logo

logo

logo

logo

logo

الطوسي (محمد بن محمد-)

طوسي (محمد محمد)

Al-Tusi (Mohammad ibn Mohammad-) - Al-Tusi (Mohammad ibn Mohammad-)

الطوسي (محمد بن محمد ـ)

(597 ـ 672هـ/1200ـ 1273م)

 

نصير الدين أبو جعفر محمد بن محمد بن الحسن. عالم موسوعي شملت علومه الرياضيات والفلك والفيزياء والموسيقا والجغرافيا والفلسفة والمنطق والفقه وعلوم الدين، ولهذا عرف بالعلامة الحكيم الفيلسوف أستاذ الحكماء والمتكلمين، ويَعُده بروكلمان من أشهر علماء القرن السابع.

ولد في مدينة طوس في خراسان وبدأت دراسته الأولى فيها في علوم اللغة، صرفها ونحوها وآدابها، والحديث، بعد حفظه للقرآن على والده. وكان لوالده أثر في دراسته وتوجيهه الوجهة العلمية. فاتجه الطوسي إلى دراسة الرياضيات على كمال الدين محمد المعروف بالحاسب، ثم درس المنطق والحكمة على خاله فاضل بابا، والموسيقا على كمال الدين بن يونس الموصلي وعلى شيوخ آخرين كثيرين، ثم سافر إلى نيسابور التي كانت مدينة العلم والعلماء في عصره، وفيها حضر مجالس شيوخها،وكان منهم سراج الدين القمري وقطب الدين السرخسي.

نبغ في علومه وتفوق على أقرانه وغدا من المبرزين بعد ستة أعوام من دراسته في نيسابور التي تخرج منها عمر الخيام وحسن الصباح الفلكي.

في هذه الآونة العصيبة من تاريخ نيسابور وبلاد الشرق إثر اجتياح المغول بقيادة جينكيز خان البلاد في الغرب الإسلامي، انهارت أمامهم كل مقاومة، ودخلوا نيسابور التي هرب منها الطوسي والتجأ إلى قلعة الإسماعيليين (ألموت)، التي اجتاحها المغول بقيادة هولاكو مع بقية قلاع الإسماعيلية. وأدت هذه الانتصارات إلى وقوع الطوسي في قبضة هولاكو الذي عرف قدره ومكانته، وخاصة الفلكية التي كان هولاكو من عشاقها،ولذلك كان من أقرب الناس إليه، ففوضه بدراسة أمر أوقاف البلاد وضبطها وصرفها على إقامة المدارس والمعاهد العلمية، مما دفع الطوسي إلى القيام بأهم أعماله وآثاره العلمية، فأقنع هولاكو بإقامة مرصد في مدينة مراغه جمع فيه معظم علماء عصره ومن كل البلاد العربية والإسلامية، وقد ضم هذا المرصد كل آلات الرصد، إضافة إلى علماء كان منهم المؤيد العرضي من دمشق، والفخر المراغي من الموصل، والفخر الخلاصي من تفليس، ومحيي الدين المغربي من حلب، والنجم دبيران القزويني. وفي هذا المرصد قام بأهم أعماله الفلكية غير المسبوقة وأظهر خطأ أربعين دقيقة في موضع الشمس في أول السنة على حساب الأزياج السابقة.

وفي مراغه استطاع أن يجمع من مكتبات معظم البلدان العربية والإسلامية أعظم مكتبة تكونت في عصره قيل إن عدد مخطوطاتها بلغت 400 ألف مجلد. ووضع الطوسي رواتب لكل موظف في هذه المكتبة. توفي نصير الدين الطوسي في بغداد التي كان يتردد عليها كثيراً والتي شهد سقوطها بيد المغول عام 656هـ/ 1258م ودفن في المشهد الكاظي.

مآثر الطوسي ومنجزاته: يقول جورج سارطون :إن الطوسي من أعظم علماء الإسلام ومن أكبر رياضييهم فهو:

1ـ أول من فصل علم المثلثات عن الفلك وجعله علماً مستقلاً بذاته كما يظهر ذلك في كتابه «شكل القطاع».

2ـ وأول من استخدم حالات المثلث الكروي القائم الزاوية وبرز ذلك في كتابه «شكل القطاع».

3ـ وأول من تعمق في دراسته (للمسلمة الخامسة ومسلمة التوازي) من أصول إقليدس Euclid وبهدف وضع تقييم لما يُعرف بالهندسة الإقليدية.

4ـ وأبدع قولاً يقول فيه «إن مجموع عددين كل منهما فردي لايكون عدداً مربعاً» مما مهد الطريق أما م علماء الرياضيات إلى تحليل المتواليات العددية والهندسية.

5ـ نقد الأساس في هيئة بطليموس Ptolemy. مما دفعه لوضع نظام جديد مبسط لهيئة العالم، كان تمهيداً لكوبر نيقوس Copernicus العالم الفلكي لتقديم اقتراحات جديدة لهيئة العالم، كما برز ذلك في كتابه «التذكرة النصيرية».

بلغت مؤلفات الطوسي وكتبه بالعربية والفارسية نحو(186) مؤلفا،ً منها (18) كتاباً في الرياضيات، و(24) كتاباً في الفلك، و(18) كتاباً حررها وترجم بعضها، و(26) كتاباً في علوم الضوء والطبيعة والأصول والميراث والفلسفة وعلم الكلام والموسيقا وغيرها.

مؤلفاته الرياضية:

ـ كتاب «شكل القطاع»: وهو من أهم كتبه الرياضية،ترجمه بعض علماء الغرب إلى اللاتينية والإنكليزية، واعتمدوا عليه لقرون عدة مصدراً لدراسة ما جاء فيه من دراسة عميقة وجديدة عن المثلثات الكرية والمستوية، وقد ترجمه إلى الفرنسية وطبعه ألكسندر ثيودوري Alexander Theodore بالاعتماد على نسخة خطية في خزانه أدهم باشا عام 1309هـ/1891م، له نسخة خطية أيضاً في المتحف العسكري باصطنبول بعنوان «كشف القناع عن أسرار الشكل المعروف بالقطاع» مودعة في خزانة السلطان محمد الفاتح.

ـ مقالة يبرهن فيها الطوسي (أن مجموع مربعي عددين فرديين لايمكن أن يكون مربعاً كاملاً).

ـ رسالة في الجبر والمقابلة لها نسخ خطية في المكتبة الظاهرية بدمشق تشتمل على بعض الأشكال الهندسية. ومكتبة النجف وفي مشهد علي والمشهد الرضوي بالعراق.

ـ كتاب «جوامع الحساب بالتخت والتراب» ويحتوي لأول مرة على شرح لاستخراج الجذور العليا، وسبق باسكال Pascal (ت1662) في نظرية ذات الحدين ومثلثه، له نسخة خطية في مكتبات اصطنبول وطهران والاسكوريال بعنوان (مختصر مرسوم بجوامع الحساب بالتخت والتراب).

ـ كتاب «تسطيح الأرض وتربيع الدائرة».

ـ رسالة في الهندسة: بالفارسية لها نسخة خطية في المكتبة الأحمدية بحلب وفي جامعة برنستون.

ـ الرسالة الشافية عن الشك في الخطوط المتوازية.

ـ كتاب «المتوسطات بين الهيئة والهندسة».

ـ كتاب في «مساحة الأشكال البسيطة والكروية»، نسخته الخطية في اصطنبول.

ـ كتاب في «تجريد الهندسة».

مؤلفاته في الفلك:

ـ «التذكرة النصيرية في الهيئة» أو «التذكرة في علم الهيئة»: وفيها يقترح الطوسي نظاماً بسيطاً للكون يختلف عن نظام بطلميوس مع نقده لبطلميوس ونظامه.كما تحتوي على حجوم لبعض الكواكب وأبعادها. نسخها الخطية في المكتبة الأحمدية بحلب وخزانة أوقاف بغداد.

ـ شرح تذكرة قطب الدين الشيرازي بعنوان «التحف الشاهية».

ـ «البارع في علوم التقويم وحركات الأفلاك وأحكام النجوم ودلائل محالها واختلاف المطالع والبلدان».

ـ «رسالة مختصرة في معرفة التقاويم».

ـ «الشجرة شرح الثمرة» لبطلميوس الحكيم في علم أحكام النجوم.

ـ المدخل إلى علم النجوم.

ـ كتاب في «علم الهيئة».

ـ رسالة في العمل بالآلة بالاسطرلاب.

ـ «الزيج الايلخاني»: بالفارسية من أربع مقالات، الأولى: في معرفة التواريخ، والثانية: في معرفة حركة النجوم، والثالثة: في معرفة الأوقات، والرابعة: في أعمال النجوم وجدول حركات الكواكب. اعتمدت عليها جامعات أوربا في بحوثها الفلكية.

ـ أصدرت دائرة المعارف بحيدر آباد عام 1939عدداً من الرسائل والكتب التي حررها الطوسي منها:

ـ رسالة في تحرير ظاهرات الفلك لإقليدس.

ـ تحرير «المجسطي»: والمرجح أنه أول كتاب ترجمه وانتقده واستعرض فيه الطوسي مجمل علم الفلك، وقدم فيه اقتراحاً لنظام جديد أبسط من نظام بطلميوس Ptolemy في كتابه «المجسطي».

ـ تحرير كتاب أرسطارخُس Aristarchus في جرمي النيرين وبُعدهما، ويتألف من سبعة عشر شكلاً.

ـ تحرير أصول الهندسة والحساب لإقليدس، أو تحرير أصول إقليدس، وقد حصلت مطبعة الكردينال فرنندو دي ميدتشي F.De.Medici عام 1588على امتياز من السلطان مراد الثالث العثماني لطبعه بعنوان لاتيني

- Euclidis Elementorum Libri trdecim.

- Extraditione doctissimi Nasiridini.

- Tusini nunc cum Licentia Primum arabice impressi Romae fol Typographia Medicea MDXCIV cum Licentia Superiorum.

طُبع على الحجر في كلكتا (1842)، وفي ليدن (1657)، وفي فاس (1876)، وفي اصطنبول (1801)، نسخه الخطية في دمشق (في المكتبة الظاهرية) وحلب (المكتبة الأحمدية) والمدينة (مكتبة عارف حكمت) وبغداد (مكتبة الأوقاف) والاسكندرية (البلدية) واصطنبول (مكتبة طوبقابي سراي) وجامعة كولومبيا. ولهذا التحرير شرح للشريف الجرجاني وآخر لقاضي زاده.

وهناك مؤلفات للطوسي في علوم مختلفة مثل: كتاب في «تحرير المناظر في الضوء»، ورسالة في انعكاس الشعاع وانعطافه، ونبذة في علم الموسيقا، ورسالة في بقاء النفس بعد بوار البدن، وشرح الرسالة المسماة «إثبات العقل» للفارابي في الفلسفة.

زهير حميدان

 مراجع للاستزادة:

 

ـ محسن الأمين، أعيان الشيعة،تحقيق وإخراج حسن الأمين (دار التعارف للمطبوعات، بيروت 1406هـ/1986م).

ـ قدري حافظ طوقان، العلوم عند العرب (مكتبة مصر، بدون تاريخ).

ـ عبد الرحمن بدوي، موسوعة المستشرقين (دار العلم للملايين، بيروت 1984م).

ـ زهير حميدان، أعلام الحضارة العربية الإسلامية في العلوم الأساسية والتطبيقية (منشورات وزارة الثقافة، دمشق 1995).


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الثاني عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 644
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1051
الكل : 58492128
اليوم : 64642

بورجيزيه (جوزيبه أنطونيو)

بورجيزيه (جوزيبه أنطونيو ـ) (1882 ـ 1952)   جوزيبه أنطونيو بورجيزيه Giuseppe  Antonio  Borgese مؤرخ أدب وباحث في علم الجمال وروائي وشاعر إيطالي، ولد في إحدى ضواحي مدينة بالرمو Palermo ونال درجة الدكتوراه في الآداب من جامعة فلورنسة (1903) Firenze ثم شغل بين عامي 1910 و1930 منصب أستاذ الأدب الألماني في جامعتي رومة وميلانو، كما درّس فيهما علم الجمال.
المزيد »