logo

logo

logo

logo

logo

المفضل بن سلمة

مفضل سلمه

Al-Mufadal ibn Salma - Al-Mufadal ibn Salma

المفضل بن سلمة

(القرن الثالث الهجري)

أبو طالب، المُفَضّل بن سَلَمة بن عاصم الضبّي البغدادي، من علماء اللغة والنحو والأدب، كوفيّ المذهب، بيته بيتُ علم؛ فأبوه سَلَمة كان راوية للفرّاء مختصّاً به متعصباً للكوفيين (ت بعد 270هـ)، وابنه أبو الطيّب بن المفضّل فقيهٌ شافعي، توفي وهو شابّ سنة 308هـ.

لم تذكر المصادر شيئاً عن مولد المفضّل ولا عن نشأته، وأغلب الظن أنه ولد ببغداد، وأقام في حيّ من أحيائها يدعى «باب خراسان»، وأنه تلقى علومه الأولى على يد والده، ثم حَدّث وأخذ عن طائفة من العلماء أمثال عُمَر بن شبّة الراوية المؤرخ (ت262هـ) ومحمد ابن شدّاد المِسْمَعي المعتزلي (ت278هـ) ويعقوب بن إسحاق بن أبي إسرائيل، وابن السكيت صاحب «إصلاح المنطق»، ولقي ابن الأعرابي (ت231هـ) وكان يحضر مجالس ثعلب إمام الكوفيين في اللغة والنحو بصحبة أبي بكر بن الأنباري وابن كيسان وأبي موسى الحامض وغيرهم.

وُصِف المفضّل بأنه كان «مستكثراً من الرواية ونَقْل اللغة» حتى إنه استدرك على الخليل بن أحمد في معجمه المشهور «كتاب العين» وقد جمع المفضل ما استدركه في كتاب أسماه «البارع» بيد أنه مات قبل أن يتمّه. وله أيضاً في اللغة كتب ورسائل، منها: «كتاب الاشتقاق»، و«كتاب المقصور والممدود»، و«خلق الإنسان»، و«كتاب الزرع والنبات والنخل وأنواع الشجر»، و«كتاب الأنواء والبوارح». وله مشاركة في النحو على مذهب أهل الكوفة مثل أبيه، وله في هذا الباب كتاب سمّاه «المدخل إلى علم النحو». وله أيضاً في تفسير القرآن ومعانيه كتاب «ضياء القلوب».

وليس غريباً ألاّ تحظى مصنفات المفضل برضا أبي الطيب اللغوي،وهو المتعصب لأهل البصرة، فقال في ترجمة المفضّل: «نظرتُ في كتبه فوجدته مخلّطاً متعصباً وردّ شيئاً كثيراً من «كتاب العين» أكثره غير مردود، واختار اختيارات في اللغة ومعاني القرآن غيرُها المختار».

وقد عُرِفَ عن المفضل صلته بعدد من أعلام عصره، وله شعرٌ وُصِفَ بالكثرة، وتذكر المصادر أنه اتصل بابن المنجم عليّ بن يحيى (ت 257هـ) في عيد النوروز، ومدحه:

يا بن الجحاجحة الغُرّ الميامين                    ومَنْ يَزين به فَضْلُ الدهاقين

ومَنْ تجود على العافين راحته                     بنائلٍ من عطاءٍ غير ممنون

اسْلَم لنا كلّ نوروزٍ يمتّعنــا                      فيه الإله بإعزازٍ وتمكين

وكانت تربطه صلة ودّ بعبد الله بن المعتز (ت296هـ) اشتاق إليه مرّة بعد منصرفه من الحج، فقال:

أقول بثور واشتياقي مبرّح                        ودمعي عنه مُسْتَهِلٌّ وقاطر

ألا هل إلى أهل العراق ومائه                    سبيلٌ وإخواني الذين أعاشرُ

إذا هبّت الريح الشمال هفا لها                    فؤادي حنيناً نحوهم فهو طائر

(وثور: جبل بمكة)

كان المفضل من خواصّ الوزير الفتح ابن خاقان (ت 247هـ) ثم اتصل بعد ذلك بوزير المعتمد أبي الصقر إسماعيل بن بلبل الشيباني، وتروي بعض الكتب أنّ المفضل بلغه أبياتاً كان هجاه بها ابن الرومي (ت283هـ) فحفظها إسماعيل على ابن الرومي وحرمه من العطاء، فغضب ابن الرومي وهجا المفضل بأبيات لطيفة غمز فيها من علمه بأسلوب ساخر اشتهر به ابن الرومي.

ولا يُعرف ما الذي أوقع المفضل بلسان أحمد بن أبي طاهر صاحب كتاب «تاريخ بغداد في أخبار الخلفاء والأمراء» (ت280هـ) والظاهر أنه كان سليط اللسان، فهجا المفضل غير مرة بأسلوب لا يختلف كثيراً عن أسلوب ابن الرومي.

لم تذكر كتب التراجم من تلامذة المفضل إلا أبا بكر الصولي (ت 335هـ) الذي ذكر أنه سمع من المفضل سنة 290هـ بداره في «باب خراسان».

أما مصنفاته المطبوعة فهي «الفاخر» في الأمثال، ساق فيه المفضل طائفة من أمثال العرب، و «كتاب الملاهي وأسمائها» وهو رسالة تحدث فيها المفضل عن «العود» وعن بعض الآلات الموسيقية التي كانت تعرفها العرب قديماً منذ الجاهلية، ولعله أول كتاب في بابه.

وأشار الزركلي إلى رسالة للمفضل مطبوعة، عنوانها «غاية الأرب فيما يجري على ألسن العامة من كلام العرب»، وهي في لحن العامة.

وقد اختلفت المصادر في تحديد سنة وفاته، وليس فيها ما يُطْمأنُّ إليه على وجه اليقين، فقد ذكر المرزباني أنه توفي (250هـ) ولاشك أنه سهو، وذكر ابن قاضي شهبة في طبقاته أنه توفي سنة (300هـ)، وفي «كشف الظنون» أن وفاته سنة (290هـ)، ولعله الأقرب.

 

نبيل أبو عمشة

مراجع للاستزادة:

ـ علي بن يوسف القفطي، إنباه الرواة على أنباه النحاة، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم (المكتبة العصرية، لبنان، صيدا 2004).

ـ ابن خلكان، وفيات الأعيان، تحقيق إحسان عباس (دار صادر، بيروت، د.ت).

ـ المفضل بن سلمة، كتاب الملاهي وأسمائها، تحقيق غطاس خشبة (الهيئة المصرية العامة للكتاب 1985).


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد التاسع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 239
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1043
الكل : 58480850
اليوم : 53364

التناسلي عند الذكور (أعراض وأمراض الجهاز-)

التناسلي، الجهاز عند الذكور (أعراض وأمراض ـ)   يتألف الجهاز التناسلي عند الذكور من أعضاء ظاهرة هي القضيب وكيس الصفن  وما يحويه من خصيتين وبربخين وحبلين منويين يضاف إلى ذلك أعضاء باطنة ملحقة بهذا الجهاز هي غدة الموثة وغدتا كوبر والأسهرين. أولاً ـ آفات القضيب يتألف القضيب من الجسمين الكهفيين وقناة الإحليل المحاطة بالجسم الإسفنجي الذي يتضخم في مقدمة القضيب ليشكل الحشفة ومن غلف صفاقية وضامة وجلدية. يمتد الغلاف الجلدي في مقدمة القضيب ليشكل القلفة التي تحيط بالحشفة.
المزيد »