logo

logo

logo

logo

logo

السلفادور

سلفادور

El Salvador - El Salvador

السلفادور

 

جمهورية السلفادور El Salvador أصغر دولة في أمريكا الوسطى، مساحتها 21.4 ألف كم2، يحدها من الشرق والشمال الهندوراس، ومن الغرب والشمال الغربي غواتيمالا، ومن الجنوب المحيط الهادئ الشمالي. أقصى مسافة من الغرب إلى الشرق 262كم، ومن الشمال إلى الجنوب 142كم، وطول الساحل 304كم.

الجغرافية الطبيعية

أراضي السلفادور معظمها جبلية بركانية وعرة، وفيها مناظر طبيعية خلابة، والسلفادور تعني، لغوياً، الأرض الوعرة، وإذا كانت براكين السلفادور في معظمها خامدة حالياً، فإن البلاد كثيراً ما تتعرض للزلازل نتيجة وقوعها في منطقة غير مستقرة من الناحية الجيولوجية، وقد تعرضت لزلزال كبير عام 1986م، وآخر عام 2001م، أحدث كل منهما خسائر بشرية واقتصادية كبيرة، كما تتعرض للأعاصير، مثل إعصار ميتش.

وتقسم السلفادور إلى ثلاثة أقاليم جغرافية هي:

وادي جيبوا الخصيب عند سفوح بركان سان فسانت الخامد

- إقليم الأراضي الساحلية المنخفضة، يقع هذا الإقليم في جنوبي البلاد، ويشمل شريطاً ضيقاً من الأراضي السهلية الخصبة، بعرض يراوح بين 15 إلى 30كم، وهذه الأراضي كانت مراع ومستنقعات وغابات استوائية، قبل أن يحول الإنسان معظمها إلى أراض زراعية تلبية لحاجته إلى المنتجات الغذائية الزراعية،

- الإقليم الأوسط، ويشمل وسط السلفادور، يعد الإقليم الزراعي الرئيس في البلاد، وفي جنوبه تقع سلسلة الجبال الساحلية المرتفعة، وتنتشر في هذه الجبال البراكين الخامدة، وعلى سفوحها توجد غابات الصنوبر ومزارع البن، وإلى الشمال من هذه السلسلة تمتد هضبة عريضة تنتشر فيها التربة البركانية والمراعي الخضراء.

- إقليم المرتفعات الداخلية، ويقع في شمالي البلاد، وأعلى ارتفاع فيها جبل كريستو الذي يرتفع إلى 2418 م فوق سطح البحر، ومعظم أراضي هذه المرتفعات تشغلها سلسلة المرتفعات الداخلية المنخفضة، والمغطاة بالحمم والرماد والصخور البركانية، ومن هذه السلسلة ينبع نهر اللمبا Lempa، أكبر أنهار السلفادور، وهو نهر صالح للملاحة، ويجري بطول نحو 320 كم، قبل أن يصب في المحيط الهادئ.

مناخ السلفادور مداري، يختلف نسبياً بين منطقة وأخرى، وفيه تمايز واضح بين الفصول، إذ إن فصل الشتاء الرطب ممطر، الذي يمتد بين أيار وتشرين الأول، وكمية الأمطار تراوح بين 1500  و2100 مم/سنة، وصيف جاف يمتد من تشرين الثاني وحتى نيسان، وتتفاوت درجات الحرارة بسبب الارتفاع غالباً، وسطي درجة الحرارة السنوي نحو 72 ْ على الساحل و32 ْ في الجبال.

الجغرافية البشرية

سوق في الهواء الطلق في سان سلفادور لبيع الخضار والفاكهة الطازجة إضافة إلى الأزهار

بلغ عدد سكان السلفادور نحو 6.5 مليون نسمة عام 2003م بحسب حوليات الأمم المتحدة، وبمعدل نمو سكاني يبلغ  2% تقريباً في السنة، منهم 92% من سلالة مختلطة من الهنود والبيض، و5% من البيض، والباقي من الهنود، ومعظم السكان (83%) من المسيحيين الكاثوليك، و8% من البروتستنت، وهم في تزايد بسبب النشاط التبشيري الذي تقوم به مجموعات بروتستنتية،والباقي من أديان أخرى.

 وتعد السلفادور من أكثر بلدان نصف الكرة الأرضية الغربي كثافة سكانية، إذ تبلغ هذه الكثافة نحو 310 نسمة في الكيلو متر المربع، ومعظم السكان يتمركزون بين خطي ارتفاع 600- 1200متر فوق سطح البحر.

تعاني السلفادور تفاوتاً طبقياً كبيراً، ويعيش نحو نصف سكان السلفادور في مزارع أو في مدن صغيرة ويعملون في الزراعة، وتختلف بيوتهم اختلافاً كبيراً، إذ يسكن الفقراء غالباً في بيوت من الطين والقش، في حين يسكن الأغنياء من ملاك مزارع البن في بيوت كبيرة ومريحة، وهذا التفاوت ينطبق على سكان المدن أيضاً. ويعيش نحو نصف السكان تحت خط الفقر ويعانون من سوء التغذية ومن انتشار الأمراض، مثل الملاريا والتهاب الأمعاء وذات الرئة وغيرها. واللغة الرسمية في السلفادور هي اللغة الإسبانية.

أهم مدن السلفادور العاصمة سان سلفادور، ويبلغ عدد سكانها نحو 700 ألف نسمة مع الضواحي، ومدينة سان سلفادور الجديدة، وعدد سكانها نحو 200 ألف نسمة. إضافة إلى مدن أخرى مثل وسانتا أنا Santa Ana وسان ميغيل San Miguel وغيرها. ويتميز سكان السلفادور بحبهم لرياضة كرة القدم، وشغفهم بالتنزه في الحدائق والمناطق السياحية القريبة من البحيرات أو على شاطئ المحيط  الهادئ.

الجغرافية الاقتصادية

تعد السلفادور دولة زراعية، ويعمل في الزراعة 30% بينما يعمل في مجال الصناعة 15% وفي الخدمات 55% (عام 1999)، وتشكل التربة البركانية الخصبة أهم مورد طبيعي، وتغطي المزارع والمراعي ثلاثة أرباع مساحة البلاد، وأهم المزروعات البن والقطن وقصب السكر في المزارع الكبيرة، والفول والشعير والأرز وغيرها في المزارع الصغيرة. ويعد البن أهم المحاصيل الزراعية، إذ بلغ الإنتاج 136 ألف طن عام 1996م.

وتتركز النشاطات الصناعية في استخراج كميات قليلة من الثروات الباطنية، مثل الذهب والفضة والزنك، وقد شجعت الدولة  قيام بعض الصناعات وخاصة صناعة المواد الغذائية  والكيميائية ولفائف التبغ، والمشروبات والمنسوجات والمعادن الخفيفة، وغيرها. وبلغ معدل نمو الإنتاج الصناعي 3% ( تقدير عام 2002م). وبلغ الناتج المحلي الإجمالي 9057 مليون دولار أميركي عام 1995 م، بلغت مساهمة  الزراعة فيه بنحو 14 %، والصناعة 22 %، وقطاعات أخرى 64%.لكن طول شبكة الخطوط الحديدية تناقص من 562 كيلو متراً إلى  283 كيلو متراً، بسبب عدم الاستعمال وقلة الصيانة. طول الطرق السريعة نحو 11 ألف كيلو متر منها نحو 2000 كم معبدة والباقي غير معبدة. أهم الموانئ أكاجوتلا Acajutla لالبرتاد La Libertad، التريانفو El Triunfo.

تصدر السلفادور البن والسكر والمنسوجات والمواد الكيميائية، وتستورد المواد الأولية والسلع الاستهلاكية، والنفط الخام، ووسائل النقل، وبعض المواد الغذائية. وأهم الشركاء التجاريين للسلفادور الولايات المتحدة الأمريكية وغواتيمالا والمكسيك وفرنسا.

لمحة تاريخية

بقايا أهرامات يعود تاريخها إلى ماقبل استعمار أمريكا

كان الهنود الحمر أول شعب سكن هذه المنطقة التي تشغلها اليوم السلفادور، وقد قدموا إليها من المكسيك منذ بداية الألف الثالث قبل الميلاد، ثم قدمت إلى هذه المنطقة جماعات أخرى من الهنود الحمر، وأقاموا فيها حضارة مستقرة تدل عليها بقايا الأهرامات التي بناها هنود المايا من الحجر الجيري بين عامي 100 و1000م، كما أن هؤلاء الهنود بنوا المدن وزرعوا المحاصيل الزراعية المختلفة. وفي عام 1525م احتل الإسبان السلفادور، وفي العام نفسه بدئ ببناء مدينة سان سلفادور العاصمة الحالية للبلاد. وبقيت البلاد مستعمرة إسبانية حتى 1821م، وبعد الاستقلال شكلت السلفادور مع غيرها من دول أمريكا الوسطى ما عرف باسم الولايات المتحدة لأمريكا الوسطى، ولكن هذا الاتحاد أخذ بالتصدع بدءاً من عام 1838، وأعلنت السلفادور انفصالها عن هذا الاتحاد رسمياً عام 1841م، وأصبحت دولة مستقلة ذات سيادة، ولكنها عانت من عدم الاستقرار السياسي، وقد هزها العنف السياسي بقوة في السنوات الأخيرة من القرن التاسع عشر.

 ومنذ بداية القرن العشرين أخذ هذا الوضع بالتحسن قليلاً، وفي عام 1992 توقفت الحرب الأهلية في السلفادور والتي راح ضحيتها نحو 75 ألف مواطن، وتسببت بأضرار بالغة في الاقتصاد الوطني، ولكن السلفادور ما تزال تعاني من مشكلات كثيرة، اجتماعية واقتصادية وسياسية، منها سوء توزيع الثروات الوطنية، واحتكار الزعماء السياسيين والعسكريين وعدد قليل من الأسر لمعظم الأراضي الزراعية في البلاد، وهذا أدى إلى ظهور حركات مسلحة مناهضة للحكومة ـ يسارية في غالبيتها ـ  واحتجاجات شعبية تطالب بالتوزيع العادل للأراضي الزراعية وتوفير العمل للفقراء، كما تعاني البلاد من مشكلات بيئية خطيرة، منها تلوث الماء، وتلوث التربة وانجرافها، وقطع الأشجار وغير ذلك.

ينص دستور السلفادور الحالي الذي اعتمد عام 1983م، على أن الدولة جمهورية ديمقراطية، يُنتخب الرئيس فيها من قبل المواطنين ممن بلغوا سن 18 عاماً، وذلك لمدة خمس سنوات غير قابلة للتجديد، ويعين الرئيس مجلس الوزراء وحاكماً لكل قسم، ويوجد في السلفادور برلمان عدد أعضائه 84 عضواً، يتم انتخابهم من قبل المواطنين، لمدة ثلاث سنوات. وفي السلفادور عدد كبير من الأحزاب منها: الحزب الديمقراطي المسيحي وحزب التحالف الجمهوري الوطني وحزب المصالحة الوطني والحزب الشيوعي والحزب الديمقراطي التحرري وغيرها، ويوجد عدد من المنظمات الشعبية والنقابات، وهذه الأحزاب والمنظمات في معظمها تعمل من أجل حل المسائل الداخلية بالطرق السلمية ووقف الحروب الأهلية ومعالجة آثارها.

محمد سليمان

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ علي موسى ومحمد الحمادي، جغرافية القارات، دار الفكر (دمشق 1982).

ـ محمد توفيق سماق، العالم أواخر القرن العشرين (مطبعة الآداب والعلوم، دمشق  1998).

 


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الحادي عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 88
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1052
الكل : 58481378
اليوم : 53892

غريفز (روبرت-)

غريڤز (روبرت ـ) (1895 ـ 1985)   ولد الشاعر والروائي روبرت رانكِه غريڤز Robert Ranke Graves في لندن وورث الشعر أباً عن جد، إذ كان والده الشاعر الإيرلندي آلفريد غريڤز، وجده الشاعر والأستاذ في الرياضيات في جامعة دبلن تشارلز غريڤز، فأخذ عنهما تقاليد الشعراء السلتيين في إيرلندا وويلز، كذلك كان جده لأمه ليوبولد فون رانكه Léopold von Ranke مؤرخاً ألمانياً. شارك غريڤز في الحرب العالمية الأولى شاباً، فكانت تجربة رهيبة مرّ بها مثل مئات الآلاف من الشباب الذين قضى كثير منهم فيها، أما هو فقد خرج منها جريحاً في معركة سوم Somme، وظل يعاني تلك التجربة سنوات طويلة. تابع دراسته في جامعة أكسفورد بعد انتهاء الحرب وحصل على درجة الإجازة في الأدب عام 1926، ثم سافر إلى مصر حيث علّم في الجامعة المصرية في القاهرة، وشغل كرسي الشعر في جامعة أكسفورد بين أعوام 1961ـ 1966.
المزيد »