logo

logo

logo

logo

logo

الزيات (حبيب-)

زيات (حبيب)

Al-Zayyat (Habib-) - Al-Zayyat (Habib-)

الزيات (حبيب ـ)

(1872 ـ 1954)

 

حبيب نقولا الزيات باحث ومؤرخ ومحقق ولد في دمشق وتلقى العلم في مدارسها، ولما أنهى دراسته عمل في المصرف السلطاني العثماني، لكنه لم يلبث أن استقال من عمله وسافر إلى الاسكندرية ليعمل مع أخيه في التجارة، فاستطاع في مدة قصيرة أن يجمع ثروة كبيرة أغنته فيما بعد عن ممارسة أي عمل تجاري، ومكنته من الانصراف إلى البحث والتأليف والتنقيب، وارتياد مكتبات العالم بحثاً عن المخطوطات النادرة، فطاف خزائن الكتب الكبرى في باريس ولندن وفيينا وبرلين ومدريد، إضافة إلى المكتبة الظاهرية في دمشق ومكتبات الأديرة في ضواحيها مثل صيدنايا ومعلولا ويبرود. ولما لم يعد بإمكانه الجمع بين التجارة والعلم صفّى أعماله ورحل إلى فرنسا، حيث تزوج فتاة فرنسية وأقام في مدينة نيس حتى آخر حياته.

كان الزيات مؤرخاً ثبتاً وباحثاً موثوقاً به، ورائداً من رواد البحث العلمي في التاريخ والأدب، وكان كاتباً طويل الباع واسع الاطلاع، قضى معظم حياته منقباً في التاريخ الإسلامي في الشرق والغرب، يستقرئ الكتب النادرة والمخطوطات القديمة أينما كانت، ويمحص ما وصل إليه من نتائج مهمة كشفت عن نواحٍ غامضة من تاريخ النصارى في الحضارة الإسلامية. كان المؤلفون الذين كتبوا في ذلك قبله يرجعون إلى المصادر الأجنبية التي كتبت عنهم، وأكثرها يونانية بعيدة، أما الزيات فقد رأى أفضل ما يمكن الرجوع إليه لمعرفة أحوالهم هو كتابات المؤرخين المسلمين الذين عاشوا معهم وعاصروهم وخبروهم من قرب.

امتاز الزيات بالأمانة في النقل والصدق في القول، والسداد في الرأي، والدقة في النظر. وكان شديد الوطأة، عنيفاً في لومِ من تحدثه نفسه بتبديلٍ أو تغييرٍ أو تصحيفٍ أو تحويرٍ يدخله على النص الأصلي. وقد عُني بتاريخ نصارى الشرق عامة منذ الفتح الإسلامي، فنقل كل ما عثر عليه بشأنهم في آثار الأدباء والشعراء المسلمين، ونشر بعض ما حققه في مجلتي «المشرق» و«المسرة» بطريقة علمية دقيقة. وقد نالت طريقته المنهجية هذه رضى الباحثين من علماء التاريخ والمستشرقين فعُدَّ من أوثق مؤرخي الشرق العربي في العصر الحديث، ومن أكثرهم اطلاعاً، وأوفرهم خدمة للتاريخ، ولذلك فتح له المستشرق الأب هنري لامنس اليسوعي (ت1973م) صفحات مجلة «الشرق» لينشر فيها أبحاثه وتحقيقاته التاريخية، ثم جمع هذه البحوث والتحقيقات المهمة في كتاب دعاه «الخزانة الشرقية» صدر عام1937.

كان الزيات يقضي ساعات فراغه كلها في المكتبة الظاهرية بدمشق التي واظب عليها عشر سنوات، وراجع أهم ما فيها من مخطوطات وكتب نادرة، وأودع ما توصل إلى معرفته والإلمام به كتاباً سماه «خزائن الكتب في دمشق وضواحيها» صدر عن مطبعة المعارف في القاهرة عام1902، وتشهد لـه مؤلفاته القيمة التي نشرها وعشرات المقالات، بسعة الاطلاع والتبحر في التاريخ.

إن من يمعن النظر في مؤلفات الزيات مثل «خزائن الكتب في دمشق وضواحيها» و«الخزانة الشرقية» و«خبايا الزوايا من تاريخ صيدنايا» و«الصليب في الإسلام» و«الديارات النصرانية في الإسلام» و«الوراقة والوراقون في الإسلام» و«سمات النصارى واليهود في الإسلام» و«المرأة في الجاهلية» و«الجمال وشهوده عند الغربيين» و«الروم الملكيون في الإسلام» و«معجم المراكب والسفن في الإسلام»، لابد أن يعجب بصبره وثباته. وفي الأعوام الثلاثة الأخيرة التي قضاها في دمشق لم تحل الشيخوخة بينه وبين مواصلة الدرس والتأليف حتى وافته المنية في مدينة نيس بفرنسا.

عيسى فتوح

مراجع للاستزادة:

 

ـ عبد الغني العطري، حديث العبقريات (دار البشائر، دمشق 2000).

ـ يوسف أسعد داغر، مصادر الدراسة الأدبية (مكتبة لبنان، بيروت 1987).

 


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد العاشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 462
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1037
الكل : 58491946
اليوم : 64460

التربية البدنية والصحية

التربية البدنية والصحية   التربية البدنية Education Physique et Santaire هي إحدى مكونات التربية العامة، وتهدف إلى تقوية صحة الإنسان ونموه الجسدي السليم. وتسهم التربية البدنية في إطار تناسبها وتناسقها مع جوانب التربية الأخرى، كالعقلية والجمالية والجنسية والتعليمية في نمو الإنسان نمواً متكاملاً. وتعود أصول التربية البدنية إلى العصور الأولى من تطور البشرية، فقد عرفت أنواع مختلفة من اللعب والمسابقات التي تعيد إنتاج عمليات العمل، كالصيد والدفاع، وأسهمت الشعائر في تدريب الجسد على التحمل والصبر وتقويمه.
المزيد »