logo

logo

logo

logo

logo

عنحوري (سليم-)

عنحوري (سليم)

Anhouri (Alim-) - Anhouri (Alim-)

عَنْحُوري (سليم ـ)

(1272ـ 1352هـ/1856ـ 1933م)

 

سليم بن روفائيل بن جرجس عنحوري، واحد من رواد النهضة في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، شاعر وناثر وصحفي، ولد في دمشق وتلقى دراسته في مدارسها الأهلية، ثم انتقل ليتابع دراسته في المدارس الرسمية في الأستانة.

تنقل في عدد من وظائف الدولة بين عكا وحوران واللاذقية، وكان إلى جانب قيامه بعمله، يحب الدروس ومجالسة الأدباء ومراسلة العلماء، زار مصر في عام 1878 م، وتعرف إلى الشيخ جمال الدين الأفغاني، واتصل بالخديوي إسماعيل الذي رخص له بإنشاء مطبعة «الاتحاد»، حيث أصدر مجلته الأسبوعية «مرآة الشرق» ثم أصدر بعدها مجلة نصف شهرية هي «مرآة الأخلاق»، وفي رحلته التالية أصدر مجلة «الشتاء» التي كانت تحتجب في الصيف وتصدر في الشتاء.

اهتم بدراسة الحقوق واحترف المحاماة منذ عام 1890م، ولأنه من رواد النهضة، وممن يكتبون في الصحف، فقد نفي في أثناء الحرب العالمية الأولى إلى الأناضول، حيث بقي هناك حتى نهاية الحرب، ونظم فيها ثلاثة من دواوينه الشعرية.

كان قليل النوم، كثير السهر، وكان يملي ما ينظمه من الشعر ويؤلفه على بناته اللواتي كن يقمن بتدوين أشعاره وأفكاره، وقد أوضح مذهبه الشعري بقوله في مقدمة ديوانه «آية العصر»: بقوله: «علم الله أني لست بالشاعر المتكسب، ولا بالمادح المستوهب، بل أنا شاعر فطري بغير صنيعة أستاذ ولا فضل مدرسة، نَظّام مكثر مطبوع، في عالم الخيال تيّاه وفي أودية الفكر هيّام ولوع … أسرح مذ كنت يافعاً في حدائق التصور هنيهة، فأنسج القصيدة عفو الساعة وفيض القريحة لا مقتدياً بإفرنجي.. ولا مهتدياً بتركي، لأن بياني لا يشاكله بيان».

ولإدراكه لتفوقه وثقته الكبيرة بنفسه يصف حياته قائلاً:

حللت في غرف مـن تحت جنتهـا الـــ

                          أنهـار تجـري على صوت النواعيـــر

يطـاف فيهـا بـأكواب وآنيــــــة

                          مــن فضـة شبهوهـا بــالقواريــــر

كـأن يـاقوت مـا نسقــى بـأكؤسنــا

                          ذوبٌ من النــار في جـــــامٍ من النـور

في سنـدس خضرٍ أو رفـرفٍ وضعــت

                          فيه الآرائك للولــدان والحــــــــور

قرأت إذ ذاك أحكــام النــــوى سوراً

                          فـإن رويت يقول الناس: «عنحـــــور»

وصفه معاصروه بأنه شاعر عصري على رغم التكلف الذي كان يبدو أحياناً في شعره أو السجع البادي في نثره، إذ رأى بعض النقاد أنه يمثل واقع عصره خير تمثيل، فقد كان أدب تلك المرحلة وثيق الصلة بأدب العصر المملوكي والعثماني، أما مارون عبود فيعدَّه من الشعراء المطبوعين ومن رواد التجديد، ويصفه في كتابه «رواد النهضة الحديثة» بقوله: «شاعر مطبوع، حسن الديباجة، حاول أن يحول الشعر عن مجراه، فقاله في مواضيع علمية وأخلاقية وأدبية وفلسفية اجتماعية، … فكان رائد تجديد فيما نظمه من مواضيع).

كتب سليم عنحوري في شتى أغراض الشعر … ومن أقواله المشهورة في الغزل:

سل سليمى عن الفؤاد الكليم

                          فهي تدري أنه في جحيم

وجهها جنتي ولثمة قوتي

                          ولقاها دون النساء نعيمي

قد وصف لبنان بقصيدة جميلة يقول فيها:

أنيران سلمى تلك أم ضوء بارقٍ

                          بدا في سما لبنان فوق الشواهق

أم الحور قد مس الهواء سدوله

                          فزحزحها عن وجه بنت المشارق

ألم تك سلمى في ربوع مصيفها

                          عبير شذاها الريح عطراً لناشق

يفيض محياها الضياء فتكتسي

                          به الليلة الدعجاء حلة شارق

حنانيك يا لبنان مالي أراك في

                          سكون ولم تهتز هزة تائق

كأنك ما ذقت الصبا وفنونه

                          ولا هز منك الدهر أعطاف عاشق

كأنك لم تفتنك تلك التي بها

                          عصى آدم في عَدْنهِ أمر خالق!

حصل على العديد من الأوسمة المصرية والعثمانية تقديراً لأدبه وإنجازاته، وتوفي في دمشق تاركاً عدداً من المؤلفات والكتب الشعرية والنثرية وأهمها: معجم «كنز الناظم أو مصباح النائم»، وديوان شعر «سحر هاروت»، و«آية العصر»، ومن رواياته «الانتقام العادل والجن»، و«أثيل»، ومن مؤلفاته «بدائع ماروت أو شهر في بيروت» 1886، و«حديقة السوسن»، و«الجوهر الفرد أو الشعر العصري» لبنان، المطبعة الشرقية 1904، و«السحر الحلال»، و«الجن عند غير العرب»، ورواية «عكاظ»، و«الخالدات».

نزار بني مرجة

 

 مراجع اللاستزادة:

 

ـ سامي الكيالي، الأدب العربي المعاصر في سورية 1850ـ 1950( دار المعارف، مصر 1968).

ـ أدهم الجندي، أعلام الأدب والفن (دمشق 1954م).

ـ يوسف أسعد داغر، مصادر الدراسة الأدبية (بيروت 1955م).


التصنيف : اللغة العربية والأدب العربي
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الثالث عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 583
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1044
الكل : 58492851
اليوم : 65365

مارتينيث سيرا (غريغوريو)

مارتينيث سيّرّا (غريغوريو ـ) (1881 ـ 1947)   غريغوريو مارتينيث سيّرّاGregorio Martínez Sierra  كاتب ومسرحي إسباني ولد في مدريد وتوفي فيها. بدأ نظم الشعر مع ديوانه «قصيدة العمل» El poema del trabajo (1898) ومجموعة أشعار «زهور من جليد» Flores de escarcha (1900)، ثم كتب بعض القصص القصيرة ذات الموضوعات المميزة لتيار الحداثة Modernismo التي يعدّ من أهم أتباعها. كانت إسهامات مارتينيث سيّرّا الأبرز في المجال المسرحي إذ ألّف مسرحيات ناجحة أدبياً وجماهيرياً، مثل مسرحية «ظل الأب» La sombra del padre (1909)، والملهاة (الكوميديا) الاجتماعية «أغنية مهد» Canción de cuna (1911، و«الربيع في الخريف» Primavera en otoño (1911) و«ماما» Mamá (1913) ، و«ملكوت الله» El reino de Dios (1916) التي تتميز كلها بتحليلها الدقيق لشخصياتها النسائية وأسلوبها الرقيق المرهف.
المزيد »