logo

logo

logo

logo

logo

سويسرا (الأدب في-)

سويسرا (ادب في)

Switzerland - Suisse

سويسرا (الأدب في ـ)

 

ينطق سكان سويسرا بأربع لغات رئيسية هي الألمانية والفرنسية والإيطالية والرومانش Romansh وهي إحدى لهجات الريتورومانية Rhaeto - Romanic، إلى جانب عدد كبير من العاميات المحلية. يتحدث أغلب السويسريين الألمانية ويبلغ عدد الناطقين بالفرنسية في سويسرا 16%، وبالإيطالية 14%، وبالرومانش 5%، وفي هذا ما يدل على ازدياد نسبة الإيطالية على حساب بقية لغات البلد بسبب ارتفاع عدد العمال الإيطاليين المهاجرين إلى سويسرا. ويتبع التعبير الأدبي بالضرورة هذه اللغات والعاميات، منذ نشوء الدولة. وقد أدى هذا التوزع والتنوع اللغوي إلى عدم ولادة أدب قومي واحد، يعبر عن الوطن السويسري، بل إلى آداب تتصف غالباً بالمحلية الضيقة، ونادراً ما يتخطى أدباؤها هذه الحدود نحو العالمية. ومن منظور تاريخ الأدب كانت آداب سويسرا تُحسب دائماً على آداب البلدان المجاورة (فرنسا، ألمانيا، النمسا، إيطاليا) فتُدرس وتُقوَّم في سياقاتها. ولما كانت نسبة الناطقين بالألمانية تعادل 65% فقد احتل أدب اللغة الألمانية في سويسرا المساحة الأكبر والأكثر أهمية. وقد بدأ النشاط الأدبي المؤثر في هذه اللغة منذ مطلع عصر النهضة بترجمة قساوسة دير سانت غالن St. Gallen مجموعة من الكتب اللاهوتية من اللاتينية إلى الألمانية، كما أسهم عدة شعراء من زوريخ في حركة شعر المينِّزينغر Minnesinger [ر. تروبادور] بموضوعات مدينية وريفية، تجلت بصورة أقوى في القصيدة المطولة «الخـاتم» Der Ring في مطلع القرن الخامس عشر لهاينريش فيتّنفايلر Heinrich Wittenweiler؛ أما روح حركة الإصلاح الديني النضالية فقد انعكست في مسرحيات نيكْلاوس مانويل Niklaus Manuel في أواخر القرن السادس عشر. وفي إطار الظروف السويسرية كان هناك دائماً رابط وثيق بين السلوك الاجتماعي والديني انعكس في أعمال تْسفينغلي Zwingli وكالڤين Kalvin حتى غوتهلف Gotthelf. وفي عصر التنوير حين أدت أعمال بِستالوتسي Pestalozzi إلى تعميق الاهتمام بالواقع والجماعة ازدهر مع روسو وفون هالَّر A. von Haller شعور جديد بالطبيعة تجلى، من ثم، في أعمال غِسْنر A.Gessner. وفي زوريخ القرن الثامن عشر احتد الجدل بين بودمر Bodmer وبرايتينغر Breitinger من جهة وبين غوتشِدْ Gottsched في لايبزيغ من جهة ثانية حول دور المسرح في بلورة الهوية القومية، كما امتد تأثيرهما إلى تطوير تقاليد النقد الأدبي والمسرحي التي تواصل ازدهارها حتى نهاية القرن العشرين، في أعمال فون شتِتّن von Stetten نحو عام 1800، وأعمال بوركهارت Burckhardt في ميدان تاريخ الحضارة، وفولفلين Wölfflin في تاريخ الفن، وإرنست Ernst في الأدب المقارن، وريشنر Rychner وشتايغر Staiger وشميد Schmid وفيبر Weber في تاريخ الأدب والنقد في القرن العشرين.

من ناحية أخرى لم يكن للحركات الأدبية الألمانية المتطرفة مثل «العاصفة والاندفاع» أو «الطبيعية الدوغمائية» أو «التعبيرية» أثر محسوس في سويسرا، لكن عشق الحقيقة غير الوعظي تسرب إلى أعمال بريكر Bräker في القرن الثامن عشر، وأعمال الكاتبين الواقعيين غوتهلف وكيلر في القرن التاسع عشر، في حين كانت قصص كونراد ماير أقرب إلى الرمزية المنفلتة من قيود الزمن. وعند منعطف القرن العشرين كانت روح قصص شبيتلر معارضة للسائد المهيمن، في حين رسم فالزر في رواياته منحنى التدهور المتولد عن زلزال الحرب العالمية الأولى، وإن كانت أهمية أعماله لم تكتشف إلاّ ما بعد الحرب العالمية الثانية. وعلى الرغم من الأزمات المعقدة التي عانتها سويسرا إثر كل حرب عالمية، مع وقوفها على الحياد، فقد حاول عدد كبير من أدبائها الحفاظ على الجوهر السويسري الصامد، من مثل فِـــدرر H.Federer وبوسهارت J.Bosshart وموزر H.A.Moser وغوغنهايم K.Guggenheim وريغينا أولمن R.Ullmann وسيسيل لاوبر C.Lauber على صعيد الرواية، وتسولينغر A.Zollinger ويكلِه E.Jaeckle على صعيد الشعر، وهوم R.J.Humm وبورر J.Buhrer على صعيد القصة، وعلى صعيد الرواية البوليسية الملتزمة، كما في أعمال غلاوزر F.Glauser.

كان العام 1945 منعطفاً حاداً في الساحة الأدبية والفنية حتى في سويسرا المحايدة. وفي مرحلة ما بعد الحرب امتداداً إلى السبعينيات انشغلت هذه الساحة بالقضايا التي طرحتها الأعمال المسرحية والروائية لماكس فريش وفريدريش دورنمات اللذين ترجمت أعمالهما إلى لغات عدة، منها العربية. وقد عالجا في أعمالهما مسألة مسؤولية الفرد تجاه السلطة والمجتمع، والموقف من تطور العلوم المتسارع والخطير، والإشكاليات المتولدة عن الحرب الباردة بين المعسكرين الشيوعي والرأسمالي وانعكاساتهما على الفرد، فكانا من أقطاب الأدب الملتزم سياسياً في تلك الحقبة، فأثرا في الجيل الشاب من الروائيين والقصاصين السويسريين من أمثال فالتر O.F.Walter ولوتشر H.Loetscher وموشغ A.Muschg الذين عالجوا بأشكال مختلفة موقع سويسرا في سياق حركة الحداثة. كما برز جيل مواز دخل حقل التجريب والتجديد على مستوى الشكل الفني واللغة، من مثل بيكسِل P.Pichsel وغرترود لويتْنغّر G.Leutenegger وإريكا بدرِتّي E.Pedretti في الرواية، وإريكا بوركارت E.Burkart والراهبة سيليا فالتر S.Walter في الشعر، وماير H.Meier في المسرح.

إن السمة البارزة للأدب السويسري الناطق بالفرنسية منذ القديم هي التوتر القائم بين المحلية والعالمية. وفي بداياته كان هذا الأدب متأثراً بعمق بالحركة الكالفينية [ر: كالڤين]. وفي القرن الثامن عشر حتى بدايات القرن التاسع عشر حقق هذا الأدب مكانة أوربية بأعمال روسو ومدام دي ستال وكونستان دي ربيك B.Constant de Rebecque، إذ امتلأت أعمالهم بإحساس جديد بالطبيعة وبروح ليبرالية اخترقت إطار المحلية الضيقة إلى رحاب العالمية. وتتسم أعمال دي مورالت B. de Muralt وفون بونْستِتّن K.V.Bonstetten وبريدل Ph. S. Bridel بموضوعات ذات طابع سياسي- ثقافي. وفي القرن التاسع عشر ظهرت كتابات تحليلية نقدية لدى فينيه A.Vinet وآميل H.F.Amiel، وفي القرن العشرين مع رامبرت Rambert ومونييه M.Monnier وغوديه Ph.Godet وسايبل P.Seippel. ويُعد توبفر P.Topffer ومونييه Ph.Monnier ورود E.Rod من أهم كتاب القصة في تلك المرحلة، إلى جانب أوليفييه J.Olivier وفارنري H.Warnery من الشعراء. أما القرن العشرون فقد شهد تحولاً على صعيد الوعي اللغوي والفني كما لدى جماعة «الشراع اللاتيني» Voile Latine وجماعة «دفاتر مقاطعة فود» Cahiers vaudois، كما ارتقى الكاتب راموز C.F.Ramuz بالرواية المحلية إلى مستوى عالمي، وكان إلى جانبه في هذه الجهود غيليارد E.Gilliard ومونيك سان ـ هيلييه M.Saint-Helier. وبرز على صعيد الشعر كل من سبيس H.Spiess وبياشو R.L.Piachaud ورنْفر W.Renfer الذين تميزت قصائدهم بذاتية فردية متنوعة، في حين اتسمت أشعار سندرار B.Cendrars بروح طليعية عالمية منفتحة. كما امتدت تقاليد النقد الأدبي والدراسات التحليلية مع كتّاب من مثـل ريموند M.Raymond ومِركانتون I.Mercanton وأيغلـْدينغر M.Eigeldinger ودي رينولد G. de.Reynold. كما برز من منطقة فاليه Valais على صعيد المسرح الشعبي موراكس R.Morax وغوليس L.Gaulis وفيدلي W.Weideli.

لا يمكن الحديث عن أدب سويسري ناطق بالإيطالية إلاّ منذ عام 1803 حين أُعلنت تِسين Tessin جمهورية ذات سيادة وكانتوناً في الإتحاد السويسري. وفي القرن التاسع عشر غلبت في الساحة الثقافية الدراسات السياسية والتاريخية. واشتهر آنذاك الباحث الأدبي سكاراتِسيني G.A.Scarazzini الذي حقق تراث دانتي إلى جانب سالفيوني C.Salvioni الذي وضع قاموس المفردات الإيطالية السويسرية. وفي القرن العشرين حقق الشاعر والقاص كييزا F.Chiesa شهرة تعدت حدود أوربا. وبصفته مدافعاً عن إيطالية تِسين فقد ترك أثراً جلياً في دراسات كل من ينّر A.Janner وغَلغاري G.Galgari مؤسس مجلة «سويسرا الإيطالية» (1941ـ 1962) Svizzera Italiana. وعلى مستوى الكتّاب الشباب في النصف الثاني من القرن العشرين برز في القصة بونالومي G.Bonalumi و فيليبيني F.Filippini وفي الشعر أبونديـــو V.Abbondio وأوريللي G.Orelli.

فيما يتعلق بأدب لغة الرومانش الموزعة سياسياً بين شمالي إيطاليا وجنوبي شرقي سويسرا والمشتتة بين لهجات متعددة، لم تنشأ كتابة موحدة تجمع شتات النتاج الأدبي والفكري، بل ظهرت أشكال متباينة من صيغ الكتابة لكل لهجة. ولكن يمكن ذكر جيان ترافرس Gian Travers بملحمته ومسرحياته مؤسساً للهجة إنغادين Engadin الجنوبية في القرن السادس عشر. ولقرنين تاليين انشغل الأدب بموضوعات دينية، إلى أن ظهرت بدايات أدب دنيوي عام 1845 في قصائد كونرادين دي فلوجي Conradin de Flugi، تلته أسماء الشعراء كاديراس Caderas.. وبيدر لانسل Peider Lansel ثم أندري بير Andri Peer وجيون دبلازِس Gion Deplazes.

وفي اللهجة السورسلفية Surselva كان ستيفان غابرييل S.Gabriel رائد الكتابة في القرن السابع عشر، وفيها برز شعراء مهمون من أمثال موت G.C.Mouth وجيان فونتانا Gian Fontana في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ولوتسا A.Lozza في النصف الأول من القرن العشرين. وفي هذه اللهجة أيضاً كتبت وعرضت مسرحيات لافتة ذات موضوعات تاريخية وإنجيلية لكل من فلورين كماتياس Flurin Camathias وفينتسنز A.Vinzens في النصف الثاني من القرن العشرين أيضاً.

نبيل الحفار

 

 

 

 


التصنيف : الآداب الجرمانية
المجلد: المجلد الحادي عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 366
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1061
الكل : 58492254
اليوم : 64768

إدريمي

إِدريمي   إِدريميّ Idrimi ملك كنعاني حكم منطقة في شمال غربي سورية تدعى «موكيش» وعاصمتها مدينة ألالاخ [ر] (تل العطشانة اليوم) التي تقع عند مجرى نهر العاصي الأسفل قرب مدينة أنطاكية [ر]. بعد أن حكم هذا الملك ثلاثين عاماً تقريباً (نحو سنة 1500 ق.م) أمر بتدوين سيرة حياته الذاتية على تمثاله الذي عثر عليه محطماً عام 1939 في معبد مدينة ألالاخ داخل حفرة في أرضية غرفة قرب المعبد في الطبقة الأولى. وكان التمثال منصوباً في الأصل داخل المعبد, وهو من الحجر الأبيض طوله متر واحد. ويبدو الملك فيه رجلاً طاعناً في السن متربعاً على عرشه والتمثال موجود اليوم في المتحف البريطاني.
المزيد »