logo

logo

logo

logo

logo

عبد الغني النابلسي

عبد غني نابلسي

Abdul Ghani al-Nabulsi - Abdel Ghani al-Nabulsi

عبد الغني النابلسي

(1050ـ 1143هـ/1641ـ 1731م)

 

عبد الغني بن إسماعيل بن عبد الغني بن إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم الكناني المقدسي الدمشقي الصَّالحي، الشهير بابن النابلسي، من أسرة عرفت بالعلم والقضاء والخطابة.

حمويّ الأصل، فجده الثاني عشر، برهان الدين إبراهيم بن سعد الله بن جماعة ولد بحماة سنة 596هـ، ثم انتقل إلى دمشق ليتلقى العلوم على علمائها. وفي سنة 675هـ قصد بيت المقدس لزيارته، فمات بعد وصوله بأيام، فبقيت أسرته في بيت المقدس، ودرس أولاده فيها، وتعلموا في مساجدها وعلى مشايخها، ثم تولوا بعد ذلك خطابة المسجد الأقصى وغيره ومن هنا جاءت النسبة «المقدسي». وأول من انتقل إلى دمشق من أجداده إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم برهان الدين.

ولد بدمشق ونشأ فيها، وتلقى علومه الأولى على يد أبيه، الذي ميزه من إخوته بعناية خاصة لما رأى فيه من مخايل الذكاء منذ صغره، فقرأ عليه مقدمات العلوم والفنون، وحضر دروسه في التفسير والفقه. وكان قد ختم القرآن وهو في سن الخامسة، وحفظ الألفية في النحو، والشاطبية في القراءات، والرحبية في علم الفرائض، والجزرية في علم التجويد وهو في سن العاشرة. وقال الشعر في رثاء والدته التي توفيت سنة 1062هـ، وسنه إذ ذاك اثنتا عشرة سـنة. وتوفي والده وهو ابن إحدى عشرة سنة فانصرف يتلقى العلوم على مشايخ عصره، ومن أشهر العلماء والمشايخ الذين تلقى علومه المتنوعة على أيديهم: محمد بن تاج الدين المحاسني (ت1072هـ)، ونجم الدين الغزي (ت1061هـ)، وكمال الدين محمد بن يحيى الشهير بابن الفرضي (ت1088هـ)، وأقبل على قراءة كتب المتصوفة منذ أن كان صغيراً كابن عربي وابن سبعين و العفيف التلمساني.

يذكر المترجمون لـه أنه دخل الخلوة في داره قرب المسجد الأموي سنة (1091هـ) وظل في هذه العزلة بعيداً عن الناس لايكلم أحداً، ولايخرج إلا لحاجة، وداوم على الذكر والصلاة ودراسة القرآن الكريم، وبعد سبع سنين خرج من خلوته بعدد من كتبه المعروفة، وصار بعدها أحد أعلام التصوف في العالم الإسلامي، ووضع في التصوف كتباً كثيرة. منها ما هو نثر، ومنها ما هو شعر. وجمع شعره الصوفي في ديوانه المطبوع المسمى «ديوان الإلهيات»، وذكر في بعض كتبه أنه تلقى الطريقة النقشبندية عن الشيخ أبي سعيد البلخي الذي زار دمشق عام (1087هـ) والطريقة القادرية عن الشيخ عبد الرزاق الكيلاني في عام (1075هـ) في زيارته لحماة.

تولى قضاء محكمة الميدان سنة (1075هـ) ولكنه لم يلبث أن تركها، وفي عام (1135هـ) انتخب مفتياً لدمشق بعد وفاة فقيهها محمد بن إبراهيم العمادي فرفض، ولكن أهل دمشق ألحوا عليه فقبل، فكتبوا إلى الدولة العلية، فجاء الأمر بتولية خليل بن أسعد الصديقي.

كان النابلسي من المغرمين بالرحلات بهدف زيارة قبور الأولياء الصالحين والاجتماع بأهل الصلاح والدين والتباحث مع علماء هذه الأمصار التي رحل إليها وغير ذلك. أحصى لـه بعض الباحثين خمـس رحلات أربع منها في نحو اثني عشر عاماً. وكانت أولى رحلاته تلك التي قام بها إلى دار الخلافة في الأستانة سنة 1075هـ/1664م، وكانت الثانية إلى لبنان سنة 1100هـ/1688م، والثالثة إلى فلسطين سنة 1101هـ/ 1689م، والرابعة إلى مصر والحجاز والشام سنة 1105هـ/1693م، والخامسة إلى طرابلس الشام سنة 1112هـ/1700م.

ظهر النتاج العلمي للشيخ النابلسي مبكراً، فما بلغ سن العشـرين حتى ألقى الدروس في التفسير والحديث والفقه والتصوف والعقيدة، وبدأ بتصنيف الكتب في العلوم المتنوعة والفنون المختلفة، وقد بلغت مؤلفاته زهاء ثلاثمئة مؤلف ما بين كتاب ورسالة.

من أشهر هذه المؤلفات: «الاقتصاد في النطق بالضاد في علم التجويد»، و«إيضاح الدلالات في سماع الآلات»، و«تعطير الأنام في تعبير المنام»، و«جواهر النصوص في شرح فصوص الحكم لابن عربي»، و«الحضرة الإنسية في الرحلة القدسية»، و«الحقيقة والمجاز في رحلة الشام مصر والحجاز»، و«حلة الذهب الإبريز في الرحلة إلى بعلبك وبقاع العزيز»، و«خمرة بابل وغناء البلابل من شعره»، و«خمرة الخان في شرح رسالة الشيخ رسلان»، وخمس مجموعات فيها (32) رسالة، ذكر الزيات أسماءها في «خزائن الكتب»، و«ديوان الدواوين» مجموع شعره، و«ديوان الحقائق» من شعره، و«ذخائر المواريث في الدلالة على مواضع الأحاديث» (ط) فهرس لكتب الحديث الستة، و«ذيل نفحة الريحانة»، و«الرحلة الحجازية والرياض الأنسية»، و«رشحات الأقلام في شرح كفاية الغلام في فقه الحنفية»، و«شرح أنوار التنزيل للبيضاوي»، و«شرح المقدمة السنوسية»، و«الصلح بين الإخوان في حكم إباحة الدخان»، و«علم الفلاحة»، و«قلائد المرجان في عقائد أهل الإيمان» رسالة، و«كشف الستر عن فرضية الوتر» رسالة، و«كفاية المستفيد في علم التجويد»، و«كنز الحق المبين في أحاديث سيد المرسلين» إلى غير ذلك من الكتب، وقد طُبع وحُقق عدد كبير من هذه المؤلفات ولا يزال بعضها مخطوطاً إلى اليوم.

توفي النابلسي في دمشق بعد مرض ألمَّ به وبعد حياة حافلة بالنشاط.

عبد العزيز الحاجي

مراجع للاستزادة:

 

ـ حبيب الزيات، خزائن الكتب في دمشق وضواحيها (مصر 1903م).

ـ عبد الرحمن الجبرتي، عجائب الآثار في التراجم والأخبار (مصر 1297هـ).

ـ كمال الدين الغزي، الورد الأنسي والوارد القدسي في ترجمة العارف عبد الغني النابلسي، مخطوط (مكتبة مطيع الحافظ الخاصة).


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الثاني عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 828
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1038
الكل : 58480574
اليوم : 53088

الزيتونية (الفصيلة-)

الزيتونية (الفصيلة ـ)   الفصيلة الزيتونية Oleaceae أشجار أو شجيرات أو متسلقات من رتبة الزيتونيات Oleales (صف ثنائيات الفلقة)، تنتشر في معظم أنحاء المعمورة باستثناء المنطقة القطبية، وهي أكثر حضوراً في المناطق المدارية والمعتدلة. تحتوي على غليكوزيدات فينولية. الأوراق متقابلة غالباً، بسيطة أو مركبة ريشية، يحتوي النسيج المتوسط لديها على خلايا متصلبة (سكليريدات) وتحمل أوباراً حرشفية ترسية الشكل.
المزيد »