logo

logo

logo

logo

logo

العطار (محمد بن حسين-)

عطار (محمد حسين)

Al-Attar (Mohammad ibn Hussein-) - Al-Attar (Mohammad ibn Hussein-)

العطَّار (محمد بن حسين ـ)

(1177ـ 1243هـ/1764ـ 1828م)

 

الشيخ محمد بن حسين بن حسين، الحلبي الأصل، الدمشقي، الشهير بالعطَّار، وبالمدرِّس الحنفي، رياضي، وفلكي.

وُلِدَ محمد بن حسين العطار في دمشق، ونشأ في بيت علم ودين، فقد كان والده الشيخ حسين بن محمد العطار (1151ـ 1227هـ) من أفاضل مدرسي دمشق، وأخذ عنه كثيرون فقد كان ثقة لدى الناس.

كذلك أخذ محمد بن حسين العطار العلم عن غير والده من الأساتذة الذين ذاع صيتهم في القرن الثاني عشر الهجري، حتى أصبح من علماء دمشق، ومن أهم مدرِّسيها، وورث لقب أبيه (المدرس الحنفي).

كان العطار ضليعاً من فنون الفلك والحساب والرياضيات والهندسة وعلم الحياة وغيرها من العلوم، وقد تحدث في مقدمة كتابه «رسالة في علم المياه» عن نفسه بقوله: «لما منّ الله علي بالاشتغال بالفرائض والجبر والحساب، وما يتعلق به كالأوقاف والمساحة والهندسة والهيئة والميقات والنجوم والمجسطي والارثماطيقي والمناظر والمرامي والاكر، فكان من جملة ذلك علم المياه الجارية في مدينة دمشق الشام».

وقد سافر العطار إلى الأزهر الشريف، وأخذ عن علماء مصر وشيوخها، وأخذ عنه كثيرون، منهم الشيخ عبد الله الأسطواني وغيره من العلماء.

وتشير المصادر التاريخية إلى أن العطار توفي بمرض الطاعون الذي أصاب دمشق، ودفن فيها.

ألف العطار كثيراً من المؤلفات، ولو أنها كانت بحجم الرسائل ونوعها، وشملت مختلف أنواع العلوم، وهي: «رسالة في علم المياه» طبعت بدمشق عام 1404هـ/1984م، «رسالة في الرمي بالقنبرة والطوب» نشرت في مجلة الشرق ببيروت، «رسالة في فن القبان» مخطوطة «شرح منظومة حسن العطار المصري في التشريح»، «رسالة المزولة» مخطوطة، ورسائل أخرى في الفلك والعلوم.

منهج العطار في رسالة علم المياه:

يتحدث العطار في هذه الرسالة عن سبب تأليفه لها فيقول: «عنّ لي أن أضع في ذلك، علم المياه الجارية في مدينة دمشق الشام، تأليفاً وافياً بالمقصود كافياً، إذ لم أر في ذلك رسالة ولا كتاباً مع كونه من مهمات الحساب».

وقد جعل العطار رسالته من مقدمة ومتن وفرعين وخاتمة، والحقيقة هناك كثير من الكتب والرسائل التي وضعت وامتدحت توزيع المياه في دمشق، ودرست الظاهرة والنتائج، أما طريقة الحساب والمعالجة والتوزيع فلم يجر بحثها، والعظمة في التوزيع تقتضي البحث عن الكيفية التي أدت إلى دقة الحساب في التوزيع، وهذا ما بينه العطار في رسالته بقوله: «فالعلم وحده ودقة الحساب توصل الحياة إلى كل بيت وإنسان».

ويوضح العطار علم توزيع المياه مبيناً أسسه النظرية وهي مبنية على الفرائض والحساب، ثم يبيّن بعد ذلك الأدوات التي يستخدمها العامل في هذا العلم، ثم يبيّن طرق الحساب حسب الفرائض والنسب والقراريط، ثم يشرح المسائل التي ترد في تطبيقات العلم، ويضرب الأمثلة على كل حالة ليعلم الناس كيف تُحل الإشكاليات المختلفة، ويبين العطار الحوادث في الخلل الناتج من التوزيع سواء كان طبيعياً (بالحت) أم جرمياً (بكسر جزء من الطالع)، أو بالشراء من حصة لآخر. ويستخدم العطار التعبيرات والمصطلحات العلمية التي تتعلق بتوزيع المياه في مدينة دمشق ويفسر معناها، مثل: الطالع والسبع وغيرها.

محمد هشام النعسان

 

مراجع للاستزادة 

 

ـ محمد جميل الشطي، روض البشر في أعيان دمشق في القرن الثالث عشر (دار اليقظة، دمشق 1984).

ـ محمد بن حسين العطار، رسالة في علم المياه، تحقيق أحمد سبانو (دار قتيبة، ط1، دمشق 1984م).


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الثالث عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 260
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1042
الكل : 58491768
اليوم : 64282

المعيار والمقاييس في الفن

المعيار والمقياس في الفن   بدأ الفن والعمارة منذ ما قبل التاريخ تلبية لحاجات معاشية أو اجتماعية متصلة بثقافة الإنسان البدائية وبتقاليده وإحساساته الفطرية، وكان هذا الهدف هو المعيار الأساسي critère الذي يكشف عن سمات ذلك الفن وتلك العمارة، وتمثَّل هذا المقياس échelle بالتناسب الذي ولّد مفهوم الجميل والرائع. منذ بداية التاريخ ابتدأ العقل في التدخل على حساب الإحساس الفطري، لكن هذا التدخل استمر وئيداً حتى عهد الأسرات في مصر، حينما أصبح للفن والعمارة قواعد ثابتة استمرت على امتداد الحضارة المصرية. على أن هذا التدخل كان يستند إلى عقائد مصرية قديمة أهمها بعث الحياة بعد الموت، وأبدية الحياة لمن هم في قمة المجتمع. وهذه العقيدة كانت سبب أبدية العمارة. فجميع الروائع المعمارية؛ الأهرامات والقبور والمعابد وما فيها من أعمدة وصروح ومسلات ترمز إلى هذه الأبدية. وفي مجال التصوير فإن جميع الآثار المكتشفة على جدران هذه الأوابد تشير إلى تأكيد الحياة بعد الموت.
المزيد »