محمد بن داود بن الجراح
محمد داود جراح
Mohammad ibn Dawoud ibn al-Jarrah - Mohammad ibn Dawoud ibn al-Jarrah
محمد بن داود
(255 ـ 297هـ/868 ـ 909م)
محمد بن داود بن علي بن خلف الأصبهاني، أبو بكر، الظاهري. أديب فقيه شاعر، يعدّ من الظرفاء.
كان أبوه داود إماماً فقيهاً مشهوراً، ولما توفي تولى ابنه محمد نقل علم أبيه، وتصدر للإفتاء، فأنكر الناس عليه ذلك لصغر سنه، وأرادوا اختبار علمه، فدسّوا إليه من يسأله عن حدّ السُّكْر، ومتى يُعد الإنسان سكران؟ فقال: «إذا عزَبت عنه الهموم، وباح بسره المكتوم»، فاستحسنوا ذلك منه، وأدركوا عِظم علمه، ومدى كفاءته.
حفظ القرآن وهو ابن سبع سنين، وناظر بالأدب والشعر وهو ابن عشر. كان بليغاً، ديّناً ورعاً، نظيف الهيئة، من أجمل الناس، محبباً إليهم، كريم الخلق، وهو «من أكابر علماء عصره وفقهائهم وأذكيائهم، لعلوّه في رتبة الأدب، وقدرته على الإفتاء في سن مبكرة».
قال عنه الذهبي: «العلاّمة البارع، ذو الفنون، أبو بكر، فكان أحد من يُضرَب المثل بذكائه… وله بصر تام بالحديث، وبأقوال الصحابة، وكان يجتهدُ ولا يُقلّد أحداً».
كان يلتقي العلماء ويناظرهم، وكان كثير المحاورة مع ابن سُرَيج، ولقي الشاعر ابن الرومي.
وعلى الرغم من كل هذه الصفات الحميدة، كان مغرماً بفتى صيدلاني جميل الوجه، وكان شديد التعلق به، وقد عرف الناس ذلك، وكان شديد العفة والورع، ويقال إنه ألف كتاب «الزهرة» بسببه.
ولمحمد بن داود شعرٌ لطيف يكشف عن شاعرية متأصلة به، ومن شعره:
أكررُ في روضِ المحاسـنِ مُقلتـي
وأمنعُ نفسي أن تنالَ مُحرّمـا
ويَنطِقُ سرّي عن مترجَمِ خاطـري
فلولا اختلاسـي ردّه لتكلَّمــا
رأيتُ الهوى دعوى من الناس كلهم
فما إن أرى حُباً صحيحاً مُسلَّما
وقوله:
أشكو غليـلَ فؤادٍ أنت مُتلِفُه
شكوى عليلٍ إلى إلْفٍ يُعلّلُه
سُقمي تزيدُ مع الأيامِ كثرتُـه
وأنت في عظْمِ ما ألقى تقلله
الله حرّم قتلي في الهوى سفَها
وأنت يا قاتلي ظلماً تحللـه
وترك محمد بن داود عدداً من الكتب، منها: «التقصي» في الفقه، و«الوصول إلى معرفة الأصول»، و«اختلاف مصاحف الصحابة»، و«الفرائض»، و«المناسك»، و«الانتصار من محمد بن جرير الطبري»، و«الإنذار»، و«الإعذار».
ولعل أشهر كتبه كتاب «الزهرة»، وهو من أبرز كتب الأدب التي تتناول ما قيل في الحب والمحبين، جعله في مئة باب، كل باب يحتوي على مئة بيت، تضمنت الأبواب الخمسون الأولى جهات الهوى وأحكامه وتصاريفه وأحواله، والأخرى أفانين الشعر المتبقية.
ويعتمد الكتاب على اختيارات من أشعار الشعراء، تقوم على أبيات قليلة، مع بعض التعقيبات وقليل من الأخبار، وكانت الاختيارات من شعراء الجاهلية حتى عصره.
توفي محمد بن داود ولمّا يبلغ الخمسين.
علي أبو زيد
مراجع للاستزادة: |
ـ ابن خلكان، وفيات الأعيان، تحقيق إحسان عباس (دار صادر، بيروت 1978).
ـ الذهبي، سير أعلام النبلاء، تحقيق علي أبوزيد (مؤسسة الرسالة، بيروت 1983).
ـ محمد بن داود، الزهرة، تحقيق إبراهيم السامرائي (مكتبة المنار، الأردن 1985).
التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الثامن عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 82
مشاركة :اترك تعليقك
آخر أخبار الهيئة :
- صدور المجلد الثامن من موسوعة الآثار في سورية
- توصيات مجلس الإدارة
- صدور المجلد الثامن عشر من الموسوعة الطبية
- إعلان..وافق مجلس إدارة هيئة الموسوعة العربية على وقف النشر الورقي لموسوعة العلوم والتقانات، ليصبح إلكترونياً فقط. وقد باشرت الموسوعة بنشر بحوث المجلد التاسع على الموقع مع بداية شهر تشرين الثاني / أكتوبر 2023.
- الدكتورة سندس محمد سعيد الحلبي مدير عام لهيئة الموسوعة العربية تكليفاً
- دار الفكر الموزع الحصري لمنشورات هيئة الموسوعة العربية
البحوث الأكثر قراءة
هل تعلم ؟؟
الكل : 58481893
اليوم : 54407
المجلدات الصادرة عن الموسوعة العربية :
-
المجلد الأول
-
المجلد الثاني
-
المجلد الثالث
-
المجلد الرابع
-
المجلد الخامس
-
المجلد السادس
-
المجلد السابع
-
المجلدالثامن
-
المجلد التاسع
-
المجلد العاشر
-
المجلد الحادي عشر
-
المجلد الثاني عشر
-
المجلد الثالث عشر
-
المجلد الرابع عشر
-
المجلد الخامس عشر
-
المجلد السادس عشر
-
المجلد السابع عشر
-
المجلد الثامن عشر
-
المجلد التاسع عشر
-
المجلد العشرون
-
المجلد الواحد والعشرون
-
المجلد الثاني والعشرون