logo

logo

logo

logo

logo

طلحة بن عبيد الله القرشي

طلحه عبيد الله قرشي

Talha ibn Abid Allah al-Kurashi - Talha ibn Abid Allah al-Kurashi

طلحة بن عبيد الله القرشي

(28 ق. هـ ـ 36 هـ/596 ـ 656 م)

 

أبو محمد طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تَيْم بن مُرَّة بن كعب بن لؤي القرشي التيمي القرشي المدني، يلتقي مع رسول اللهr في مُرَّة بن كعبٍ، وأمُّه الصَّعْبة بنت الحضرمي أُخت العلاء بن الحضرمي أَسْلمت.

صحابي قديم الإسلام، وكان أحد الخمسة الذين أسلموا على يد أبي بكر الصديق، وثامن السَّابقين إلى الإسلام، وأحد العشرة المبشرين بالجنَّة، وسادس أصحاب الشورى، وكان من الشجعان الأجواد، موصوفًا بالحكمة والمروءة، وقد ذكر قصة إسلامه، فقال: حضرت سوق بُصرى، فإذا راهب في صومعته يقول: سلوا أَهل هذا الموسم هل فيهم أَحدٌ من أهل الحَرَمِ؟ فقلت: نعم أنا، قال: هل ظهر أحمد؟ قلت: ومن أحمد؟ قال: ابن عبد الله بن عبد المطلب، هذا شَهْرُه الذي يخرج فيه، وهو آخر الأنبياء، مَخْرجُه من الحرم ومهاجره إلى نخل وحَرَّة سِباخ، فإِيَّاك أنْ تُسبق إليه، قال طلحة: فوقع في قلبي ما قال، فقدمت مكة فقلت: هل كان مِنْ حدَث؟ قالوا: نعم، محمدُ بن عبد الله الأمين تنبأ وقد تَبِعَه ابنُ أبي قحافة، فخرجْتُ سريعًا حتى قَدِمْتُ على أبي بكر فأَخبرته بما قال الرَّاهب، فخرج أبو بكر حتى دخل على رسول الله r فأَخْبَره، فسُرَّ بذلك، وأسلم طلحة، ولما خرجا من عند النبيr رأهما نوفل بن حارث فأمسكهما وأوثقهما في حبل واحد، فلذلك سُمِّيا (القرينين)، ولكن اضطهادهما لم يطل مداه إذ سرعان ما خجلت قريش من نفسها، وخافت عاقبة عملها.

ولما هاجر طلحة إلى المدينة المنورة نزل على خُبَيْب بن إِساف، وقيل: بل نزل على أسعد بن زرارة، ولما وصل رسول اللهr وآخى بين المهاجرين والأنصار، آخى بينه وبين كعب بن مالك.

شهد المشاهد كلَّها مع رسول اللهr إلا غزوة بدرٍ الكبرى، فإنَّه بعثه رسولُ الله قبل الموقعة بعشرة أيام مع سعيد بن زيد إلى طريق الشام يتحسس خبر أبي سفيان والعِيْرَ، فلم يرجع من مهمته تلك إلا بعد رجوعِ رسولِ اللهr  من بدرٍ، فكلَّم رسولَ اللهr في سهمٍ له، فقال له رسول اللهr: «لك سهمك» قال: وأَجري يا رسول الله؟ قال: «وأجرك».

وأما يوم أُحُدٍ فقد أبلى بلاءً حسنًا، حتى كان أبو بكر إذا ذُكِر يوم أُحد يقول: ذاك يومٌ كلهُّ لطلحة، وجعل يومئذ نفسه وقايةً لرسول اللهr، وكان طلحة يقول:«لقد جُرحت يوم أُحد في جميع جسدي»، وبلغ عدد جراحاته يومها بضعًاً وعشرين جراحة، وقد قال النبيr: «أوجبَ طلحة» لحسن صنيعه في ذلك اليوم، وشهد باقي المشاهد بعدها.

ولجوده وكرمه لُقِّبَ: طلحة الجود، وطلحة الخير، وطلحة الفياض، وهي ألقاب لقَّبه بها رسول اللهr في مناسبات مختلفة، وكانت له تجارة وافرة مع العراق، ولم يكن يدع أحداً من بني تَيْم عائلاً إلاَّ كفاه مؤونته ومؤونة عياله ووفَّى دَيْنَه. ومن أخبار جوده أنه باع أرضًا بسبعمئة ألفٍ، فبات تلك الليلة كلَّها ورُسُله تختلف إِلى فقراء أهل المدينة فما أصبح وعنده منها درهم، وفدى عشَرَة من أسارى بدر بماله، وجاءه أعرابي وتقرَّب إليه برحم، فقال: إنَّ هذه الرحم ما سألني بها أحد قبلك، ولي أرض قد أعطاني فيها عثمان بن عفان ثلاثمئة ألفٍ، فإِنْ شِئْت الأَرض وإِنْ شِئْت الثَّمن؟ فقال: الثَّمن، فأعطاه.

قُتِلَ يوم الجمل، وكان خرج مع السيدة عائشة، وله يوم قُتِلَ أربع وستون سنة، وقيل: اعتزل يوم الجمل في بعض الصفوف، فَرُمِيَ بسهم فقطع من رِجْله عِرْق النَّسا، فلم يزل دمه ينزف منه حتى مات، ودفن بالبصرة، وكان له يوم استشهد عشرة أولاد، أشهرهم موسى كان يقال له المهدي لفضله، من المحدِّثين الثِّقات توفي سنة 106هـ، ويعقوب قتل يوم الحَرَّة صبْرًا سنة 63هـ.

بديع السيد اللحام

 الموضوعات ذات صلة:

 

أبو بكر الصديق ـ غزوة أحد ـ غزوة بدر ـ عائشة ـ عثمان بن عفان ـ العلاء بن الحضرمي.

 

 مزاجع للاستزادة:

 

ـ علي بن محمدبن الأثير الجزري، أسد الغابة في معرفة الصحابة (كتاب الشعب، القاهرة د.ت).

ـ أحمد بن علي ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة (دار الكتاب العربي، بيروت د.ت).

ـ يوسف أبو عمر بن عبد البر الأندلسي، الاستيعاب في أسماء الأصحاب (مطبوع بذيل الإصابة).

ـ محمد بن يوسف الصالحي الشامي، سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (دار الكتب العلمية، بيروت د.ت).


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الثاني عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 598
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1044
الكل : 58481206
اليوم : 53720

العجائبي

العجائبي   العجائبي Fantastic مفهوم نقدي يتعلق بالسرد الحكائي. تزايد الاهتمام به منذ أن أفرد له الناقد البلغاري (ترفيتان تودوروف) كتاباً خاصاً ظهر بالفرنسية عام 1970بعنوان: Introduction á la Littérature Fantastique. ثم صدرت للكتاب، عام 1973، ترجمة إنكليزية قام بها (ريتشارد هاورد) بعنوان: The Fantastic:A Structural Approach to a Literary Genre، على حين ظهرت الترجمة العربية الكاملة للكتاب سنة 1994بعنوان: «مدخل إلى الأدب العجائبي» للصدّيق بوعلام. وإحالة المفهوم إلى تودوروف لاتعني أن الاهتمام بالعجائبي كان بدعاً له دون من سبقه من الدارسين، ولكن اهتمامه به ودراسته إياه دراسة تفصيلية  تميّزه من المفهومات القريبة منه، وتجعل منه جنساً أدبياً مستقلاً، ممّا جعل من الممكن، إن لم يكن من الواجب، أن يعد تودوروف مفصلاً في تاريخ تطور هذا المفهوم.
المزيد »