logo

logo

logo

logo

logo

زكريا (أحمد وصفي-)

زكريا (احمد وصفي)

Zechariah (Ahmad Wasfi-) - Zechariah (Ahmad Wasfi-)

زكريا (أحمد وصفي ـ)

(1889 ـ 1964)

 

ولد أحمد وصفي زكريا عام 1889م في دمشق، وأتم فيها دراسته الابتدائية والثانوية. عاش يتيماً بعد أن سقط أباه قتيلاً على أرض اليمن عام 1904م، والتحق بالمدرسة الزراعية العليا في استانبول، وتخرج فيها مهندساً زراعياً عام 1912م. وبعد تخرجه عين في المدرسة الزراعية في السلمية التي كانت قد أُنشئت حديثاً، ثم أصبح مديراً لهذه المدرسة في عهد الحكومة الفيصلية عام 1919م. وشغل منصباً في مديرية دار الحرير في بيروت عام 1914م، ثم كلف بمهمة مكافحة الجراد في دير الزور عام 1916م، وفي عام 1924م عين مفتشاً لأملاك الدولة، وقد كان في أثناء تجواله في القرى والبوادي ينتهز الفرصة فيستقصي أوصافها من حيث الطبيعة والزراعة والعمران وأنساب الحاضرة والبادية من السكان، واستنفض المباني التاريخية والخرب الداثرة، وكان يجمع مايراه ويسمعه ويقيده، فكان أحمد وصفي زكريا يجوب البقاع والبلدان باحثاً ومنقباً بقدر المستطاع.

استدعي في عام 1936م إلى اليمن مستشاراً فنياً زراعياً، وبقي فيها سنتين عمل في أثنائها على إدخال أصناف من المزروعات الجديدة تتناسب مع البيئة اليمنية، وكان على اتصال مع مسؤولي اليمن ومختصي الزراعة في أثناء وجوده في اليمن، وبعد خروجه منها وذهابه إلى العراق،باستدعاء من الحكومة العراقية آنذاك ليدرّس في مدرسة دار المعلمين الريفية في بغداد، وبقي في العراق حتى عام 1941م أيام ثورة رشيد عالي الكيلاني.

ثم استدعته حكومة شرقي الأردن عام 1942م ليكون مديراً عاماً لوزارة الزراعة في عمان. وفي عام 1943م عين مفتشاً عاماً لوزارة الزراعة في سورية، وبقي في وظيفته حتى إحالته إلى التقاعد لبلوغه السن القانونية عام 1950م. وفي أواخر حياته اختارته الدولة في سورية عضواً في المجلس الأعلى للعلوم والآداب.

عاش أحمد وصفي زكريا في مرحلة صعبة، وذلك أواخر الحكم العثماني وإبان الاحتلال الفرنسي، وعاش الاستقلال العربي. وكان يجيد اللغات العربية والتركية والفرنسية، كما كان شغوفاً بالرحلات والأسفار والدراسات التاريخية والجغرافية، وهذا ماوفر له مصادر كثيرة وحصيلة علمية وتاريخية وجغرافية وأثرية غنية ظهرت في مؤلفاته.

كان أحمد وصفي زكريا رائد العلوم الزراعية في الوطن العربي، فهو أول من أسس المدارس الزراعية في العديد من البلدان العربية (في سورية والعراق ولبنان وفلسطين والأردن واليمن) ووضع مناهجها، كما كان أول من عرّب المصطلحات الزراعية وألف العديد من الكتب الزراعية، التي ما تزال تعدّ من المصادر العلمية الزراعية المهمة والدقيقة.

عمل أستاذاً في كلية الزراعة بجامعة دمشق، وخرّج الكثير من المهندسين الزراعيين.

وفي ميدان الأبحاث التاريخية والأثرية والجغرافية، ترك آثاراً مهمة تميزت بدقة المعلومات، فقد كان يعتمد على المشاهدة والحس، كما كان يستقرئ المعلومات ويناقش فيها أصدقاءه من ذوي العلم والأدب وأهل الدراية، إضافة إلى جمعه المعلومات المتوافرة لدى عامة الناس.

ترك أحمد وصفي زكريا الكثير من المؤلفات الزراعية والتاريخية والجغرافية والأثرية، ففي مجال اختصاصه المهني وهو الزراعة خلف عدة آثار هي:

ـ الدروس الزراعية للصفوف الابتدائية في ثلاثة أجزاء، صدر عام 1925م.

ـ المفكرة الزراعية، صدرت عام 1930م، وتتضمن خلاصة الفنون والأعمال الزراعية.

ـ زراعة المحاصيل الحقلية في بلاد الشام في جزأين، صدر عام 1951م.

أما مؤلفاته وأثاره في مجال التاريخ والآثار والجغرافية فهي:

ـ جولة أثرية في بعض البلاد الشامية، صدر عام 1934م، اعتمد فيه المؤلف على رحلة السائح التركي المعروف بـ «أوليا جلبي» (1611ـ1679)، وجعل القسم المختص منها في بلاد الشام أساساً لما كتبه بعد تعريبها وتضمن الكتاب وصف تاريخي وأثري وعمراني للبقاع والبلدان الممتدة من شمالي الإسكندرونة إلى أبواب دمشق، فقد وصف فيه كل مايراه السائح من معالم الطبيعية وما عمله الإنسان، وضمنه خلاصة تاريخ تلك المدن والبقاع وأحداثها الخاصة، وبيّن الفرق بين عمرانها السابق واللاحق، وذلك على نهج الأثريين والمستشرقين في التوصيف والتبيين.

ـ عشائر الشام في جزأين صدر عام 1945م: تضمن القسم الأول من الكتاب مقدمات وجيزة عن البادية وجغرافيتها الطبيعية وآثارها وعمرانها الغابرة والحاضرة، ثم عن تاريخ البدو وهجراتهم وأفاعيلهم، ووصف أحوالهم الاجتماعية وأخلاقهم ومزاياهم وعاداتهم وتشريعاتهم.

وفي القسم الثاني تعداد للعشائر وتعريف بأنسابها وأحسابها ومنازلها وفرقها وأخبارها الماضية وأحوالها الحاضرة، كل ذلك بحسب المناطق الجغرافية من جنوبي حوران إلى أقصى شمالي الجزيرة الفراتية، كما ذكر الكتاب التركمان والشركس المتوطنين في المحافظات والأقضية.

ـ الريف السوري (محافظة دمشق) في جزأين صدر الجزء الأول عام 1955م، والجزء الثاني عام 1957م. تضمن الجزء الأول الأبحاث المتعلقة بالمناطق الشمالية الشرقية من محافظة دمشق وقصد بها النبك ويبرود والقطيفة والتل ودوما والنشابية، وتناولت هذه الأبحاث الأوضاع الطبوغرافية والجيولوجية والجوية والمائية والصحية والثقافية والتاريخية والأثرية والعمرانية والاجتماعية والزراعية في كل ناحية و قرية.

وتضمن الجزء الثاني أبحاثاً متشعبة الأغراض، تتعلق بالمناطق الجنوبية من محافظة دمشق، وقصد بها غوطتي دمشق الشرقية والغربية والزبداني وقطنا والكسوة وبيت جن والقنيطرة وما يتبع لها من القرى، وبذلك ينتهي ماتوخاه أحمد وصفي زكريا من تعريف محافظة دمشق كلها. ولأحمد وصفي زكريا مخطوط عن حيوانات بلاد الشام البرية، ومقالات عن رحلته إلى اليمن وتاريخها، إضافة إلى مقالات مختلفة زراعية وتاريخية وأثرية وجغرافية كانت قد نشرت في الصحف والمجلات السورية والعربية.يضاف إلى ذلك الكثير من الأبحاث والمقالات غير المنشورة، بعضها باللغة العربية وبعضها الآخر باللغة التركية.

درّس أحمد وصفي زكريا وثقّف أجيالاً من الزراعيين والمؤرخين والباحثين في العديد من الدول العربية، وكان يجد صعوبة كبيرة في توفير المال اللازم لطبع كتبه ونشرها. ولم يمنح خدماته لبلده سورية فحسب، بل منحها للكثير من دول الوطن العربي،فخدم بذلك التاريخ العربي والاقتصاد الزراعي بمؤلفاته وأبحاثه، ولاسيما تعريب المصطلحات العلمية الزراعية

توفي أحمد وصفي زكريا في دمشق ودفن فيها.

ممدوح الدبس

مراجع للاستزادة:

 

ـ أحمد وصفي زكريا، جولة أثرية في بعض البلاد الشامية (دار الفكر، دمشق 1984).

 ـ أحمد وصفي زكريا، عشائر الشام (دار الفكر، دمشق 1982).

ـ أحمد وصفي زكريا، الريف السوري (محافظة دمشق)، الجزء الأول (مطبعة دار البيان،،دمشق 1955).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد العاشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 375
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1029
الكل : 58480407
اليوم : 52921

عدم رجعية القوانين

عدم رجعية القوانين   مبدأ عدم رجعية القوانين non- retroactivity of laws، مبدأ أساسي يعدّ من قديم الأصل في حل مشكلة تنازع القوانين من حيث الزمان، وهذا المبدأ مقرر اليوم في أغلب الشرائع الحديثة، وهو يعني عدم انسحاب القوانين الجديدة على الماضي واقتصارها على حكم المستقبل، أي على حكم ما يقع ابتداء من يوم نفاذها، وهذا المبدأ من المبادئ المقدسة التي كسبتها الإنسانية بعد جهاد طويل، حتى غدا اليوم من تراثها الثابت سواء كان مسطوراً في الدساتير والقوانين أم غير مسطور.
المزيد »