logo

logo

logo

logo

logo

الزبور

زبور

Psalms - Psaumes

الزَّبور

 

الزبور لغة هو الكتاب عامة، ويخصص بأنه الكتاب الذي يدون بخط غليظ، وقيل في تعريفه: إنه كل كتاب مقصور على الحكم العقلية دون الأحكام الشرعية. والزبور كتاب سماوي، فهو الكتاب المنزّل على نبي الله داود عليه السلام ـ نبي من أنبياء بني إسرائيل ووالد سليمان عليه السلام [ر. الأنبياء] ـ الذي ورد اسمه في القرآن الكريم في ستة عشر موضعاً ـ أولها في سورة البقرة 251ـ وقد ذكرت قصته أيضاً مرات كثيرة، تارة مختصرة وتارة مطولة، وكلها يكمل بعضها بعضاً.

وقد ورد لفظ الزبور في ثلاثة مواضع من القرآن الكريم على أنه كتاب سماوي، كتاب وحي ورسالة، قال تعالى: )وآتينا داود زبورا( (النساء163)؛ وفي سورة الإسراء:55؛ )ولقد كتبنا في الزَّبور من بعد الذِّكر أن الأرضَ يرثها عباديَ الصالحون( (الأنبياء:105).

وقيل: الزبور كل كتاب يصعب الوقوف عليه من الكتب الإلهية، قال تعالى: )وإنه لفي زبر الأولين( (الشعراء: 196)، وقوله: )أكُفّاركم خيرُ من أولئكم أم لكم براءةُ في الزُّبُر( (القمر43).

والزبور لا يتضمن تشريعاً، وإنما قصر الأمر فيه على الحِكَم، ويشكل قسماً من أقسام التوراة Torah ـ العهد القديم[ر] Old Testament، واسمه فيها كتاب المزامير The Book of Psalms أو سفر المزامير Psalter، لأنه يحوي نظم من الأغاني والتراتيل والقصائد الإيمانية، ومجموعة من الترانيم hymnody والتسابيح الدينية، تنشد بمصاحبة المزامير، ويتلوها اليهود في بيعهم وأديرتهم. وبعض المزامير طقوس دينية، وبعضها يتصل بالأعياد الإسرائيلية. وكلمة المزامير ترجمة للكتاب العبري المسمى بالتسابيح Tehillim-Praises، وهذا السفر يناظر ما يعرف في العربية بالتهليل والتواشيح والتسابيح، وقد اعتاد إنشادها كل من اليهود والنصارى في طقوسهم الدينية، العامة منها والخاصة .

تشمل المزامير 150 مزموراً، مقسمة إلى خمسة أجزاء غير متساوية في الحجم، ولكل مزمور عنوان: (1ـ41)، (42ـ72)، (73ـ89)،  (90ـ106)،    (107ـ150). ينتهي كل منها بتسبيحة شكر لله doxology بقصد التساوق والتماثل. ويوازي هذا التقسيم الخماسي ربما أسفار موسى الخمسة Pentateuch في التوراة [ر]. وتذكر الروايات أن كتاب المزامير قد ظهر ما بين القرن العاشر قبل الميلاد والقرن الرابع قبل الميلاد. وأنها جمعت عبر مراحل عديدة يصعب تحديدها. لكن يمكن تمييز بعضها حسب تصنيفها، فبعض المزامير تتضمن أغاني الحج (120ـ134)،

 وبعضها سمي بمزامير داود (3ـ41)، وبعضها يحوي مزامير قورح (42ـ49)، وأخريات تدعى بمزامير آساف (73ـ83)، ومجموعة من أغاني داود قد توسطتهم (51ـ72). وتتوزع مزامير تعظيم الله (93ـ99) بين بعض المجموعات، وكذلك مزامير تسابيح الله (103ـ107، 111ـ118، 140ـ143، 146ـ150). ويبدو أن بعض المزامير قد أقحمت استراتيجياً، على سبيل المثال المزمور (1) يربط المزامير كلها بالتوراة، والمزمور (2) هو مقدمة ملكية للمزامير (3ـ41). والجدير بالذكر أن المزامير لا تقتصر فقط على سفر المزامير بل تمتد لتطال مواقع أخرى في العهد القديم: في سفر التكوين مثلاً (49)، والتثنية (32ـ33)، والقضاة (5)، والخروج (15)، وحبقوق (3)، ويونان (2:2ـ9). وهذا يفيد بأن «المزامير» كتاب توراتي يترجم حياة بني إسرائيل الاجتماعية والدينية في المؤسسات والتجمعات اليهودية، وطقوس العبادة والصلاة في المعبد.

والجليّ أن أكثر المزامير ترجع لداود، فله وحده ثلاثة وسبعون مزموراً، وبالسفر مزامير أخرى لسليمان ولآساف الذي كان رئيس المغنين في عهد داود، وتنسب بعض المزامير لموسى، ومن المزامير المنسوبة حقاً إلى داود عليه السلام في الكتاب المقدس المزمور الخامس الذي يقرأ كما يأتي:

«لكلماتي اصغ يا رب: تأمل صراخي استمع لصوتي ودعائي يا ملكي وإلهي لأني إليك أصلي يارب، بالغداة تسمع صوتي، بالغداة أوجه صلاتي نحوك وأنتظر.

لأنك لست إلهاً يسر بالشر، ولا يساكنك الشرير، لا يقف المفتخرون قدام عينيك، أبغضت كل فاعلي الإثم، رجل الدماء والغش يكرهه الرب، أما أنا فبكثرة رحمتك أدخل بيتك، أسجد في هيكل قدسك بخوفك.

يارب اهدني إلى برك بسبب أعدائي، سهل قدامي طريقك، لأنه ليس في أفواههم صدق. جوفهم هوة، خلقهم قبر مفتوح، ألسنتهم صقلوها، أدنهم يا الله، ليسقطوا من مؤامراتهم بكثرة ذنوبهم، طوح بهم لأنهم تمردوا عليك.

ويفرح جميع المتكلين عليك، إلى الأبد يهتفون وتظللهم، ويبتهج بك محبو اسمك لأنك أنت تبارك الصديق يا رب، كأنه بترس تحيطه بالرضا».

وللمزامير سمات محددة أو أشكال معينة، لا تظهر أنماط العبادات والصلوات فقط، بل أيضاً الحاجات والمنابع الطقوسية، وأبرزها الترنيمة hymn، وهي تعبير وصفي أو تصريحي عن الثناء والتمجيد والتسبيح، تبين خلق الله وصنعه، وتظهر نغمتها صفات الله وأفعاله (المزامير103). وثانيها، الشكر thanksgiving (المزامير136)، والتي تظهر الثقة بالله وعظمة صنعه. وثالثها: الرثاء والندب lament، وهي أغانٍ احتجاجية تفصّل مواقف الأسى والحزن والأذى، وتبين أيضاً مواقف الشك والغضب، ويكمن جوهرها في احتجاج الناس أن الله قادر على إنقاذهم من بعض المصائب الفردية: كالمرض والموت (المزامير13)، وأخرى عامة مثل كوارث القحط والطاعون والحروب.

وإضافة إلى هذه الأنماط من المزامير، هناك أنواع أخرى تتضمن أغاني الثقة والإيمان (المزامير 23ـ27)؛ وأغاني صهيون (46ـ48) ؛ وأغاني التعظيم والتمجيد بالله (93ـ97)؛ وأغاني الملكية (2ـ18ـ20)؛ وأخرى قصص تاريخية (78ـ105ـ106)؛ وأغاني التوراة (19ـ119)، وأغاني الحج   (121ـ122).

تظهر المزامير مراحل متنوعة من تاريخ بني إسرئيل الديني، في عهد القضاة، قبل النبي داود مثلاً، تعبر المزامير عن مضامين مختلفة عن تلك التي هيمنت على ترانيم القدس في المرحلة الملكية، وكلاهما يغاير مزامير ما بعد مدة الأسر التي تهتم بالأسر البابلي (في القرن السادس قبل الميلاد). وباختصار تبدو أهمية المزامير بوضوح في استخدام اليهود لها في أزمنة ما بعد الأسر، وفي العهد الجديد[ر] New Testament.

سوسن البيطار

الموضوعات ذات الصلة:

 

الأنبياء ـ التوراة ـ العهد القديم ـ العهد الجديد ـ اليهودية.

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ حبيب سعيد ـ أديان العالم الكبرى (ملخص عن الإنكليزية) (القاهرة 1980).

- A. C. Feuer, Tehillim: Psalms, 2 vols. (Mesorah Publication 1985).

- Jeremias, The Old Testament in the Light of Ancient East (Oxford, 1990).

- Leopold Sabourin, The Psalms: Their Origin and Meaning (Alb House 1974).

 


التصنيف : الفلسفة و علم الاجتماع و العقائد
النوع : دين
المجلد: المجلد العاشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 248
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1051
الكل : 58481835
اليوم : 54349

السولوترية (الحضارة-)

السولوترية (الحضارة ـ)   السولوتري Solutréen، نسبة إلى موقع Solutré في منطقة السون ولوار Saône-et-Loire في فرنسا، الذي كشفت فيه، منذ منتصف القرن التاسع عشر، أدوات حجرية متميزة نسبت إلى ما صار يعرف باسم الحضارة السولوترية، استمر تنقيب هذا الموقع بفترات متقطعة على امتداد القرن العشرين. وجدت أقدم آثار الثقافة السولوترية في منطقة ايزيزي Les Eyzies في الدردون في جنوبي فرنسا، على يد كل من لارتيه E.Lartet وكريستي H.Christy.
المزيد »