logo

logo

logo

logo

logo

ابن معين (يحيى-)

معين (يحيي)

Ibn Ma’in (Yahya-) - Ibn Ma’in (Yahya-)

ابن مَعِيْن (يحيى ـ)

(158 ـ 233هـ/775 ـ  848م)

 

هو يحيى بن مَعِيْن بن عون ـ وقيل: ابن غياث ـ بن زياد بن بِسْطام، البغدادي، أبو زكريا المُرِّي ولاءً ـ مُرَّة من غطفان ـ قال ابن معين: أَنا مولى للجنيد بن عبد الرحمن المقرئ الغطفاني. أمير خراسان من قبل هشام ابن عبد الملك.

إمام من أئمة الحديث الحفاظ، ومن علماء الجرح والتعديل، ولد في آخر خلافة أَبي جعفر المنصور سنة ثمان وخمسين ومئة في آخرها بقرية «نقيا» قرب الأَنبار، وأَصله من سرخس من نواحي خراسان، ونشأَ ببغداد، وكان أَبوه مَعِيْن من نُبلاء الكتَّاب فقد عمل كاتباً لعبد الله بن مالك والي طَبَرَستان والري وماحولهما من قبل هارون الرشيد، ثم ولي خراج الرَّيِّ، وقد مَكَّنَه عمله هذا من تَرْك ثروة طائلةٍ قُدِّرت بمئة وخمسين ألف درهمٍ أَنفقها ابنه يحيى كلَّها في طلب الحديث، حتى لم يبقَ له نعلٌ يَلْبَسُه. قال علي بن المديني: «انتهى علم الناس إِلى يحيى بن معين». وقال ابن حبَّان: «كان من أَهل الدِّين والفضل، وممن رفض الدنيا في جمع السنن، وكثُرَت عنايته بها، وجَمْعه لها وحفظه إياها، حتى صار علَماً يُقتدى به في الأَخبار، وإِماماً يُرجع إليه في الآثار». ونَعَتَه الذهبيُّ بسيِّد الحفاظ، ووصفه ابنُ حجر العسقلاني بإمام الجرح والتعديل. وقال أَحمد بن حنبل: «أَعلمُنا بالرِّجال». قال الذهبي: «كان يحيى بن معين له أبهة وجلالة، وله بزة حسنة، وكان يتجمل».

عُني يحيى بسماع الحديث والمواظبة على كتابته وتدوينه بصبر وجلَد نادرين. وقد رحل في سبيل ذلك إلى أنحاء متفرقة من العالم الإسلامي، فدخل الكوفة والبصرة واليمن، وزار الري وواسط وحرَّان والمَصيصة، ورحل إلى الشام ومصر، وقد حجَّ حجَّته الأولى ماشياً وهو في سن الرابعة والعشرين، ثم تكرَّر حجه إلى بيت الله الحرام وزيارة المدينة المنورة، حيث كان يلقى في كلِّ حجَّة وزيارة أهل الحديث فيأخذ عنهم، مما هيأ له لقاء عدد كبير من الشيوخ والحفاظ المحدثين،  وكان من أشهر من سمع منه الحديث: عبد الله بن المبارك، وهُشيم ابن بشير، وسُفيان بن عُيَيْنة، وجرير ابن عبد الحميد، وإسماعيل بن مُجالد، ويحيى بن أَبي زائدة، ويحيى ابن سعيد القطان ووكيع بن الجراح، وعبد الرحمن بن مهدي وخلقاً من طبقتهم ومن بَعْدَهم. وقد كتب يحيى عن شيوخه كثيراً من الأحاديث، حتى قال عن نفسه: كتبت بيدي هذه ستمئة ألف حديث. وفي رواية أنه كتب ألف ألف حديث.

حدَّث عنه أئمة الرِّواية والحديث في عصره، حتى قيل: النَّاس عِيالٌ في الحديث على يحيى بن معين، وقد قال أحمد بن حنبل: «كُلُّ حديثٍ لا يعرفه يحيى بن معين فليس هو بحديثٍ، وكان أحمد ممن روى عنه، ومن الرُّواة عنه أَيضاً: الإِمامان محمد بن إسماعيل البخاري ومسلم بن الحجاج النيسابوري، وأبو داود السجستاني، وهنَّاد بن السَّريِّ صاحب كتاب «الزُّهد»، وأبو زُرعة الرَّازي، وأبو يعلى المَوْصلي صاحب «المسند»، ومحمد بن سعد صاحب «الطبقات الكبرى»، وعباس بن محمد الدوري، وغيرهم ممن لا يحصيهم العد لكثرتهم.

وقد ترك ابن معين عدداً من المصنَّفات منها:

1ـ «التاريخ»: ويسمى أيضاً «التاريخ والعلل»، رواه عنه العباس بن محمد الدُّوري. وقد تضمَّن هذا الكتاب أوسع الروايات عن يحيى بن معين في نقد رجال الحديث وبيان أحوالهم، وهو غزير الفوائد، وقد بدأ الكتاب بأسماء الصحابة الرواة، ثم رتب الكتاب على بُلدان الرواة. وفي آخر الكتاب أورد رسالة الليث بن سعد[ر] إلى الإمام مالك بن أنس[ر]، ورسالة مالك إلى الليث.

2ـ «معرفة الرجال»: هو ما رواه أبو العباس أحمد بن محمد بن محرز، عن ابن معين في جرح الرواة وتعديلهم، وقد نقل عنه المصنِّفون في الجرح والتعديل منهم الخطيب البغدادي في تاريخه، وابن حجر العسقلاني في «تهذيب التهذيب»، وغيرهما.

3ـ الكنى والأسماء.

4ـ جمَعَ محمد بن أبي القراميد مصنَّفًا ضمَّنه كلام يحيى بن معين في الرجال في ثلاثين جزءاً.

توفي الإمام يحيى بن معين بالمدينة المنورة وهو يريد مكة قبل أَن يحج في ليلة الجمعة الثالث والعشرين من ذي القعدة، وصلَّى عليه إبراهيم بن المنذر الحزمي أمير المدينة، ودفن بالبقيع. وقد نودي لشهود جنازته: من أراد أن يشهد جنازة «يحيى بن معين» المأمون  على حديث رسول الله r فليشهد. وقد حُمِل إلى مثواه الأخير على سرير النبيr.

 

بديع السيد اللحام 

مراجع للاستزادة:

ـ الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد (دار الكتب العلمية، بيروت، د.ت).

ـ الذهبي، تذكرة الحفاظ (دار إحياء التراث العربي، بيروت، د.ت).

ـ المزي، تهذيب الكمال في أسماء الرجال (مؤسسة الرسالة، بيروت، د.ت).

ـ أحمد محمد، يحيى بن معين وكتابه التاريخ (مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي بجامعة الملك عبد العزيز، السعودية، د.ت).


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد التاسع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 141
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1029
الكل : 58480339
اليوم : 52853

الإصلاح الزراعي

الإصلاح الزراعي   الإصلاح الزراعي agrarian reform هو مجموعة الإجراءات التشريعية والتنفيذية التي تقوم بها السلطات العامة لإحداث تغييرات إيجابية في الحقوق المتعلقة بالأرض الزراعية من حيث ملكيتها وحيازتها والتصرف بها، لينجم عن هذه التغييرات إلغاء احتكار الأرض الزراعية أو تقليصه وضمان توزيع أكثر عدالة في الثروة والدخول. ويتم ذلك عن طريق وضع حد أعلى للملكية الزراعية الخاصة لا يجوز تخطيه، والاستيلاء على ما يتجاوز هذا الحد من أراض وتوزيعها على فقراء الفلاحين المستحقين وفقاً لشروط وأولويات تختلف باختلاف الأوضاع السياسية والاقتصادية والسكانية والاجتماعية لكل بلد.
المزيد »