logo

logo

logo

logo

logo

غربال (محمد شفيق-)

غربال (محمد شفيق)

Ghirbal (Mohammad Shafiq-) - Ghirbal (Mohammad Shafiq-)

غربال (محمد شفيق ـ)

(1311ـ 1381هـ/ 1894ـ 1961م)

 

محمد شفيق غربال من القطر المصري، ولد بمدينة الإسكندرية، وتلقى بها تعليمه الابتدائي فالثانوي، ثم انتقل إلى القاهرة والتحق بمدرسة المعلمين العليا الوحيدة في مصر التي يمكن عن طريقها الوصول إلى الدراسات الإنسانية المتخصصة وفي مقدمتها علم التاريخ، وقد أنجبت هذه المدرسة عدداً من رواد النهضة الأدبية والعلمية في مصر.

كان شفيق غربال منذ حداثته شديد الغرام بقراءة التاريخ حتى إنه قرأ فيما قرأ، وهو لايزال طالباً في المدرسة الثانوية، كتاب «وفيات الأعيان لابن خلكان» كاملاً. وبعد تخرجه في مدرسة المعلمين العليا سنة 1915م أوفدته الحكومة المصرية في بعثة دراسية إلى جامعة ليفربول بإنكلترا لدراسة التاريخ، ولم يتردد في السفر على الرغم من الأخطار المحتملة بسبب اشتعال الحرب العالمية الأولى. وفي الجامعة أكبّ غربال على دراسته بكل جهد وعزم حتى حصل على درجة الإجازة مع مرتبة الشرف سنة 1919.

بعد عودته إلى مصر عمل مدرساً في إحدى المدارس الثانوية بالإسكندرية مدة ثلاث سنوات، ثم أوفد مرة أخرى إلى إنكلترا والتحق بمدرسة الدراسات التاريخية بجامعة لندن، والتقى المؤرخ البريطاني الشهير  أرنولد توينبي وتوثقت الصلة بينهما، وأشرف على رسالته للماجستير سنة 1924م بعنوان «بداية المسألة المصرية وظهور محمد علي» واعتمدت على الوثائق الأوربية وعلى التحليل واستقراء الأحداث والموضوعية. وأثبت في هذه الدراسة أن المسألة المصرية جزء مهم من المسألة الشرقية، ويلزم ربطها بما كان يجري في الدولة العثمانية كلها وأوربا.

عاد غربال إلى مصر سنة 1925 وعين مدرساً للتاريخ بمدرسة المعلمين العليا، وفي عام 1929عين أستاذاً مساعداً للتاريخ الحديث بكلية الآداب بالجامعة المصرية (جامعة القاهرة حالياً)، وكان أكثر أساتذتها من الأجانب. ثم رقي إلى كرسي أستاذ التاريخ الحديث سنة 1936خلفاً للمؤرخ الإنكليزي غرانت. ثم انتخب عميداً لكلية الآداب سنة 1939.

استطاع غربال بفضل مقدرته العلمية وقوة تأثيره في طلابه توجيه الاهتمام إلى دراسة التاريخ الحديث وإعداد دروس في تاريخ مصر الحديث السياسي والاقتصادي وفي تاريخ الشرق الأدنى الحديث، وشجع طلابه على متابعة الدراسات العليا، وفتح لهم آفاق البحث في دور الكتب والوثائق.

وكان الملك فؤاد ابن الخديوي إسماعيل معنياً بتاريخ أسرته، فشجع الباحثين الأجانب والمصريين على كتابته والرجوع إلى الوثائق المحلية والأجنبية. وشارك محمد شفيق غربال في كتابة تاريخ مصر الحديث في الجوانب المختلفة وهو التاريخ العام للبلاد العربية والإسلامية، وتخرج على يديه عدد كبير من المؤرخين المتميزين الذين أسهموا في كتابة التاريخ المعاصر للعرب والمسلمين، منهم عبد العزيز الشناوي وهو أغزرهم إنتاجاً، ومن أهم كتبه موسوعته العظيمة «الدولة العثمانية دولة إسلامية مفترى عليها».

لم يكن محمد شفيق غربال غزير الإنتاج من الكتب لانشغاله في العمل الوظيفي، ولكنه كتب بحوثاً عديدة في تاريخ القطر المصري في العهد العثماني مثل «مصر على مفترق الطرق» وهو تحقيق لمخطوط بعنوان «ترتيب الديار المصرية في عهد الدولة العثمانية» ففتح به ميدان البحث في تاريخ مصر العثمانية.

ونشر بحثاً عن الجنرال يعقوب حنا، وهو قبطي مصري، كان عميلاً للحملة الفرنسية على مصر، وقدم خدمات عديدة لهم في السيطرة على مصر وقتل المجاهدين وغيرهم، فرحل مع الفرنسيين خوفاً من نتائج أعماله.

كما كتب بحثاً عن «الفارس لسكاريس» وهو فرنسي عمل في خدمة فرنسا في المنطقة، فكتب بحوثاً عن محاولات أوربا لتشجيع مصر للانفصال عن السلطنة العثمانية كإحدى خطوات القضاء على السلطنة العثمانية والخلافة الإسلامية. 

من كتبه باللغة العربية «بداية المسألة المصرية وظهور محمد علي» لم يترجم حتى اليوم، و«محمد علي الكبير» نشره سنة (1363هـ/1944م)، و« تاريخ المفاوضات المصرية البريطانية» وهو عن فترة الاحتلال منذ سنة 1882م حتى معاهدة التحالف المصرية البريطانية سنة 1936م، نشره سنة 1952م، «منهاج مفصل لدراسة العوامل التاريخية في بناء الأمة العربية على ما هي عليه اليوم» وهو آخر ما كتبه من دراسات، وقد نشر سنة 1961م، وهو محاضرات ألقاها على طلبة معهد الدراسات العربية العالية بالقاهرة.

ومن كتبه المترجمة «المدينة الفاضلة عند فلاسفة القرن الثامن عشر» لمؤلفه (بيكر)، كما راجع عشرات الكتب المترجمة، وكتب مقدمات لعدد منها «شكسبير وهنري السادس» ترجمه مع آخرين، ونشر سنة 1959م، و«روميو وجوليت» ترجمه مع آخرين سنة 1960م، و«الملك جون» ترجمه مع مجموعة مترجمين، و«ادجار، تاريخ قديم» نشره سنة 1961م.

أسهم غربال في إنشاء «الجمعية المصرية للدراسات التاريخية» وترأسها، وكذلك في إنشاء «متحف الحضارة المصري». ومثّل مصر في عدة مؤتمرات تاريخية، وانتخب عضواً بالمجلس التنفيذي لليونسكو سنة 1365هـ/1946م لمدة خمس سنوات. واختارته اليونسكو سنة1370هـ/1951م لعضوية لجنة مؤلفة من (12) مؤرخاً في العالم بوصفهم مستشارين تاريخيين.  واختير عضواً في مجمع اللغة العربية بالقاهرة، وعضواً بالمجمع العلمي المصري والجمعية الجغرافية، والمجلس الأعلى للآثار. وبعد تقاعده تولى منصب مدير «معهد الدراسات العربية العالية» بالقاهرة التابع لجامعة الدول العربية، فبعث فيه الحركة والنشاط. وأشرف على إخراج أول دائرة معارف عربية صغيرة هي «الموسوعة العربية الميسرة»، وتوفي قبل طبعها بعد مرض قصير في القاهرة.

عبد الرحمن بيطار

 مراجع للاستزادة:

ـ أحمد عبد الرحيم مصطفى، شفيق غربال مؤرخاً (المجلة التاريخية المصرية، 1963م).

ـ عبد المنعم إبراهيم الدسوقي الجميعي، منهج البحث التاريخي، دراسات وبحوث (القاهرة 1992م).

ـ محمد مهدي علام، المجمعيون في خمسين عاماً (الهيئة العامة لشؤون المطابع الأميرية، القاهرة 1986م).

ـ نقولا يوسف، أعلام من الإسكندرية (الهيئة العامة لقصور الثقافة، القاهرة 2002م).


التصنيف : اللغة العربية والأدب العربي
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الثالث عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 804
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1035
الكل : 58480563
اليوم : 53077

شميت (آرنو)

شميت (أرنو ـ) (1914 ـ 1979)   أرنو شميت Arno Schmidt كاتب ألماني ولد في مدينة هامبورغ شمالي ألمانيا. نشأ في أسرة تنتمي إلى البرجوازية الصغيرة، وتوفي والداه وهو صغير السن فلم تُتح لـه فرصة الكشف عن مواهبه الحقيقية في حينها. كان مولعاً بالرياضيات وعلم الفلك، لكنه اضطر نتيجة وضعه المادي الصعب إلى العمل محاسباً في مستودع تابع لمعمل نسيج في منطقة شلزفيغ Schleswig. تزوج عام 1937 من زميلة له في العمل قدّرت إمكاناته ومواهبه فكانت خير مشجع له على إنجاز أعماله وتجاوز ضغوط الحياة اليومية.
المزيد »