logo

logo

logo

logo

logo

العروض (علم-)

عروض (علم)

Prosody - Prosodie

العروض (علم ـ)

 

العروض علم ميزان الشعر، تعارض به أبياته ليعرف صحيحها من فاسدها. قال الجوهري إنه يترجم عن ذوق الطباع السليمة، ويستعين به من خانه الذوق، به يعلم ما يجوز في الشعر مما لايجوز.

وهو أحد علوم العربية، اكتشفه الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت 170هـ) في قصة مشهورة خلاصتها أنه سمع أصوات مطارق النحّاسين فاهتدى إلى الإيقاع الموسيقي، واستقرأ أشعار العرب واستخرج منها الأوزان التي كانوا ينظمون أشعارهم عليها، وأطلقَ عليها اسم (العروض)، وهي كلمة لها في اللغة معان كثيرة، فهي اسم لمكّة، وهي من الطريق ناحيته، ومن المكان ما يقابلك، ومن الكلام مضمونه وفحواه، ومن الشيء كثيره، ويقال: عارض الشيء بالشيء أي قابله به ليعرف ما تشابه منهما وما اختلف، ومن هذا المعنى أُطْلِقَتْ كلمة العروض على ميزان الشعر، إذ به تعارض الأبيات لِيُعْرَفَ صحيح الوزن من فاسده.

و(العروض) اسم جنس لا يُجْمَع، وهي كلمة مؤنثة اللفظ. وأما الأعاريض التي مفردها العروض فالمراد منها آخر جزء من الشطر الأول من البيت.

وقد استطاع الخليل أن يحصر أوزان الشعر في خمس دوائر تضم خمسة عشر وزناً أو بحراً، وأوزان الشعر تسمّى بحوره، ثم تلاه الأخفش الأوسط، سعيد بن مسعدة (ت 212هـ) فزاد البحر السادس عشر وهو المتدارك أو المحدَث أو الخبب، ولم يزد بعدهما أحد في العروض شيئاً ذا بال حتى جاء الجوهري (ت 393 هـ)، ففصّل ووضّح، وكانت له آراؤه في تحديد بعض المصطلحات، وقبول بعض ما جاء به المُحْدَثُون في عصره، وغير ذلك مما ضمّنه كتابه «عروض الورقة»، وكذلك كانت لابن جني (ت392هـ) آراء وتعليقات دقيقة بثّها في كتابه «العروض». وكانت لحازم القرطاجني آراء خالف فيها من تقدّمه من العروضيين، وظهرت كتب ورسائل كثيرة في العروض أخذ معظمها بما وضعه الخليل حتى جاء الخطيب التبريزي (ت502هـ) فوضع كتابه «الوافي في العروض والقوافي» ـ طبع باسم الوافي وباسم الكافي أيضاً ـ فكان أجمع ما وُضِعَ في هذا العلم  حتى عصره.

ولعل أكبر ما أصاب هذا العلم من تطوّر كان على أيدي الأندلسيين الذين ابتكروا فنّ الموشحات وطوّروه، حتى غدا فنّاً شعرياً موسيقياً راقياً، برع فيه أمثال ابن عبد ربه (328هـ)، ولسان الدين بن الخطيب (776هـ)، وغيرهما، كما أنشأ المولّدون أوزاناً طوّروها من الأوزان الخليليّة كالمستطيل الذي هو مقلوب الطويل، والممتد وهو مقلوب المديد… وهكذا.

وظهرت فنون شعرية أخرى لاتلتزم الأوزان المعروفة ولا اللغة الفصيحة، كفنّ الزجل والدوبيت والمواليا والكان كان وغيرها.

كما انتشر في العصر الحديث (شعر التفعيلة) وهو شعر يلتزم التفعيلة، ولكنه لا يتقيّد بأعداد التفعيلات، ولا يلتزم المساواة بينها في أبيات القصيدة، وينوّع القوافي، وبذلك اختلف عن الشعر القديم المعروف باسم (الشعر العمودي)، ولكنه ظل محافظاً على روح الشعر وموسيقاه.

واستقرت بحور الشعر الستة عشر على ما تركها عليه الخليل والأخفش محصورة في خمس دوائر وهي:

1ـ الطويل 2ـ المديد 3ـ البسيط (وتجمعها دائرة المختلف)

4ـ الوافر 5ـ الكامل (وتجمعهما دائرة المؤتلف)

6ـ الهزج 7ـ الرجز 8ـ الرمل (وتجمعها دائرة المشتبه)

9ـ السريع 10ـ المنسرح 11ـ الخفيف 21ـ المضارع 13ـ المقتضب 14ـ المجتث (وتجمعها دائرة المجتلب)

15ـ المتقارب 16ـ المتدارك (وتجمعهما دائرة المتفق)

أما الكتابة العروضية فتقوم على رسم الكلام بحسب ما يُنْطَقُ به، أي هي رسم اللفظ؛ فالتنوين مثلاً يكتب نوناً، والحرف المدغم يفك إدغامه، ويُكْتَبُ حرفين، ولا عبرة لهمزة الوصل أو اللام الشمسية، لأن ما لا يلفظ لا يكتب.

وأما المصطلحات العروضية فكثيرة؛ فكل جزء من البيت يسمى (تفعيلة) وتضم البحور الشعرية كلها ثماني تفعيلات هي: فعولن ـ مفاعيلن ـ مفاعلتن ـ فاعلاتن ـ فاعلن ـ مستفعلن ـ متفاعلن ـ مفعولات.

ويضم وزن كل بيت أو بحره عدداً من التفعيلات، وتختلف البحور فيما بينهما باختلاف التفعيلات وعددها.

ويتألف البيت من مصراعين أو شطرين، ويُسَّمى الأول منهما (الصدر)، ويسمى الآخر (العجز) والجزء الأخير من الصدر هو (عروض) البيت، وأما الجزء الأخير من (العجز) فهو (الضّرب) بمعنى النوع، وبقية أجزاء البيت (حشو).

ويسمى البيت (تاماً) إذا لم ينقص من تفعيلاته شيء، فإذا نقص جزء من (عروضه وضربه) سمي (مجزوءاً)، وإذا بقي من البيت شطره سمي (مشطوراً)، وإذا بقيت منه تفعيلتان سمي (منهوكاً).

ولما كانت معرفة الوزن تقتضي معارضة مقاطع البيت بعد تقطيعه وكتابته عروضياً بمقاطع التفعيلات وجب التنبه إلى ما فيه من حركات وسكون تتشكل منها تلك المقاطع في البيت وبحره أو وزنه، وقد وضعوا لذلك أسماء منها:

(السبب الخفيف): وهو ما تألف من متحرك وساكن مثل: هَلْ

و(السبب الثقيل): وهو يتألف من متحركين معاً مثل: لَكَ.

و(الوتد المجموع): وهو يتألف من متحركين بعدهما ساكن مثل: على

و(الوتد المفروق): وهو يتألف من متحركين بينهما ساكن مثل: نَاْمَ

و(الفاصلة الصغرى): وهي ثلاث متحركات بعدها ساكن مثل: عَمَلُن

و(الفاصلة الكبرى): وهي أربعة متحركات بعدها ساكن مثل: عَمَلُكُمْ

وقد جمع الخليل أمثلة هذه المصطلحات جميعاً بقوله: «لمْ أرَ عَلَىْ ظَهْرِ جَبَلِنْ سَمكتنْ»، وهناك مصطلحات لما يصيب التفعيلات من تغيير كـ(الزحاف) الذي يصيب ثواني الأسباب، و(العلة) وهي التغير الثابت الذي يلحق الأسباب والأوتاد في أعاريض القصيدة وضروبها. ولكل زحاف اسم، كالخبن والقبض والطي …، وكذلك العلل التي تكون في زيادة العروض أو الضرب أو نقصهما، وهي مصطلحات كثيرة يحسن الرجوع إليها في الكتب المتخصصة.

حاول بعض المحدثين ترجمة الحركات والسكون إلى رموز من الأرقام، فظهر ما يُعْرَفُ بعلم العروض الرقمي، وهي محاولات لم تنتشر، ولم يؤخذ بها.

مازن المبارك

 

 


التصنيف : اللغة العربية والأدب العربي
المجلد: المجلد الثالث عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 148
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1036
الكل : 58480497
اليوم : 53011

الذمة المالية

الذمة المالية   الذمة، لغة: بمعنى العهد، وسمي بذلك لأن نقضه يوجب الذم. ومن ذلك ما جاء في الحديث الشريف: «المسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم». أي إذا أعطى أحد المسلمين عهداً للعدو بالأمان سرى ذلك على جميع المسلمين، فليس لهم أن يخفروا عهده. ومن ثم كان أيضاً من يستوطنون في دار الإسلام[ر] من غير المسلمين على عهد معهم بالأمان، يسمون مستأمنين أي أهل العهد والأمان.
المزيد »