logo

logo

logo

logo

logo

غييسن (مارنيكس-)

غييسن (مارنيكس)

Gijsen (Marnix-) - Gijsen (Marnix-)

غييسن (مارنيكس -)

(1899-1984)

 

مارنيكس غييسن Marnix Gijsen شاعر وروائي بلجيكي ولد في إنتڤربن Antwerpen. اسمه الحقيقي يان ألبرت غوريس Jan- Albert Goris، ويعد أحد أهم الأدباء الذين كتبوا باللغة الفلمنكية. درس التاريخ ونال شهادة الدكتوراه ثم عمل أستاذاً في جامعة نيويورك. بدأ حياته الأدبية بكتابة قصائد تعبيرية بروح مسيحية إنسانية، ثم تحول إلى كتابة الروايات التي تهتم بقضايا المثقفين، وهو يعتمد بصورة أساسية على السخرية في لغة موضوعية واضحة.

ربما كان غييسن أحد أهم الشعراء التعبيريين في بلجيكا إذ استطاع أن يحقق شهرة كبيرة عقب الحرب العالمية الأولى (1914-1918). اتجه بعد نظم الشعر نحو كتابة الرواية والنقد في مجالي الأدب والفن. تبرز في العديد من رواياته سيرة حياته الذاتية التي تعكس موقع المثقفين الأوربيين في أمريكا، وتكوّن النبرة الساخرة أهم ملامحها.

من أهم أعماله رواية بعنوان «مرثية من أجل آغْنِس» Klaaglied om Agnes عام (1952)، بدأها بعبارة رثـاء كتبها الشاعـر الألماني شيلـر Schiller  بيـن (1759- 1805) تقول: «إنه لأمر رائع أن تكون مرثية على لسان الحبيبة». يحكي فيها بصيغة المتكلم قصة حب بدأت في بلجيكا في أثناء الحرب العالمية الأولى، ثم تطورت شيئاً فشيئاً حتى انتهت بموت الحبيبة آغنس بمرض السل. يصف نفسه إنساناً مرهف الشعور فحبيبته آغْنِس لا تقارن بأي فتاة أخرى سبق أن عرفها، إنها تختلف عنهن جميعاً، وفريدة من نوعها. فمنذ أن عرفها لم يفترق عنها مع أنهما لا يسكنان في المكان نفسه. إنها أيضاً وجه آخر لفتاة أخرى تحمل الاسم نفسه، إنها أخته الكبرى التي لم يعرفها أبداً، إذ توفيت بعد شهرين من ولادته. إنها المؤمنة والتقيّة دون مواربة. فعندما شعرت بأن الموت يقترب كانت شكواها الوحيدة هي: «مازلت صغيرة، ما زلت صغيرة». لكنه لم يستسلم للقدر فقد أقام صداقة مع الموت منذ أن عرف بحقيقة مرض آغْنِس، وعندما غدرت به الحياة مرة أخرى بدأ يرى هشاشة الوجود الإنساني. كتب غييسن هذه الرواية بعد الحرب العالمية الثانية، وقد انعكست فيها نظرته الجديدة إلى الحياة التي قطعت أي صلة له بنزعته الكاثوليكية السابقة. ففي أعماله الجديدة يتضح تخليه عن القيم التي كان شديد التمسك بها والتعصب لها في شبابه. أما روايته هذه فقد كانت تحليلاً نفسياً يفصح عن مكنونات نفسه. فإذا صح القول عن أولى أشعاره بأنها «شعر اعترافات» فإنه يصح أيضاً أن تعد روايته هذه أيضاً «اعترافاً».

وفي رواية بعنوان «الصالح والطالح» Goed en Kwaad عام (1951) عالج مشكلات الوحدة التي يعانيها المهاجرون في نيويورك، ومن رواياته الشهيرة «كتاب يواكيم البابلي وزوجته الشهيرة سوزانا» Het boek van Joachim van Babylon عام (1947). يعالج فيها قصة سوزانا الورعة الواردة في العهد القديم.

كامل إسماعيل 

مراجع للاستزادة:

- A. RAMAN, Bibliographie van Marnix Gijsen (Hasselt 1973).

- M. ROELANTS & C.BUDDINGH, Marnix Gijsen (Brüssel 1974).


التصنيف : الآداب الجرمانية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الرابع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 166
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1052
الكل : 58481528
اليوم : 54042

الإيقاع

الإيقاع   الإيقاع rhythm لغة من الوقع، وهو الضرب بالشيء، وأوقع المغني أي بنى ألحان الغناء على موقعها وميزانها. ويعني الإيقاع عند الفارابي: تحديد أزمنة النغم بمقادير معينة ونسب محدودة. والكلمة الإنكليزية rhythm من اللاتينية rhythmus أو اليونانية rhutmus وتعني ضبط الحركة الزمنية للموسيقى. ويشمل الإيقاع مجموعة الأشياء التي تختص بوحدة الزمن beat، والنبرة accent، والمقياس measure، والسرعة أو الإيقاع الزمني tempo [ر. الموسيقى]، مما يستدعيه الأداء الصحيح في الموسيقى. ولقرب الإيقاع من النفس الإنسانية، ولعلاقته الحميمة بحركة الجسم في العمل والرقص والتعبير وانتظام دقات القلب وحركة التنفس والمشي والحفظ في عهد اللغة الشفوية، اعتقد بعض العلماء أن معرفة الإنسان للإيقاع سبقت معرفته للنغم. ودعموا قولهم بالإشارة إلى تطور الإيقاع المدهش لدى الشعوب البدائية، وتطور الحس الإيقاعي عند الأطفال، وتوالي حركات إيقاعية وإعادتها لدى بعض الحيوانات. وقد ارتبط الإيقاع بالرقص والعمل عند الشعوب القديمة والبدائية؛ كما كان له أثر مهم جداً في تطور اللغة وأوزان شعرها. ومعروف أن الشعر مرّ بمرحلة التصق بها وزنه بإيقاع لحنه، تماماً كما نراه من التزام «المغني/الشاعر» الشعبي القالب الغنائي ليزن به أشعاره التي يرتجلها ببداهة وسرعة كما في الزجل الشعبي. لذلك مرت الإيقاعات بمرحلة كان فيها تزاوج حميم ما بين الزمن والمقاطع اللفظية من قصيرة وطويلة. ولعلّ من الممكن القول إن لهذه المرحلة أثرها في وجود بحور ذات أوزان وقوافٍ معينة في اللغة العربية. حين كان الإنسان يستخدم بعض أدوات الطَّرْق في أعماله اليومية، تعرف أنماطاً إيقاعية تعتمد على اختلاف الأصوات التي تصدر عن هذه الآلات وتنوعها، من حيث طابعها الصوتي أو بحسب موقع الضرب عليها. وقد أطلق العرب على الثقيل منها لفظة «الدمّ»، وعلى الخفيف منها لفظة «التك». وكان لذلك نتائج أهمها ظهور إيقاعات مرافقة للغناء وغير متقيدة بوزن شعره، كما تطورت الإيقاعات تطوراً كبيراً وتنوعت بكثرة. ومن الإيقاعات العربية ما كان معروفاً في الجاهلية، ومنها ما ظهر في الإسلام كالهزَج والرّمل والثقيل. ومنها ما هو معروف في أيامنا كالمصمودي والسماعي الثقيل والمدوَّر الحلبي والنواخت. ومن الإيقاعات عموماً ما يكون «منتظماً» symetrical أو مختلاً non-symetrical أو حرّاً free rhythm أو متعدد الإيقاعات polyrhythm أو متعدد المقاييس polymeter. وقد اضطر تعقيد الإيقاع العلماء الموسيقيين إلى ابتكار طرائق لتدوينه؛ فابتكر صفي الدين الأرموي طريقة استخدام الأرقام لقياس الزمن؛ ومن ثم ظهرت وسائل أخرى أهمها الطريقة الأوربية وبها تحدد وحدة الزمن افتراضاً بسرعة الزمن وتقاس باقي الأزمنة بالنسبة لها. ولقياس هذه السرعة يستخدم جهاز إيقاعي يدعى الموقّتة الموسيقية «المترونوم» métronome يحدد عدد الوحدات الزمنية في الدقيقة الواحدة. ولما كانت الموسيقى تتألف من عنصرين أساسيين، هما اللحن والإيقاع، كانت الآلات الإيقاعية [ر. الآلات الموسيقية] إحدى الأقسام الرئيسة الثلاثة التي تتألف منها الفرقة الموسيقية (الأوركسترا) إضافة إلى الآلات الوترية وآلات النفخ الخشبية والنحاسية، كما أنها كانت عنصراً فعالاً على الدوام في الفرق الموسيقية جميعها على اختلاف أنواعها وجنسياتها. وتعتمد موسيقى الرقص أساساً على الإيقاع، وهو يبث فيها الحيوية. ويطبع الإيقاع الرقص ويسبغ عليه جوه ليتناسب مع هدفه ومعناه، وهذا ما يساعد مثلاً على التفريق بين أنواع الرقص العربي المختلفة، كالدبكة والسماح وحركات المتصوفة والدراويش. وقد دخل الإيقاع الغربي الموسيقى العربية والشرقية، وأكثره ينتسب إلى موسيقى الجاز وموسيقى الرقص مثل «الفالس» waltzer و«الروك» rock وغيرهما. وفي العالم إيقاعات راقصة كثيرة ومتنوعة وتختلف باختلاف البيئة الاجتماعية والثقافية للبلد أو المنطقة، ومنها ما ترافق الإنسان في أعماله. وهكذا يلازم الإيقاع الموسيقي الإنسان في جل نواحي حياته اليومية.   عبد الحميد حمام   مراجع للاستزادة:   ـ الفارابي، كتاب الموسيقى الكبير، تحقيق غطاس عبد الملك خشبة (دار الكتاب العربي، القاهرة 1967). ـ صفي الدين عبد المؤمن الأرموي، كتاب الأدوار، تحقيق هاشم الرجب (بغداد 1980). - JOSEPH MACHLIS, The Enjoyment of Music (New York, Norton and Co 1963). - DUCKWORTH And E .BROWN, Theoretical Foundation of Music (Belmont, California, Wadsworth Publishing Company 1978). - PERCY SCOLES, The Oxford Companion  to Music (London, Oxford University Press 1978).
المزيد »