logo

logo

logo

logo

logo

الطحاوي (أحمد بن محمد)

طحاوي (احمد محمد)

Al-Tahawi (Ahmad ibn Mohammad-) - Al-Tahawi (Ahmad ibn Mohammad-)

الطَّحاوي (أحمد بن محمد)

(239 ـ 321هـ/853 ـ 933م)

 

أبو جعفر أحمدُ بنُ محمدٍ بنِ سلامة الأزْدِيُّ الحَجْري، الفقيهُ المحدِّثُ، الحافظُ. انتهت إليه رئاسة الحنفية بمصر. وهو من طبقة المجتهدين المنتسبين.

والطحاويُّ نسبةً إلى «طحا» وهي قريةٌ بصعيد مصر. ولد فيها، والأزْدِيُّ الحَجْريُّ نسبةً إلى حَجْرِ الأزد.

استمد ثقافته الأُولى من أسرته العلمية، فأبوه من أهل العلم والأدب، وأمهُ معدودةٌ في أصحاب الإمام الشافعي الذين يحضرون مجلسَهُ، وخالُهُ أبو إبراهيمَ إسماعيلُ بنُ يحيى المُزَنيُّ أفقهُ أصحابِه. التحق في بداية تحصيلهِ بالإمام أبي زكريا يحيى بنِ محمد بنِ عَمْروس فحفظ القرآن وتأدَّبَ عليه.

تفقّه أولاً على خاله المُزَنيِّ وسمعَ منه مروياته عن الشافعي، وكان على مذهبِهِ ثم تحوّل إلى مذهب الحنفية في سن العشرين من عمره. قالَ محمدُ بنُ أحمدَ الشُّرُوطي: «قلتُ للطحاويِّ: لِمَ خالفتَ خالكَ واخترتَ مذهبَ أبي حنيفةَ ؟ فقال: لأني كنتُ أرى خالي يُديمُ النظرَ في كتب أبي حنيفة فلذلك انتقلتُ إليه». وذكر بعضُهم وجهاً آخر فقال: كان يقرأ على المُزَنيِّ فقال له يوماً: والله لا جاء منك شيءٌ، فغضب من ذلك وانتقل إلى أبي جعفر بنِ أبي عمران، فلما صنّفَ مختصَرَهُ قال: رحم اللهُ أبا إبراهيم، لو كان حياً لكفّر عن يمينه.

رحل إلى الشام سنة 268هـ بتكليفٍ من والي مصر أحمدَ بنِ طولون بشأن وثيقة الأحباس التي اعترض عليها أبو جعفر؛ وقال: فيها غلط، وكان قد تولّى كتابتها لابن طولون قاضي دمشق أبو خازم عبدُ الحميدُ بنُ عبد العزيز، فلقيَهُ وسمع من طريقهِ فقهَ أهل العراق عن عيسى بنِ أبان عن محمد بنِ الحسن الشيباني صاحبِ الإمام أبي حنيفة. وسمع أيضاً ببيت المقدس وغزة وعسقلان. وعاد إلى مصر سنة 269هـ فقرَّ بَهُ ابن طولون وشرَّفه. وتظلّم له مرةً فأنصفه.

روى عن يونس بن عبد الأعلى، وهارون بن سعيد الأَيْلي، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وبحر بن نصر الخَولاني، وعيسى بن مَثْرود، وإبراهيم بن أبي داود الضريس، وغيرُهم. وروى عنه ابنهُ عليُّ، ويوسف بن القاسم المَيَانَجيُّ، وأبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، وأحمد بن القاسم الخشَّاب، وأحمد بن عبد الوارث الزَّجاج، وآخرون.

ولنبوغه في العلوم وفي مسائل الفقه والشروط والتوثيق والسجلات، مع ما اتّصف به من الأخلاق الفاضلة، حرصَ القضاةُ بمصر على الاستعانة به، فاختارَه القاضي بكّار بن قتيبة كاتباً له، وكذلك القاضي أبو عُبيد اللهِ محمدُ بنُ عَبْدة؛ وقد توثّقت صلتُهُ به حتى استخلفَهُ وجعلَه نائباً عنه. وولي أيضاً منصب الشهادة أمامَ القاضي. وكان الشهود يَنْفَسُون على أبي جعفر بالشهادة لئلا تجتمع له رئاسة العلم وقبول الشهادة، فلم يزل القاضي أبو عبيد عليُّ بنُ الحسين بنِ حَرْب يسعى له بذلك حتى عدّلَه سنة 306هـ.

قال ابنُ عبدِ البَّر: «كان الطحاوي كوفيَّ المذهبِ ـ أي على مذهب الحنفية ـ عالماً بجميع مذاهب الفقهاء». وقال السمعانيُّ: «كان إماماً، ثقةً، ثَبْتاً، فقيهاً، عالماً، لم يُخَلِّفْ مثلَه»، وقال الذهبي: «الإمامُ العلامةُ، الحافظُ الكبيرُ، محدِّثُ الديارِ المِصريةِ وفقيهُهَا» ثم قال: «مَنْ نظر في تواليف هذا الإمام عَلِمَ محلَّهُ من العلم وسَعَة معارفه».

ذكر المؤرخون من تصانيفه ما يربو على الثلاثين منها: «شرح معاني الآثار» وهو أوُّلُ تصانيفه. وهو كتاب نفيسٌ يُطْلعُ القارئ على وجوه الاختلاف، ويُرَبِّي فيه ملكة الاستنباط. طبع مراراً، «شرح مشكل الآثار» وهو آخر تصانيفه. يقول في مقدمته: «نظرت في الآثار المروية عنهr بالأسانيد المقبولةِ التي نَقَلها ذوو التَّثَبُّتِ فيها، والأمانةِ عليها، وحُسْنِ الأداءِ لها، فوجدتُ فيها أشياء مما يَسْقُطُ معرفتُها، والعلمُ بما فيها عن أكثرِ الناسِ، فمالَ قلبي إلى تأمُّلِها، وتبيانِ ما قَدَرْتُ عليه من مشكِلِها، ومن استخراج الأحكام التي فيها، ومن نفي الإحالات عنها». طبع قديماً بالهند وحديثاً بتحقيق وتعليق الشيخ شعيب الأرنؤوط، «مختصر الطحاوي» في الفقه الحنفي. وهو على شاكلة مختصر المُزَنيِّ في مذهب الشافعي. مطبوع، «بيان عقيدة أهل السنة والجماعة» رسالة مشهورة بـ «العقيدة الطحاوية» ذكر فيها المسائل العقدية دون استدلال عليها. حظيت بشهرة واسعة فكثرت الشروح عليها. طبعت مراراً، «الشروط الصغير» طبع بتحقيق روحي اوزجان ببغداد سنة 1974م في مجلدين مذيَّلاً بما عُثِرَ عليه من «الشروط الكبير» لأبي جعفر. وله أيضاً « الشروط الأوسط»، «اختلاف العلماء» مفقود. طبع مختصَرُهُ لأبي بكر أحمد بن علي الجصّاص الرازي في خمسة أجزاء. دراسة وتحقيق عبد الله نذير أحمد بيروت 1416هـ/ 1995م، «أحكام القرآن الكريم» وهو تفسير آيات الأحكام. طبع الجزء الأول والثاني منهُ محققاً في تركية 1414هـ، «السنن المأثورة» (سنن الشافعي): رواية أبي جعفر الطحاوي عن خاله، عن الإمام الشافعي، مطبوع مراراً، «مناقب أبي حنيفة»، «التاريخ الكبير».

توفي ودفن بالقرافة.

أحمد الزبيبي

مراجع للاستزادة:

 

ـ ابن حجر العسقلاني، لسان الميزان (مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت).

ـ ابن خَلِّكان، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، تحقيق إحسان عباس (دار صادر بيروت 1398 هـ/ 1978م).

ـ الذهبي،سير أعلام النبلاء، تحقيق الشيخ شعيب الأرناؤوط وإبراهيم الزيبق (مؤسسة الرسالة، بيروت 1406 ه/ 1986م).


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الثاني عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 541
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1040
الكل : 58480893
اليوم : 53407

الثؤلول

الثؤلول   الثؤلول wart آفة شائعة سليمة غالباً، تصيب الجلد والأغشية المخاطية. ازداد انتشارها في العالم في العقود الثلاثة الماضية دون معرفة السبب الحقيقي لهذا الانتشار، ينجم الثؤلول عن فيروس الثآليل البشرية human wart virus الحاوية على ال(د.ن.ا) D.N.A تنتقل بالعدوى الذاتية والغيرية، بالتماس المباشر أو غير المباشر، ويهيئ للإصابة بها عوامل مختلفة أهمها فرط التعرق والتعطن والرضوض عند ذوي الاستعداد الخاص.
المزيد »