logo

logo

logo

logo

logo

طيبة

طيبه

Thebes - Thebes

طيبة

 

طيبة اليونانية Thebes، إحدى مدينتين اشتهرتا في التاريخ القديم بالاسم نفسه (الثانية في مصر القديمة). تقع طيبة على الحافة الجنوبية للسهل الشرقي في إقليم بويوتيه Boeotia اليوناني. وتعد واحدة من أشهر مراكز الحضارة الموكينية Mycenaean في بلاد اليونان الوسطى، وتربط الأساطير إنشاءها بقدموس Cadmus الفينيقي وعدد من رجاله نحو سنة 1500ق.م.

وتحدّر من هذا الملك عدد من الملوك الأسطوريين، أبرزهم بولودوروس Polydorus وبنثيوس Penthios ولايوس Laius زوج جوكاستا Jocasta التي ولدت له الملك أوديب Oedipus الذي ارتبط باسمه عدد من المغامرات، خلدها الشاعران المسرحيان الشهيران أيسخولوس Aeschylus وسوفوكلس Sophocles في عدد من مسرحياتهما، أشهرها (أوديب ملكاً).

عرفت طيبة في تاريخها القديم بأنّها من أجمل مدن اليونان من الناحية الطبيعية، كما ظهرت في تاريخ المنطقة السياسي واحدةً من المدن الكبرى إلى جانب أثينا وإسبرطة وخاصة في القرن الخامس ق.م، حيث كان لجيشها دور مشرف جداً في الدفاع عن بلاد اليونان ضد الفرس، خاصة في الفترة الأولى من الحروب الفارسية (490ـ478ق.م). وفي حرب البيلوبونيز (431ـ404ق.م)، أيدت طيبة مدينة إسبرطة في مواجهة أثينا وحليفاتها. ولكنها انقلبت على حليفتها التي تزعمت بلاد اليونان بعد الانتصار على أثينا، وأيدت طيبة حكومة أثينية جديدة ومناوئة للإسبرطيين، وعندما أنجزت تطوير جيشها على نظام عسكري جديد على أيدي القائدين العسكريين بلوبيداس Pelopidas وأبامينونداس Epaminondas، أعلنت عداءها لحليفتها السابقة إسبرطة، وانتصرت عليها في موقعة ليوكترا Leuctra (371 ق.م)، وآلت إليها نتيجة ذلك زعامة بلاد اليونان خلفاً لإسبرطة.

آثار مدينة طيبة اليونانية

على أن نصرها الكبير الذي ارتبط بوجود القائدين السابقين سرعان ما أفل بموت القائد أبامينونداس سنة (362ق.م)، إذ عندما غامرت طيبة بتأييد أثينا في صراعها المرتقب ضد مقدونية، لم يفلح تأييدها في منع هزيمة الحلف الأثيني الطيبي في موقعة خايرونية  (338ق.م) Chaeronea  على يدي الملك فيليب المقدوني، الذي أكره معظم مدن اليونان على دعمه في حربه المتوقعة ضد الامبراطوية الفارسية، وهو دعم سرعان ما تراجعت عنه طيبة بعد وفاة فيليب، وثارت في وجه ابنه الإسكندر الذي سحق ثورتها ودمر مدينتها واستعبد أهلها. ومع أن أحد قادته وهو كاساندروس Kassandros أعاد بناءها بعد نحو عشرين سنة من دمارها إلا أنها لم تتمكن بعد ذلك اليوم من أن تستعيد مكانتها في بلاد اليونان، وهو أمر ظلَّ حتى الفترة الرومانية، حيث تذكر المصادر العائدة للعصر الروماني أن عدد سكان طيبة في تلك الفترة (القرن الثاني الميلادي) لم يتجاوز بضع مئات استوطنت قلعة المدينة، في حين تشير المصادر من العصر البيزنطي إلى أن طيبة استعادت بدءاً من القرن العاشر الميلادي بعضاً من بريقها حين أصبحت مركزاً لتجارة الحرير الأوربي، ممّا أطمع فيها بعض البرابرة الذين أقدموا على تدميرها للمرة الثانية سنة 1311م، ولم يسلم من آثارها العمرانية إلا بقايا تحصيناتها القوية ذات  الأبواب السبعة، ولكنها احتفظت بذكراها الطيبة في المسرحيات اليونانية الكلاسيكية، وحظيت باحترام اليونانيين لسمعتها؛ لأنها مسقط رأس الإله ديونيسوس Dionysus والبطل الأسطوري هرقل Hercules وشاعرها المبدع بيندار Pindar. وتعد حالياً واحدة من أشهر قرى إقليم بويوتيه وتحمل اسم ثيفاي Thivae، ولايتجاوز عدد سكانها خمسة آلاف نسمة.

مفيد رائف العابد

 الموضوعات ذات الصلة:

 

الاسكندر المقدوني ـ اليونان.

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ لطفي عبد الوهاب يحيى، اليونان (بيروت 1969).

ـ مفيد رائف العابد، دراسات في تاريخ الإغريق (دمشق 1977).

 


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الثاني عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 670
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1042
الكل : 58492719
اليوم : 65233

أناكريون

أناكريون (نحو582 ـ 485ق.م)   أناكريون Anacreon شاعر يوناني قديم ولد في تيوس (إيونية بآسيا الصغرى)، ويعد آخر شعراء الأغنية الشعبية الهلّينية البارزين في آسيا الصغرى واليونان قبل الميلاد. لم يعرف الكثير عن حياته ولم يبق من شعره إلا القليل. لما غزا الفرس اليونان نحو 540 ق.م أُبعد أناكريون إلى أبديرة Abdera في تراقية. قضى معظم حياته في بلاط بوليقراط بساموس، وانتقل بعد ذلك إلى أثينة، وبدأ يكتب تحت رعاية الطاغية هيباركوس Hipparchus حتى مقتل هذا الطاغية عام 514 ق.م، وأما ما بقي من حياة أناكريون فهو مجهول.
المزيد »