logo

logo

logo

logo

logo

الأشعة (المعالجة بـ-)

اشعه (معالجه ب)

Radiotherapy - Radiothérapie

الأشعة (المعالجة بـ ـ)

 

المعالجة بالأشعة radiotherapy هي استعمال المنابع المشعة الطبيعية والصنعية في شفاء بعض الأمراض أو تلطيفها، ولتطبيق ذلك يلجأ إلى الأجهزة التي يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أصناف:

ـ الأجهزة المولدة للأشعة السينية[ر] وهي نوعان: نوع يراوح فيه التوتر بين 50 و250 كيلو فولط ويستعمل لمعالجة سرطان الجلد أو السرطان القليل العمق، وكان يستعمل سابقاً لمعالجة بعض الأمراض الجلدية السليمة وغيرها من الأمراض غير السرطانية.

أما النوع الثاني والتوتر فيه أعلى من الأول وقد يصل إلى 40 ألف كيلو فولط كما في المسرعات الخطية، ويستعمل للسرطانات العميقة.

ـ أجهزة تشبه الأجهزة السابقة توضع فيها منابع مشعة بدل أنبوب الأشعة، وهذه المنابع تصدر أشعة غاما مثل معدن الراديوم الطبيعي أو النظائر المشعة الصنعية كالكوبالت60 والسيزيوم 137.

ـ إبر أو بزور مجوفة من البلاتين تغرز في النسج، أو حجيرات من البلاتين أو أنابيب من اللدائن توضع في الجوف الطبيعي المصاب بالسرطان كالفم أو الرحم وتحوي كلها منابع مشعة طبيعية أو صنعية.

الأسس الحيوية للمعالجة

ينجم التأثير الحيوي للأشعة في الأنسجة الحية من اصطدام الفوتونات بالإلكترونات المحيطية لذرات هذه الأنسجة، فالفوتون يطرد الإلكترون المحيطي فيحصل تشرد (تأيّن) في الذرات.

ولما كانت الإلكترونات المحيطية هي التي تحدد الخواص الكيمياوية للعناصر فإن هذه الخواص تتغير، ثم إن الإكترون المحيطي المطرود يطرد إلكتروناً من ذرة أخرى ويتكرر ذلك مرات كثيرة، تبدأ بعدها مجموعة الأحداث الفيزيائية الكيمياوية الحيوية التي تنتهي أخيراً بتأثيرات الأشعة المشاهدة في الأنسجة. إن القسم الأكثر تأثراً في الخلية الحية هو الصبغيات، ولاسيما في أثناء الانقسام.

ترتكز المعالجة الشعاعية للسرطان على قدرة الأشعة على إحداث التبدلات التي ذكرت، فإذا كانت بكميات صغيرة أحدثت اضطراباً حيوياً خفيفاً في الخلايا، مثل احمرار الجلد وسقوط الشعر المؤقت واحتقان الأغشية المخاطية في المنطقة المعرضة للأشعة ثم تستعيد الخلايا عافيتها بالتدريج، أما إذا كانت كمية الأشعة كبيرة فإنها تقتل الخلايا فلا تعود إلى حالتها الطبيعية.

إن تأثر الخلايا السرطانية بالأشعة أشد من تأثر الخلايا الطبيعية لأنها تكون في حالة انقسام دائم، لذلك إذا أعطيت الكمية الكافية من الأشعة ماتت الخلايا السرطانية وتأثرت الخلايا الطبيعية تأثراً قليلاً من دون أن تموت. هذا الفرق بالتأثر هو الذي جعل المعالجة الشعاعية للسرطان ممكنة.

حساسية الأنسجة بالأشعة

تختلف حساسية الأنسجة الطبيعية بالأشعة، فبعضها حساس جداً كالغدد التناسلية والأنسجة المكونة لعناصر الدم كالطحال والعقد اللمفية ونقي العظام، وبعضها حساس قليلاً كالرئة والغدد المختلفة والكلية، وبعضها غير حساس تقريباً مثل العظام والغضاريف والجملة العصبية والأنسجة الليفية. كما أن حساسية السرطانات المختلفة بالأشعة تختلف، فالورم المفلي اللمفاوي مثلاً أكثرها تأثراً في حين لا يتأثر الورم القتاميني والورم الدِّبقي العصبي بأكبر الجرعات الشعاعية.

طرائق المعالجة بالأشعة

هناك ثلاث طرائق للمعالجة بالأشعة: المعالجة الخارجية، والمعالجة الخلالية، والمعالجة الاستقلابية.

المعالجة الخارجية: عندما توجه الأشعة من خارج الجسم بالأجهزة المختلفة، لمعالجة إصابة جلدية سرطانية، تعطى على الجلد بساحة أوسع قليلاً من المنطقة المصابة لتشمل هامشاً من النسج السليمة حول المنطقة المصابة، والأشعة المستعملة في هذه الحالة هي القليلة النفوذ. أما إذا كان الورم عميقاً فتستعمل الأشعة الشديدة النفوذ عبر الجلد بحزمتين متقابلتين تلتقيان في منطقة الورم. أما إذا كانت الإصابة عميقة جداً فتعطى الأشعة عبر ثلاث ساحات من ثلاثة اتجاهات تتجمع كلها في مركز الورم وتسمى النيران المتقاطعة. إن امتصاص الأشعة من قبل الأنسجة الواقعة بين الورم والجلد هو الذي يدفع إلى إعطاء المعالجة عبر عدة ساحات، فالمقدار الأعظم من الأشعة يكون على الجلد ثم ينقص تدريجياً كلما توغلت الأشعة في الجسم، ولولا هذه الطريقة لاحترق الجلد من دون أن يحترق الورم.

إن الأشعة الشديدة النفوذ كأشعة الكوبالت 60 (أشعة غاما) توصل كميات أكبر من الأشعة إلى الأعماق من دون أن تؤذي الجلد كثيراً، ولذا كانت المفضلة في معالجة الأورام العميقة.

المعالجة الخلالية: إن الأورام الصغيرة التي يسهل الوصول إليها تعالج أحياناً بزرع مواد مشعة فيها، أشهرها الراديوم وهو المعدن المشع الطبيعي، ويوضع داخل إبر البلاتين الموصوفة سابقاً بشكل مسحوق هو كلور الراديوم ، ولهذه الإبر رأس مدبب، ويسهل إدخالها في الأنسجة المصابة. وقد يستعمل الذهب المشع في بزور مجوفة من البلاتين، أو يستعمل الكوبالت المشع بشكل أسلاك مختلفة الطول موضوعة في أنابيب أو في محافظ من اللدائن.

هذه المنابع كلها تصدر أشعة غاما النافذة، وبعضها يصدر أشعة ألفا وبيتا القليلتي النفوذ إضافة إلى أشعة غاما. توزع المنابع المزروعة في الأنسجة بانتظام في الورم لتصيب إشعاعاتها  جميع أقسامه كما تصيب هامشاً حوله من الأنسجة الطبيعية للتحقق من إتلاف جميع الخلايا الورمية. هذا الزرع هو غالباً وقتي ويحسب الزمن الواجب بقاؤه في الورم لتنزع هذه المنابع بعده وقد يكون الزرع مستديماً أي يترك في مكانه إن كان النظير المشع يفقد إشعاعه بسرعة، ويحتاج كل ذلك إلى حسابات رياضية وفيزيائية دقيقة جداً.

تكون الجرعة الشعاعية في الزرع الدائم خفيفة وتستمر زمناً طويلاً، فتعطي بذلك الفرصة للخلايا السليمة كي تتراجع فيها الأذية التي حصلت، في حين تكون الخلايا السرطانية قد تخربت.

هذه الطريقة لها مزية تخريب الورم موضعياً من دون إصابة باقي الجسم بضرر. وفيها تزرع المنابع بشكل يطابق شكل الورم، وتستعمل غالباً في أورام المثانة والرحم والفم، وبذلك يكون تأثر وظيفة العضو المعالج أقل ما يمكن، وتستجيب الأورام لهذه الطريقة إن كانت صغيرة وسريعة النمو واكتشفت باكراً.

المعالجة الاستقلابية: تعطى بعض  النظائر المشعة أحياناً للمعالجة بالوريد أو بطريق الفم مع قليل من الماء فتستقلب وتدخل في تركيب نسيج ما أو بمفرز ما، مثل إعطاء اليود المشع 131 فيدخل في تركيب التيروكسين المفرز الداخلي للغدة الدرقية. يعطى هذا اليود في بعض حالات فرط نشاط الغدة الدرقية فتؤثر أشعة غاما التي يشعها هذا النظير في خلايا الدرق فيضعفها، وقد يقضي على بعضها ويخف بذلك نشاط الدرق وتتحسن حالة المريض، وقد يعطى مقدار إضافي منه إذا لم تتحسن الحالة بما فيه الكفاية، وقد تعالج بالطريقة ذاتها بعض حالات سرطانات الدرق الآخذة لليود، كما قد تعالج بها بعض حالات الانتقالات من سرطان الدرق الآخذ لليود وذلك بعد استئصال الدرق.

يعالج بعض ابيضاضات الدم بالفوسفور المشع 32، بإعطاء المريض كمية منه مع قليل من الماء بطريق الفم، فيدخل في استقلاب العناصر المكونة للدم ويقلل إنتاج الكريات البيض، كما يعطى في حالات احمرار الدم فيؤثر بالطريقة نفسها بانقاص إنتاج الكريات الحمر.

المعالجة بالأشعة في غير السرطان

كانت الأشعة السينية تستعمل في الماضي لمعالجة عدة أمراض سليمة لا علاقة لها بالسرطان مثل: الأورام الوعائية السليمة والعُدّ (حب الشباب) في الجلد، كما كانت تستعمل في علاج تعرق اليدين والقدمين المفرط، وكذلك الجدرة الجلدية التي قد تحدث بعد المداخلة الجراحية لدى بعض المرضى وهي تسمك الجلد واحمراره مكان الجرح الجلدي. وكانت تستعمل أيضاً لإسقاط الشعر الوقتي في معالجة القرع، واستعملت كمعالجة عرضية وقتية للنزف الرحمي الناجم عن الورم الليفي السليم ولإحداث الضهى الشعاعي أي إيقاف دم الطمث نهائياً.

وكان بعض الأطباء يستعملون الأشعة السينية لمعالجة فرط نشاط الدرق والتهابه، وضخامة الغدة السعترية والتهابات المفاصل المزمنة والداء الفقري الرثياني حتى بالغ بعضهم واستعملها لالتهاب الجيوب المزمن.

أما اليوم فلا يجوز مطلقاً استعمال الأشعة في معالجة هذه الأمراض السليمة خوفاً من عواقبها الوخيمة، مثل حدوث سرطان الجلد في مكان المعالجة ولو أن حدوثه أمر شديد الندرة. ثم إن عدداً كبيراً من هذه الأمراض اكتشفت له أدوية شافية، وبعضها قد يتراجع من ذاته.

مسؤولية الطبيب المختص بالمعالجة بالأشعة

تقع مسؤولية المعالجة بالأشعة على عاتق الطبيب الاختصاصي بها الذي يجب أن يكون على معرفة تامة بالتشريح وبطبيعة جميع أنواع السرطانات وانتشاراتها الممكنة، ومتمكناً من الفيزياء الشعاعية، وملماً بالتشريح المرضي.

إن الطبيب المتخصص هو الذي يعين الساحات التي تطبق عليها أو عبرها المعالجة ويعين مساحاتها وأشكالها واتجاهاتها، والمقدار اليومي المطبق عليها، ومقدار الأشعة الواجب وصوله إلى الورم (كل الورم) والمدة التي تستغرقها المعالجة، يساعده فيزيائي متخصص بالمعالجة بالأشعة. ويجب أن تكون الجرعة (المقدار) المطبقة على الورم هي اللازمة الكافية إذ لو كانت أقل من اللازم لا يتخرب الورم وإذا كانت أكثر احترقت النسج الطبيعية المحيطة به، وإضافة إلى ذلك يجب أن تكون الجرعة متجانسة أي متساوية في كل أقسام الورم كي يتخرب بكامله.

إنها مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتق الطبيب المعالج علماً بأن المريض له فرصة واحدة للشفاء، فإن أخفقت فلا يمكن تكرارها مع الأمل بالشفاء كما كان في المعالجة الأولى. وتبقى المعالجة الشعاعية في المرة الثانية بقصد تخفيف المرض فقط.

الأذيات الشعاعية

قد تحدث بعض الأذيات نتيجة للمعالجة بالأشعة أهمها:

ـ احمرار الجلد أو حدوث حروق من الدرجة الأولى أو الثانية.

ـ جفاف البلعوم بعد معالجة أورام العنق.

ـ التهاب الأمعاء الشعاعي بعد معالجة أورام البطن.

ـ تكثف الجسم البلوري في العين إن تعرضت للأشعة في أثناء المعالجة.

ـ تأذي البيوض في المبيض أو الخلايا المنسلية في الأنابيب المنوية.

ـ تأذي الأعضاء اللمفية في الطحال والعقد اللمفية والتوتة (الغدة السعترية)، لذا تنقص الكريات البيض بعد المعالجة الشعاعية ولاسيما بعد معالجة الجذع، أما العناصر المولدة للكريات الحمر في نقي العظام فأقل تأثراً.

ولخبرة الطبيب المعالج شأن أساسي في اتقاء حدوث هذه الأذيات.  أما التصوير الشعاعي فليس له أذيات إذا أجري بيد خبير، عدا تصوير البطن عند الحامل في الأشهر الثلاثة الأولى فلا يجوز إجراؤه إلا في حالة الخطر على حياة الأم.

داء الإشعاع

قد يبدي بعض المرضى المعالجين بالأشعة بعد بضع ساعات ما يسمى بداء الإشعاع، ويتظاهر بدرجات متفاوتة من الغثيان والقيء والقَمَه (قلة الشهوة للطعام) قد تكون مزعجة عند بعضهم.

إن معالجة البطن ولاسيما قسمه العلوي هي التي ترافقها غالباً هذه الأعراض، علماً بأنها قد تحدث بعد معالجة أقسام أخرى من الجسم. ويعتقد بأن انحلال النسيج الورمي بتأثير الأشعة وامتصاص البروتين الناجم عنه وتأثير الأشعة على الغشاء المخاطي لأنبوب الهضم والخلايا الكبدية هي الأسباب التي تؤدي إلى حدوث هذه الأعراض، لكن الآلية الحقيقية مازالت مجهولة، وإنه من البدهي أن هذه الأعراض قد تظهر عند بعض المرضى بسبب نفسي فقط لأن بعض الأصدقاء أو المرضى قد قالوا لهم إن المعالجة الشعاعية تحدث هذه الأعراض.

راتب كحالة

 

الموضوعات ذات الصلة

 

الإشعاعات ـ الأشعة السينية.

 

مراجع للاستزادة

 

-T.J.DEELEY & C.A.P.WOOD, Modern Trends in Radiotherapy (London 1967).

-G.STEEL, M.PECKHAM & G.ADAMS, Biological Basis of Radiotherapy (Elsevier, Amstrdam 1983).


التصنيف : طب بشري
النوع : صحة
المجلد: المجلد الثاني
رقم الصفحة ضمن المجلد : 569
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1040
الكل : 58480899
اليوم : 53413

ويلر (مورتيمر-)

ويلر (مـورتيـمر ـ) (1890 ـ 1976)   مورتيمر ويلر Mortimer Wheeler بريطاني الجنسية، وهو مؤسس فن التنقيب الأثري وطرقه التي مازالت مستخدمة حتى اليوم. تسعى طريقة ويلر في تنقيب المواقع الأثرية إلى هدفين رئيسين: الهدف الأول هو تحديد الامتداد والانتشار المكاني ـ الأفقي ـ للاستيطان البشري؛ أي تعرف اتساع هذا الاستيطان فوق سطح منطقة معينة وحدوده. والهدف الثاني هو تتبع التسلسل الطبقي العمودي؛ أي تحديد تتابع بقايا الاستيطان الإنساني وتراكمها بعضها فوق بعض، وهو ما يعرف بعلم الستراتيغرافيا stratigraphy الذي يقود إلى معرفة زمن تشكل كل طبقة والعلاقة الزمنية بينها، ومن ثم الوصول إلى تأريخها وفق طرق التأريخ المسمى الكرونولوجيا chronology وصولاً إلى تحقيق التنقيب الأثري لهذين الهدفين؛ أي الانتشار الأفقي والعمودي للاستيطان البشري في المواقع الأثرية،
المزيد »