logo

logo

logo

logo

logo

الشعير

شعير

Barley - Orge

الشـعير

 

الشعير Barley من محاصيل الحبوب المهمة، وهو محصول نجيلي حولي شتوي، ينتمي إلى الفصيلة النجيلية Gramineae والجنس Hordeum الذي يحوي نحو 50 نوعاً، منها ما هو حولي أو معمّر. يأتي عالمياً في المرتبة الرابعة بعد القمح والأرز والذرة الصفراء، وذلك من حيث المساحة والإنتاج.

مناطق الانتشار:

تنتشر زراعة الشعير في غالبية دول العالم، ويعود ذلك إلى استعمالاته العديدة، وإلى تعدد أصنافه القادرة على تحمل الشروط البيئية المختلفة بما في ذلك القطب الشمالي والمناطق القريبة من خط الاستواء.

وصلت عالمياً المساحة المزروعة عام 2000 إلى نحو 57.2 مليون هكتار، معظمها في القارة الأوربية (نحو 3.92 مليون هكتار) تليها قارة آسيا (12.4 مليون هكتار). أما من حيث الإنتاج فقد وصل عالمياً إلى نحو 132مليون طن من الحبوب، وفي أوربا نحو 84.1 مليون طن.

تتركز زراعة الشعير في سورية في مناطق الاستقرار الثانية والثالثة والرابعة في محافظات الرقة والحسكة وحلب وحماه وحمص ودير الزور وإدلب ودرعا. وقد ازداد إنتاجه من 1.6 مليون هكتار عام 1978 إلى 2.7 مليون هكتار عام 1990 ثم تناقص إلى 1.5مليون هكتار عام 1996، ويعود ذلك إلى تباين معدلات الهطل المطري السنوي إذ إن هذه الزراعة هي غالباً زراعة بعلية، وفي ترب فقيرة نسبياً.

الأهمية الاقتصادية والزراعية

للشعير استخدامات عدة، منها:

ـ في تغذية الحيوان: يستفاد من حبوبه (الغنية بالكربوهيدرات) والتبن الناتج منه في تغذية الحيوانات، كما يزرع في بعض الدول لاستخدامه علفاً أخضر.

ـ في تغذية الإنسان: يستخدم دقيق حبوب الشعير وحده أو مخلوطاً مع دقيق القمح في صناعة مختلف أنواع المعجنات وخاصة الخبز، ويفضل  بعض الشعوب خبز الشعير على خبز القمح.

ـ في صناعات غذائية: مثل صناعة البيرة، وتفضل لذلك أصناف شعير خاصة (غنية بالكربوهيدرات وقليلة الاحتواء على البروتين). كما يدخل في صناعة الكحول وفي صناعة أصناف البسكويت، وبديلاً من القهوة. ويعد الشعير مليناً خفيفاً ومصدراً غنياً بالفيتامينات والعناصر المعدنية.

الوصف النباتي

يشبه الشعير في شكله العام نبات القمح (الشكلان 1 و2)، وخاصة في الأطوار الحياتية المبكرة، ويتكون النبات من الأجزاء الآتية:

ـ الساق: قائمة، أسطوانية الشكل، قشية، مقسمة إلى سلاميات جوفاء (5ـ8 سلاميات) تفصلها عقد، وتنتهي الساق بالسنبلة، يمكن أن يتفرع من الساق عدد كبير من الأشطاء  تخرج من العقد الموجودة تحت سطح التربة.

 

الشكل (1) نباتات الشعير وسنابله

الشكل (2) أجزاء نبات الشعير

ـ الجذور: ليفية سطحية كثيفة تنتشر في الطبقة السطحية من التربة

ـ الأوراق: شريطية ضيقة، ثنائية الصف، متعاقبة المنشأ على الساق. تتكون الورقة من غمد مفتوح يحيط بالساق ونصل ممتد خارج الساق، يوجد بينهما لسين (غشاء رقيق يحمي الساق من تسرب الماء والغبار والحشرات) مثلثي الشكل مع أذينتين كبيرتين عاريتين من الأوبار.

ـ النورة (الشكل ـ 3): سنبلة مؤلفة من محور مكون من عقد وسلاميات عدة (10ـ30 سلامية)، يوجد عند كل عقدة ثلاث سنيبلات وفي كل سنيبلة زهرة واحدة فقط، إذ من الممكن أن تكون زهرات السنيبلات الثلاث خصبة وتعطي كل منها حبة، مكونة ما يعرف  بشعير الستة صفوف (صفين من الحبوب بكل جانب)، كما يمكن أن تكون زهرة السنيبلة الوسطى فقط خصبة والأخريان عقيمتين فتعطيان ما يعرف بشعير الصفين (أي صف من كل جانب)، يوجد في أسفل كل سنيبلة زوج من القنابع الضيقة تتصل بكل منها سفاه شوكية قصيرة. ومن الملاحظ أن حجم الحبوب في أصناف شعير الستة صفوف أصغر حجماً منها في شعير الصفين.

 

الشكل (3)

 

ـ الأزهار: ثنائية الجنس تتكون من عصافة خارجية تنتهي بسفاة طويلة أو قصيرة (مسننة الحافة غالباً) وأحياناً عديمة السفاه، وأخرى  داخلية، ومن أعضاء التذكير (3 أسدية) والتأنيث (المتاع)، التلقيح في الشعير غالباً ذاتي، تتكون الحبة بعد الإخصاب وعند النضج، وتلتصق العصافتان على الحبة ما عدا الشعير العاري (النبوي).

المتطلبات البيئية

يزرع الشعير في بيئات كثيرة التباين في مناطق جغرافية واسعة تمتد من القطب الشمالي إلى قرب خط الاستواء ومن سطح البحر إلى ارتفاع 4000م في جبال الهيمالايا.

  يمكن للشعير أن يتحمل برودة الشتاء حتى  -15 ْم لفترة قصيرة ضمن شروط دول البحر المتوسط كما يمكن أن يتحمل جيداً ارتفاع درجات الحرارة والجفاف فيها.

الحرارة المثلى لإنتاش حبوب الشعير هي صفر مئوية، وفي أثناء النمو الخضري يحتاج إلى حرارة مثلى في حدود 20 ْم تصل إلى 29 ْم في مرحلة الإزهار والنضج، ويسبب ارتفاع درجة الحرارة فوق 35 ْم وخاصة في أثناء مرحلة تكوين الحبوب ضمور الحبوب مؤدياً إلى انخفاض نوعيتها. ويمكن أن يزرع الشعير بعلاً في المناطق الهامشية بحيث يراوح فيها معدل الهطل المطري السنوي بين 87ـ130 مم فقط، وذلك بسبب قدرته على الإفادة منها على نحو جيد وقصر المدة اللازمة لاستكمال دورة حياته.

يفضل الشعير الترب الطينية اللومية الجيدة الصرف والغنية بالمواد العضوية والعناصر الغذائية المحتوية على نسبة جيدة من الكالسيوم، لذلك يمكن زراعة الشعير في الترب الكلسية في أثناء استصلاحها، كما يتحمل الترب المالحة نسبياً، ويجب الابتعاد عن الترب الفقيرة الرملية والحامضية والثقيلة، وذات المحتوى المنخفض من الكالسيوم.

يعد الشعير من نباتات النهار الطويل ولا يدخل في مرحلة الإزهار إلا إذا بلغ طول النهار 12ـ 14 ساعة.

طرائق الزراعة والخدمات المقدمة

ـ تجهز التربة جيداً بحيث تكون مهواة وناعمة وخالية من الأحجار الكبيرة والكتل الترابية لعمق 20سم (عمق انتشار الجذور). وبوجه عام تتم عملية حراثة أولى لبقايا المحصول السابق، وأخرى قبل موسم هطل الأمطار ثم حراثة ثالثة قبل الزراعة مباشرة، تليها عمليات تنعيم وتسوية وتخطيط الأرض الزراعية إلى مساكب.

ـ تختلف الدورة الزراعية بحسب أمور مختلفة أهمها: موعد الزراعة، نوع الزراعة (بعلية أم مروية)، الهدف من الزراعة (لإنتاج الحبوب أم للعلف)، موسم الأمطار، وغيرها. وعموماً يمكن أن يزرع الشعير بعد سبات مفلوح، إما في دورة ثلاثية، وهي الدورة الأكثر انتشاراً في المناطق شبه الجافة، أو بعد محصول بقولي أو محصول مخدوم، وتستخدم هذه الدورة الثنائية في المناطق الجيدة الأمطار حيث يزرع الشعير بعد محصول بقولي «غذائي أو علفي» أو بعد محصول مخدوم مثل الذرة الصفراء أو الشوندر السكري أو القطن.

ـ يزرع الشعير لإنتاج الحبوب بدءاً من شهر تشرين الأول وحتى غاية شهر كانون الأول، أما الشعير الذي سيستخدم علفاً أخضر فيمكن تأخير زراعته حتى فصل الربيع.

ـ تختلف كمية البذار اللازمة للزراعة وعمق الزراعة بحسب الهدف من الزراعة (حبية أم علفية) أو بحسب خصوبة التربة أو مدى توافر مياه الري أو التبكير بالزراعة أو الصنف، يفضل عموماً استعمال 50 ـ 100كغ في الهكتار الواحد، وتزرع على عمق 3 ـ 5سم في التربة نثراً، وقد استعيض عن ذلك باستخدام الطرائق الحديثة بالبذارات الآلية.

ـ تقتصر الخدمات المقدمة للشعير على إزالة الأعشاب والري إذا كانت الزراعة مروية (2ـ3 ريات ويعتمد ذلك على مدى توافر مياه الري وشدة الظروف البيئية المحيطة)، وكذلك التسميد في حال الزراعة المروية أو في المناطق الجيدة الأمطار.

ـ لا يسمد الشعير عادة في الزراعات البعلية، إلا أن حاجة النباتات إلى بعض العناصر المغذية قد تحد من نمو الشعير وإنتاجيته، ولذلك ينصح بزراعة الشعير بعد محصول بقولي أو بعد سبات مفلوح، أما في حال وجود أمطار كافية أو إمكانية الري فينصح بإضافة الكميات المناسبة من الأسمدة المعدنية (في الهكتار) كما يأتي:

80 ـ 100 وحدة آزوت نقي

40 ـ 80  وحدة فوسفور نقي

30 ـ 60 وحدة بوتاس نقي

وتضاف الأسمدة الآزوتية على دفعات عدة بحسب مراحل نمو الشعير، أما الأسمدة الفوسفورية فتضاف قبل الزراعة مباشرة مع البوتاسية بحسب نتائج تحليل التربة.

أهم الأصناف المنتشرة في سورية

ـ الشعير العربي الأبيض: صنف محلي قديم تنتشر زراعته في سورية  والدول المجاورة، يحمل سنبلة بيضاء ذات صفين من الحبوب الكبيرة الحجم، يمتاز بتحمله الجفاف وبالنضج المبكر والمردود الجيد.

ـ الشعير العربي الأسود: صنف أقل انتشاراً من العربي الأبيض، مقاوم للجفاف، سنبلته سوداء ذات صفين من الحبوب صغيرة الحجم.

ـ الشعير الرومي: صنف محلي قليل الانتشار، أقل إنتاجاً ومقاومة للجفاف، سنبلته بيضاء ذات ستة صفوف.

ـ الشعير النبوي: صنف قديم قليل الانتشار، أدخل عن طريق السعودية، حبوبه عارية، سريع الانفراط.

ـ مجموعة أصناف أكساد: أصناف جديدة انتخبت من قبل المركز العربي لدراسات المناطق الجافة ونصف الجافة (أكساد)، جيدة الإنتاج.

ـ مجموعة أصناف تريكدريت: أصناف مدخلة من كندا تصلح للزراعات المروية أو المناطق ذات الهطل المطري المرتفع سنوياً.

ـ مجموعة أصناف فرات: منتخبة محلياً من قبل مديرية البحوث العلمية الزراعية، جيدة الإنتاج وخاصة في المناطق الجيدة الهطل المطري السنوي.

الحصاد

في الزراعات الصغيرة المساحة ينصح بالتبكير في حصاد الشعير لتجنب انفراط الحبوب، ويتم ذلك عادة في شهر أيار ثم ينقل إلى البيدر لإجراء عملية الدراس والغربلة. أما في حالة الزراعات الواسعة فتستخدم الحصادة الدراسة المتخصصة بإجراء جميع عمليات الحصاد والفرز والغربلة اللازمة.

أهم الآفات

الأصداء والتفحم والبياض الدقيقي والديدان الثعبانية ومهاجمة العصافير.

مأمون خيتي

 

 الموضوعات ذات الصلة:

 

الحبوب.

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ حامد كيال، محاصيل الحبوب والبقول (مطبوعات جامعة دمشق 1988).

ـ منشورات المركز الدولـي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا 2003).

- D.SOLTNER, Les Grandes productions végétales (Collection Sciences et Techniques Agricoles, 18e édition 1995).

- MOULE , Les Céréales (la Maison rustique de Paris 1972).

 


التصنيف : الزراعة و البيطرة
النوع : صحة
المجلد: المجلد الحادي عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 722
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1039
الكل : 58491792
اليوم : 64306

ياناتشيك (ليوش-)

ياناتشيك (ليوش ـ) (1854ـ 1928)   ليوش ياناتشيك Leos Janácek مؤلف موسيقي تشيكي ولد في هوكڤالدي Hukvaldy وتوفي في أوستراڤا Ostrava، وهو مستقل بأسلوبه ومتميز، يكاد تأثير المدارس الموسيقية أن يكون معدوماً لديه. درس منذ عام 1865 في دير للرهبان الأغسطينيين فن الترتيل عند أستاذ فرقة المرتلين بافل كرجيجوڤسكي P.Krízkovsky الذي عُرِفَ بصرامته، وقاده منذ البداية إلى الموسيقى الفولكلورية الموراڤية، وأدى دوراً كبيراً في بث الروح القومية فيه. انتسب ياناتشيك عام 1874 إلى مدرسة الأرغن[ر] في براغ من أجل إكمال تعليمه الموسيقي، ثم تابع دراسته منذ عام 1879 في كونسرڤاتوار لايبزيغ، ولكنه لم يتفق مع أساتذته وغادر لايبزيغ إلى ڤيينا قبل أن يعود إلى برنوBrno عاصمة موراڤيا عام 1880 من دون أن يحمل معه أياً من تأثيرات أساتذة مدرسة ڤيينا بدءاً من موتسارت[ر] وبتهوڤن[ر] وانتهاءً ببرامز [ر] وبروكنر [ر]، وسمي لدى عودته من ڤيينا أستاذاً للموسيقى في معهد إعداد المعلمين، حيث مارس مهنة التعليم حتى عام 1904.
المزيد »