logo

logo

logo

logo

logo

زن

زن

Zen - Zen

زن

 

زن Zen كلمة يابانية محورة عن الكلمة الصينية تشن Chan المشتقة من الكلمة السنسكريتية ديانا Dhyana، وتعني حرفياً التأمل أو التركيز. وهي مدرسة من أهم المدارس البوذية في اليابان، تزعم أنها تعبر عن جوهر البوذية وروحها، حين تحاول المرور بتجربة الاستنارة التي بلغها بوذا الأكبر وهي صورة من بوذية المهايانا (المركبة الكبرى ) وإن امتزجت بعضها بتعاليم الهنايانا (المركبة الصغرى). ومن تعاليمها: إن الخلاص يأتي من الاستنارة الداخلية، التي تكون في لمحة خاطفة على نحو ما حدث لبوذا، بمعنى أنها تحوّل فجائي يمكن بلوغه هنا والآن، كما تعلّم الزن أن الحقيقة الوحيدة هي طبيعة بوذا التي تنكشف لنا بغتة عندما نستدير إلى داخل أنفسنا، وقد نشأت في الصين في القرن السادس باسم مدرسة تشن، وأصبحت مدرسة مستقلة في بداية القرن الثامن.

وبحلول عام 750 كان لديها نظام خاص بالأديرة وقواعد الحياة فيها، وأصبحت تعادي ما أصبح تراثاً في البوذية، وتنظر نظرة عدائية إلى الصور والكتابات المقدسة وتنبذ النظرية لصالح الفكر العيني وتستبعد النظر الميتافيزيقي عامة، كما تخلت عن التجربة الدينية المتدرجة ومستوياتها في سبيل لحظة واحدة، وقد جمعت هذه الأمور أشياء كثيرة مشتركة مع تعاليم الطاوية الصوفية، ورُدّت بداياتها إلى تشو تاو شنغ Chu-Tao -Sheng الذي شاعت  تعاليمه بين عامي 397 ـ 434، وإلى تلاميذه الذين تعلموا على يدي لنكا فاترا سوترا الذي هاجم فكرة الامتياز أو الجدارة، وإلى بوذا أهرما الذي تنسب إليه أساطير معجزة التحديق ـ الحملقة ـ في جدار ناصع البياض مدة تسع سنوات، وإلى الرهبان المشهورين الذين التفوا حول هوي ننغ وإلى تلميذه تشن هو الذي أسس مدرسة في جنوبي الصين. ثم انتشرت في اليابان انتشاراً واسعاً في القرن الثاني عشر، مشددة على أهمية الوعي والإدراك الحدسي المباشر، ومع أن البوذية دخلت إلى اليابان عن طريق كوريا، فإن الاتصال كان مع الصين.

كانت فرق الزن قد دخلت إلى الصين على يد الراهب الهندي بودي دارمـا Bodhidharma (ت 528) وقد انسجمت مع العناصر المعبرة عن السكينة في تراث الطاوية.

ادمجت الزن في تعاليم تنداي Tendai، ولكنها لم تزدهر إلا بعد أن أسس الراهب إيزاي (1141ـ1215) Eisai   مدرسة زن رنزاي Rinzai سنة1191، وكانت إحدى فرقتين رئيسيتين في بوذية زن اليابانية، تركزان على بلوغ الاستنارة بطريقة حدسية مفاجئة، عن طريق إيقاظ الوعي المستبصر، ثم انقسمت هذه الفرقة إلى خمس عشرة فرقة فرعية، لها ما يقرب من ستة آلاف معبد، وقد كان إيزاي انتقائياً إذا ما قيس بدوجن Dogen، إذ اهتم بالجوانب الثقافية  في بوذية زن أكثر من أي جوانب أخرى، أما دوجن فهو أحد فلاسفة اليابان العظام الذي ينسب إليه تأسيس مدرسة زن سوتو Soto الفرقة الثانية الكبيرة في بوذية زن اليابانية، وقد جمعت شخصيته المبدعة بين ممارسة التأمل والنظر الفلسفي الجاد وأصبح أحد قادة بوذية اليابان في حقبة كاماكورا (1192ـ1333) وكان قد درس التأمل في الصين بين عامي 1223و1233، ووصل إلى مرحلة الاستنارة بإشراف أحد معلمي الزن، ثم عاد إلى اليابان وعاش في معابد مختلفة وعمل على نشر ممارسة التأمل وألف كتاباً عن هذه الممارسة.

تتابع بوذية زن استنارة الرسل ابتداء من سكاياموني Sakyamuni  ـ بوذا الأكبر ـ أول مستنير، حتى وصل تلميذ شاب في قاعة التأمل إلى معنى الكوان Koan، وهو أصلاً عبارة عن سؤال موجز أو عبارة مقتضبة تعبر عن مأزق عقلي أو حيرة ذهنية، يستخدمه الراهب المبتدئ في تأملاته ويبذل جهداً كبيراً في حله بهدف إنهاك العقل والإرادة، بحيث يصبح الذهن مهيئاً لتلقي الجواب بصورة حدسية. ويقال إن هناك 1700 كوان جمع معظمها الراهب فوان وو Vuan-Wu. والكوان وسيلة تعليمية استخدمتها مدرسة رنزاي في الوقت الذي أصرت فيه مدرسة زن سوتو على أهمية التأمل بما هو تأمل، من حيث أنه يؤدي إلى التوصل الفجائي إلى الحقيقة.

وترتبط كلمة زن بالفنون، كتنسيق الأزهار وحفلات الشاي أو الصفاء الصوفي الهادئ في حديقة ليس لها شكل محدد في الظاهر، إذ يرى بعضهم أنه بذلك يمكن ألا يكون هناك استبصار مباشر بصحوة عميقة أو وثبة حدسية وجودية إلى المطلق.

وفي عصر سونغ Sung، كان أثر تشن قوياً في مختلف الفنون الصينية ولاسيما في تصوير المناظر الطبيعية.

عبد الحميد الصالح

الموضوعات ذات الصلة:

 

البوذية ـ الطاوية.

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ إميل برهييه، تاريخ الفلسفة، ترجمة جورج طرابيشي (بيروت 1987)    

ـ فريدريك كوبلستون، تاريخ الفلسفة، تحقيق إمام عبد الفتاح (القاهرة2002)

ـ البان ج. ويدجيري، المذاهب الكبرى في التاريخ، ترجمة زوقان قرقوط (1972)

 


التصنيف : الفلسفة و علم الاجتماع و العقائد
المجلد: المجلد العاشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 403
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1043
الكل : 58481107
اليوم : 53621

الباب المفتوح ( سياسة-)

الباب المفتوح (سياسة ـ)   سياسة الباب المفتوح Open door policy هي مجموعة أسس ومبادئ أدرجتها حكومة الولايات المتحدة الأمريكية في مذكرتين وجهتهما عامي 1898و1899 إلى الدول الأوربية واليابان وروسية، تعارض فيهما نهج تقسيم الصين إلى مناطق نفوذ فيما بينها، وهو ما كان سيضر بالمصالح الأمريكية في التجارة الحرة معها. كما تشمل سياسة الباب المفتوح جملة سياسات وتدابير اتخذتها أمريكة للوصول إلى حصة من نفط منطقة الخليج العربي، في عشرينات القرن العشرين.
المزيد »