logo

logo

logo

logo

logo

ست الشام

ست شام

Sitt al-Sham - Sitt al-Chame

ست الشام

(نحو 542 ـ 616هـ/ 1145 ـ 1220م)

 

ست الشام بنت أيوب بن شاذي (ت568هـ/1173م)، أخت السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب (ت589هـ/1193م)، فاتح القدس، ومؤسس الدولة الأيوبية في بلاد الشام ومصر واليمن.

ولدت بدمشق، ونشأت في كنف والدها نجم الدين أيوب بن شاذي، وكان من كبار رجالات السلطان نور الدين محمود بن زنكي، وكان عمها أسد الدين شِيركوه من كبار قواده .

تزوجت في بداية حياتها من لاجين، وهو رجل لم يذكر لنا التاريخ شيئاً من أخباره، وأنجبت منه وحيدها حسام الدين بن لاجين، ثم تزوجت من ابن عمها، ناصر الدين محمد بن شيركوه، وكان صلاح الدين قد ولاه حمص منذ سنة 570هـ/1175م، وبقيت عنده إلى حين وفاته فجأة في 9 ذي الحجة سنة 581هـ/1186م، وورثت منه ثروة عظيمة.

انتقلت إلى دمشق، وسكنت في دار واسعة قِبْلي البيمارستان النوري، واقفة حياتها وثروتها لأعمال البر والإحسان، فقد خصصت في دارها مكاناً كانت تصنع فيه كل سنة بمبلغ عظيم مختلف الأدوية من الأشربة والمعاجين والسفوفات والعقاقير وتفرقها بين الناس، إضافة إلى ما كانت تتصدق به من أموال كثيرة حتى عرفت بين معاصريها بمحبتها للخير وإيثارها لأهله.

وقد مكنها ذلك مع ماكانت تتصف به من عقل راجح من أن تتبوأ منزلة عالية بين سيدات عصرها، وقد زادها رفعة أن الملوك الأيوبيين في كل بلد من البلاد المشهورة هم إما إخوتها وإما أبناء أُخوتها، فغدا بيتها ملجأ للقاصدين، ومثابة للمكروبين، يؤمه كل من له حاجة إلى الدولة حتى وصفها المؤرخ الذهبي بأنها سيدة الملكات في عصرها.

وكان ابنها حسام الدين قد امتاز بالشجاعة والكرم بين أقرانه، فقربه إليه خاله صلاح الدين، وعقب رجوعه من الحج مع والدته ست الشام سنة 582هـ/ 1187م حضر معركة حطين سنة 583هـ /1187م، فكان لصلاح الدين من أعظم الأعوان، فأرسله عقب المعركة مع فرقة من العسكر إلى نابلُس ففتحها بالأمان، فولاه عليها حتى وفاته بدمشق في رمضان سنة 587هـ/1191م، وفجع صلاح الدين بوفاته، وفجعت ست الشام بوحيدها، ودفنته في التربة التي كانت بنتها لزوجها ناصر الدين في مقبرة العوينة، فأصبحت تعرف بالتربة الحسامية نسبة إليه، وكانت قد بنت إلى جانب التربة مدرسة للفقهاء الشافعية هي من أكبر المدارس في عصرها، تعرف بالمدرسة الشامية البرانية،لأنها خارج سور دمشق، وصارت تعرف بالمدرسة الحسامية كذلك.

وكانت قد نقلت إلى هذه التربة من حمص زوجها ناصر الدين، ثم نقلت من الاسكندرية شقيقها المُعَظَّم تُوران شاه، وكان واليا عليها من قِبَل أخيه صلاح الدين، وقد توفي بها سنة 576 هـ/ 1180م فتقاربت قبور أحبتها الثلاثة، فكان القبر الأوسط لزوجها، والقِبْلي لأخيها، والشمالي لابنها.

وحين مرضت في آخر حياتها أوصت أن تجعل دارها مدرسة للفقهاء الشافعية، وهي التي تعرف بالمدرسة الشامية الجوانية. وتوفيت بعد حياة حافلة بالبذل والسخاء، وخرجت دمشق لتشييعها، ودفنت في قبر ولدها في التربة الحسامية.

إبراهيم الزيبق

مراجع للاستزادة:

 

ـ عبد الرحمن بن اسماعيل أبو شامة، الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية، تحقيق ابراهيم الزيبق (مؤسسة الرسالة، بيروت 1997 م).

ـ أحمد بن ابراهيم الحنبلي، شفاء القلوب في مناقب بني أيوب، تحقيق ناظم رشيد (بلا تاريخ ولا مكان للطبع).

ـ عبد القادر بن بدران، منادمة الأطلال (المكتب الاسلامي، بيروت 1985م).

 


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد العاشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 701
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1045
الكل : 58481198
اليوم : 53712

الأمان والحماية (منظومات-)

الأمان والحماية (منظومات ـ(   يقصد بمنظومات الأمان والحماية security and protection systems مجمل الوسائل والأجهزة المصممة لحماية الأشخاص والممتلكات من أخطار متعددة كالجرائم والحرائق والحوادث والتجسس والتخريب. وتركز منظومات الحماية على الأخطار السابقة بدرجات متباينة، ففي حين تُعد سرقة الزُّبُن والمستخدمين خطراً أول في المخازن التجارية، يُرى في الصناعة الكيمياوية أن الخطر الأول هو الحريق. ويقصد بحماية الأشخاص توفير السلامة للزبن والمستخدمين والسكان، أما حماية الممتلكات فتشمل الممتلكات المادية، كالأبنية والأجهزة والمنتجات المصنعة والسيولة النقدية، أو غير المادية كالوثائق الخطيرة والأسرار الصناعية.
المزيد »