logo

logo

logo

logo

logo

الصابئة

صابيه

Al-Sabe’a - Al-Sabe’a

الصابئة

 

صبأ في لغة العرب: خرج من دين إلى آخر، لذا كانت تقول لمن أسلم: قد صبأ. واستخدمت حنيف مقابل صابئ. (فالحنيف هو الذي يتحنّف أي يميل عن دين آبائه إلى دين إبراهيم) والصابئة، لفظة آرامية مشتقة من فعل صب الماء. وصبأ تعني الاغتسال والتطهير بالماء الجاري.

أما بشرياً فالصابئة، قوم موجودون منذ زمن سابق على الإسلام، وتطلق على أتباع يوحنا المعمدان (النبيّ يحيى)، ويعتقدون بأنه المسيح المنتظر، جاء لتخليص الدين من الأمور الدخيلة، لهذا أطلق عليهم البعض «نصارى يوحنا المعمدان». (يوحنا المعمدان ـ هو النبي يحيى، الذي ولد قبل السيد المسيح بستة أشهر من زكريا وأليصابات «حنة» وهي ابنة عم السيدة مريم العذراء، وعمّد المسيح بنهر الأردن حسب الاعتقاد المسيحي).

عقيدتهم وشريعتهم مزيج مستقى من مصادر متعددة، فتجدهم يلتقون في أمر مع جهة، ويختلفون معها في آخر، مما جعل العلماء والفقهاء يتخبطون في تعريفهم، فمنهم من يقول: إنهم على دين نوح. وقائل: إنهم عدلوا عن اليهودية والنصرانية. وآخر: إنهم فرقتان، عبدة كواكب وعبدة أصنام. ويقول سفيان الثوري (ت 161هـ): بأنهم قوم بين المجوس واليهود والنصارى. وقال بعضهم: هم قوم يشبه دينهم دين النصارى. وعرّفهم بعضهم الآخر: بأنهم كانوا بجزيرة الموصل. يقولون لا إله إلا الله. ولا يؤمنون برسول الله. أما هم فيعتقدون، بأن دينهم أقدم الأديان، حيث أنزل على آدم وحواء. والدراسات الحديثة، تفترض إرجاع أصلهم إلى بدء نشوء المسيحية، وتنعتهم، بأتباع يوحنا المعمدان، وهذا ما تؤكده معتقداتهم.

الصابئة عدة فرق: أصحاب الروحانيات ـ أصحاب الهياكل ـ أصحاب الأشخاص ـ فرقة الحلولية ـ صابئة القرآن، الذين ذكرهم القرآن الكريم بعدة سور (البقرة والمائدة والحج). ففي سورة المائدة: )إن الذين آمنوا والذين هادُوا والصّابئون والنّصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلاخوف عليهم ولاهم يحزنون( (المائدة 69). وصنفهم فقهاء المسلمين أهل شبهة كتاب وصالحوهم على ذلك، وأُعطوا عقود أمان. وخدموا الإسلام عن طريق العلم والسياسة، فكان منهم المترجمون والرياضيون والنباتيون والوزراء، مثل ثابت بن قُرَّه (ت:288) وابنه سنان وأبو اسحق بن هلال وزير الطائع والمطيع وابن وحشية. وكلما كانوا يتعرضون إلى أزمة كانت تشفع لهم علومهم، أما الصابئة الحرّانية فهم الذين كانوا في حرّان، ثم تفرقوا في القرن الحادي عشر بعد استيلاء الفاطميين عليها، فمنهم من تحول إلى المسيحية، ومنهم من أسلم ـ وصابئة البطائح، وهم الباقون حتى عصرنا هذا، ويسكنون جنوب العراق في المناطق المجاورة لنهري دجلة والفرات، لأن طقوسهم الدينية بحاجة إلى الماء الجاري للاغتسال الدائم. معظمهم في البطائح، جنوب العراق في العمارة والناصرية والبصرة وقلعة صالح والحلفاية، والبعض في بغداد والكوت والديوانية وكركوك والموصل، وقسم في إقليم عربستان حول نهر كارون. عددهم غير دقيق «حوالي 200ألف» ويتكلمون السريانية.    

يؤمنون بأن الخالق واحد أزلي أبدي، خلق سبعة عوالم أرضنا من جملتها، والسماء من سبع طبقات. وصيامهم حوالي (36يوماً) متفرقة بالعام عن أكل اللحوم. والصلاة بعد التطهر بالماء ثلاث مرات قبل كل صلاة. يصلون بالوقوف والركوع والجلوس دون السجود ثلاث مرات باليوم، كل مرة أكثر من ساعة ـ قبل طلوع الشمس، وعصراً أي قبل غروبها، وعند زوالها. يؤمنون برسالة موسى ويعملون بتوراته في الحلال والحرام من الطعام، ويؤمنون بالله وملائكته واليوم الآخر ونبوة يوحنا المعمدان وسر التعميد، ويقدسون الزواج، ويحرمون الطلاق، ويسمحون لرجال الدين بالزواج، وأخذوا عن المسيحية سر القربان المقدس، وعندهم المرأة لا تتحجب. ودرجات علماء الصابئة: الحلالي أي الشماس، والترميدة أي الكاهن، والكنزه ربه أي المطلع على الكتب الدينية، والأرشمة أي رئيس الأمة وصاحب الكلمة، والرباني أي ما بعد الأرشمة، والتعميد عندهم أساسي وأنواع: عماد الولادة بعد 45 يوماً على ولادة الطفل، وعماد الزواج ويتم بمراسيم دينية للعروسين، وعماد الجماعة ويتم في كل سنة كبيسة، وعماد الأعياد، أي يتعمد كل صابئي ولو مرة واحدة في حياته. وأعيادهم متنوعة: العيد الكبير من السابع من آب حتى العاشر، والعيد الصغير في 23ـ 24 تشرين الثاني، البنجة أي عيد الخليقة في الأيام العشرة الأولى من نيسان، وعيد يوحنا المعمدان في 9حزيران. والمحرمات عندهم كثيرة منها: القتل والزنا والميسر واحتساء الخمر حتى السكر وشهادة الزور والفتنة والغيبة والنميمة والربا وخيانة الأمانة وحلف اليمين.

عندهم كتب عديدة منها: «كنزه ربه» أي الكنز العظيم ويسمى (سدرا آدم) أي صحف آدم، (قسم يعالج صفات الخالق والإرشاد، وقسم يعالج شؤون الميت) من يعيده إلى عهد يوحنا المعمدان، ومن يعيده للقرن الثامن الميلادي. «سدرة اويهيا» أي تعاليم يحيى. «سدرا اونشماتا» أي التعميد وسر المعمودية المقدس، ويعتقدون أنه نزل على آدم، وفيه أمور الموت والدفن والصلاة. «اسفر ملواشة» أي سفر البروج، لمعرفة حوادث السنة المقبلة، وأمور الفلك والتنجيم. «الأنياني» أي الأناشيد الدينية، التي تتلى بالصلاة ودفن الموتى. وهناك الشروح والاثنا عشر ألف سؤال ودواوين متنوعة وغيرها).

غطاس نعمة

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ ناجية حراني، مفاهيم صابئة مندائية (مطبعة شركة التايمز، بغداد 1981م).

ـ فخر الدين الرازي، اعتقاد فرق المسلمين والمشركين، مراجعة وتحرير علي سامي النشار (مطبعة لجنة التأليف والنشر، القاهرة 1938م).

ـ أسعد السحمراني، قاموس الأديان (دار النفائس، بيروت 1997م).

ـ عدة مؤلفين، مجمع التفاسير (دار الدعوة، استنبول 1984م).

ـ محمود بن الشريف، الأديان في القرآن (دار المعارف، مصر 1970م).

 


التصنيف : التاريخ
النوع : دين
المجلد: المجلد الحادي عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 909
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1048
الكل : 58481877
اليوم : 54391

السلوفاكي (الأدب-)

السلوفاكي (ال -أدب-)   اللغة السلوفاكية لغة من أسرة اللغات السلافية وهي من المجموعة السلافية الغربية. تتألف من لهجات أساسية ثلاث غربية ووسطى وشرقية، وكانت اللهجة الوسطى أساساً لتشكل السلوفاكية الفصحى ويشير بعض الباحثين إلى أن هذه اللغة أقرب لغات الأسرة السلافية إلى السلافية القديمة. وتعود أقدم وثيقة كتبت بالسلوفاكية إلى القرن الرابع عشر، لكن أول الكتب المدونة بها يعود تاريخه إلى نهاية القرن الثامن عشر.
المزيد »