logo

logo

logo

logo

logo

زفينغلي (أولريخ-)

زفينغلي (اولريخ)

Zwingli (Uhlrich-) - Zwingli (Uhlrich-)

زفينغلي (أولريخ ـ)

(1484ـ 1531)

 

أولريخ زفينغلي Ulrich Zwingli مصلح بروتستنتي سويسري. ولد في ڤيلدهوس Wildhaus بالقرب من سانت غول بسويسرا. نشأ في وسط تتصارع فيه المصالح السياسية والمدنية، وقد رباه عمه الخوري تربية كاثوليكية. غادر زفينغلي منطقته الجبلية ليتابع دراسته في المدن الكبيرة: فيينا وبال وبرن. فتعلم في جامعة فيينا، وحاز على درجة الأستاذية في الفنون عام 1506، ثم تم ترسيمه قسيساً كاثوليكياً، وعين في مركز غلاريس للكهنة. رحل فيما بعد إلى آينسدلن Einsiedeln ليصبح واعظاً في دير القديسة مريم، الشهير بصوره العجائبية،الذي كان يحج إليه كل أهالي سويسرا وألمانيا الجنوبية. وفي عام 1514 تعرّف زفينغلي على عالِم الحركة الإحيائية والفلسفة الإنسانية الهولندي الجنسية ديزيديريوس إراسموس Erasmus، وارتبط معه بعلاقات وطيدة وصار من أتباع المذهب الإنساني humanism. وقد عمل على تجويد معرفته باللغة اليونانية، وتعلّم أيضاً العبرية. فدرس طبعة العهد الجديد التي أصدرها إراسموس، ونسخ رسائل القديس بولس الرسول[ر]، ومال مع إراسموس والآباء الشرقيين إلى تأويل مجازي للعهد القديم؛ فتبنى برنامج الدعاة الإنسانيين لإصلاح الكنيسة[ر].

من أهم مؤلفاته الرئيسية: «في الدين الحق والكاذب» (1525)؛ «في كرامة الإنسان» (1523)؛ «في اختيار الأطعمة وحريتها» (1522)؛ «عرض القضايا وأدلتها» (1523)؛ «عرض مقتضب وواضح للدين المسيحي» (1536) نشر باللاتينية بعد وفاته.

اقترن تأهيل زوينغلي العقلي الإنساني بوعي سياسي حاد حمله على معارضة استقطاب فرنسا للمرتزقة السويسريين، فرافق قوات غلاريس بصفته مرشداً روحياً عسكرياً إلى موقعة نوفارا (1513) وإلى موقعة مارينيان (1515)، حيث أدى دوراً طليعياً في محاربة الممارسات الخرافية. وقد شهد باستياء تقارب البابوية مع فرنسوا الأول عام 1516. عين بعدها (1518) قسيساً في كاتدرائية زوريخ، فأضحى واعظاً إصلاحياً ذا سطوة وقوة ينهج نهج إراسموس وآرائه، واطلع وقتها على أعمال المصلح مارتن لوثر[ر] Luther. وفي تلك المرحلة (1520) اندفع في حملته الإصلاحية، فوضع نظرية لاهوتية بروتستنتية[ر] مخالفة لتلك التي وضعها لوثر، عارض في مواعظه بيع صكوك الغفران، وطالب بحق الزواج للكهنة وبحق التكريز والتبشير بالإنجيل طبقاً لأفكار حركة الإصلاح. وترجمة لاقتناعاته تزوج سراً ـ ثم جهاراً بعد عامين ـ من آنا راينهارد، وكانت أرملة وأماً لأحد تلاميذه.

تأثر زفينغلي بقوانين الإصلاح «الإراسمي». وبشر حول النصوص الإنجيلية والعهد الجديد بالإجمال. وازدرى البابا والكهنوت، وحارب القوانين الرسمية للكنيسة الكاثوليكية، وخاصة الصوم. كما فرض العودة إلى الكتاب المقدس أساساً للإيمان والسلطة. وأباح استعمال اللغة الألمانية في الليتورجية (الطقوس والعبادات). وقد عدّ المعمودية والعشاء السري تذكارات، وتأكيدات على تضامن المؤمنين، كما أنه ناهض الأشكال الشعائرية (الصور، الألبسة المقدسة، الأيقونات، الموسيقى)، وأعطى الدولة حق التدخل في الأمور الدينية. وخلافاً للوثر، أولى زفينغلي أهمية كبيرة لمسألة التقديس وقدمها على مسألة النعمة.

وفي أعقاب محاولة أسقف زيوريخ الكاثوليكي إسكات زفينغلي، اهتم القضاة المدنيون بالشؤون الدينية كافة للمدينة. وفي عام 1523 دعا القضاة لعقد اجتماع علني ليفصل بين المذهب الكاثوليكي [ر] والمذهب البروتستنتي الجديد الذي تزعمه زفينغلي، ففاز الجانب المؤيد لزفينغلي، وامتد تأثيره، ليس فقط إلى زيوريخ والكنتونات السويسرية، بل أيضاً إلى ألمانيا الجنوبية. فألغى القضاة فيما بعد (1525) النصب الدينية، مثل التماثيل وتبنوا الطقوس الدينية البروتستنتية، وأغلقوا الأديرة واستبدلوا العشاء الرباني الصوفي والواقعي لدى لوثر بمفهومه لدى زفينغلي: العقلي والرمزي.

ونتيجة المد الإصلاحي إلى بعض الأقاليم التي كان فيها للكانتونات الكاثوليكية والبروتستنتية حقوق مشتركة، نشأ صدام مسلح بين الطرفين، فانهزمت القوات الزوريخية أمام الميليشيات الكاثوليكية في معركة كابل (1531)، وقتل زفينغلي الذي كان يؤدي خدماته قسيساً في صفوف القوات البروتستنتية (الزوريخيين)، وجرى التعرف على جثته فقطعت أوصالها وأحرقها الجلاد.

والجدير بالذكر أن مذهب زفينغلي قد أثّر في البلاد الكالفينية (عدا اسكتلندا)، كما شكل أساس مذهب وممارسة الكثير من البلدان التي غزاها الإصلاح.

سوسن البيطار

الموضوعات ذات الصلة:        

 

الإصلاح الديني ـ الإنجيلية (الكنيسة ـ) ـ البروتستنتية ـ كالفن ـ لوثر ـ النصرانية.

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ ميرل دوبنياه، تاريخ الإصلاح في القرن السادس عشر، ج2، مترجم عن الإنكليزية (بيروت 1878).

ـ أندرو ملر، مختصر تاريخ الكنيسة: من البداية إلى القرن العشرين ( مطبعة كنيسة الأخوة، مصر 1993).

-James Robinson, Reading in European History (From the Opening of the Protestant to the Present Day), Vol 1&2, Giun and Company, (Boston, New York, 1906-1934).


التصنيف : الفلسفة و علم الاجتماع و العقائد
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد العاشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 370
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1050
الكل : 58481829
اليوم : 54343

الندرة الاقتصادية

الندرة الاقتصادية   تتمثل المشكلة الاقتصادية في الندرة النسبية للموارد الاقتصادية إزاء تعدد احتياجات الإنسان وتطورها ولهذه المشكلة ركنان أساسيان هما: الندرة من جهة، والاختيار، وهو الطريق الذي يحدده علم الاقتصاد بهدف حلها من جهة أخرى.
المزيد »