logo

logo

logo

logo

logo

علي الطبري (أبو الحسن-)

علي طبري (حسن)

Ali al-Tabari (Abu al-Hasan-) - Ali al-Tabari (Abu al-Hasan-)

علي الطبري (أبو الحسن ـ)

(… ـ 247هـ/… ـ 861م)

 

أبو الحسن علي بن سهل بن ربن الطبري، طبيب فلكيّ وعالم باللغات والأديان. ولد بمدينة مرو بخراسان تكلَّم على نفسه في مقدمة كتابه «فردوس الحكمة» فقال:

«كان أبي من كتّاب مدينة مَرْو، من ذوي الأحساب والآداب، وكانت له هِمَّةٌ في ارتياد البِرّ، وبراعة ونَفَاذ في كتب الطب والفلسفة، وكان يقدم الطب على صناعة آبائه. ولم يكن مذهبه فيه التمدّح والاكتساب، بل بالتأله والاحتساب، لذلك لقّب بربن وتفسيره العظيم أو المعلم».

اختلف المؤرخون الذين تكلموا عليه عند ذكر اسمه ولقبه، ففي كتاب «التاريخ» لابن جرير الطبري، وهو أول من تكلم عليه، ورد اسمه علي بن ربن الطبري وفي كتاب «الفهرست» للنديم جاء اسمه علي بن زيل، وفي كتاب «مروج الذهب» للمسعودي كان اسمه علي بن زيد، وفي كتاب «عيون الأنباء في طبقات الأطباء» لابن أبي أصيبعة ورد اسمه أبو الحسن علي بن سهل بن ربن الطبري. أما السبب الذي أدى إلى وقوع هذه الأخطاء فهو كلمة (ربن)، لأنها لقب وليست اسم عَلَمٍ.

كان سهل والد علي رجلَ علمٍ وأدبٍ، لذلك سعى إلى تثقيف ابنه فعلمه اللغتين العربية والسريانية، وشيئاً من الفارسية واليونانية، وكان قَصْدُهُ من ذلك تحضيره لفهم ما في كتب العلوم والفلسفة عامة، وعلم الطب خاصة، لذلك تلاحظ في كتاب «فردوس الحكمة»، وكتاب «الدين والدولة»، وهما من مؤلفات علي بن سهل، آثار تلك العلوم.

وحينما أتم علي بن سهل دراسته بمدينة مرو توجه إلى العراق، حيث زاول مهنة الطب ببراعة وإخلاص، وهذا ما أكسبه الشهرة وثقة المرضى، وفي غضون ذلك خطر بباله أن يؤلف كتاباً جامعاً لشتى العلوم، ليكون مرجعاً ودليلاً لطلاب العلم وهو كتاب «فردوس الحكمة»، الذي يعدّ أجود وأوسع مؤلفاته.

كان مازيار بن قارون أحد أبناء ملوك طبرستان البارزين، فأراد الخليفة المأمون أن يكسب مودته وثقة عشيرته، فمنحه لقب أمير، وجعله والياً على جبال طبرستان، فترك علي بن سهل مهنة الطب وعمل كاتباً لمازيار، ولما قتل مازيار في زمن الخليفة المعتصم عاد علي بن سهل إلى مزاولة مهنته.

ذاعت شهرة علي بن سهل طبيباً ناجحاً، وهذا ما دعا طلاب الطب، وكان منهم أبو بكر الرازي، إلى الالتفاف من حوله ليكتسبوا من علمه وسعة اطلاعه وتجاربه.

وبعد مدة قصيرة دُعي علي بن سهل لتولي الكتابة في ديوان المعتصم، وكذلك فعل المتوكل من بعده. وفي عام (243هـ/ 857م) دعاه المتوكل إلى اعتناق الإسلام فلبّاه، لذلك أطلق المتوكل عليه لقب مولى أمير المؤمنين وجعله من ندمائه. وفي السنة الثالثة من خلافة المتوكل فرغ الطبري من تأليف كتابه «فردوس الحكمة»، وهو أفضل وأشهر مؤلفاته.

ذكر النديم في كتاب «الفهرست» طائفة من مؤلفات علي بن سهل الطبري وهي: «تحفة الملوك»، «فردوس الحكمة»، «كناش الحضرة»، «منافع الأدوية والأطعمة والعقاقير» و«كتاب في الأمثال والأدب على مذاهب الفرس والروم والعرب»، وأضاف إليها ابن أبي أصيبعة، في كتابه عيون الأنباء في طبقات الأطباء كتاب «عرفان الحياة»، «كتاب حفظ الصحة»، «كتاب في الرقي»، «كتاب في الحجامة»، و«كتاب في ترتيب الأغذية».

وهنالك كتابان لم يرد ذكرهما في مراجع تاريخ الطب، وهما: كتاب «الدين والدولة» (في إثبات نبوة النبي محمدr)، حققه وقدم له عادل نويهض ونشرته دار الآفاق الجديدة في بيروت (الطبعة الثالثة سنة 1979م) وورد في طيه ذكر كتاب «الرد على أصناف النصارى»، وكذلك كتاب «الترجمة السريانية لفردوس الحكمة»، وقد اعتنى بنسخ كتاب «فردوس الحكمة» وتصحيحه معتمداً على مخطوطات عدة حصل عليها من أقطار مختلفة باحث هندي هو محمد زبير الصديقي، وحصل بذلك على درجة الدكتوراه سنة 1928م، ويُعَدّ الكتاب من أقدم المؤلفات الطبية العربية، وأغزرها مادة. اعتمد مصنفه على ماورد في كتب الطب القديمة اليونانية والسريانية والهندية. ففيه أفكار مستمدة من مؤلفات أبقراط وفيثاغورس وأرسطو وبطلميوس وجالينوس وتيوفراست وأركاغانس، إلى جانب مؤلفات شاركا وسوسروتا ونيدانا وغيرهم من أطباء الهند.

أما المراجع العربية التي أفاد منها الطبري فمنها مؤلفات وترجمات يوحنا بن ماسويه وحنين بن إسحاق وكتاب «النبات» لابن وحشية، وكان يشير دوماً إلى المصادر التي اقتبس منها.

قسم الطبري كتاب «فردوس الحكمة» إلى سبعة أنواع، مقسمة إلى ثلاثين مقالة، وتضم هذه المقالات ثلاثمئة وستين باباً، جمع فيها أقسام علم الطب جميعها التي عرفها العرب حتى زمانه.

أما النوع الأول من الكتاب فبحث في الهيولى والصورة، والكمية والكيفية، والطبائع المفردة والمركبة، والاستحالة والفساد، وفي كون الأشياء من الطبائع، وفِعْل الفلك والنَّيِّرات فيها. وفي الحيوانات البرية والبحرية والهوائية، وأعضائها. وبحث في النوع الثاني في تكون الجنين، والحمل والإسقاط والولادة، والنفس والعقل والحواس. ومزاج الأبدان وتربية الطفل، وحِفْظ الصحة وتدبير الأعضاء، وتدبير الفصول والأسفار والعساكر. وتكلم في النوع الثالث على الأغذية والتغذية، وتكلم في النوع الرابع على الأمراض العامة، أنواعها وأسبابها. وفي النوع الخامس عدَّدَ المذاقات، وعَلَلَ الألوان، والجواهر المعدنية والنبات والشجر والثمر. وبحث في النوع السادس عن الحبوب والبقول والثمار واللحوم والألبان والسمك وغيرها من المأكولات والمشروبات. وتكلم في النوع السابع عن البلدان والمياه والرياح، وفصول السنة والأفلاك والنيات.

لقد سعى الطبري إلى تأليف كتاب موسوعي يشمل جميع الأبحاث التي يرغب المتعلمون في الحصول عليها بسهولة، فجاء كتابه محققاً هذا الغرض، ولكنه لم يخلُ أحياناً من ترهات وأوهام لم يكشفها العلم إلا في العصر الحديث.

محمد زهير البابا

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ البيهقي، تاريخ حكماء الإسلام ،تحقيق كرد علي.

ـ جمال الدين القفطي، إخبار العلماء بأخبار الحكماء (مصر 1326هـ).

ـ ابن أبي أصيبعة، عيون الأنباء في طبقات الأطباء، تحقيق نزار رضا (دار الحياة، بيروت).

ـ محمد كرد علي، كنوز الأجداد، (مطبوعات المجمع العلمي العربي، دمشق 1370هـ/1950م).


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الثالث عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 440
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1061
الكل : 58492252
اليوم : 64766

دي كوينسي (توماس-)

دي كوينسي (توماس -) (1785-1859م)   توماس دي كوينسي Thomas De Quincey كـاتب مقالات وروائي وناقد إنكليزي، اشتهر بجموح خياله وعمق تحليلاته في الأدب وعلم النفس والتاريخ. ولد في مانشستر وكان ضئيل الحجم معتل الصحة وبالغ الحساسية. ومع فقدانه والده وقع دي كوينسي تحت تأثير أخيه الأكبر وليم. وقد وصف هذه التجربة لاحقاً في «مشاهد من سيرة حياتي» Autobiographic Sketches عام (1853).
المزيد »