logo

logo

logo

logo

logo

السليك بن السلكة

سليك سلكه

Al-Sulayk ibn al-Sulakah - Al-Sulayk ibn al-Sulakah

السُّلَيْك بن السُّلَكَة

(… ـ نحو 17ق.هـ /… ـ نحو 605م)

 

أبو حَرْب السُّليك بن عمرو (أو عمير) بن يثربي بن سنان، من بني الحارث من تميم. شاعر جاهلي صعلوك.

اختلف في اسم أبيه، فذكر ابن حبيب في (المحبَّر) أن أباه (يثربي)، وذكر في كتاب (فيمن نُسب إلى غير أبيه) أن أباه (سنان). أما أمه فلم يختلف الناس في اسمها، وإليها نُسب وهي: (السُّلكة) وكانت أَمَة سوداء زنجية، ورث منها قبح الوجه وضآلة الجسم والسواد، حتى عُدَّ من أَغربة العرب.

نشأ في كنف أمّه، التي أكسبته العبودية والهُجْنة، فرأى الذل والفقر والصَّغار على الرغم من أن أباه حُرُّ، وإن انتمى إلى فرع ضعيف كثر فيه الفقراء من بني سَعْد، ولم تذكر المصادر شيئاً عن أسرته، بيد أن شعره يشي بأن له ولداً يسمّى حرباً وبه يكنى.

ولقب السُّليك بالرِّئبال ـ وهو الأسد الهصور، أو الذِّئب الجريء ـ لأنه اتصف بالجرأة والفتك، كما لُقّب بسُليك المَقَانب، لأنه كان يطمح إلى أن يصبح ذا خيل كثيرة، إذ كان يغزو على رجليه، وغالباً ما يسبق الخيل.

كان السليك فاتكاً شديد البطش بخصومه، حتى عُدَّ من شياطين الجاهلية، وكان خبيراً بالفلوات والمسالك حتى قيل: كان من أدلّ الناس بالأرض وأعرفهم بمسالكها. وتعددت الأخبار حول هذا كما تعددت في وصف سرعته وضرب به المثل فيها، فقيل: أَعْدى من السُّليك.

وهو يرى أن صعلكته حققت له مراده، فقد قال:

ومـا نـلتها حتى تصعلكت حـِقْبةً

          وكـدت لأسباب المنيَّة أَعرفُ

وحتى رأيت الجوع بالصيف ضَرَّني

          إذا قمت تغشاني ظِلال فأُسدِف

وقد عبَّر شعره عن صفاته ومبادئه وحياته أحسن تعبير، إذ كان يرى أن جمال الفارس ليس بلونه ولا بجسمه، وإنما بفروسيته وشجاعته، والإلقاء بنفسه في المتالف.

وشعره، كما وصل، أكثره مُقَطَّعات، وأطول شعره نص واحدة تشير إلى غارة له في نفر من أصحابه بني سعد، ورجل من بني حرام يقال له صُرَد، على بلاد خَثْعم بلغت أربعة عشر بيتاً. وشعره وجداني يرتبط أغلبه بحوادث واقعية، طرق موضوعها من دون مقدمات فنية، ما عدا بيتاً واحداً في ديوانه يذكر فيه طيف امرأة سميت نُشيبة، وقيل: أمية، ولعل هذا البيت مطلع قصيد ضاعت أبياتها، وهو:

ألمَّ خيال من نُشيبة بالرَّكْب

          وهُنَّ عِجالٌ، عن نيال وعن نَقْبِ

يعد شعره وثيقة تاريخية لغاراته ومواضعها والفرسان الذين لقيهم، وفد انصهر ذكر ذلك كله في فخره الذاتي. فأكثر شعره في الفخر الفردي، والحماسة، وليس فيه فخر جماعي أو قبلي. وله في الغزل بيت مفرد يصف فيه ثغر المحبوبة يدل على رهافة حسه.

ولعل السليك قد تفرَّد في الشعر الجاهلي بمدح المرأة، وكان قد أغار على بني عُوارة فتمكنوا منه، فاستجار بامرأة تسمّى (فُكيْهة) فأجارته وحمته، فمدحها وأوّل مدحه:

لَعْمــرُ أبيكَ والأنباءُ تنــــمي

          لنِعم الجـار أختُ بنـي عُوَارا

مــن الخَفِرات لـم تفضح أخاها

          ولـم تـرفع لإخـوتها شَـنارا

وكذلك عُدَّ أحد من هجا المرأة الدميمة التي تسعى وراء الشهوات. وله هجاء في خَثْعم. أما في الرثاء فقد عُدَّ أول من رثى الحيوان في الشعر القديم عند كثير من الدارسين.

وشعر السليك يرسم صورة دقيقة للصعلوك النابه، الشديد الثبات، ويرسم حالته النفسية وتهالكها على اقتناص اللذات والمتع حتى أدت إلى مقتله، فقد لقي رجلاً من خثعم فأخذه ومعه امرأته(النَّوار) ففدى الرجل نفسه بامرأته وتركها رهينة عند السليك، وحاولت أن تخيفه بقومها فهزئ منهم وبلغهم ذلك فذهبوا إليه وقتلوه نحو سنة (17 ق.هـ/606م) وقيل غير ذلك.

يتميز شعره بأنه دقيق الوصف، قوي التراكيب، خلا من التعقيد والتكلّف يعبر فيه عما يجول في نفسه بصور واقعية غالباً، ومجازية في بعض الأحيان.

وليس للسيلك ديوان مجموع عند القدماء، ويعد حميد آدم ثويني وكامل سعيد عواد في طليعة من جمع شعره من المحدثين. ثم توالت الإضافات عليه والشروح من الدارسين، فصدرت طبعات أخرى له في بيروت وغيرها.

حسين جمعة

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ أبو الفرج الأصفهاني، الأغاني (دار إحياء التراث العربي، بيروت).

ـ ابن قتيبة، الشعر والشعراء، تحقيق أحمد محمد شاكر (دار المعارف بمصر 1966م).

ـ المبرد، الكامل، تحقيق محمد أحمد الدالي (مؤسسة الرسالة، بيروت 1986م).

 


التصنيف : اللغة العربية والأدب العربي
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الحادي عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 113
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1049
الكل : 58480763
اليوم : 53277

بوسان (نقولا-)

بوسّان (نقولا ـ) (1594 ـ 1665)   نقولا بوسّان Nicolas Poussin مصوّر فرنسي، ولد في قرية فيلّر Villers قرب مدينة الأندليزAndelys  شمال باريس، من أسرة لم تكن ميسورة الحال، وتلقى تربية صارمة، بسبب عمل والده في الجيش، كان لها أثرها في سلوكيته المنضبطة مما تجلّى في فنه الذي ظهرت بوادره باكراً في قريته الصغيرة. لما بلغ بوسّان سن الثامنة عشرة، ذهب إلى باريس، برغم معارضة والديه، وعمل عند المصوّر فرديناند إل (1585-1640) Ferdinand Elle ثم عند المصور جورج لالّومان Georges Lallemant (توفي سنة 1635)، فكانت بداية تعلمه المهنة على يد هذين الفنانين.
المزيد »