْدَدوا» وفي آخر: «عليكم باللبسة المعَدِّيَّةِ» وفُسرا بمعنى التصبر والتقشف وتجنب الترف في الملبس والمأكل لما في الترف من الركون إلى اللين والرخاوة فالضعف والمهانة.

وما سبق يدل على أنه كان رجُلاً شديداً حازماً فارساً؛ ومما يتعلق بحياته أن أمه هي: مهددُ بنتُ اللِّهمِ ابن جلحبَ من جَديس، وأنه كان في زمن بُخْتَنَصّر الآشوري وكُورش بن جاماسب الفارسي وولده أخشوارس وحفيده كورش، وفي ذلك الزمن كان السبي البابلي وغزو بختنصر لبلاد العرب؛ ومن ثمّ يذكر المسعودي أنّه وجد نسب معد بن عدنان (في السِّفْرِ الذي أثبته «باروخ بن ناريا» كاتب «إرميا» النبي)، ونقل ذلك النّسب، فكان تسعةً وثلاثين أباً بين (معدّ) و(إسماعيل بن إبراهيم) عليهما السلام، وإسماعيل هو الأربعون، وهذا ليس في سفر إرميا الذي في العهد القديم، والمسعودي صادق فيما ينقل، وكأنه وقف على ذلك في بعض شروح العهد القديم؛ على أنّ هذا النسب يُضعِفه أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان إذا انتسب انتهى إلى (معد بن عدنان) وقال: «كَذَبَ النّسّابون»، يعني فيما يأتون به من النسب إلى إسماعيل عليه السلام، فهو مأخوذ عن أهل الكتاب، وفي المطولات من كتب التاريخ أن (إرميا) وكاتبه استنقذا معداً وكان عمُره اثني عشر عاماً، وذهبا به إلى (حرَّان)، فلما هلك بختنصر عاد إلى الحجاز من بلاد العرب كما عادت بقاياهم التي لاذت بالجبال إلى أرضها؛ وتزوج مُعانة بنت جوشم بن جُلهُمة من جرهم، فأنجبت له بنيه.

ومما يتعلق بحياته أن ابن عباس كان يقول: «كان عدنان ومعدّ وربيعة وخُزيمة وأسد على ملة إبراهيم، فلا تذكروهم إلا بخير» وهذا يعني أنه كان مُوحّداً، ويؤكد هذا أن إدخال الأصنام إلى البيت الحرام إنما كان بعد زمن من عهد معد _فعل ذلك عمرو بن عامر بن لُحَيّ وبينه وبين معدّ سبعة أجيال ـ وإن كانت الأصنام تُعبد في مواطن أخرى من بلاد العرب خارج مكة.

مَن يرجِعُ نَسبه إلى معد:

أنجبت مُعانة بنت جوشم الجرهمية لمعدّ عدداً من الأبناء، أشهرهم: نزار، وإياد إلى جانب قُضاعة المختلف في نسبه، فقال من نسبه إلى حِمير: إن أمّه (عُكبرة) امرأة من سبأ خَلف عليها معدّ بعد مالك بن عمرو الحميري وهي حاملٌ، فولدته على فراش مَعدّ، أو كان صغيراً معها، فنُسب إلى معدّ.

ونسل (نزار) أكثر ولد معد، تفرّع منه: مضر، وربيعة، وأنمار الذي تُنسب إليه خثعم وبجيلة وتنسبان إلى غيره.

فأما (مضر) فينقسمون قسمين كبيرين: اليأس بن مُضر وهُم (خِنْدِف)، وخندِف أُمُّهم غلبَ لقبها عليهم، و(قيس عيلان) بن مضر، وعيلان عبدٌ حضن قيساً فنسب إليه، ويُقال: هو قيس بن الناس -بالنون- بن مضر.

وإلى (خندف) ينتهي نسب (قريش) وهم بنو فِهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خُزيمة بن مُدرِكة - واسمه عامر-  بن اليأس، وبنو (أسد) بن خزيمة بن مدركة، و(هُذيل) بن مدركة، و(مُزَينة) و(عبد مناة) و(ضَبّة) بنو أُدّ ابن طابخة - واسمه عمرو- بن اليأس، وبنو (تميم) بن مرّ بن أُدّ بن طابخة، وبنو (خزاعة) - واسمه كعب- بن عمرو ابن عامر بن لُحَيّ- واسمه ربيعة- بن عامر بن قَمعة - واسمه عُمَيْر- بن اليأس، وعمرو بن عامر بن لُحَيّ هو الذي جلَب الأصنام إلى مكة؛ وفي هؤلاء جميعاً بطونُ كثيرةٌ، وإلى جانبهم قبائل أخرى أقلّ ذِكْراً.

وإلى (قيس عيلان) ينتهي نَسبُ قبائل (غطفان) بن سعد بن قيس عيلان، ومنهم: (عبد الله بن  غطفان)، و(عبس) و(ذبيان) ابنا بَغِيض بن ريث ابن غَطفان، و من قيس عيلان: (سُلَيْم) و(هوازن) ابنا منصور بن عِكرمة بن خَصَفة بن قيس عيلان، ومن هوازن: بنو (عامر) بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن وبطونُهم، وبنو (سعد) ابن بكر بن هوازن، و(ثقيف) -واسمه قِسِيّ - بن منبّه بن بكر بن هوازن، وبنو (جُشم) بن معاوية بن بكر بن هوازن؛ ومن قيس عيلان: بنو (فَهم) و(عدوان) ابني عمرو بن قيس عيلان؛ وفي هذه القبائل جميعاً بطون كثيرة.

وأما (ربيعة) بن نزار فأكثرها ينتهي  إلى رجلين: أسد بن ربيعة، وهم الأكثرون، وضُبَيعة بن ربيعة، ولهما إخوة آخرون؛ فإلى أسد بن ربيعة ينتهي نسب: (عَنَزة) بن أسد، و(عبد القيس) بن أَفْصى بن دُعْمِيّ بن جَديلة ابن أسد، و(النّمر) بن قاسط بن هِنب ابن أفصى بن دُعمي، و(بكر) و(تغلب) ابني وائل بن قاسط بن هِنب بن أفصى، وتفرّقت بكر بطوناً كثيرة منها (يشكر بن بكر) و(حنيفة) و(عجل) ابنا لُجَيم بن صعب بن علي بن بكر، و(شيبان) بن ثعلبة بن عكابة بن صعب ابن علي، و(قيس) و(تيم الله) ابنا ثعلبة بن عُكابة؛ إلى جانب قبائل وبطون أخرى.

وفي كل ما سبق من القبائل والبطون المنسوبة إلى معدّ عدنان أعلام مشهورون من القادة والفرسان والشعراء وغيرهم، في كتب الأنساب والتاريخ والأدب، فمنهم: رسول الله r محمد بن عبد الله القرشي، وأعمامُه، والخلفاء الراشدون أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، وعدد كبير من الصحابة كأبي عبيدة بن الجراح وطلحة بن عبيد الله وسعد بن أبي وقاص وخالد بن الوليد، والخلفاء العباسيون، وضرار بن الخطاب الفهري القرشي، وأوس بن حجر التميمي، وزهير بن أبي سلمى المزني، وابنه كعب، ولبيد بن ربيعة العامري، والنابغة الذبياني، والحارث بن حلّزة اليشكري، والأعشى البكري، وعمرو بن كلثوم، والمهلهل التغلبيان، وعامر بن الظرب العدواني، وذو الإصبع العدواني، والحطيئة العبسي، ودريد ابن الصمة الجشمي، وتأبط شراً الفهمي، والخنساء السُلمية ، والعباس ابن مرداس السلمي، والأحنف بن قيس التميمي، وكثيّر عزة الخزاعي، والفرزدق وجرير والأخطل وذو الرمة، وغيرهم مما لا يُستقصى، قبل الإسلام وبعده.

ديار بني معدّ وأيامهم المشهورة

كانت ديار بني معدّ في أول أمرهم في الحجاز وما جاوره، ثم انتشروا في سائر بلاد العرب، ولاسيما في الشمال والشرق من أرض الجزيرة العربية والشام والعراق ومصر، ثم في سائر بلاد العرب في المغرب والصحراء الكبرى، ثم في الأندلس وبلاد فارس وما جاورها من بلاد الإسلام، ودخلت إياد في بلاد الروم.

وشهدت هذه القبائل والبطون حروباً وأياماً فيما بينها، وبينها وبين غيرها من العرب وغيرهم، ومن أشهرها: حرب البسوس، وداحس والغبراء، وأيام الفِجار، ويوم الكلاب الأوّل، ويوم الكُلاب الثاني، ويوم السّلان، ويوم خَزازى، ويوم جَبلة، وحروب إياد ضد فارس، ويوم ذي قار.

 

 

محمد شفيق البيطار

الموضوعات ذات الصلة:

قبائل العرب.

مراجع للاستزادة:

ـ ابن الكلبي، جمهرة الأنساب، تحقيق محمد فردوس العظم (دار اليقظة العربية، دمشق د.ت).

ـ ابن حزم الأندلسي، جمهرة أنساب العرب( دار الكتب العلمية، بيروت 1983).

ـ ابن جرير الطبري، تاريخ الرسل والملوك، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم(دار المعارف، مصر1970)

ـ عبد الرحمن ابن خلدون، العبر وديوان المبتدأ والخبر (مؤسسة الأعلمي، بيروت 1971م).

ـ المسعودي، مروج الذهب ومعادن الجوهر ، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد (المكتبة التجارية، مصر1384 هـ / 1964 م).


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد التاسع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 77
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1036
الكل : 58480582
اليوم : 53096

أبو المحاسن (يوسف بن محمد الفاسي)

أبو المحاسن (يوسف بن محمد الفاسي) (937 ـ 1013هـ/ 1530 ـ 1604م)   أبو المحاسن، يوسف بن ولي الله سيدي محمد بن يوسف بن عبد الرحمن الفاسي، ابن الجد الفهري الكناني النسب، المالقي الأندلسي الأصل، القصري الولادة والمنشأ، الفاسي اللقب والدار والوفاة. ولد بالقصر (مدينة في الأندلس بينها وبين شلب أربع مراحل) مأوى أبيه وجده، وبه نشأ آخذاً بما يعنيه، واقفاً على قدم الجد في كل ما مده الله به عليه، وقرأ كتاب الله العزيز هنالك، وأحكم قراءته بحرف نافع ورسمه وضبطه على الشيخ سعيد علي العربي، حيث كان يتوسم فيه الخير من خلال كلام شيخه عبد الرحمن بن عباد المجذوب: «وكان رحمه  الله لا يعرف الفقر (أي التصوف) ولا ما هو فيه ، فقيض الله له الشيخ عبد الرحمن بن عباد المجذوب حيث كان يطلبه ويحوم عليه ويوافيه»، وانخرط في سلك الشيخ المجذوب فصحبه ولزمه وانتسب إليه وعول في أموره كلها عليه، وجوّد القرآن على يدي الشيخ الصالح عبد الرحمن بن محمد الخباز القصري كما قرأ عليه غير ذلك من العلوم.

المزيد »