logo

logo

logo

logo

logo

مراش (فرنسيس-)

مراش (فرنسيس)

Marash (Francis-) - Marash (Francis-)

مراش (فرنسيس ـ)

(1836ـ 1874م)

 

أديب وشاعر ومفكر وطبيب وكاتب خيالي ذو نزعات فلسفية، يعدّ من رواد الأدب الرومانسي في القرن التاسع عشر.

ولد في مدينة حلب، ونشأ في بيت علم وأدب؛ فشقيقه عبد الله (1839- 1900) أديب وكاتب قدير، وأخته الشاعرة مريانا مراش (1848- 1919) صاحبة أول صالون أدبي في حلب، ولها ديوان شعر مطبوع بعنوان «بنت فكر».

أصيب فرنسيس في الرابعة من عمره بداء الحصبة فأثر ذلك في بصره.

درس الأدب واللغات وعلوم اللغة والشعر على أيدي أساتذة ذلك العصر، وانصرف إلى المطالعة والدراسة حتى سنة 1850، ثم درس الطب وهو في سن الخامسة والعشرين على يد طبيب إنكليزي مدة أربع سنوات، ومارس هذه المهنة لمدة سنة واحدة فقط، ثم سافر إلى باريس في 7 أيلول 1866، والتحق بكلية الطب لينال شهادة الدكتوراه حيث أمضى فيها سنتين، ولم يتمكن من متابعة الدراسة لإصابته بشلل في بصره.

وصف رحلته التي قطعها من حلب إلى الإسكندرونة فباريس وصفاً دقيقاً، ونشرها في كتاب «رحلة باريس» الذي صدر عام 1867.

أعجب فرنسيس بباريس لما رأى معاهدها ومتاحفها وحدائقها وبهرته مظاهر حضارتها.

وتذكّر في باريس الأهل والأصدقاء فنظم قصيدة تفيض شوقاً وحنيناً قال فيها:

حداةَ السُّرَى مهلاً فهذي خيامُها   

                          وتلكَ روابيها وذاكَ غمامُها

قفُوا ساعة نشتمُّ رائحةَ الحِمَى

                          هنا علقَتْ روحي وطالَ هيامُها

دعوني أهِمْ بين الهضابِ فأعظُمِي         

                          يطيبُ على هذي الصُّخور التطامُها

وبعد عودته مكفوفاً كتب: «مشهد الأحوال» وهو كتاب اجتماعي فلسفي عالج فيه أحوال الكون من إنسان وحيوان ونبات وجماد. وبقي يكتب، ويؤلف مستعيناً بأصحابه الذين كان يملي عليهم مؤلفاته من نثر وشعر حتى وافته المنية.

ومن آثاره أيضاً «غابة الحق» الذي كتب معظم فصوله في باريس، وقد تضمّن كثيراً من الآراء الفلسفية والاجتماعية ودعوة إلى الحرية والسلام.

تأثر فرنسيس مراش بمفكري الغرب، وكان أول أديب في القرن التاسع عشر يطالب بالحرية والمساواة وسيادة العدل والعقل ونشر العلم وفتح المدارس، ودعا أن يكون جميع  الناس متساوين أمام القانون دون أيّ تمييز، فيقول:

صدِّقُوني كلُّ الأنام سواءٌ         

                          منْ ملوكٍ إلى رعاةِ البهائمْ

كلُّ نفسٍ لها سرورٌ وحزنٌ               

                          لا تني في ولائم أو مآتـمْ

كم أميرٍ في دستِهِ باتَ يشقَى

                        بالُهُ والأسيرُ في القيدِ ناعمْ

أصغرُ الخلقِ مثلُ أكبرِها جر

                          ماً لهذا وذا مزايا تلائــمْ

يقول قسطاكي الحمصي:

«إن هذا الرجل الكفيف أوتي من حدّة الذهن وسرعة الخاطر وغزارة المادة؛ إلا أنه قليل التثبت فيما يكتب فبدرت من قلمه أغلاط في اللغة وألفاظ عامية».

ويقول يوسف سعد داغر:

«نظم فرنسيس كثيراً إلا أنه كان قليل العناية بأوزانه وقليل التدقيق بألفاظه، واضح الصور، واسع الوصف».

من آثاره التي طبعت في حلب «المرآة الصفية في المبادئ الطبيعية» 1861، و«غابة الحق» 1865، و«الكنوز الفنية في الرموز الميمونية» 1870، أما آثاره التي طبعت في بيروت فهي «رحلة باريس» 1867، و«شهادة الطبيعة على وجود الله والشريعة» 1892، و«مرآة الحسناء» وهو ديوان شعري طبع 1872، و«در الصدف في غرائب الصدف» 1872، و«مشهد الأحوال» 1883.

يوسف عبد الأحد

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ مارون عبود، رواد النهضة (دار العلم للملايين، 1952).

ـ قسطاكي الحمصي، أدباء حلب ذوو الأثر في القرن التاسع عشر (حلب 1968).

ـ جرجي زيدان، مشاهير الشرق في القرن التاسع عشر (مصر 1922).

ـ عيسى فتوح، وجوه مضيئة في الأدب العربي الحديث  (دار كيوان، دمشق2003).


التصنيف : اللغة العربية والأدب العربي
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الثامن عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 312
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1056
الكل : 58492490
اليوم : 65004

الفن الخام

الفن الخام   ظهرت فكرة الفن الخام art brut نحو عام 1945، ونسبت بدايته للفنان الفرنسي جان دوبوفِّيه Jean Dubuffet الذي عرّفه بالقول: «إنه نتاج مجموعة من الناس لا تملك ثقافة فنية، مما يجعل نتاجها، من كافة الجوانب، يمثِّل شخصيات مبدعيه، ولا تخضع هذه المجموعة لقواعد الفن المعروفة ولأسسه، وللتيارات والنزعات الفنية السائدة».
المزيد »