logo

logo

logo

logo

logo

طفل الأنبوب

طفل انبوب

Test-tube baby - Bébés éprouvettes

طفل الأنبوب

 

تعبير عامي لمصطلح علمي هو الإخصاب في الزجاج (IVF) in vitro fertilization.

يحدث الحمل كما هو معلوم من التقاء بيضة المرأة بنطفة الرجل في أحد البوقين حيث تلقح النطفةُ البيضة، وتسير البيضة الملقحة إلى الرحم حيث تعشش وتبدأ بالانقسام لتكوين المضغة فالجنين. فالمرحلة الأولى من الحمل الطبيعي تتطلب إذن وجود بيضة ونطفة وطريق نافذ يوصل النطفة للبيضة عبر المهبل فعنق الرحم فجسم الرحم فالبوق، ومن الأسباب الكثيرة للعقم فقد أحد هذه العناصر الثلاثة أو أذيته. ولتجاوز بعض الآفات المسببة للعقم ابتدعت طرائق مختلفة يسمى مجموعها تقنيات الإنجاب المساعَد (ART) assisted reproductive technologies.

من هذه الطرائق:

ـ نقل الأعراس (البيوض والنطف) ووضعها في البوق (GIFT) gamete intrafallopian transfer.

ـ نقل الزيجوت (البيوض المخصبة) ووضعها في البوق (ZIFT) zygote intra fallopian transfer.

ـ نقل المضغ المخصبة والمنقسمة للبوق (TET) tubal embry transfer.

ـ نقل البيوض والنطف ووضعها في جوف الصفاق (POST) peritoneal oocyte and sperm transfer.

ـ الإخصاب في الزجاج، وهي استخراج البيوض من المبيض بعد تحريضه وتخصيبها في الزجاج ثم نقلها مخصبة وبادئة بالانقسام إلى الرحم.

ـ حقن النطفة في هيولى البيضة لتخصيبها ثم نقلها إلى الرحم (ICSI) intra cytoplasmic sperm injection.

والطريقتان الأخيرتان هما الأكثر شأناً في طرائق الإنجاب المساعد، وهناك طرائق أخرى لا تقرها معظم الشرائع كاستعمال نطف من معط أو بيوض من متبرعة أو الزرع في رحم غريبة.

1ـ الإخصاب في الزجاج I.V.F: للتغلب على انسداد البوقين أو غيابهما أو وجود عائق فيهما فكر العلماء بطريقة تُجمع فيها النطفة والبيضة خارج الجسم لتلقيحها ثم نقلها مخصبة وبادئة بالانقسام (مرحلة الكيسة الأريمية) إلى الرحم، ومن هنا جاء اسم الطريقة «الإخصاب في الزجاج» لأن عملية التخصيب تجري في أوانٍ من الزجاج، واتسع استعمال هذه الطريقة حين نجاحها في هذا الاستطباب لتشمل استطبابات أخرى ولاسيما العقم بسببٍ من الذكر، والعقم المناعي، والعقم المجهول السبب وغيرها. كان هيب W.Heape أول من حقق نقل البيوض الملقحة من أرنبة إلى أرنبة في أواخر القرن التاسع عشر، وفي عام 1930 نجح تخصيب بيوض الأرنبة ثم بيوض المرأة في الزجاج. وبعد بحوث طويلة وتجارب كثيرة على حيوانات مختلفة في فرنسا وإنكلترا وأستراليا والولايات المتحدة وغيرها، أمكن تحقيق حمل كامل وولادة فئران وأرانب بهذه الطريقة، وأخيراً كانت ولادة الطفلة لويز براون عام 1978، في مركز Call and Edwards في إنكلترا تتويجاً لكل هذه الأعمال، وانتشر استعمال الطريقة بعد هذا التاريخ في كل بلاد العالم بسرعة فائقة، وتعد مراكزها اليوم بالمئات، وعدد الأطفال المولودين بوساطتها بعشرات الألوف، وأصبحت تقنيات الإنجاب المساعد اختصاصاً قائماً بنفسه له جمعياته ومؤتمراته ومجلاته. ولم تتأخر سورية عن اللحاق بالركب فقد أنشئت مراكز للاخصاب المساعد في كل من دمشق وحلب وحمص.

يهيأ الزوجان قبل بدء برنامج الإخصاب المساعد بإجراء بعض الفحوص والتحاليل المخبرية: كالتفتيش عن أضداد متلازمة عوز المناعة المكتسب (الإيدز) HIV 1/2، ومستضدات التهاب الكبد البائية B وأضداد التهاب الكبد B وC، والتفتيش عن المتدثرات (الكلاميديا) والإفرنجي والسيلان البني والفيروس المضخم للخلايا cytomegalovirus والحميراء rubella وفحص السائل المنوي للزوج، كما يشجع الزوجان على الكف عن التدخين أو الإقلال منه إذا كان أحدهما أو كلاهما مدخناً.

بعد التأكد من نتائج هذه الفحوص يسير البرنامج وفق المراحل الآتية:

أـ تحريض المبيضين: أجريت التجارب الأولى للإخصاب المساعد بأخذ البيضة الحادثة في دورة طمثية طبيعية غير محرضة، ولكن نسبة النجاح كانت ضئيلة لا تتعدى 6%، لذلك فُكر بتحريض المبيضين للحصول على عدد أكبر من البيوض، وبدئ لذلك بالتحريض بسيترات الكلوميفين؛ ثم استعمل الهرمون موجه القند البشري بعد الإياس (HMG) human menopausal gonadotropin وحده أو مع سيترات الكلوميفين، يلي استعمال أحدهما أو كليهما إعطاء موجه القند الكوريوني البشري التي يشابه فعله فعل الهرمون المُلوتِن (LH) luteinizing hormon، وفي أواخر الثمانينيات استعملت موجهة القند المشيمائي البشري (HCG) human chorionic gonadotropin شاد الهرمون المحرر للموجهات للقند GnRH agonist.

تُتَّبع لتحريض الإباضة طرائق كثيرة الغاية منها جميعاً الحصول على أكبر عدد من البيوض لتخصيبها ونقل بعضها للرحم في الدورة نفسها، وحفظ الباقي مجمَّداً لاستعماله في دورات قادمة (إذا لم ينجح الحمل في المرة الأولى)، أو بعد فترة طويلة للحصول على حمول قادمة. وتصل نسبة الحمول الناجحة في هذه الطرائق إلى نحو30% في المرة الأولى، وحتى حوالي 80% حين تكرار المحاولات أكثر من مرة.

يراقب التحريض بالمسح بالصدى ultrasonography لتقدير حجم الجريبات وتطورها من جهة، وتطور ثخانة بطانة الرحم من جهة ثانية، كما تراقب كمية الاستراديول المصلي، ومتى بلغ قطر الجريبات 18ملم على الأقل وكمية الاستراديول 200بيكوغرام/مل تعطى حقنة واحدة من موجهة القند المشيمائي البشري HCG بمقدار 5000وحدة لتفجير الجريبات الناضجة وخروج البيوض منها. وقد تحدث في أثناء التحريض متلازمة فرط استثارة المبيضين ovarian hyperstimulation syndrome (بنمو عدد كبير من الجريبات حتى 25جريباً أو أكثر، وبلوغ كمية الاستراديول حتى 4000بيكوغرام/مل أو أكثر). وهي متلازمة خطيرة يجب معها إيقاف التحريض ومراقبة المرأة.

ب ـ جني البيوض: بعد نحو 34 إلى 35ساعة من حقن موجهة القند المشيمائي البشري HCG تجنى البيوض تحت تخدير خفيف وباستعمال إبرة بطول 16 إلى 17سم تدخل لجوف الحوض عن طريق المهبل مهتدية بمراقبة الصدى، ومتى بلغت الإبرة الجريبات تبزل وتستخرج البيوض بالمص. ومن النادر وجود صعوبة في الوصول للمبيض أو حدوث اختلاط ما كالنزف داخل الصفاق أو الخمج.

ج ـ زرع البيوض: تعرف البيوض المحاطة بالركمة cumulus بوساطة المجهر، تنظف منها وتحفظ في الحرارة العادية، ويجب أن لا توضع البيوض المجنية مع النطف مباشرة، لأن أفضل النتائج تحدث إذا جمعت مع النطف بعد 4 إلى 6 ساعات وتختلف الأوساط التي تزرع فيها المضغة، ويجب أن يكون في تركيبها البروتين كمصل دم الأم أو مصل دم السرر، والألبومين أو الغلوبولين أو كليهما. ويجب تحري فيروس متلازمة عوز المناعة المكتسب (الإيدز) الـ HIV والتهاب الكبد في كل وسط قبل استعماله.

د ـ الإخصاب: تزول الخلايا الركمية cumulus cells التي كانت مرتبطة بالمنطقة الشفافة zona pellucida بعد يوم من البذر، تفحص البيضة للتأكد من إخصابها (وجود طليعتي نواتين pronuclei)، وتتخصب عادة 65 إلى 80% من البيوض الناضجة، وتحوي 6% منها ثلاث طلائع نوى أو أكثر مما يدل على أنها خصبت بأكثر من نطفة واحدة، ومن المهم كشف هذه المضغ الشاذة منذ البدء واستبعادها لأنها إن نقلت للرحم لا تعشّش، أو تُلفَظ بعد فترة بسيطة.

قد لا ينجح الإخصاب مع أن البيضة والنطفة طبيعيتان، ويجب عندها تكرار التجربة في دورتين تاليتين على الأقل فإن لم تنجح في الدورات الثلاث قيل بالإخفاق.

هـ ـ نقل المضغ: ينجح نقل المضغ في كل مراحل طليعة النوى حتى الكيسة الاريمية، والشائع أن تنقل حين يبلغ الانقسام مرحلة 8 أو 16خلية وذلك بعد نحو 72 إلى 80ساعة من جني البيوض، ونقل أكثر من مضغة يزيد من فرص نجاح الحمل، وتنقل عادة مضغتان أو ثلاث على الأكثر، لأن نقل أكثر من هذا العدد قد يؤدي إلى إسقاطها كلها أو بعضها، أو إلى خداج أو مشكلات في أثناء الحمل والولادة. وينقل بعضهم عدداً أكبر من ذلك لإعطاء فرصة للتعشيش ثم ينزع منها العدد الزائد. ويجب أن لا يقل ثخن بطانة الرحم عن  8ملم حين نقل المضغ، لأنه إذا كان أقل من ذلك كانت فرص استمرار الحمل أقل.

و ـ المراقبة بعد النقل: يعطى بعضهم في مرحلة النقل بعض الأدوية المساعدة كناهيات البروستاغلاندين والمهدئات والصادات، ومن الشائع استعمال البروجسترونات أو موجهات القند البشرية، ويكتفي الآخرون بمراقبة المريضة بعيار HCG بعد 12يوماً من النقل، فإذا كانت النتيجة إيجابية يعاير ثانية بعد 3أيام وارتفاع مقداره يدل على التعشيش وحدوث الحمل أما انخفاض مقداره فيدل على إخفاق العملية في هذه الدورة، وفي حالة ارتفاع مقدار HCG بمعايرات أسبوعية تفحص المريضة بالصدى بعد خمسة أسابيع من النقل وترى بهذا الفحص ضربات قلب الجنين، ويدل هذا على نجاح العملية، وخطر حدوث الإسقاط عندها يقرب من الصفر إذا كان سن المريضة أقل من 30سنة ويقرب من 4% إذا كان السن بين 31 و 35، ويبلغ 20% إذا كان السن حوالي الأربعين.

2ـ حقن النطف في هيولى البيضة: تستعمل هذه الطريقة في قلة النطفoligospermia أو انعدام النطف azoospermia بانسداد القناتين الناقلتين، لأن نطفة واحدة كافية لإجراء المداخلة.

أول من حقق هذه الطريقة فان شتايرغيم Van Steirteghem في بلجيكا ثم انتشرت في العالم، وقد فاقت نتائجها كل التوقعات، لأن معدل الحمول فيها يزيد قليلاً على معدل الخصوبة الطبيعي، وهو مستقل عن النتائج المأخوذة بتحليل السائل المنوي (العدد والحركة والأشكال).

تجرى الطريقة كالإخصاب في الزجاج، فيحرض المبيضان وتجنى البيوض، ثم تمص نطفة واحدة فقط بوساطة محقنة وإبرة رفيعة وتحقن تحت المجهر في هيولى البيضة عبر المنطقة الشفافة لداخل المسافة حول المح، ويراقب التخصيب تحت المجهر، ثم تنقل النطفة المتكونة كما في الإخصاب في الزجاج لداخل الرحم وتتابع كالمعتاد.

والنطفة التي تحقن تؤخذ من دفق طبيعي في حالة قلة النطف، أما في حال فقد النطف فيمكن استخراجها من الخصية (TESE) testicular sperm extraction، أو من البربخ (MESA) microsurgical epididymal sperm aspiration، ويجرى ذلك إما بالمص عبر الجلد أو بالخزعة المفتوحة، والرشف بالإبر الدقيقة قد يكشف به جيب من النطف أو أرومة النطف، وحتى استعمال طلائع النطف يؤدي لحمول ناجحة، ولكن نسبة النجاح أخفض مما في النطف الطبيعية.

وطريقة حقن النطفة في هيولى البيضة هي المعالجة المفضلة في انعدام النطف، وقلة النطف الشديدة بما فيها غياب النطف لانسداد القنوات الدافقة، كما تستعمل حين وجود أضداد ضد النطف antibody antisperm، وحالات نقص الإخصاب مع أن السائل المنوي طبيعي، وكحل أخير في حالات العقم المجهول السبب.

نتائج الإخصاب المساعد

تقدر النتائج بنسبة عدد الحمول إلى عدد الدورات الني طبقت فيها الطريقة، أو نسبة عدد الولادات إلى عدد الدورات، وتختلف هذه النسب باختلاف المراكز وطريقة العمل، فالمراكز التي تعتمد نقل عدد كبير من المضغ مثلاً يزيد فيها عدد الحمول ولكن على حساب الحمول المتعددة، كما تختلف النتائج باختلاف سن المريضات، وفي أحد الإحصاءات كانت نسبة الولادات إلى عدد الدورات 22.3% من أجل الإخصاب في الزجاج I.V.F و27% من أجل نقل الأعراس ووضعها في البوق GIFT و27.9% من أجل نقل الزيجوت ووضعها في البوق ZIFT و50% من أجل حقن النطفة في هيولى البيضة (ICSI)، وكانت نسبة الولادات في النساء تحت 35 من العمر 27.2% في حين كانت 10.5% في النساء اللواتي يزيد عمرهن عن 39 سنة ونسبة الولادات في نقل المضغ المجمدة 15.2%.

وتحدث الحمول خارج الرحم بنسبة 3% من الإخصاب في الزجاج IVF ويعزى ذلك إلى كثرة البيوض ومستوى الهرمونات المرتفع نتيجة التحريض، وينتهي 20% من الحمول السريرية بالإجهاض العفوي، ولم تشاهد زيادة في تشوهات الأجنة، كما أن نمو الولدان يكون طبيعيّاً، ونسبة الحمول المتعددة 35% (30% بتوأمين، و5% ثلاثة توائم ونحو 0.6% أكثر من ثلاثة توائم) مما يؤدي في هذه الحمول إلى كثرة القيصريات والخداج والوفيات حول الولادة.

تنقص فرص حدوث الحمل في الإخصاب في الزجاج IVF المتكرر بعد ثلاث دورات ويحدث الحمل في 50% من النساء تحت الخامسة والثلاثين بعد 6دورات من المعالجة. وقد يحدث حمل طبيعي بعد إخفاق الإخصاب المساعد ولو كرر عدة مرات.

إبراهيم حقي

الموضوعات ذات الصلة:

 

الحمل ـ العقم.

 

مراجع للاستزادة:

 

 - E.PAPIERNIK, H. RAUZENBAUM & J. BELAISCH, Gynécologie (Flammarion 1995).

 


التصنيف : طب بشري
النوع : صحة
المجلد: المجلد الثاني عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 572
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1052
الكل : 58481299
اليوم : 53813

جيفونس (وليم ستانلي-)

جيفونس (وليم ستانلي ـ) (1835ـ1882م)   وليم ستانلي جيفونس William Stanley Jevons عالم منطق واقتصادي إنكليزي، ولد في أيلول في ليفربول عام 1835م في إنكلترة، وتوفي قرب هاستينغر. أسهم مع ليون فالراس Leon Walras في النمسة وكارل منجر Karl Menger في سويسرة، في وضع نظرية القيمة-المنفعة التي ترى أن قيمة أية سلعة تتحدد بالمنفعة التي يحصل عليها المستهلك من هذه السلعة. وكان لجيفونس دور واضح في تطوير هذه النظرية بإدخال مفهوم «منفعة الوحدة الأخيرة»، لتصبح «نظرية المنفعة الحدية». فقد شرح في كتابه «نظرية الاقتصاد السياسي» (1871) نظرية المنفعة الحدية أو منفعة الوحدة الأخيرة للمستهلك التي تحدد قيمة السلعة عنده. لقد ترك جيفونس بصمات في تطوير علم الاقتصاد إذ يعد مؤسس حقبة جديدة في تاريخ الأفكار الاقتصادية.
المزيد »