logo

logo

logo

logo

logo

ابن مجاهد (أحمد بن موسى)

مجاهد (احمد موسي)

Ibn Mudjahid (Ahmad ibn Mussa-) - Ibn Mudjahid (Ahmad ibn Mussa-)

ابن مجاهد (أحمد بن موسى ـ)

(245 ـ 324هـ/859 ـ 935م)

 

أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس ابن مجاهد التميمي البغدادي، شيخ قرّاء عصره وصاحب كتاب «السبعة في القراءات».

وُلد ببغداد، وأقبل على حفظ القرآن، وطلب العلوم اللغوية والدينية، وأكبّ على قراءات القرآن وتفسيره ومعانيه وإعرابه، وروايات حروفه وطرقها، تساعده على ذلك حافظة واعية، وذكاء نافذ، ومعرفة بالرواة والقرّاء على مر الأزمنة، وقد مضى يختلف على شيوخ القراءات في عصره حتى أخذها جميعاً عنهم بجميع أسانيدها.

ومن أشهر شيوخه عبد الرحمن بن عبدوس الثقة الضابط، تلميذ أبي عمر الدوري، إذ قرأ عليه قراءة نافع من أول القرآن إلى خاتمته نحواً من عشرين مرة، وكذا أخذ عنه قراءات حمزة والكسائي وأبي عَمْرو، وأخذ قراءة ابن كثير عن قُنْبُل شيخ القرّاء بمكة سنة 278هـ، مما يدل على أنه ارتحل لسماع القراءات إلى أمصارها في مكة والمدينة والكوفة والبصرة ودمشق ، ويؤكد ذلك أنه كثيراً ما كان يذكر عن قراءةٍ أنها هكذا في مصاحف تلك البلدان، مما يدل على رؤيته لها في مواطنها.

ولا نصل إلى سنة 286هـ حتى نرى ثعلباً يقول: «ما بقي في عصرنا هذا أعلم بكتاب الله من أبي بكر بن مجاهد»، ومنذ هذا التاريخ يصبح ابن مجاهد إمام القراء ببغداد، وفيه يقول أبو عمرو الداني إمام القراء في الأندلس بعد زمنه: «فاق ابن مجاهد في عصره سائر نُظّاره من أهل صناعته، مع اتساع علمه وبراعة فهمه، وصِدْق لهجته ونُسكه»، واشتهر أمره، وبَعُد صيته، فأقبل عليه طُلاب القراءات من كل بلد، حتى أصبح جلّ شيوخ القراءات تلاميذ له، وقد بَسَط ابن الجزري أسماء من أخذوا عنه ثم قال: «ولا أعلم أحداً من شيوخ القراءات أكثر تلاميذَ منه»، ومن هؤلاء الذين ذاع صيتهم أبو علي الفارسي، وابن خالويه، وظل ابن مجاهد نحو أربعين عاماً قبل وفاته وخلائقُ لا تكاد تُحصى تتحلق حوله وتأخذ عن لفظه كتاب الله، وتعدّ ذلك مغنماً.

وقد رأى ابن مجاهد أن القراءات أخذت تتكاثر حتى وصل بها أبو عبيد القاسم بن سلام نحو ثلاثين قراءة، وتوسّع فيها فيما بعد بعض القُرّاء حتى وصل بها إلى نحو خمسين قراءة، وأوشك ذلك أن يكون باباً لدخول شيء من الاضطراب على ألسنة القرّاء، وكان منهم المتقن، ومنهم غير المتقن، وزادت الطامة بما كان بعض القرّاء يرويه مثل ابن شنبوذ عن مصحفي أُبَي وابن مسعود، وما كان آخرون مثل ابن مِقْسَم العطار يستنبطونه بعقولهم من احتمالات القراءة لخط المصحف العثماني، وقد ذكرت كتب التراجم موقفه من هذين الرجلين، مما جعل الحاجة تشتد إلى وضع الأصول والأركان لضوابط القراءة من جهة، واختيار طائفة نابهة من القُرّاء يُكْتَفى بهم عَمّن سواهم، حتى تستطيع عقول أوساط القراء أن تتمثّلهم وتستوعبهم، فاجتهد ابن مجاهد وبالغ في اجتهاده حتى استصفى سبعةً من أئمة القراء من أمصار خمسة هي أهم الأمصار التي حُمِلت عنها القراءات في العالم الإسلامي، وهي : المدينة ، ومكة، والكوفة، والبصرة، والشام، واختار من المدينة نافعاً ومن الكوفة عاصماً وحمزة والكسائي، ومن البصرة أبا عمرو بن العلاء، ومن الشام عبد الله بن عامر، وقد رأى أن لكل قارئ من قُراء الكوفة الثلاثة مذهباً متميزاً في القراءة ينفرد به عن الآخر حمله عنه جِلّة القراء بعده، فرأى أن يستبقيهم جميعاً، بذلك أصبح القراء المقدَّمون عنده سبعة، وفي قراءات هؤلاء ألّف كتابه المشهور «السبعة» مبيّناً خلافاتهم في القراءة وخلافات من حملوا عنهم قراءاتهم.

وصنيع ابن مجاهد هذا أجمع معاصروه على إجلاله، غير أن نفراً توهموا أنه أراد بذلك إهدار القراءات الأخرى التي لم ترد عن هؤلاء السبعة مما يوافق العربية وخط المصحف العثماني مع روايته عن الأئمة الثقات، بل توهم بعض الناس أنه حين انتخب هؤلاء السبعة أراد بهم المطابقة للحديث النبوي: «أنزل القرآن على سبعة أحرف»، فكأن كل قراءة من القراءات السبعة تمثل حرفاً من الأحرف التي أشار إليها الحديث.

والحق أن ابن مجاهد حين اختار السبعة لم يُسقط رواية سواهم بل دعاها «شاذة»، ولايقصد بشذوذها عدم صحّة القراءة بها، بل أراد بها أنها تأتي وراء السبعة في عدد من يقرؤون بها في الأمصار، على أن هذه القلة لا تعني عدم التواتر.

وابن مجاهد هو أول من وضع الأصول المعتمدة في قبول القراءات، وهي ثلاثة: مطابقة خط المصحف العثماني، وصحة السند (أي أن يحملها رواة موثوقون حتى زمن القارئ)، وموافقة العربية.

وبعد أن استخلص ابن مجاهد هذه القراءات السبعة، ألف فيما وراءها من قراءات شاذة كتابه «القراءات الكبير»، ومن تصانيفه أيضاً أنه أفرد لكل إمام من الأئمة السبعة كتاباً مستقلاً، وألّف أيضاً كتاباً في قراءة علي بن أبي طالب، وكتاباً في الياءات، وآخر في الهاءات، ولم يصل إلينا من مؤلفات ابن مجاهد إلا كتاب «السبعة»، وقد عُني بشرحه تلميذه أبو علي الفارسي في كتابه المشهور «الحجة للقراء السبعة».

نبيل أبو عمشة

مراجع للاستزادة:

ـ ابن مجاهد، كتاب السبعة في القراءات، تحقيق شوقي ضيف (دار المعارف 1980).

ـ ابن الجزري، غاية النهاية في طبقات القراء (عني بنشره برجستراس، مكتبة المتنبي، القاهرة، د.ت).

ـ ياقوت الحموي، معجم الأدباء (دار الكتب العلمية، بيروت 1991).


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد السابع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 760
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1040
الكل : 58491987
اليوم : 64501

قطالونيا (اللغة والأدب)

اللغة والأدب   اللغة: تنتمي اللغة القطالونية وتسمى أحياناً الكتالونية (الكَتلانية) Catalá أو Catalanese أو Catalan إلى أسرة لغات الرومانس Romans الغربية المتطورة من اللاتينية العامية. ثمة تشابه لافت بينها وبين البرتغالية Portuguese وبين الإسبانية Spanish، لكنها أقرب إلى الـپروڤنسية Provençal المنطوقة في جنوبي فرنسا. والناطقون بالقطالونية يقطنون المنطقة الواقعة شمال شرقي إسبانيا على البحر المتوسط، المسماة قطَالونيا Catalunya والتي تشكل جزءاً من مقاطعة بَلانثيا Valancia الإسبانية.
المزيد »