logo

logo

logo

logo

logo

الغوريون

غوريون

Ghurid Dynasty - Ghurides

الغوريون

(543-612هـ/1148-1215م)

 

الغوريون Ghùrìds هم المعروفون بالشنسبانيان المنسوبين إلى أحد أجدادهم شنسب، وهو أحد أولاد الضَّحاك بطل الشَّاهنامه المعروف، ويرجع أصلهم إلى الطَّاجيك، أي إلى الأقوام المتكونة من الدَّمَين العربي والإيراني.

استقروا في غور Ghùr الجزء الشمالي الغربي في أفغانستان الحالية، في المنطقة الجبلية بين هراة وغزنة (تُعْرَفُ اليوم بـكوه بابا «جبل بابا» وسفيد كوه - الجبل الأبيض)، وأقاموا دولة مستقلة اتخذت من فيروزكوة Fìrùz kùh عاصمة لها.

يقسم العلماء آل شنسب إلى أربعة أقسام:

الطبقة الأولى: الغوريون: وهم الفرع الرئيسي، وعاصمتهم فيروزكوه وغزنة.

الطبقة الثانية: سلسلة سلاطين باميان.

الطبقة الثالثة: سلاطين غزنة.

الطبقة الرابعة: سلاطين شنسب في الهند.

الروايات عن أوائل حكامهم مختلفة كثيراً، ولهذا فإن أحوال الأُوَل منهم مجهولة، لكن أفادت المصادر أن عدد ملوك غور الذين حكموا في فيروزكوه اثنان وعشرون أميراً.

أول ملك له اسمٌ وأثرٌ في تاريخهم محمد ابن سوري الذي كان معاصراً للسلطان محمود الغزنوي وأبيه.

لم يكن الغوريون يدينون بالإسلام حتى غزاهم السلطان الغزنوي محمود ابن سبكتكين (401هـ/1010م)، حين صاروا خطراً كبيراً على الدولة الغزنوية، وحين دأبوا على شن الغارات على رعاياه مستفيدين من وعورة بلادهم، وحينما تواصلت غاراتهم، سار إليهم بجيشه فاستولى على عاصمتهم، بعد أن أغلق الطرق المؤدية إلى بلادهم، واستطاع الانتصار عليهم، وأسر أميرهم وقتله.

أبقى محمود الغزنوي الحكم بيد الغوريين في ظل السيادة الغزنوية، وعيَّن أبا علي مكان أبيه، وحرص على نشر الإسلام بينهم، وترك بعض الفقهاء بينهم يعلمونهم الدين والشريعة، فأسلموا وحسن إسلامهم.

ومن المعلوم أن الذين خلفوا ابن سوري لبثوا في فيروزكوه، وباميان، وعقدوا مع الغزنويين صلات مصاهرة، ولكنهم ظلوا يترقبون الفرص للعودة إلى الاستقلال، ويُذكر من أواخر هؤلاء قطب الدين حسن وابنه عز الدين حسين (543هـ/1148م) وهو الذي عرف بأنه المؤسس للدولة الغورية.

كان لعز الدين سبعة أولاد قسم إمارته بينهم، وصل أربعة منهم إلى الحكم، الأكبر بينهم الملك فخر الدين مسعود الذي ولي إمارة طخارستان، وصار مؤسس شعبة الغوريين في باميان، ومنهم قطب الدين محمد (ملك الجبال)، وقد قتله حموه بهرام شاه الغزنوي، فهب أخوه سيف الدين سوري (والي غور) واحتل غزنة انتقاماً له (543هـ/1148م)، لكن تبدل وضع سيف الدين في السنة التالية؛ إذ تمكن بهرام شاه من قتله بعد أن دخل مقره، وهذه الحادثة أوقعت غزنة في مصيبة أشدّ من سابقتها، ذلك أن أخاه علاء الدين حسيناً جاء منتقماً له، وأحرق غزنة وخربها وعاد إلى غور، ولهذا لقب جهانسور (أي حارق الدنيا)، وتولى بعده ابنه محمد الذي سلبه الغز غزنة وغيرها، وقُتِلَ على أيديهم، واسترجع غزنة خلفه وابن عمه أبو الفتح غياث الدين محمد بن سام (569هـ/1173م)، ونجح في الانفصال عن الدولة الغزنوية التي ضعفت، وتمكن من إدخال ممتلكاتها في أفغانستان والهند في دائرة نفوذه، بعد أن عقد العزم على استئصال شأفة آل سبكتكين ليضمن الاستقرار لدولته بفضل أخيه وقائده شهاب الدين الذي ولاه غزنة، والذي أعد جيشاً استولى على ممتلكات الغزنويين غير الهندية، ثم عبر السند وحاصر لاهور آخر معاقل الغزنويين التي سقطت على الرغم من مقاومة خسروشاه آخر الحكَّام الغزنويين (582هـ/1186م)، ثم استولى على البنجاب.

اتسع ملك الغوريين، وكثر جندهم، واستقر سلطانهم، وتلقَّب أبو الفتح غياث الدين بالسلطنة، واكتسب سلطانه الصفة الشرعية باعتراف الخليفة العباسي المعاصر، الناصر لدين الله (575-622هـ/1179- 1225م)، وتم تبادل الهدايا بين الطرفين.

اصطدم الغوريون بالسلاجقة زمن السلطان سنجر، وضموا إلى دولتهم هراة، وبوشنج، وباذغيس، وبست، وجورجانا وكرمان وغيرها، وقد وجه الغوريون أنظارهم للتوسع في بلاد الهند بسبب صعوبة الزحف إلى وسط آسيا، حيث الدولة الخوارزمية ودولة الخطا، ذلك أن أمراء شمالي الهند الراجبوتيون أضعفتهم الانقسامات، ولأنهم كانوا حديثي العهد بالإسلام، وتَحْدُوْهُمُ الرغبة في الجهاد لنشره في هذه المنطقة التي لا تزال وثنية.

وجه السلطان غياث الدين جيشه بقيادة أخيه شهاب الدين فاستولى على الملَّتان (570هـ/1174م)، ثم ضمَّ بيشاور وواصل تقدُّمه في أرض السند، وقد حاول حكَّام الهند وقف النفوذ الغوري واشتبكوا معهم في معارك عدة، أهمها:

معركة شاندران التي انتصر فيها الغوريون (590هـ/1194م)، وكان لها آثار بعيدة المدى في شمالي الهند، حيث تمكَّن الغوريون من فتح قنوج، وزحفوا إلى بنارس، واستولوا على جاولار ونهرواله (593هـ/1196م)، وعلى إقليم بهار والبنغال (595هـ/1197م)، وكالنجار (599هـ/1202م)، مما زاد في نفوذهم وهيبتهم، وسيطروا على الأراضي شمالي الهند كلها، وشيدوا فيها المساجد، وأصبح الطريق مفتوحاً أمامهم إلى دلهي فوقعت في أيديهم، وولي عليها قطب الدين أيبك الذي أسس سلالة المماليك الأتراك في دلهي، واتسعت حدودهم لتصل إلى حدود الصين.

حقَّق الغوريون هذه الانتصارات لمهارتهم في إدارة العمليات الحربية، إضافة إلى فقدان الهند للوحدة السياسية، ولأن الإسلام أعطى الغوريين حماساً وقوة للجهاد في سبيل الله، ونجحوا في إقامة دولة إسلامية في شمالي الهند لها تقاليدها ومقوماتها، بسبب تولي الحكم فيها من قبل رجال أكفاء عملوا على تثبيت الحكم، ويُعَدَّ شهاب الدين (الذي حمل لقب معز الدين سام، وعرف باسم محمد الغوري، وتولى السلطنة بعد غياث الدين) الحاكم الحقيقي للبلاد وواضع أساس امبراطورية المسلمين في الهند، إذ قاد معظم الفتوحات طوال عهد غياث الدين الذي كان ملكاً عظيماً على قلة حروبه، وكان ذا هيبة، جواداً حسن العقيدة، بنى المساجد، والمدارس الشافية، والخانقاهات في الطريق وأوقف عليها الأوقاف الكبيرة، وأسقط الضرائب، وكان بلاطه ملجأ الشعراء والعلماء وأصحاب الزهد والتقوى، وكانت له مجموعة من الوزراء المشهورين على مدى حكمه الذي استمر أكثر من 40 سنة (558-599هـ/1162-1202م).

اشتُهرت غور بتصديرها للدروع والأسلحة وكلاب الحراسة والرقيق، وفي الوقت نفسه الذي كانت تتسع وتزدهر فيه الدولة الغورية، كانت الأسرة الخوارزمية قد رفعت لواء السلطنة في خوارزم وما وراء النهر، وأسست دولة فاقت دولة الغور في القوة في عهد السلطان علاء الدين تكش (568-596هـ/1172-1199م)، وكان لابد من الصدام بين الدولتين المتجاورتين بسبب طمع كل منهما في الاستيلاء على الأخرى أولاً، ثم بسبب الخليفة العباسي الذي كان في عداء شديد مع الخوارزميين وظل يحرض الغوريين على مهاجمتهم ليأمن شرهم، فوقعت بين الدولتين صدامات عديدة، حتى إن الخوارزميين تحالفوا مع الأتراك القراخطائيين في كاشغر للوقوف في وجههم.

اضطربت الدولة الغورية اضطراباً شديداً بعد وفاة السلطان شهاب الدين (603هـ/1206م) الذي لم يحكم سوى سنتين بعد أخيه ولم يكن له وريث لعرشه، فتنافس الأمراء والقواد على عرش السلطنة مما أضعفها.

بدأت متاعب الغوريين في الهند بدايةَ القرن (7هـ/13م)، وذلك أن بعض الولايات الهندية خرجت عليهم منتهزة فرصة انشغالهم بالحروب في إيران مع الخطا والخوارزميين الذين انتزعوا منهم بلاد خراسان ثم ممتلكاتهم في أفغانستان، وتمكنوا من السيطرة على فيروزكوه (612هـ/1215م) من علاء الدين محمد بن شجاع الدين علي، وقضوا على الدولة الغورية تماماً بعد أن أُنهكت قواها بما شنته من حروب على الخطا والخوارزميين والهنود.

نهى حميد

الموضوعات ذات الصلة:

الغزنويون ـ الهند.

مراجع للاستزادة:

ـ بروكلمان، تاريخ الشعوب الإسلامية (دار العلم للملايين، بيروت).

ـ زامباور، معجم الأسرات الحاكمة في التاريخ الإسلامي (دار الرائد، بيروت 1980).

ـ عصام الدين الفقي، بلاد الهند في العصر الإسلامي (عالم الكتب، القاهرة 1980).

ـ محمد علاء الدين منصور، تاريخ إيران بعد الإسلام، مترجم (دار الثقافة والنشر، القاهرة 1989).


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الرابع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 81
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1051
الكل : 58481267
اليوم : 53781

التخطيط الاستقطابي

التخطيط الاستقطابي   التخطيط الاستقطابي polarography، هو تقانة كهركيمياوية تستعمل في التحليل الكيمياوي وتعتمد على إنشاء منحنٍ يسمى المخطط الاستقطابي polarogram، بين شدة التيار والكمون الكهربائي بتغير الكمون المطبق على المساري المغموسة في المحلول قيد الدرس، وهما عادة اثنان، أحدهما مَرجع raference، يبقى كمونه ثابتاً في أثناء القياس والثاني مُشعر indicator، يتغير كمونه عندما يقاس الكمون وشدة التيار ويعرف بالمسرى العامل.
المزيد »