logo

logo

logo

logo

logo

زهير بن جناب الكلبي

زهير جناب كلبي

Zuhayr ibn Janab al-Kalbi - Zuhayr ibn Janab al-Kalbi

زهير بن جَنَابٍ الكلبيّ

(...... / .....)

 

زهير بن جَناب بن هُبل بن عبد الله من شعراء الجاهلية القدماء، وصل قَدْرٌ غيرُ قليل من أشعاره وأخباره، ولهذه الأشعار والأخبار أهميةٌ كبيرة في أولية الشعر الجاهلي وتاريخ العرب في الجاهلية.

ويرجع نسبه إلى قبيلة كلبِ بنِ وَبْرة [ر]، وهي أبرز قبائل قضاعة [ر] التي يعدّها النّسّابون ثُلُثَ العرب.

ويُنْسَب إلى والدِه (جَنَاب) ضَرْبٌ من الغناء عند العرب هو (الغناء الجَنَابيّ) ومنه كان أصل الحُداءِ كُلِّه، ولعلّ في هذا ما يُرَجِّحُ أنَّ جَنَاباً كان شاعراً، لِمُلازمة الغناء والشعر، ولكن لم يصل شيء من الشّعر يُنسبُ إليه.

وجَدُّه (هُبَل بن عبد الله) كانَ شاعراً، رُوِيَتْ له أبياتٌ من الرَّجَزِ، ولايعلم شيء عمَّن سبق جَدّه.

أنجب زهيرٌ سبعةَ أولادٍ ذكور، كان أنجبَهم فيما يظهر (عامر بن زهير) وكان شاعراً فارساً داهية، ولكنه مات قبل أبيه فرثاه، ولم يكن في سائر أبنائه من يراه أهلاً للرئاسة، ولذلك نصَّب ابن أخيه (عبد الله بن عُليْم بنِ جَنَابٍ) لمَّا أسنَّ. غير أنَّ من نسلِ أبنائه عدداً كبيراً من الشعراء بَلَغوا ثمانية عشر شاعراً، إذ قال أبو الفرج الأصفهاني: «لم يكن شاعرٌ في الجاهلية والإسلام ولَدَ من الشعراء أكثر من زهير بن جناب».

وزهير رأسٌ من رؤوس العرب في الجاهلية، فقد وصفه المؤرخون وأهل الأدب بأنّه كان من رجال العرب: لساناً، ورأياً، ووفادةً على الملوك، وكانت فيه عَشْرُ خِصالٍ لم تجتمع لرجل من أهل زمانه، إذ كان: سيّدَ قومِه، وشريفَهم، وخَطيبهم، وشاعرهم، ووافدهم إلى الملوك، وطبيبهم، وكاهنهم، وله البيت فيهم، والعدد منهم. وقيل: إنه سمي كاهناً لشدة رأيه. ولم تجتمع قبائل قضاعة على قائد واحد إلاَّ عليه، وعلى رزاح بن ربيعة العُذْري.

وكان ميمون النَّقيبة في غزواته، ويُعَدُّ أحد الجَرَّارين من العرب، والجرار عندهم من يقود ألف فارس، وله غزوات كثيرة يعدونها بالمئات. وله سيف مذكور في سيوف العرب يُسَمَّى: (البُجّ) أو (المُجّ).

كان زهير وثنياً كمعظم العرب، وورد في شعره (وُدّ) معظِّماً له وهو صنم قبيلة كلب منصوب في (دومة الجندل). فقال يخاطب امرأة:

فحيّاك وَدٌّ! زوِّدينـا تحيَّةً

                  لعلَّ بها عانٍ منَ الأسْرِ يُطْلَقُ

كما كان زهير وإخوته بنو جناب من الحُمْسِ، وهم المتشددون في دينهم، وكان أصل التحمُّس في قريش، وذلكَ بأن فرضت على نفسها أشياء لاتفرض على غيرها ممن يحجّ البيت الحرام، ثم جعلت ذلك لمن وَلَدت نساؤها في غيرها، وكانت جَدّة جناب لأمِّه هي: مجد بنت تيم الأَدْرَمِ بن غالب بن فهر القرشيّة، فتحمس من ولَدَتْهُمْ، ويؤكد هذا التحمس أنَّ زهيراً غزا قبائل (غطفان) حين بَنَتْ بناء يُقال له (بُسٌّ) وجعلت له حَرَماً وأرادت الاجتزاء به عن الكعبة، فعطل زهير ذلك.

ويعد زهير من المعمرين، واختلف في مبلغ عمره بين مئة وخمسين سنة وأربعمئة وخمسين، ولاشك أن هناك مبالغة في بعض ما ذهبوا إليه، غير أنَّ أخباره تؤكّد قول من ذهب إلى أنَّه بلغ المئة والخمسين، أو زاد قليلاً.

ومن أخباره المهمة أنَّ أبرهة الحبشي غزا نجداً فأكرم زهيراً واصطفاه على سادة العرب، وأمّره على بكر وتغلب، فاشتد عليهم زهير في طلب الخَرَاج، فحاولوا اغتياله ونجا، ثم جمع لهم وغزاهم، و أسَرَ كليباً ومهلهلاً التغلبيين.

ومنها أنه شارك في يوم السُّلاّن، بين ربيعة مع مضر وقضاعة و أهل اليمن.

وله أخبار أخرى. وأما وفاته فقيل إنها كانت بسبب مخالفة ابن أخيه (عبد الله بن عليم) له، بعدما نَصَّبه زهير للرئاسة بعدما أسنَّ، فشرب الخمر صِرْفاً حتى مات. ولذلك يُعَدّ أحد الثلاثة الجاهليين الذين ماتوا بشرب الخمر صرفاً، وهم: زهير بن جناب، وعمرو بن كلثوم، وأبو براء عامر ابن مالك العامري.

وقد جمع شعر زهير قديماً في كتاب «أشعار كلب بن وبرة»، ونقل عنه الآمديّ بعض النصوص، ولكنه لم يصل، ثم جمعه محمد شفيق البيطار في «ديوان بني كلب»، وأفرد له ديواناً خاصاً طبعته دار صادر بلبنان، وفيه 146 بيتاً في 34 قطعة ما بين قصيدة ومقطّعة ونُتْفَة.

وراء معظم شعره سببان رئيسيان: أولهما الحرب، فكثر فيه الفخر والحماسة والهجاء، وثانيهما طول عمره، فجاءت الحكمة والاعتبار والملل من طول الحياة والوصيّة لأبنائه، ثم العتاب والرثاء والوصف والغزل.

ولأن زهيراً شاعرٌ فارسٌ يُلاحظ في شعره تدفق المعاني وندرة التعقيد وكثرة المقطعات وسهولة الألفاظ.

ويلفت النظر قصيدة قافية له في ثلاثة وعشرين بيتاً، نضجت فيها عناصر القصيدة التقليدية بمقدماتها، وقد تأثر بها ذو الرّمّةِ، وزناً ومعنى حتى عاب عليه العلماء ذلك وعدّوا فعلَه من فاضح السرقة الشعرية. والأهم من ذلك أن هذه القصيدة وأشباهها تؤكد أن الشعر الجاهلي بتقاليده أقدم زمناً مما رآه بعض العلماء.

ومن جيّد شعره قوله في رثاء ولده عامر:

فــارسٌُ يـكلأ الصحابة منه

                  بحسـام يـمر مـرَّ الــحريق

لاتراهُ لدى الوغى في مجـال

                  يُغْفِلُ الطَّرف لا ولا في المضيقِ

من يراهُ يَخلهُ في الحرب يومًا

                  أنـه أخْـرَقٌ مُضـِلُّ الطريـقِ

محمد شفيق بيطار

مراجع للاستزادة:

 

ـ الأصفهاني، الأغاني (دار الكتب العلمية، بيروت 1962).

ـ أبو حاتم السجستائي، المعمَّرون والوصايا.

ـ محمد شفيق البيطار، ديوان زهير بن جناب (دار صادر، بيروت).


التصنيف : اللغة العربية والأدب العربي
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد العاشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 441
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1040
الكل : 58492685
اليوم : 65199

المساجد (عمارة-)

المساجد (عمارة ـ)   ليس من مصدر ديني يتحدث في عمارة المساجد وشروطها، بل إن مسجد الرسولr في المدينة وضع القواعد الأولى لهذه العمارة التي استمرت أساساً، تبعها كثير من التعديل والتطوير المعماري، مما يتناسب مع تطور العمارة الإسلامية وتطور عمارة المدن الإسلامية، ويلبي الحاجة المتزايدة لبيوت الله، كيما تستوعب المصلين في عصور التضخم الديموغرافي الذي وصل ذروته في العصر الحديث.
المزيد »