logo

logo

logo

logo

logo

معن بن زائدة الشيباني

معن زايده شيباني

Maen ibn Zayida al-Shibani - Maen ibn Zayida al-Shibani

معن بن زائدة الشيباني

(… ـ 152هـ/… ـ 768م)

 

أبو الوليد، معن بن زائدة بن عبد الله بن مطر بن شريك بن الصلب - عمرو بن قيس  بن شراحيل بن مرة بن همام بن مرة بن ذهل بن شيبان. أدرك العصرين الأموي والعباسي، وهو أحد أبطال الإسلام  وأحد الشجعان الفصحاء. جزل العطاء، ومن أشهر أجواد العرب، حتى بلغ كرمه إلى أعدائه، فأدهش الناس بعطائه فقصدوه.

تمتع معن بن زائدة الشيباني برجولة نادرة، وشهامة عربية عزيزة المثال، فقد كان مكرماً عند بني أمية  ينتقل بين الولايات، ووقف إلى جانبهم في أثناء صراعهم مع العباسيين، وبقي معهم حتى انهارت دولتهم.

فلما استتب الأمر للعباسيين خاف منهم، وظل معن في البلاد مستتراً عنهم هائماً في الأرض، ينتقل من مكان إلى آخر، حتى لوّحته الشمس، وكان يتتبع الأحداث وهو متخفٍّ حتى لا تصل إليه يد العباسيين، فلما استقام الأمر للخليفة المنصور، رأى معن بن زائدة  أن من حسن السياسة أن ينضم إليه لكنه تمهل في الأمر حتى تحين له الفرصة المناسبة. وجاءته الفرصة سانحة يوم الهاشمية، وهو يوم مشهور ثار فيه جماعة من أهل خراسان على المنصور سنة 141هـ بعد مقتل أبي مسلم الخراساني فحاصروا قصر المنصور وأرادوا قتله، فجرت موقعة بينهم بالهاشمية (وهي مدينة بناها السفاح بالقرب من الكوفة) وكان معن متوارياً بالقرب منها، فخرج متنكراً ملثماً وانضم إلى جماعة المنصور، وقاتل قتالاً فيه نجدة وشهامة، ودافع عن المنصور حتى فرّق الثائرين وهزمهم. فسأله الخليفة المنصور: من أنت ويحك؟! فكشف لثامه في عزة  وقال: أنا طلبتك يا أمير المؤمنين معن بن زائدة. فأمّنه المنصور وعفا عنه وأكرمه، وصار بعد ذلك من خواصه بعد أن كان قد جعل لمن يجده مالاً جزيلاً.

بعد يوم الهاشمية تحسنت علاقة معن بن زائدة  بالخليفة العباسي، فولاّه اليمن لقمع فتن الخوارج وإخضاعهم بعد هرب عبد الله بن الربيع عامل العباسيين عليها، وتذكر المصادر أن معن بن زائدة لاحق خوارج اليمن وأعمل القتل فيهم وقتل أحد زعماء الخوارج عبد الله بن يحيى الحضرمي وخمسة عشر ألفاً معه. وبعد فرض السيطرة على اليمن قصده الناس من كل مكان لاشتهاره بالجود والكرم، ففرق فيهم الأموال فسخط عليه الخليفة المنصور، فوجّه معن بن زائدة وفداً من قومه فيهم مجاعة بن الأزهر وسيرهم إلى المنصور ليزيلوا غيظه وغضبه، وتمّ له ذلك.

وعلى الرغم من كل الصعوبات التي واجهها معن في قتال الخوارج، ظل والياً على اليمن تسع سنين، ثم استدعي إلى بغداد حيث عَهد إليه المنصور بولاية سجستان أواخر سنة 150هـ، فأقام في بُسْت واشتد في قتال الخوارج، كما قاد عدة حملات ناجحة إلى بلاد الأفغان وخاصة إلى الرُخج وزابلستان، وفرض على الملك رتُبيل أن يدفع المال المفروض عليه كل سنة.

قتل معن في أثناء ولايته على سجستان، ففي سنة 152هـ وبينما كان في منزله عمالٌ يبنون له بيتاً، اندس بينهم قوم من  الخوارج فدخلوا عليه  وقتلوه، لأنه كان قد  اشتد في قتالهم وأفنى منهم خلقاً كثيراً، فثأروا منه.

قيل فيه كثير من الشعر، فقد امتدحه الشعراء وورد بعضها عند الخطيب البغدادي، وعند أبي الفرج الأصفهاني وعند ابن الأثير، وأشهر من مدحه ورثاه الشاعر مروان بن أبي حفصة ومن قوله فيه:

معنُ بن زائدة الذي زِيْدَت بهِ

                          شرفاً على شَرفٍ بنو شيبانِ

وقوله:

كأن الشمسَ يومَ أصيبَ معنٌ

                          من الإظـلامِ مُلَبسـةٌ جلالا

أقمنـا باليمـامة بعد معـنٍ

                          مقاماً لا نريـد بـه زوالا

وقلنا: أين نرحل بعد معـنٍ

                          وقد ذهب النَوالُ فلا نَـوالا

سيذكرك الخليـفةُ غير قـالٍ

                          إذا هو في الأمور بلى الرجالا

ولا ينسـى وقائِعَك اللواتـي

                          علـى أعدائـه جُعلت و بالا

 

محمود فرعون

مراجع للاستزادة:

ـ أبو الفرج الأصفهاني، الأغاني، تحقيق لجنة من الأدباء (دار الثقافة، بيروت د.ت ).

ـ الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد أو مدينة السلام (دار الكتب العلمية، بيروت د.ت).

ـ ابن خلكان، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، تحقيق إحسان عباس (دار صادر، بيروت د.ت).


التصنيف : اللغة العربية والأدب العربي
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد التاسع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 120
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1048
الكل : 58481187
اليوم : 53701

بيغي (شارل-)

بيغي (شارل ـ) (1873 ـ 1914)   ولد شارل بيغي Charles Péguy في مدينة أورليان في فرنسة، وهو يتحدَّر من أسرة ريفية فقيرة، ونشأ يتيم الأب عصامياً، أفاد من منحةٍ من ثانوية أورليان، لينهي فيها دراسته بنجاح، ثم مضى إلى باريس لمتابعة الدراسة بمعهد المعلمين العالي، بيد أنه أخفق في امتحان القبول، فتطوَّع في الجيش وخرج منه ضابطاً صغيراً، وقد تسنى له أن يلتحق في عام 1894 بمعهد المعلمين العالي، واتضح، آنئذ، منحاه الفكري العقائدي، فقد رفض المسيحية الكاثوليكية، مؤمناً بالاشتراكية المثالية ولهذا قطع دراسته بعد عام واحد في المعهد، وآبَ إلى أورليان، لينشئ فريقاً يهتم بالدراسات الاشتراكية، وعكف على تحبير مقالاتٍ، أفصح بها عن دعوةٍ متحمسة للاشتراكية،
المزيد »