logo

logo

logo

logo

logo

أبو زيد الانصاري

زيد انصاري

Abu Zayd al-Ansari - Abu Zayd al-Ansari

أبو زيد الأنصاري

(119 ـ 215هـ/ 737 ـ 830م)

 

سعيد بنُ أوس بن ثابت بن بشير المعروف بأبي زيد الأنصاري، أحد أئمة الأدب واللغة، عربيٌّ أصيل النسب من قبيلة الخزرج المدنية. ذكر ابن الجزريّ أنه ولد سنة عشرين ومئة في خلافة هشام بن عبد الملك، وكانت وفاته في البصرة، فهو من المعمَّرين. نشأ على تعلم القرآن وحفظ الحديث ورواية الشعر والأدب من مهد الجزيرة العربية برفقة ثلاثة من أهل العلم: النضر بن شميل[ر] وأبو محمد اليزيدي والأصمعي[ر]، تلقوا عن أعراب مضر: عقيل وقشير. أكمل تحصيله العلمي في المسجد الجامع بالبصرة الذي كان معيناً للعلم لا ينضب، وتنقل بين حلقات العلماء في القراءات والتفسير والحديث والفقه والنحو واللغة والأدب. نشأ في أسرة علمّية رفيعة، فأبوه أوس من رجال الحديث ثقة مأمون، وجدُّه ثابت صحابي جليل، شهد غزوة أحد، وهو أحدُ الستة الذين جمعوا القرآن على عهد رسول اللهr، وحدَّثّ الأنصاري عن عمرو بن عبيد[ر] (ت144هـ) وأبي عمرو بن العلاء[ر] (ت154هـ) وعيسى ابن عمر[ر] (ت149هـ) وغيرهم من أعلام اللغة والنحو.

تصدّر أبو زيد الأنصاري للتدريس والإفادة في مناحٍ متعددة من العلوم، وسمع منه كبار العلماء كابن اليزيدي وسيبويه[ر] وابن السكيت[ر] والرياشي والبزاز وخلف الأحمر[ر] والجاحظ[ر]، وروى عنه أبو عثمان المازني النحوي وأبو عبيد القاسم بن سلاّم[ر]، ومحمد بن سعد الكاتب وأبو حاتم السجستاني[ر] وأبو حاتم الرازي[ر]، وجمع غفير من أثبات أهل العلم واللغة والأدب.

أثرى أبو زيد الأنصاري المكتبة العربيةَ بخمسين مؤلفاً في مختلف الاتجاهات التي وُجِدَت في عصره لدى علماء العربية؛ منها رسائل لغوية، ومنها ما يتصل بعلوم القرآن والحديث واللغة والأدب، وكلّها تدل على مجهود كبير وعمل دائب. وكتبه أكثرها مفقود لا يُعرف عنها أكثر من أسمائها، وإشارات غاية في الإيجاز حفظتها لنا كتب الطبقات والرجال والفهارس. من كتبه اللغوية «الإبل والشاه»، «التثليت»، «خلق الإنسان»، «الصفات»، «فعلت وأفعلت»، «اللامات كتاب اللغات»، «المصادر»، وأشهر كتبه «النّوادر»، الذي يعّد أصلاً من أصول المؤلفات اللغوية، ومرجعاً يفيد الباحثين أجل فائدة، ووصفه الأزهري بقولـه: «هو كتاب جامع للغرائب الكثيرة والألفاظ النادرة، والأمثال السائرة، والفوائد الجمّة». سجل أبو زيد الأنصاري في هذا الكتاب شرحاً لغوياً للشعر العربي القديم، بيّن المعاني الدقيقة للألفاظ، وتتبَّع الروايات الموثقة. وتوجَّه للإعراب ولبيان أوجه الصرف وبعض أمور البلاغة، مستعرضاً تفسير بعض الآيات والأحاديث ومورداً مقطعات شعرية مختارة، مبرزاً أخبار شعرائها وأنسابهم وما سمعه من فصحاء العرب على اختلاف قبائلهم ولهجاتهم. والكتاب بهذه المزايا يعدُّ مصدراً مهماً لدراسة لهجات القبائل العربية وخصائصها.                   

ولأبي زيد الأنصاري في الدراسات القرآنية كتاب «معاني القرآن» و«لغة القرآن و«قراءة أبي عمرو»، وفي غيرها لـه كتاب «غريب الحديث»، و«البيان»، و«تخفيف الهمز»، و«الجمع والتثنية»، و«المقتضب» و«الهمز»، و«الأمثال».

اختلف إلى مجلس أبي زيد الأنصاري كثير من رواد العلم يأخذون عنه ويعترفون لـه بالتقدّم والفضل. قال القفطي: كان أبو زيد ثقةً، وكان عالماً بالنحو. وقال المازني: «كنّا عند أبي زيد، فجاء الأصمعي فأكبّ على رأسه وجلس وقال: هذا عالمنا ومعلمنا منذ عشر سنين». وقال عنه السيوطي: «أحفظ الناس للغة بعد أبي مالك وأوسعهم رواية وأكثرهم أخذاً عن البادية».

كان أبو زيد الأنصاري وقوراً محترماً و بلغ مرتبة عالية في مجالات اللغة والأدب في العصر العباسي الأول.

أيمن الشوا

مراجع للاستزادة:

 

ـ جمال الدين علي بن يوسف القفطي، إنباه الرواة على أنباه النحاة، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم (الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة)

ـ شمس الدين محمد بن محمد الجزري، غاية النهاية في طبقات القرّاء، نشره ج. برجستراسر (دار الكتب العلمية، بيروت 1982).

ـ محمد عبد القادر أحمد، أبو زيد الأنصاري، ونوادر اللغة (مكتبة النهضة المصرية، القاهرة 1980).


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد العاشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 497
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1038
الكل : 58492868
اليوم : 65382

الضابطة الإدارية

الضابطة الإدارية   الضابطة الإدارية La police administrative هي مجموعة الموظفين العموميين الذين ينهضون بعبء القيام بمهام الحفاظ على النظام العام L’order public، ومن ثم فإن نشاط الضابطة الإدارية إنما هو نشاط وقائي مخصص الهدف، ذو حدود وضوابط، تمارسه الإدارة العامة باستخدام أعمال قانونية ومادية
المزيد »