logo

logo

logo

logo

logo

ابن زمرك

زمرك

Ibn Zumrak - Ibn Zumrak

ابن زُمْرَك

(733 ـ 397هـ/1333 ـ 1395م)

 

أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد بن أحمد الصريحي، ابن زُمْرَك، هذا هو الأرجح، وقد اختلفوا في ضبط الزاي والراء في اسمه. وزير من كبار الشعراء والكتاب في الأندلس، ولد برَبض البيّازين من غرناطة، وكان أبوه حدّاداً فيها، وقد حاول أن يُعلم ابنه مهنة الحدادة، لكنه كان ضئيل الحجم ضعيف البنية كما يقول المقّري في أزهار الرياض، فألحقه بحلقات العلم، وأدخله في الكتّاب. وكان في صغره مقبلاً على التعلم ذكياً شغِفاً بالقراءة، متابعاً للعلماء، وما لبث أن درس العربية على عدد من شيوخ غرناطة الكبار؛ فأخذ النحو والعربية عن أبي عبد الله بن الفخار الإلبيري، وأبي القاسم الشريف السبتي، والفقه عن أبي سعيد بن لب، والأدب عن الأديب المشهور لسان الدين بن الخطيب وغيره، وقد رحل إلى مدينة فاس وطلب العلم فيها فدرس العلوم العقلية على أبي عبد الله العلويّ التلمساني.

كانت علاقة ابن زمرك بلسان الدين بن الخطيب خاصة حسنة، إذ وجد ابن الخطيب فيه شاباً ذا ذهن ثاقب وفهم جيد وقوة حفظ؛ فطالت الصحبة بينهما، ومما قاله ابن زمرك فيه:

يكلفني مولاي رجع جوابه

                  وما لتعاطي المعجزات وما ليا

أجيبك للفضل الذي أنت أهله

                  وأكتب مما قد أفدت الأماليا

وأنت الذي أعدى الزمان كمالُهُ

                  وصيّرت أحرار الزمان مواليا

التحق ابن زمرك بحاشية ملك غرناطة محمد الخامس بتوصية من أستاذه لسان الدين بن الخطيب سنة 755هـ فخدمه بإخلاص، وعندما خُلع الملك ونُفي لحق به ابن زمرك وتخلّف لسان الدين بن الخطيب، وعندما عاد الملك إلى حكم غرناطة سنة 763هـ كافأ ابن زمرك وعينه كاتباً للسر، وبدأ نجم ابن الخطيب يأفل عند الملك وكثرت الوشايات عليه، حتى فر هارباً خائفاً على حياته سنة 773هـ، وفي هذه السنة تسلم ابن زمرك الوزارة، وتحولت الصداقة بينه وبين أستاذه لسان الدين بن الخطيب إلى عداوة شديدة، فلاحقه إلى المغرب بموافقة ملك غرناطة وفي نيته محاكمته وتعذيبه.

لكن نفوذ ابن زمرك هو الآخر بدأ يضعف بعد وفاة الملك محمد الخامس سنة 793هـ، ثم أدخل السجن فبقي فيه قريباً من سنتين، حتى أخرجه يوسف الثاني ملك غرناطة وأعاده إلى الوزارة، ولكن يوسف الثاني توفي بعد أقل من شهر وخلفه ابنه محمد السابع سنة 795هـ فخلع ابن زمرك الذي استعطفه، فأعاده إلى الوزارة بعد سنة، ولما كثرت الوشايات به بعث الملك من يقتله مع ولديه وحاشيته سنة 795هـ على أرجح الأقوال.

وابن زمرك شاعر متميز، وشعره على نمط شعر ابن خفاجة، يكثر فيه من المعاني البديعة والألفاظ السهلة الرقيقة، وقد كان ديوانه ضخماً، ذكر المقّري أن فيه 345 قصيدة قيلت في أغراض مختلفة، منها المدح وهو من أهم الأغراض الشعرية التي تناولها ابن زمرك، وجل مدائحه في السلاطين الذين خدمهم، وأكثرها كان في مدح ملك غرناطة محمد الخامس.

وشعر الوصف يأتي في المرتبة الثانية ؛ فقد وصف غرناطة وحدائقها ومتنزهاتها وقصورها كما نقش بعض شعره على جدران قصر الحمراء المشهور بغرناطة. ومن أغراض شعره الأخرى الغزل والتهاني والألغاز، إضافة إلى قسم مهم من الموشحات. ومن جيدشعره قوله:

معاذ الهوى أن أصحب القلب ساليا

                          وأن يشغل اللوامُ بالعذل باليا

دعاني أُعط الحب فضل مقادتي

                          ويقضي عليّ الوجد ما كان قاضيا

أحمد نتوف

مراجع للاستزادة:

 

ـ لسان الدين بن الخطيب، الإحاطة في أخبار غرناطة، تحقيق محمد عبد الله عنان (القاهرة 1977).

ـ المقري التلمساني، أزهار الرياض في أخبار عياض، صندوق إحياء التراث الإسلامي، المغرب والإمارات (بلا تاريخ).

ـ حسناء بوزويتة الطرابلسي، حياة الشعر في نهاية الأندلس (مركز النشر الجامعي ـ الجمهورية التونسية 2001م).

 


التصنيف : اللغة العربية والأدب العربي
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد العاشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 399
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1054
الكل : 58481450
اليوم : 53964

المكزون السنجاري

المكزون السنجاري (583 ـ 638هـ/1187 ـ 1240م)   الأمير عز الدين أبو محمد الحسن ابن يوسف بن مكزون بن خضر بن عبد الله بن محمد السنجاري، الفارس الشاعر العالم. اختُلف في نسبه، فأُعيد إلى أصول عربية، ونُسب إلى المهلب بن أبي صفرة الأزدي، ورُدّ إلى أصول فارسية. وتباينت الآراء في إمارته على سنجار أو على قبيلة عربية - قطنت بعض نواحيها- هاجر بها إلى بلاد الساحل الشامي. وسبب ذلك إعراض أصحاب كتب التراجم عن ذكره، لذلك وقع الاضطراب في أسماء أجداده وفي مواقع إقامته وحركته.

المزيد »