logo

logo

logo

logo

logo

فيبرن (انطون-)

فيبرن (انطون)

Webern (Anton-) - Webern (Anton-)

فيبرن (أنطون -)

(1883-1945)

 

أنطون فيبرن Anton Webern مؤلف موسيقي نمسوي ولد في فيينا وتوفي في ميترسيل. نشأ في عائلة أرستقراطية ومثقفة، ودرس العزف على البيانو منذ سن الخامسة. بعد حصوله على الشهادة الثانوية التحق عام 1902 بجامعة فيينا لدراسة الفلسفة وعلوم الموسيقى بإشراف الناقد والعالم الموسيقي أدلر G.Adler، وحصل عام 1906 على شهادة الدكتوراه.

في عام 1904 التقى فيبرن المؤلف الموسيقي أرنولد شونبرغ[ر] A.Schoenberg، ودرس تأليف الموسيقى بإشرافه حتى عام 1910 مع زميل الدراسة بيرغ[ر] A.Berg.

عمل فيبرن كقائد أوركسترا، وتنقل بين العديد من المسارح في فيينا وبرلين وبراغ يقود أعمال الأوبريت[ر. الأوبرا]، وعاد ليستقر قرب فيينا في ضاحية مودلينغ، وعاش في فقر مدقع كاسباً رزقه بإعطاء الدروس الخاصة، وشغل وظيفة متواضعة في إذاعة فيينا، مشرفاً على إدارة البرامج الموسيقية وقيادة الأوركسترا في بعض الأحيان.

ومع صعود النازية وضمّ النمسا للرايخ الثالث تناقصت موارده الضئيلة وانتُزعت منه المهام الواحدة تلو الأخرى، ووضعت مؤلفاته على لائحة «الفن المتفسخ»، ولم يبق له في خلال الحرب العالمية الثانية إلا مصدر رزق وحيد يعيش منه، وذلك بتصحيح ومراجعة النصوص الموسيقية لدى دار «يونيفيرسال» Universal للمطبوعات الموسيقية. وقد ظلّ فيبرن طوال الحرب العالمية الثانية مقيماً في فيينا وحيداً، إذ توفي صديقه ألبان بيرغ عام 1935 وغادر أستاذه شونبرغ إلى أمريكا.

وعلى الرغم من الصعوبات واصل فيبرن التأليف متمسكاً بثوابته الفنية، وظلَّ متعلقاً بوطنه حتى نهاية أيامه رافضاً الهجرة. ولكن مع اندلاع معارك فيينا وقصف الحلفاء للمدينة، اضطر فيبرن إلى مغادرتها مع زوجته سيراً على الأقدام إلى بلدة ميترسيل القريبة من سالزبورغ ليقيم عند ابنته. وفي مساء يوم 15 أيلول 1945 قتل عن طريق الخطأ برصاصة أحد جنود الحلفاء.

أعماله

بدأ فيبرن تأليف الموسيقى في أثناء دراسته الثانوية والجامعية مقدِّماً بعض الأغاني ومقطوعات أوركسترالية لا تتعدى كونها تدريبات مؤلف مبتدئ. ومجمل هذه المؤلفات يصنِّفها المؤرخون ضمن ما يعرف بالمرحلة «ما قبل شونبرغ». ويظهر تطور واضح في أسلوب فيبرن في أثناء دراسته مع شونبرغ من وراء أعماله المبكرة كالرباعي[ر] الوتري (1905) وخماســي البيانو (1907).

يَعدّ فيبرن عمله Passacaglia op.l عام (1908) أول عمل مهم في سيرته الفنية حيث تظهر آخر تأثيرات المرحلة ما بعد الإبداعية (الرومنسية)، إذ تخلى عن المقامية بتأليفه خمس أغان لقصائد الشاعرS.Georg  عام (1909)، أتبعها بمؤلَّفين في غاية التماسك: «خمس حركات لرباعي وتري» op.5 (رقم العمل) و«ست مقطوعات للأوركسترا» op.6.

ترسخت اللامقامية atonality[ر. الموسيقية (الاتجاهات -)] عند فيبرن في خلال الأعوام (1910-1917) بتأليف أربعة أعمال للكمان والبيانو op.7 وأغنيتين من قصائد الشاعر ريلكه op.8 Rilke وست قطع لرباعي وتري op.9 وخمس قطع للأوركسترا op.10. وتبدو على هذه المؤلفات هيمنة قالب القطعة الموسيقية الصغيرة إذ تبدو المؤلفات في غاية القِصر والتركيز باعتماد الحد الأدنى من الآلات.

في أثناء الأعوام العشرة التي تلت الحرب العالمية الأولى ألَّف فيبرن أعمالاً ثنائية؛ دلت على تطوره الغريزي لتبني مبدأ التأليف باعتماد أسلوب الاثنى عشرية[ر. الموسيقية (الاتجاهات -)] dodecaphonism فقدم ثلاث أغانٍ دينية شعبية op.17، وتجاوز المرحلة الصعبة في الانتقال إلى «النسقية» serialism وفق دستور أستاذه شونبرغ بتأليف ثلاث أغانٍ op.18 وأغنيتين للكورس op.19. ويعدُّ الثلاثي الوتري op.20 ثمرة بحث وصراع طويلين سمحت لفيبرن بالانعتاق إلى عالم جديد في الأنماط الموسيقية الحديثة الناشئة عن تعمقه في دراسة الإمكانات الكامنة في الأسلوب «النسقي». ففي حين ظهر لدى صديقه بيرغ وأستاذه شونبرغ حنين لموسيقى الماضي، يلاحظ لدى فيبرن التصميم على المضي وحده نحو مجاهل النسقية، بتأليفه أعمالاً في غاية التركيز مثل سمفونية لتسع آلات op.21 ورباعية op.22 وحوارية[ر] (كونشرتو) لتسع آلات op.24 وتنويعات للبيانوop.27 ورباعي وتري op.28 وتنويعات للأوركسترا op.30.

أنطون فيبرن أحد أكبر عباقرة القرن العشرين، اتبَّع أستاذه شونبرغ باعتماد أسلوبه، لكنه تابع التأليف والبحث والتطور باستقلالية تامة. ويتفق المؤرخون على أهمية فيبرن في تحديد المنحى الذي اتخذه في تطور موسيقى النصف الثاني من القرن العشرين، فقد أوجد أشكالاً موسيقية في غاية الحداثة تنسجم مع البانوراما الصوتية للموسيقى المعاصرة.

تجنب فيبرن في مؤلفاته الصخب غير المجدي، وأبدى نزعة وشغفاً بالغين للصفاء والاعتدال الصوتيين معتمداً صيغاً وجيزة وشفافة.

يقول المؤلف الموسيقي الفرنسي المعاصر بوليه P.Boulez حين يصف فيبرن: «مفهوم موسيقي فائق الحداثة حيث يرتبط الصوت مع السكون ضمن منظومة وثيقة وفي غاية الدقة».

ألف أنطون فيبرن أعمالاً كثيرة للأوركسترا، ومن موسيقى الحجرة[ر]، وللبيانو، وغنائية جوقية ومنفردة بمرافقة آلات موسيقية مختلفة. من أهمها، عدا ما ذكر سابقاً:

«الإبصار Augenlicht op.26 للجوقة الغنائية، و«سيف سيغفريد» Siegfrieds Schwert لصوت تنور مع الأوركسترا، وتعديلات لبعض أعمال كبار الموسيقيين مثل باخ[ر]J.S.Bach، وشوبرت[ر] F.Schubert وشونبرغ.

واهي سفريان

الموضوعات ذات الصلة:

 الموسيقية (الاتجاهات ـ) ـ النمسا.

مراجع للاستزادة:

ـ تيودور فيني، تاريخ الموسيقى العالمية، ترجمة سمحة الخولي (دار المعرفة، القاهرة 1980).

- PERY A. SCHOLES, The Oxford Companion to Music (OUP, London, 1986).


التصنيف : الموسيقى والسينما والمسرح
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الرابع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 848
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1040
الكل : 58491748
اليوم : 64262

العمارة العضوية

العمارة العضوية   العمارة العضوية organic architecture هي تحقيق التناسب عن طريق ترتيب علاقات هندسية تؤدي إلى نظام عضوي متناسق لتبدلات لا تنتهي. ونادراً ما كانت العمارة تغفل عن تطبيق المقياس العضوي module الذي يقوم على ربط قياسات أبعاد العمارة بمقياس وحدة من أجزاء هذه العمارة. لاشك في أن تطور الأدوات المستعملة في العمارة ساعد على تطوير العمارة العضوية، إذ لم يكن باستطاعة الإنسان في العصر الحجري إنجاز عمارة سويّة عن طريق أحجار السيلكس التي كانت أداته الوحيدة لتشذيب المغاور التي سكنها، أو تشذيب الأحجار الضخمة التي صنع منها العمارة الحجرية الضخمة megalithes، أو إعداد الأغصان لاستعمالها في إنشاء الأكواخ المائية palafittes، إلا بعد استعماله للأدوات المعدنية في بداية التاريخ، فاستطاع أن يقطع الصخر ويشذبه لبناء القبور المقببة tmulus المؤلفة من مداميك مدعومة بالطين، ثم بدأت صناعة العمارة الهندسية بالتطور. في الحديث عن هندسة العمارة لا بد من القول إن مصر كانت السبّاقة في تحقيق التناسب والانسجام الهندسي العضوي، المتمثل في إعداد الصخور بمقاسات محددة لإقامة الأهرامات والمعابد الصامدة والقوية والمنسجمة مع مفهوم الأبدية عقيدة المصريين.
المزيد »